أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حمدي سبح - تداعيات مقتل بن لادن














المزيد.....

تداعيات مقتل بن لادن


أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)


الحوار المتمدن-العدد: 3353 - 2011 / 5 / 2 - 12:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر مقتل بن لادن انتصارآ قويآ للحرية والعدالة والديموقراطية في كل انحاء العالم ، فرحيل ارهابي روّع العالم بكوارثه وفظائعه لابد أن يكون له تأثير على دفع قوى النور في مواجهة قوى الظلام ، التي تعمل على التغلغل في المجتمعات كافة الغربية منها والشرقية ، الشمالية منها والجنوبية .

قد يجادل البعض أن رحيل بن لادن لايعني نهاية فوريه لتنظيم القاعده الارهابي ، وهذا أمر لاغبار عليه ، ولكن لا يجب ان ننسى أن بن لادن ينتسب الى عائلة من أغنى أغنياء السعوديه على الرغم من تبرأ العائلة منه الا أن ميراثه وثرواته التي جمعها والتي تقدر بمئات الملايين من الدولارات كانت توفر تمويلآ جيدآ للتنظيم ، اضافة الى علاقاته مع ممولين سريين من دول الخليج العربي ، ولاشك أن هذا الرحيل لرأس التنظيم ومموله الأكبر لابد أن ينعكس على القدرات الحركية والتنظيمية للتنظيم خاصة وأن ضعف التمويل سيشل كثيرآ من خطط التنظيم ويفقده كثيرٌ من الاتباع والمعاونين الذين كانوا يتعاونا مع التنظيم أو يوفروا له غطاءً وملاذً آمنآ على شاكلة فصائل من قبائل الطوارق التي توفر الحماية والملاذ لجزء مهم من تنظيم القاعده في بلاد المغرب العربي وجنوب الصحراء ، والتي كانت في المقابل تحصل على تمويلات ومدفوعات مالية نظير ذلك .

فان أضفنا الى ذلك التطور الكمي والكيفي النوعي للعمليات والمواجهات الأمنية ضد هذا التنظيم فاننا التنظيم يكون أمام معضلة من ارتفاع حدي كبير في التكاليف المالية والادارية والتنظيمية لعملياته الارهابية ، خاصة وان التنظيم قد واجه خلال السنوات الماضية تنسيقآ دوليآ مكثفآ في سبيل تجفيف ينابيعه التمويلية ، مما يفرض على التنظيم مزيدآ من الصعوبات ورفعآ متواصلآ للتكاليف والمجهودات اللازمة للقيام بأعماله الاجرامية الارهابية .

ويعتبر اضعاف تنظيم القاعدة بهذا الشكل المؤثر نصرآ مهمآ للثورات الشعبية العربية التي ما فتأت نظم الحكم فيها تردد شعارات الخوف من سيطرة الاسلاميين على الحكم وسيطرة تنظيم القاعده على الشارع والمجتمع ، مما سيسبب كوارث للدول الغربية وللعالم أجمع ، وقد أصبح من المؤكد ان وجود أنظمة الحكم هذه هو ما تسبب في وجود ودعم تنظيم القاعده وخلاياه في العالم الاسلامي بل ان أنظمة الحكم هذه لم تتورع عن التعاون مع هذا التنظيم من حين لآخر ، بالطبع في الخفاء وبعيدآ عن أعين المخابرات الاجنبية لتعطي المبرر لوجودها في اطار سياسة الخوف ، اخافة المجتمعات المحلية الخاصة بها والمجتمعات الدولية من ذلك البعبع (وهو كذلك فعلآ) المسمى بتنظيم القاعده .

من ناحية أخرى لابد من استغلال هذه المناسبة واعلان الدول الاسلامية خاصة من خلال تنظيمات المجتمع المدني والتنظيمات الشعبية تأييدها لهذه الخطوة ودعمها لكل الخطوات التي من شأنها اجتثاث كل التنظيمات الارهابية والمتشدده من كافة انحاء العالم ، وهو ما سيعطي انطباع وتأكيد قوي لرفض المسلمين لكل أشكال التشدد الديني والمذهبي ورفض العنف ، وهي الصورة التي للأسف نجح تنظيم القاعده وغيره من التنظيمات المسماه بالجهادية والسلفية في نقلها ال العالم جاعلين بسبب أقوالهم وأفعالهم المسلم مرادف للارهابي .

وهو الأمر الذي يحتاج منا ثورة شعبية أخرى ولكنها ليست على مستوى الشارع وانما على مستوى الفكر والتعليم والأسلوب والممارسة ، ورفض كل الجماعات والتنظيمات التي تدعي التحدث باسم الدين واحتكارها للدين بصرف النظر عن أسلوبهم الناعم في الكلام او ابتساماتهم أو وعيدهم وصراخهم على المنابر ، فلابد من القضاء على كل هذه الجماعات والتنظيمات والتخلص منها لأن وجودها يعني القائنا في أنفاق سحيقة مظلمة من التخلف والضياع والظلام ، ونشر للكراهية والاقصاء لمعارضيهم الذين درجوا على تسميتهم بالكفار ، فالخلاف مع أمثال هؤلاء يخرج من مجال الاختلاف والخلاف البرامجي السياسي والمنهجي العملي الى اطار ضيق يحددون هم أبعاده من الايمان والكفر والصدق والضلاله وفقآ لتعريفاتهم الذاتية ومفاهيمهم الخاصة ، فان أردنا النور فلابد من التخلص من خفافيش الظلام .



#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)       Ahmad_Hamdy_Sabbah#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يمكن احداث مصالحة مع التيارات الاسلامية
- الى أشقائنا ثوار اليمن
- كفاكم ... دعونا لشأننا
- يا داعيآ الى النور
- ضروريات التدخل العسكري في ليبيا
- آليات التعامل الراهن في الثورة المصرية
- الامامان الأعظمان
- في سياسة الاخوان والسلفيين
- لا تقل السلف الصالح بل قل الخلف الصالح
- المجلس الأعلى وحماية الثورة المصرية
- دلالات غزوة الصناديق
- ردآ على النظام السوري
- ردآ على النظام السعودي
- نظرة في العلمانية
- ماذا تعني السلفية ؟
- في المادة الثانية من الدستور المصري
- في الخطاب والفكر الديني


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حمدي سبح - تداعيات مقتل بن لادن