أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نعيم عبد مهلهل - الروح والجسد ما قبل الموت وبعده ...!














المزيد.....

الروح والجسد ما قبل الموت وبعده ...!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3395 - 2011 / 6 / 13 - 20:38
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ــ كيف .نشعر إننا سنبقى متمتعين بشهوة وعطر الحب والحياة حتى يأذن السفر إلى أبديته ...؟
كيف نبقى محملين بالجمال ...وليس بالتجاعيد.............؟
كيف نلغي الإفلاس والحزن والشعور بالظلم .ونتخيل أنفسنا ملوكاً حتى لو ضمن نطاق مساحة أرواحنا والجسد؟
الجواب عند العطار ....
ــ العطار من . وأين حانوته ......!
ــ العطار هو أنت ..وحانوته يقع في قلبك......!
ــ أنت مثالي ...وكلامك لا يتلاءم أبدا من عالم فوارقه لاتحصى ..أثرياء وقنوات تلفزيونية لا تنقل الحياة كما هي . دبابات تحتل البلدان ومنظمات متطرفة تفجر أجساد رجالها بالمجان . شعوب تنزح إلى بلدان أخرى وتبيع أجساد إناثها في أرصفة الكدية وبارات أثرياء الشفط واللفط ...!
ــ أنا لست مثاليا . أنا أتحدث بحدود الأماني التي يتخيلها عقلي وقلبي وثقافتي ....!
ــ وما هي وصفتك لنبقي هذا الشعور عامرا فينا ؟
ـــ أن نؤجل التفكير بالأشياء الجارحة؟
ـــ وكم عددها ...........؟
ـــ ما يجرحنا قليل وما يسعدنا أكثر .غير إن جرحا واحدا يلغي لذة مليون سعادة لهذا في الحب وفي الرزق وفي الصداقة وفي العبادة يتأجل التفكير بوجود العائق ، ينبغي أن نهيئ له قلبا مؤمنا وإرادة ما . كهذا الذي يأتي لحبيبه بعد اشتياق أزمة ما فتراه يمهد لقبلته مسلكا عبر حنين الكلمات ويقول : لا ادري لم املك صبرا لوقت فعدت مشتاقا إليك. هذا كل ما في الأمر ...لااعرف إحساسا أجمل من أن تعود لمن تحب وتهوى وتتخيله جنة من عطر وقبلة وقلبا ينبض بحنان العالم كله .!
ـــ وهل الحنان بعض شفاء الفراق الطويل ...؟
ـــ نعم .
ـــ وهل مداوته بقبلة أجمل من مداواته بعطر ؟
ــ الاثنان في خلطة يمنحان لذة الشفاء .
ــ صف لنا لذة الشفاء...
ـــ أنه الشعور بالرعشة الدائمة التي لاتنتهي غدا أو بعد غد ؟
ــ يعني عمرها يومين فقط ؟
ــ كلا ما بعد غد دائما يعني إلى ما بعد ..بعد ...!
ــ ولكننا نكبر ونشيخ في ألما بعد بعد ..؟
ــ من يشيخ العاجز على إبقاء مشاعره متقدة..!
ــ وحين يصيبك الوهن والمرض وعلى الكهولة والجسد ؟
ــ ولكن القلب ينبض بإحساس واحد عند الفتى وعند الشيخ ...!
ــ وماذا يعني هذا ..؟
ــ هذا يعني أن الحب قائم ...!
ــ يبقى في مكانه الذي ولد فيه ونمى ...!
ـــ ولكن صاحبه وصنعه لايملك الأبد ..أن سيموت الحب مع صاحبه ؟
ـــ خطأ الحب وجد ليبقي الروح موجودة في عداد أشياء الأرض ؟
ــ وكيف نكتشف هذا ..؟
ــ نكتشفه فيما يتركهُ الراحلين لنا . كتبهم .معابدهم .أعمالهم الجليلة وأشياء لا تعد........؟
ــ ولكن الأثر ليس سوى جماد..؟
ــ أبدا الأثر هو روح من كان هنا وما زال....!
ــ انه التخليد الواهم ..فما بعد الجسد تطل غيبيات لاتحصى ..ولكننا نراها في صورة واحدة ..العدم ..ليس هناك سوى العدم ....؟
ـــ يالك من واهم كبير ..العدم يعني تهدم في كتلة الجسد ولكن لا احد يستطيع تهديم الإحساس فينا .
نعم نصير رميما لكن أثارنا لن تتحول إلى رميم فالقصيدة العظيمة التي تحترمها الحضارات على مد الأزمنة تراها تعطي لحياة القادمين معنى آخراً للحب والعيش والجمال .أذن من كتبها هو في دورة حياة أخرى ..!
ـــ مازلت تدور في مثالية الافتراض .وأنا أدور في قوارير العلم ؟
ـــ ابدأ يا صاحبي أنا أدور في أزليتي .وأنت تدور في لحظتك .!
ـــ ولكني لم أرَ عبر الخليقة احد قام من نعاسه الأبدي ليقول إنني عدت إليكم بخلودي ؟
ـــ زرْ المكتبات .المتاحف ...المدن ...وستراهم ...!
ـــ يا رجل .هؤلاء ليسوا سوى ورق وحجر ...؟
ــ لا يارجل ..هذه القلوب العظيمة حين تصير عناوين ولوحات ودروس وجامعات وجوائز سلام وكل شيء ..!
ـــ ما زلت تدور في وهم خيال أن الفيلسوف والعالم والشاعر لن يموت .الأباطرة والحكام القساة يصنعون الأثر أيضا ..؟
ــ نعم يصنعوه وبه يخلدون .ولكن كما في المشاعر المتبادلة هناك الحب الرائع والكره القاسي ...!
سقراط خلد لنا الحب ...موزارت خلد لنا الحب ..احمد شوقي خلد لنا الحب..غاندي خلد لنا الحب ....فيما نيرون وهتلر والقذافي سيخلدون القسوة والموت ..وهنا تفترق الأرواح بين واحدة تبقى سابحة في النور وأخرى سابحة في الظلام .......!
ـــ لن نتفق ......؟
ـــ كلا نحن متفقين ولكننا نوهم أنفسنا إننا لن نتفق ...!
ـــ لماذا ...؟
ـــ أنها جدلية أتت من مكان غامض لتبقينا على هذه الشاكلة ...!
ـــ قُل أنها إرادة الله ...؟
ـــ طبعا هي الإرادة الخفية .تلك التي خلقت الإحساس الأول بالتناقض بين ما نتمنى وبين الذي في أيدينا ...!
ـــ يا رجل أنا كل همي ينحصر في هذا ...؟
ـــ لهذا أقول لك ..اتركها مع اغماضتك وهي تحل بغيبية ما يتمناه قلبكَ...
ـــ ولكن الغيب هدم أوطاننا بشعوبها ..؟
ـــ بل قل القدر ...
ـــ والى متى نرتهن بغيب وقدر ولماذا ..؟
ــ لأننا غرس الغيب والأقدار ولم نوقت ولادتنا بمحسوب سوى بعاطفة صدفة بين أم وآب ولم يكن يعلما أبدا أنها يشاركنا بقرار الصنع سوى بقدرية أن يحدث الإخصاب أو لم يحدث فأننا سنبقى رهن عاطفتنا وحميميتها التي تفترض لخلودها قدرا جميلا حتى بعد فناء الجسد .وذهاب الروح إلى نقطة ما في سديم وجدنا هناك سنبقى ذاكرة لعناوين كتب وشهادات ميلاد ويافطات حوانيت وأسماء شوارع وتاريخ عروش.
ـــ يالهذا التفكير الصعب ..؟
ـــ يا لهذا الحب الكبير ....!
ـــ ولكنك لم تضع حلولا ودواء معلوما بوصفة لتساؤلاتك في أول حديثنا معاً ..؟
ـــ وضعتها يا صديقي ؟
ـــ أين ..؟
ـــ بين طيات ثياب الكلمات التي نطقتها أنا ونطقت بها أنت ...!
ـــ أنها خليط من أشياء وهواجس وتساؤلات لاتحصى كيف اكتشفها ...؟
ـــ نقيها يا صديقي في دورق رأسك ..ليس من السهل إن تصنع حبة الصداع إلا في استخلاصها من بين أعشاب كثر ..إن جمال الشيء في تحصيله من استنباط وبحث وكشف ثم تصرخ سعيدا في النهاية : لقد وجدتها ..!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاح حسن الجنائن الشعرية ونخل الحلة .....!
- نصيف الناصري ... القصيدة نثر من نهر الغراف
- الترجمة وإيقاع القصة والعقل المعرفي العراقي .!
- صدام حسين ورومي شنايدر ....!
- المعدان* ورومي شنايدر ....!
- الصابئة المندائيون وأعيادهم ..!
- أور أول المدن المقدسة على الأرض....!
- مسيحيو ويهود مدينة العمارة العراقية ...!
- المعدان وبابا نوئيل ......!
- الأسكندر ومعدان سمرقند ...!
- الناصرية ...مدينةٌ يليقُ الغرام لها..
- المعدان ...عطش ودشاديش مقلمة .........!
- حياتي التي أتخيلها ...
- مدينة البصرة وزفاف الأمير وليام وكيتي...!
- سورية حسين ...ياسمينة تذبح ذبح........!
- المحظور في ممارسة الغرام.......!
- البابلي قاسم عبد الأمير عجام ...!
- الخبز وسذاجة البعض وثمالة الغرام...!
- أنا أعرف قاضيا ووزيرا وامرأة.......!
- خمر ونساء ......وتصوف ...........!


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نعيم عبد مهلهل - الروح والجسد ما قبل الموت وبعده ...!