أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - عراق رومي شنايدر ...!














المزيد.....

عراق رومي شنايدر ...!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3349 - 2011 / 4 / 28 - 11:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


1
في صباي شاهدت لأول مرة فيلما ساحرا للممثلة الألمانية رومي شنايدر ...عملت يوما كاملا عاملا في الطين لأكسب الأربعين فلسا واراها ...دخلت لأرى تلك الإلهة الجرمانية وفي ثوبي المقلم أربعين ثقبا وأربعين دمعة وأربعين جوعا .وبالرغم من هذا شعبت وأنا اطل على عينيها لأجد نفسي تائها في ثمالة القصيدة وإيماءة منها تقول :تعال وتعرى في جسدي .ولأني لم أصل البلوغ سوى بأحلامي لم افعل شيئا سوى أن ارتعشت وخفت وأغمضت عيني اصنع مسافة للحلم بين شفتيها وفخي النحيفين كسعفة نخل تهزها ريح شهوة الغيوم في لذة المطر ..!
كانت رومي شنايدر ممثلة هائلة في صناعة إيماءة الحلم اللذيذ لفقراء من جنوب الله حتى هي لاتعرف أين تقع مدنهم وهل هي على الأرض أم قي كوكب آخر .وبالرغم من هذا انتظمت حد سرقة دجاجة أمي السوداء وبيعها والذهاب بثمنها لفيلم جديد لهذه الفاتنة المجنونة الجمال ..
أدمنت على أفلامها ...وأدمنت على انتظار لحظة بلوغي معها ..وعندما مسكت سعادة البلوغ كانت هي قد قررت الانتحار ..فأكملت عري شوقي الآتي مع عينيها مع صورها وأفلامها وخواطر مراهقة كتبتها عنها أيام المتوسطة والإعدادية والجيش ...
ماتت رومي شنايدر .ولكنها خالدة في حلم أبقته مرتعشا بين فخذي.........!

2
احتفاء برحيلها زرت قبرها ..تخيلتُ أن فضاء الأنوثة دمعة ..ووقفت عند كلمات قديمة لأمي تقول : نحن نأتي إلى الحياة بعربة من الهمس والقبلات بين ذكر وأنثى ونرحل عنها بعربة من الدموع فقط ..!
أضع باقة ورد على قبرها واقرأ في شاهدة كتبتها أنا بأصابعي على رخام الضريح الأبيض : هنا ترقد امرأة من عسل الذكريات نظرتها ومن شهوة الحروب وقسوة كل جنرالات الفقر .أتت لتجلس وسط الشاشة وتتعرى عطرا في طفولتنا ومراهقتنا وعاداتنا السرية .
هنا ترقد رومي شنايدر .الممثلة الحسناء والجيل الشهي والمرأة التي قال عنها العجوز سارتر :هي تغريني بألف انتصاب وكتاب وتحطيم باب .
أنا حطمت المسافة من أور إلى مقبرة تسكن فيها هذه الملكة السينمائية .أشرب من احمر الأقحوان النابت قرب القبر مطر الذكريات .البلاد التي خلفتها ورائي .ورسائل حب مفترضة إلى كل واحدة أبوها يمتلك عجلة فورد ، وأبي لا يمتلك حتى عجلة يجرها حمار ، وبالرغم من هذا كنت وكان الجميع يصنعون أناشيد أساطيرهم من ضوء اللالة والفانوس وسعال أمي وهي تزجرني :اترك التحديق في هذه المجلة وهذه المرأة الفاحشة واجلب لي دواء السعال.
لقد سعلنا المرارة ألف عام ، وكنت مصيبتنا لنهدأ .السينما وكتب الشعر وخواطر لينين وأشياء أخرى مميزة حد الفضيحة ..
الآن على قبرك تنشد أحلام الأمس .تنشد آلهة بابل وسومر ومدن نهر الغراف ..
تنشد كل الكاهنات الاكديات والمندائيات وشيعيات أقضية مدن الأهوار وأمريكا اللاتينية وأسواق الجملة في نصف الكرة الأرضية الساكن في خاصرتي ...
الجميع ينشدون لك لحن العشق المعجون بعطر البامية والياسمين وقبلة تحت اللسان يضعها بطل الفيلم ، وأنا على أريكة السينما الخشبية أهز مشاعري زلزال الدموع والشهوة والثورات المسلحة...
احتفاء برحليها زرت قبرها ...شربت نظرت عينيها الساحرتين وارتويت ...
ثم ماذا بعد ....................؟
عدت مثل اسكندرا مقدونيا منكسرا لأفتح التلفاز لارى بلادي هل مازلت تعيش ثمالة الغباء السياسي ونهب السُراق ..فوجدها كما تركتها ...فنمت لأستريح من سفري......!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش:
* مقدمة كتابي الجديد عراق رومي شنايدر والذي بدأت صحيفة الزمان الدولية نشر فصولة اعتبارا من اليوم 28 ابريل 2011
دوسلدورف ابريل 2011



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبلات وأساطير غرام وفتاوى....!
- مديح إلى عبد الزهرة مناتي وشارل ازنافور.....!
- يورانيوم أحمر الشفاه ... ( سلفادور دالي والدكتاتور )........ ...
- مهرجان المربد ونلسن الدنماركي………!
- عولمة الديك والسعال الأبوي وهوشي منه ..........!
- ( مرثية الحميدية وطارق بن زياد )
- أبي يحاكم اوباما
- الغرام الشهي بين الضحية والجلاد
- ناس ( وعبد الزهرة مناتي )…!
- قذافي وبلدية ويلستين ........!
- تفاصيل غرامية وفقهية وشيوعية ........!
- قناة العربية تشتمُ مدينة عراقية .......!
- أنوثة .ثورة .ذكورة .قذافي.....!
- السيناريو
- ماء العراق
- غرام الشوارع ..................!
- الولد وحيد لأهله ...قتلوه في البصرة ..!
- المفردات الأزلية للبطاقة التموينية..!
- نصوص منسوبة إلى أبي ذرٍ الغفاري .......!
- عشاق وتظاهرات وطغاة ....


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - عراق رومي شنايدر ...!