أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عدنان صالح - تحت وصاية عمليات سامراء واليونسكو سامراء تعود : ساء من رأى















المزيد.....

تحت وصاية عمليات سامراء واليونسكو سامراء تعود : ساء من رأى


عدنان صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3396 - 2011 / 6 / 14 - 01:16
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


سامراء هذه المدينة التي بناها المعتصم بالله عام (221 ) هجرية ، وجعلها منارة للمسلمين ، وعاصمة للدولة العباسية ، واطلق عليها الاسم الشهير (سر من رأى ) فعاشت كقبلة ثقافية وسياسية وعلمية عالمية انذاك .. الى أن هجرت المدينة عام ( 279 ) هجرية ، وتحولت بين ليلة وضحاها الى خرائب واطلال فحقت عليها تسمية ( ساء من رأى ) ، وبعد ان عادت الحياة اليها تدريجيا ، بعد أن استوطنها اهلها الان من العشائر العربية من وسط وغرب العراق حتى اخذت تسميتها ( سامراء ) ، وبما ان موضوعي ليس تاريخيا بقدر ماهو توضيح لواقعها اليوم قررت عدم الخوض في الاسباب التي حولتها الى ( ساء من رأى ) بدءا من هجرة المعتمد لها الى حروب تلك الفترة .
بالامس القريب كانت مدينة سامراء تحت ظلم النظام البعثي في العراق ، وعانت الكثير ، وضحت بالاكثر ، لأنها لم ترضخ لسلطة النظام ، ورفضت كل المحاولات لجرها الى مسيرة ( الانقياد الاعمى ) خلف النظام ورموزه ، فهي مدينة ابناؤها عرب اصلاء ، العزة والكرامة عنوانهم ، يمقتون ويكرهون الذل والرضوخ ، وهذا ما دفعهم الى معارضة نظام صدام حسين ومحاولة الانقلاب على حكمه لأكثر من مرة ، لكن محاولاتهم لم تنجح ، فأعدم العشرات من ابنائها ، وظلت المدينة تحت قمع النظام البعثي، من قتل ومطاردة ، ابتداءا من الشهيد علي العليان انتهاءا بسيارة (Toyota) الحمراء .. وبما ان موضوعي ليس سرد تاريخ سامراء النضالي قررت التوقف هنا وعدم سوق الاسباب التي جعلت مدينة مثل سامراء 5% من ابنائها فقط رفاق حزبيين ، بينما مدينة مثل الدجيل فقط 50 % من ابنائها لم يكونوا رفاق حزبيين ، في تلك الفترة .
منذ ان اصبحت المدينة تحت وصاية منظمة اليونسكو عام 2008 والمعنية بحفظ التراث العالمي حتى لوحظ ان احدا لم يعد يزورها ، حتى كاميرات المصورين التي دائما ما كنا نراها تحت مأذنة الملوية اختفت .. وتحولت المدينة بعد دخول ميليشيا عمليات سامراء الى معسكر فوضوي محاط بالكتل الكونكريتية من مخلفات القوات الامريكية ، والسواتر الترابية تقطع الطرق بين مختلف احياء المدينة ، وعشرات السيطرات تنتشر في الاحياء ، واغلقت العديد من منافذها الخارجية واحكمت السيطرة على البعض الاخر ، اضافة الى كثرة اغلاق الجسر الرئيسي للمدينة ، فأما ان تكون هناك قوافل زوار المرقدين أ او قوافل تجارة الوقود الخاصة باللواء رشيد فليح الحلفي قائد ميليشيا عمليات سامراء ، فهو بالاضافة الى منصبه العسكري يعمل تاجرا وله عدة وكلاء في المدينة ، ويعمل ايضا صاحب مطعم العسكريين في تقاطع سوق القصابين ، وصاحب ثلاث قطع اراضي في الحي الجديد التابع لكلية تربية سامراء ، وله عمارة من طابقين لم تنجز لحد الان في حي الشرطة بالقرب من محطة تعبئة السلمان ، وله ارض سكنية في المنطقة الخضراء مسجلة بأسم ابن اخته حسب كتاب صادر من مكتب رئيس الوزراء المالكي ، الا أن بلدية سامراء رفضت تسجيلها بأسمه لأن مسقط راسه في مدينة اخرى، والمدينة ذات خصوصية ، ويعمل ايضا صاحب اسطول من سيارات ( الطرطورة ) تقوم بنقل الزوار الايرانين من الكراج الى المرقدين ، ويعمل ايضا معقب معاملات مختص بتخليص الاراضي المتنازع عليها بين الدولة والمواطن وبين المواطن والدولة وبين المواطن والمواطن ، ويعمل ايضا ( علاس ) لقوات الشرطة ولعناصر الصحوة وبعض المسؤولين الذين يرفضون تصرفاته الهمجية ، فبعد سلسلة من التفجيرات التي طالت ابناء المدينة .. حدث انفجار كبير في الشارع الفاصل بين حي العرموشية ومعمل الادوية ، وعلى الفور اعلنت القناة الحكومية ( العراقية ) ان عمليات سامراء قامت بأطلاق النار بأتجاه انتحاريين كانا يرتديان حزامين ناسفين ، انفجرا ساعة اطلاق النار عليهما .. لكن بعد قليل تبين انهما عنصران من ميليشيا عمليات سامراء كانا يحملان عبوة ناسفة ويرومان زرعها على جانب الطريق ، لكنها انفجرت عليهما قبل اتمام العملية ، والمضحك ان رشيد فليح أمر عناصر قواته بتطويق الاحياء القريبة والبحث عن الجناة في محاولة يائسة لتغطية الفضيحة ، وهو يعلم أن شرطة سامراء المحلية هي من وصلت اولا الى مكان الحادث وحصلت على هويتهما ، وعرفت اسمائهما وعناوينهما، احدهما من بغداد والاخر من كربلاء .
قبل اربعة أيام وعند الساعة التاسعة مساءا قامت مجموعة مسلحة تستقل سيارة حمراء اللون ، نوع ( deer ) ، بأطلاق النار على قوة مرابطة حي المثنى شرق المدينة ، مما ادى الى مقتل احد عناصر ميليشيا رشيد فليح وجرح ثلاثة اخرين ، وعلى الفور قامت قواته بحجز كل سيارة تحمل هذه المواصفات .. حمراء اللون ، نوع ( deer ) وسحبها الى مقر القوات المجاور لمقر حزب البعث سابقا .. وهذا ما ذكرني بالسيارة ال (TOYOTA ) الحمراء اللون ، ففي العام 1999 قامت مجموعة مسلحة تستقل سيارة بهذه المواصفات بنصب كمين لأبن عم صدام حسين ( محمد الحدوشي ) واطلقت النار على موكبه في منطقة القلعة ، ولكنه نجا من العملية ، فقامت الاجهزة البعثية بحملة بحث وحجز لكل سيارة حمراء اللون ونوع ( TOYOTA ) ... ما اشبه اليوم بالبارحة ، فكما توهم اصحاب السلطة سابقا انهم سينفذون بجلدوهم يتوهم اليوم مسؤولوا اليوم ، فكما سقط النظام البعثي في العراق ، وظهر ازلامه على شاشات التلفزيون في محاكم علنية ، سيأتي اليوم الذي سيجلس فيه رشيد فليح في قفص الاتهام ، وسيحاكمه الشعب على جرائمه ، وسيسأل عن دماء الشهداء الذين سقطوا يوم 25 شباط بنيران جنوده والذين سيحاكمون معه ، وعن دماء الشهداء الذين قتلتهم عبواته الناسفة ، وسوف يسأل عن الجهة التي جاء بها الى المدينة وقامت بالاستيلاء على الابنية المجاورة للمرقدين ، مدمرة الارث الحضاري للمدينة وللعراق ، فهذه الجهة ستقوم بتجريف هذه الابنية وبعضها بعمر اول حجر وضع في سامراء ، وعن ارتباطاته الخارجية ، خصوصا وأنه من ازلام صدام حسين في الاساس، فهو كان من قادة الامن المعروفين ببطشهم وقمعهم لأبناء الوطن وخصوصا من المناطق الجنوبية .
في هذه الايام تتعالى الاصوات المطالبة بوقف عملية الاستيلاء ، لأنها ستدمر ارث عالمي لمتحف من متاحف الحضارة العالمية ، وللأسف اليونسكو كأنها في من عالم اخر فهي لم تستجب لتلك النداءات ، وكان الاجدر بها على الاقل الانضمام للأصوات المطالبة بحفظ هذا الارث ، مع المثقفين وعلماء الدين وشيوخ العشائر ، وعامة الناس ، لأن الجميع يرى ويشاهد كل يوم المتحف العباسي في ساحة الشروق وسط المدينة يعاني من الاهمال الكبير والسرقات ، ولاأحد يسأل عنه .. موجوداته مرمية على الارض والغبار يكاد يدفنها وهي حية ، وبعضها مهشم .. بينما عشرات المليارات من الدنانير تصرف على مرقد الامام علي الهادي وحسن العسكري .
يذكر ان البعثة المكلفة بالاشراف عى تراث المدينة ومتابعة قرار المنضمة الاممية (اليونسكو) تقبع في موقع ترميم الامامين لكون اعضاءها ايضا يتمتعون بمستوى عالي من الطائفية ولا يهمهم سوى احياء تراثهم ، أما التراث الانساني فليذهب الى الجحيم وان المدينة الان مهددة بالحذف من قائمة التراث العالمي .
يذكر ان المدينة ادرجت ضمن قائمة التراث العالمي المهدد وفق شروط صارمة وجهود مضنية ، الا ان دور رشيد فليح الحلفي المشين في المدينة والمعادي لكل ما هو انساني اتى بثماره في اعادة لتاريخ الصدامي وتعزيز الدور اقمعي الذي كان يلعبه ايام النظام البعثي والذي بالحقيقة لا يجيد سواه وهاهو في طريقه الى ان يعيد المدينة الى ايام القاعدة ولكن بزي حكومي!!!

المدينة في فوضى عارمة ، مظاهر مسلحة عمياء في مدينة اثرية ، واثار معرضة للتخريب والاندثار ، لكن حقيقة مايسعد النفس ان المدن الحقيقية دائما ما ترمي عن نفسها الاوساخ ، وتتطهر بدماء ابنائها وتتعافى بتطلعات ثورات شبابها .. والذين سيقودونها رغما وحتما .



#عدنان_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار الحقيقي
- مالي ، لي .. ومالك لي ولك!
- ضمن حدود الدولة الاسلامية ، الامير السعودي يمنع الاحتفال بفو ...
- بعد نجاح المصالحة الوطنية والايفاء بالعهد الدولي البرلمان يص ...
- القبور ودورها في رسم ملامح الواقع السياسي في العراق
- علاج السيد يدخل ضمن ميزانية البنتاغون
- من النجف .. نستمد شرعيتنا الإلهية
- سور الأعظمية العظيم ... سورستان
- هي الحرب اذن؟!
- التيار الصدري .. العنصر المشاغب في العشيرة
- الأمن والأمان .. كشعار يوحي بعدم الامان !
- في الذكرى الرابعة لتحرير العراق ...... من نفسه!!
- اربعة اعوام من التحرير


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عدنان صالح - تحت وصاية عمليات سامراء واليونسكو سامراء تعود : ساء من رأى