أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فرياد إبراهيم - الكِلابُ فِي نَعِيم وَالبَشَرُ فِي جَحِيم














المزيد.....

الكِلابُ فِي نَعِيم وَالبَشَرُ فِي جَحِيم


فرياد إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3398 - 2011 / 6 / 16 - 22:34
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يا هول ما أبصرت عيني و سمعت أذ ني فلا أبصرت عيني ولا أذني
مشهدان على شاشة التلفاز أرّقاني ليلة البارحة :

المشهد الأول:
سيدة شقراء تربت على رأس كلب راقد في نقالة يحملها رجلان بملابس العمل.
في عينيها دموع تترقرق. وتحمل في يدها زجاجة حليب أطفال فيها سائل اصفر.
وبين الفينة والفينة تغرز فتحة الزجاجة وبرفق متناه في فم الكلب .
النقّالة تحمل الى داخل سيارة إسعاف ما رأيت بأفضل منها ما بين جميع سيارات الأسعاف البشري التي وقع عليها بصري في كل حياتي.
أحد الرجلين يوجه سؤالا عن الحالة، فتجيب:
- لم يذق طعما لأكل.. قدمت له جميع انواع الطعام والشراب فامتنع عنها الا عن هذه.
ناولته الزجاجة. قلبها بين يديه متفحّصاَ. قرأ ما كتب عليها وبخط عريض: كويبسل، بيرة - جعَة - منعشة خاصة بالكلاب، مخففة.

*********************
المشهد الثاني:
صبيّ افريقي يحفر بأضافره في الأرض حفرا كما تفعل القوارض.
على مقربة منه تقتعد أمه الأرض وذقنها تفترش ركبتين تخالهما قُدّتا من خشب. امامها تنتصب آنية فوق ثلاث قطع من الصخر وتحتها نار تشتعل في حطب بدخان ولا لَهَب. وفي داخل الآنية جثث لأربعة فئران بيضاء تعوم في ماء ضحل كدر مضطرَب.
انتقلت عدسة المصور الى بقعة أخرى من العالم.
ثم عادت بعد دقائق.
وهاهو رأس الصبي يطلّ من فوهة حفرة عميقة ويلوّح بيده الماسكة بأذيال ثلاثة فئران بيضاء حيّة طازجة ويبتسم إبتسامة الظفر، مكشّرا عن أسنان جميعها أنياب.
****************
قرأت كثيرا في حياتي فلم يحضرني في تلك اللحظة كلمات أصف بها المشهدين خير من مقولة الكاتب المسرحي الانكليزي الساخر برنارد شو.
سألوه يوما:
- نرى أنّ نصف الكرة الأرضية جنة ونعيم والنصف الآخر نار وجحيم ، فيا تُرى ما سر ذلك كما تَرى؟
وسرعان ما - وقدعرف بسرعة البديهة في القول - خلع قبعته الطويلة، كاشفاَ عن صلعته التّامّة. ثم التفت الى محدثه مخاطيا إياه:
- انظر في رأسي هل تجد أثر لشعرة واحدة؟
فأجاب: كلا.
ثم أشار الى لحيته التي تدلت فوق صدره وخاطب محدثه محللا:
- وانظر الى ذقني لترى بنفسك كيف انه آثر بكل الشعر لنفسه .
ثم أختتم حديثه بمقولته المعروفة وخاصة لدى الأوساط الأقتصادية:
- فهذا هو وضع العالم اليوم:
غزارة في الأنتاج، رداءة في التوزيع!



#فرياد_إبراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنعتاق الكرد من عبودية الأسلام -تعليق ورد
- حِلف النيتو وإطالة عُمر القذافِي
- تحرر الكرد يتم بتحرره من الأسلام
- لولا السعودية...
- حِوار حَار بَينَ بُثينَة وَبَشّار
- ألنّحُو السَِياسِي ( باب - لولا )
- حِكَايَاتُ البُخَلاء
- النّحو السّياسِي - باب ( لو )
- خوف الأسد و مخلوف!!
- سرقات أدبية ل ( جبران خليل جبران)
- السعودية أم الخبائث
- أسَامَة بِن لادِن خَدَمَ أمريكا وَخَانَ الإسلام
- العَرب بين فكّي كمّاشة السّعودي والأيراني
- كَلامُنَا لَفظٌ مُفيدٌ كَاستَقِم*
- ومن القول ما أسرّا
- نِظَام السُعودِية يُعرقل مَسَيرة الثورات العَربيّة
- سوريا ، من يتآمر على من؟
- الأكراد أو الكُرد؟
- إنّ لِلجُّوعِ عَضّة
- النظام السوري شيمته الكذب والسرقة


المزيد.....




- الحرائق الكارثية أتلفت أكثر من 30 مليون هكتار من غابات البرا ...
- إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران.. هل تكون غزة الت ...
- سوريا.. انفجار دمشق يثير التساؤلات وسط فوضى أمنية وإعلامية م ...
- بزشكيان: إيران لا تسعى للسلاح النووي وسنحمي حقوقنا المشروعة ...
- قادمة من مخيم الهول.. الداخلية تكشف عن خلية -داعش- المتورطة ...
- سلطة في الظل.. هل حلّ -الشيخ- مكان الدولة في سوريا؟
- حدث أمني -حساس- في خان يونس.. مقتل وإصابة ما يزيد على 20 جند ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- مساندة الجزائر لإيران: -مجازفة دبلوماسية- مع الولايات المتحد ...
- الخارجية الليبية تستدعي سفير اليونان للاحتجاج


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فرياد إبراهيم - الكِلابُ فِي نَعِيم وَالبَشَرُ فِي جَحِيم