أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - مسيحيو ويهود مدينة العمارة العراقية ...!














المزيد.....

مسيحيو ويهود مدينة العمارة العراقية ...!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3369 - 2011 / 5 / 18 - 11:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كنا أتحاور مع جندي تعرفت عليه قبل ايام في مقر الفصيل عن طبيعة البشر وتأثير المكان على هذه الطبيعة فسمعت منه أننا نتشابه في الطبيعة كوننا من جهة واحدة. قلت له أي جهة تقصد .قال : الجنوب .فأنت من الناصرية وأنا من العمارة.
ملأتني الدهشة والغرابة وقلت : مسيحيٌ من أهل العمارة..!
قال : عن أب وجد ،وعندما تنتهي الحرب سأصنع كل ذريتي في العمارة فهي الأصل دائما ، وهناك ليسوع قداس مع القصب فعشنا معه بسلام ، فليس أجمل من أن تعيش مع شيعة الأهوار لأن سريرتهم أنقى من دمعة المطر على خد الوردة.
أعجبني وصفه الشعري ، ولم أستغرب أن تسكن روح الشعر قلب مسيحي من أهل العمارة فالشعر يسكن في جسد المدينة منذ أزل الحياة.فتخيلت صباحا ربيعيا هادئا تقرع فيه أجراس كنسية في العمارة وسألته إن كانوا هم من بقايا ما ترك المستعمر الإنكليزي في المدينة بعدما كانت مدينة العمارة منطقة امتداد وتجحفل لجيوشهم يوم قررت بريطانيا غزو العراق وطرد العثمانيين منها وانطلقت بحملتها من البصرة برتلين أحدهما باتجاه الناصرية والآخر باتجاه العمارة ،فرد علي نبيل انه وأجداده في العمارة أقدم من أزمنة الإنكليز ويعتقد إن عائلته سكنت العمارة منذ أواخر القرن التاسع عشر ، فأبوه ذكر له ذلك.
لا أعرف أين هو الآن ، ولا اعتقد انه يسكن العمارة الآن فلقد فرقتنا نهاية الحرب ،ولكني واستذكارا لهذا المسيحي العمارتلي الطيب الذي جمعتني فيه ليالي الحنين لرقصات البط والشامات المرسومة على شكل نجوم وأقمار تحت حنك بائعة القيمر الصباحية ، أستعيد مقالة جميلة لصديقي الشاعر الميساني جمال الهاشمي عن ( مسيحي مدينة العمارة ) والتي نشرها منذ زمن وهي بعنوان (أبناء الميزوبوتاميا في ميسان ) ومنها قوله :
وهل أنسى أصدقائي الكلدان في محلة التوراة وكنيسة أم الأحزان من اقدم الكنائس في الجنوب وزيارتنا لها أيام القداس ونذورنا أثناء النجاح ومازلت أنا وعائلتي وكل أبناء المدينة يحضرون الأعياد الدينية وبانتظار أبينا عماد القادم من البصرة لأقامة القداس ، ومازالت عائلة متي صليوة في العمارة أما رعد وبقية العوائل تسكن حاليا" في تلسقف ومن العوائل التي عادت في أواخر التسعينات إلى تلسقف عائلة المرحوم ألياس نيسان كتو والذي أقيم له اكبر مأتم في مدينة العمارة)
أما عن اليهود الذين سكنوا العمارة وربما منذ أول بابل عندما أتى بهم الملك البابلي نبوخذنصر فيتحدث الكاتب عنهم برغبة استذكار سريعة قوله ( ومازالت بيوت عوائل العمارة من الطائفة الموسوية من اليهود موجودة فبيت داود كباي وبيت ساسون مشعل موجود ومازلت أتذكر أبناء تلسقف الذين عاشوا معنا أيام الابتدائية أتذكر اوكين شموئيل وعائلته الطيبة وبيت يوسف اوري).وهذا الكلام يؤكد على إن المدينة كانت موطنا للكثير من الديانات ومنها اليهودية ، وقد تكون المدينة محطة لرحلة العزير الكاتب ،النبي أو القديس اليهودي الذي مقامه اليوم في الناحية المسماة باسمه على بعد 70 كم من مدينة العمارة ، والمكان يحظى بتقديس المسلمين واليهود على حد سواء وله مواسم للزيارة وقد كان مزارا للكثير من الرحالة العرب حيث يعتقد أن العزير قد توفى في هذا المكان أثناء سفره بين بابل وإيران أو بعض الروايات تقول انه كان قادما من القدس لتفقد أبناء طائفته في هذه النواحي ويقول المؤرخون انه توفي في عهد الملك الفارسي كورش أو (ارتحشته) (465ـ 425) ق؟م ، وهذا المقام عشت معه في شهور الحرب عندما كان قاطعنا يسمى شرق دجلة وكنت أقرا في ذاكرة المكان صورة رجل تورع في حلمه التوراتي واتخيل لحيته الطويلة يتدلى منها صبره وارادته وهو يقطع الطريق بين بابل والعمارة ثم يود الوصول إلى أتباعه في قرى دهلران المحاذية لمنطقة الطيب جنوب العمارة ويقال إنها أيضاً كانت موطنا أزليا لأبناء الطائفة المندائية غير أن وجهته لم تقف عند ذلك المكان بل كان يريد الوصول إلى سوسة وبعض الروايات تقول انه أراد أن يتباحث مع الملك الفارسي أرتحشته حول أحوال أبناء الطائفة اليهودية في بلاد فارس. وعلى أية حال فأنا أتصور العزير النبي ( ع ) ، وهو ينزل راح الطريق وتعبه عند دجلة حيث العمارة اليوم وفيها تستريح هواجسه المتعبة من تأمله السماوي ومنها ينطلق إلى البطائح الخضر التي من قصبها صنع نوح سفينة النجاة والملك كوديا بنى معبده الذي أمرته الآلهة ببنائه لحظة أطياف حلمه الشهير..!

دوسلدورف 2011



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعدان وبابا نوئيل ......!
- الأسكندر ومعدان سمرقند ...!
- الناصرية ...مدينةٌ يليقُ الغرام لها..
- المعدان ...عطش ودشاديش مقلمة .........!
- حياتي التي أتخيلها ...
- مدينة البصرة وزفاف الأمير وليام وكيتي...!
- سورية حسين ...ياسمينة تذبح ذبح........!
- المحظور في ممارسة الغرام.......!
- البابلي قاسم عبد الأمير عجام ...!
- الخبز وسذاجة البعض وثمالة الغرام...!
- أنا أعرف قاضيا ووزيرا وامرأة.......!
- خمر ونساء ......وتصوف ...........!
- رجلُ قبرهُ البحر....!
- الجغرافيا في غيبتها الكبرى...!
- الثورة وشاكيرا …والقبلات.!
- عراق رومي شنايدر ...!
- قبلات وأساطير غرام وفتاوى....!
- مديح إلى عبد الزهرة مناتي وشارل ازنافور.....!
- يورانيوم أحمر الشفاه ... ( سلفادور دالي والدكتاتور )........ ...
- مهرجان المربد ونلسن الدنماركي………!


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - مسيحيو ويهود مدينة العمارة العراقية ...!