أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حمدي سبح - لا يمكن احداث مصالحة مع التيارات الاسلامية















المزيد.....

لا يمكن احداث مصالحة مع التيارات الاسلامية


أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)


الحوار المتمدن-العدد: 3350 - 2011 / 4 / 29 - 14:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يمكن احداث مصالحه مع التيار الاسلامي لأنه ينطلق من فرضيه تكفيريه محضه أو على الأقل في تحليلها النهائي حتى لو حاولوا أن يظهروا خلاف ذلك لحين وصولهم الى الحكم ، هم فقط يحتكرون الدين ونصبوا انفسهم المتحدثون باسمه ، ويعتمدوا في مرجعياتهم الادبية والفكرية الى كتب التراث القدبيكم التي تعزز وجهات نظرهم مع اغفال تلك التي قد تضعف من قوتهم اضافة الى قصر الجيمن على السلف دونما الخلف معتقدين أن السلف فقط هو الصالح أما الخلف فطالح ولا يستطيع الصلاح الا اذا استحضر الأسلاف .

أي من ناحية اخرى هم ماضويوا الفكر يعيشون في الماضي ومنبتين الصله بالمستقبل ومن مفارقات القدر أنهم يتشابهون في ذلك مع كونفوشيوس الحكيم ، عندما أختلف كليبرالي مع يساري حول البرامج والاهداف فاننا نخطئ بعضنا البعض فكل يرى طريقه الأسلم والأفضل أما ان اختلفت مع من يسمي نفسه اسلاميآ فانه يكفرني لأنه يقول أن مرجعيته الدين أما انا مرجعيتي دنيويه ورافضه للدين وبالتالي تنهال تهم التكفير علينا نحن وأصدقائنا ولا حظوا كلمة أصدقائنا اليساريون فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية لدينا بينما هو لدى الاسلاميين يفسد للدين والآخرة مضمونآ ونهاية وبئس المصير كما يتوهمون ، كلها محاولات اما فهم خاطئ للدين واما متاجرة بالدين لأغراض التكسب أو الحوزة السلطويه .

فسؤال بسيط كثير من هؤلاء الذين يخرجون علينا في الفضائيات وهم ليسوا موظفين في جهة ما ولا يتقادون راتبى من مؤسسة ما - أو هكذا هو المشاهد - من أين لهم اموالهم وأرزاقهم أمن القنوات الفضائية أم 0900 أَوَ هذا هو الدين أصبح مهنة تباع بها الفتاوي وأحاديث الوعظ والهدايه ولمن يدفع ، صراحة ما نمى الى علمنا أن رسولآ أو نبيى بما فيهم آخر الرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد ماتوا أغنياء بل كانوا وهم الرسل المرسلين من قبل المولى عز وجل يعملون في الرعي والنجارة والتجارة ليكسبوا رزقهم لا من بيع دينهم .

وياليتهم يتحدثون عن أمور تكفل التقدم والتطور كحث على العمل والابتكار والتطوير ونشر المحبة بين الناس وعدم الوقوف على المظاهر والاشكال وانما هم ينشرون محض كراهية تجاه المغايرين لهم في الدين والمذهب أو تجاه النساء فتارة حجاب وتارة نقاب وتارة لا تسلمي لا تتحدثي لا تخرجي من البيت ، وكلها محاولات لمدارة لضعف وعدم قدرة على التحكم في الغرائز مع ان الامر الالهي بغض البصر جئ بصيغة الأمر للذكور والاناث على حد سواء ، وكما ان الرجل لديه مشاعر وأحاسيس فكذلك المرأه بل واكثر لأنها عاطفية بطبعها الجميل ، فلم هي مكلفة فقط بان تغطي شعرها ووجها اتقاء نظرات وتحرشات الرجال -أو هكذا يظنون - وماذا فعل الرجل لاتقاء نظرات النساء أم أنهن لا عيون لهن ولا مشاعر ولا غرائز لهن .

بل وصل الأمر بأحد السلفيين ان عرف الليبرالية بأنها هي خروج الأم من غير حجاب !! .. ناهينا عما يشي به هذا التعريف الجديد من نوعية الثقافة التي يتسم بها هؤلاء ولكن من ناحية أخرى ألهذه الدرجة تخافون من النساء وتعتبرون الحجاب لب الدين ، أي أن امرأة زنت وسرقت وقتلت ونصبت واحتالت على الناس فانه من المفروض أنها الى النار ملقاه أما لو أن امراة أخرى لم تفعل كل ذلك بل وكانت تصلي وتزكي -بما يرضي الله فعلآ - وتصوم وحجت الى بيت الله ولكنها لم تكن ترتدي الحجاب فانه أيضآ الى النار ملقاه ، الطريق الى الجنة يا ساده أعمق وأكبر وأصعب بكثير جدآ من مجرد قطعة قماش على الرأس ، وبالمناسبة هو بعد كل ذلك طريق مجاني .

كلها مسائل يقفون عليها جاعليها لب الدين وتجعل حتى الأجانب يتندرون بها علينا في اطار استعداداتهم لغزو المريخ بعد ان غزونا في سالف العصر والأوان بالبنادق والمدافع والدبابات فيما نحن خرجنا عليهم بالخيل والبغال والحمير ونصل السيوف ، وأخير الامر غزوة الصناديق في مصر فمن يصوت بنعم فهو مع الله كما قال من يقال عنه أحد مشايخ السلفية ، أي أننا من صوتنا بلا فالى جهنم وبئس المصير ، فكيف بالتالي يمكن احداث مصالحه بين من يقول لك أنه هو هو فقط الذاهب الى الجنه فيما انت ما الا عدو الله وأعداء الله بالطبع معروف ما يجب فعله فيهم في الدنيا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو أو ينفوا من الارض ، فكيف نتحدث بعد ذلك عن مصالحه بين أهل الجنة وأهل النار ، بالنسبة لنا فان التقتيل والصلب والتقطيع والنفي لابد فعلا من حدوثه ولكن ضد الفاسدين الذين سرقوا اموال الشعب وعذبوه في السجون ونكلوا به في المعتقلات ودمروا مستقبلنا ويورثونا لأبنائهم ويعمدون الى تطبيق القانون على الضعفاء فيما الأقوياء هم سالمون معفيون .

نطبق ذلك على من يستغل الدين لتحقيق مآرب دنيويه لا لاهوتية حقيقية ويحرمون الخروج على الحاكم الظالم الذي يحتكر هو وأسرته الحكم والمال حتى ولو كان شعبه غنيآ ، فمنذ متى كان غنى الانسان مبرر لسرقته ، ويكتفون بتطبيق الحدود على السارقين الصغار والقاتلين الصغار أما الكبار منهم والسفاحين منهم ومن يرسلوا معارضيهم الى غياهب السجون والمعتقلات في أعماق الصحراء فهم في حل من ان تطبق عليهم أية حدود .

وأخيرها وليس آخرها ما قام به الطاغية علي عبد الله صالح طاغية اليمن فبعد أن عجز أن يواجه الثورة اليمينة الشريفة الطاهرة التي خرج فيا الأحرار الشرفاء ضد طغيانه مفساده وسلبه ونهبه هو وأسرته بعد أن عجز عن مواجهتهم وفض صمودهم لجأ الى الحيلة التي يلجأ اليها غالبية الاسلاموين أو حتى الاسلاميين عندما يفقدون القدرة على مقارعة المنطق بالمنطق فيلجأون الى لعبة النساء والشرف ، فيقوم الطاغيه بالمطالبة بمنع الاختلاط بين الرجال والنساء وأن هذه الثورة مفسدة وستدمر قيم وعادات اليمن ومبادئه لأنها سمحت بالاختلاط بين الرجال والنساء ، انه يطعن في شرف الشرفاء ، أَوَ من الشرف يا حاكم اليمن ان تحتكر حكم بلادك طيلة أكثر من ثلاثة عقود ولا تستطيع ان تنتشلها من الفقر والعوز والبطالة ، أَوَ من الشرف يا حاكم اليمن أن ينتشر في عهدك الفساد والافساد الى مستويات لم تشهدها اليمن منذ عهد الملكة بلقيس التي بالمناسبة كانت اعظم منك بمراحل لأنها نقلت اليمن وشعبه من دار الظلام الى دار النور فيما أنت يا من أبكيت اليمن أسكنت اليمن الظلام .

ثم كيف الحال لو فشل الاخوان أو السلفيون في تحقيق نجاح في تطوير البلاد أو جنحوا بها نحو واقع مرير فقام الشعب باسقاطهم في الانتخابات التي سوف تعقد بشكل دوري وحر ونزيه - أو هكذا هو المفترض- وجئ ساعتها بنا نحن الليبراليون أو حتى جئ باليساريين أمعنى ذلك أن الشعب صوت ضد الدين أو صوت ضد من أساؤوا القيام بالدين فلو أنه الأمر الأول -وهو بالطبع لن يكون كذلك ولكن نورده كفرض أكاديمي خيالي - ولكن فلنفترض ذلك فان معنى ذلك أن هؤلاء الاسلاميون تسبووا في اهانة الدين الذي هو براء مما فعلوا ، وان كان الأمر الثاني - وهو الحقيقي - فان معنى ذلك أنهم لم يستطيعوا القيام بالدين على الوجه الصحيح أي أن تفسيراتهم خاطئه و أن الواقع الذي فرض الله عليه التغير والتطور قد تجاوز ماضويتهم الفكرية والشكلية والعملية .

وان أردنا أن نتاجر بالدين فنحن الليبراليون أو حتى اليساريون فلنكن نحن أيضآ اسلاميين ولكن كل له مفهومه عن الاسلام فلا نرى بيننا ولا بين من يقولوا عن انفسهم انهم اخوان او سلفيون او اسلاميون لا نرى اليوم من يحمل صك تفويض من المولى عز وجل بولايته على الأرض حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، والدين في النهاية أي دين ما هو الا عام وعنوان فيما الحياة خصوصيات باختلاف الزمان والمكان وطرق ووسائل وأساليب لابد ان تخضع لهذه العمومية وذلك العنوان .

وعليه فنحن الليبراليون أوحتى اليساريون ... اسلاميون أيضآ فالدين فيه هذا وفيه ذاك ونستطيع ان نخرج منه ما يدعم وجهات نظرنا ونعتبره الطريق الحق القويم ، ولكننا لا نتاجر بالدين ذلك لأننا لا نزرع الشوك .



#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)       Ahmad_Hamdy_Sabbah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى أشقائنا ثوار اليمن
- كفاكم ... دعونا لشأننا
- يا داعيآ الى النور
- ضروريات التدخل العسكري في ليبيا
- آليات التعامل الراهن في الثورة المصرية
- الامامان الأعظمان
- في سياسة الاخوان والسلفيين
- لا تقل السلف الصالح بل قل الخلف الصالح
- المجلس الأعلى وحماية الثورة المصرية
- دلالات غزوة الصناديق
- ردآ على النظام السوري
- ردآ على النظام السعودي
- نظرة في العلمانية
- ماذا تعني السلفية ؟
- في المادة الثانية من الدستور المصري
- في الخطاب والفكر الديني


المزيد.....




- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حمدي سبح - لا يمكن احداث مصالحة مع التيارات الاسلامية