أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - نصيف الناصري ... القصيدة نثر من نهر الغراف














المزيد.....

نصيف الناصري ... القصيدة نثر من نهر الغراف


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3392 - 2011 / 6 / 10 - 23:42
المحور: الادب والفن
    


نصيف الناصري ... القصيدة نثر من نهر الغراف

نعيم عبد مهلهل

(( هل يمكننا الوصول إلى ظهيرة الإله المشتعلة من دون الإيمان بأسطورته ؟
لماذا تولّد رمال المقدس في كل عصر وأرض العنف والإرهاب ؟
أشجارنا لا تثمر في الظلمة ولا في المروج ، وبذور صلواتنا تطبق عليها...!))
نصيف الناصري

كتب نصيف الناصري قصيدته المتهالكة من جنون عفويتها المطلقة في صباه ..وطورها بعد ذلك بفضل تلقائية عجيبة سكنت روحه ليشيد لنا في بدء أناشيده هوسا مفرطا في سذاجة المديح المتعالي بكبرياء فارس إغريقي أتى من جنوب المعدان وريف الدمعة لتتفاجيء العاصمة بصوت لم تألف جهته وهو يقود عرباته بصوت عال ويمنح عناوين قصائده أساطير ممتعة تخيلها الجميع نزوة مفتعلة لشاب صغير يريد الظهور متبجحا على أرائك الفحول الستينين والسبيعينين في مقهى حسن عجمي ...
لكنه كم يغرد خارج السرب أظهر لذاته وجيله وسامعيه صوتا مفتوحا على إيقاعات مدوية للكلمة في بهجتها المتفردة وهي تشرئب بعنق نحيف إلى أكوان تتجاذبها قارات العزلة وشهوة العارفات والعادات السرية المدهشة لجنود الحرب وضحاياها ...
ربما تأثر نصيف الناصري بقارئة صنعتها مصادفة لشاعر اسمه سان جون بيرس فبدت قصائده تسير بموازاة تلك البهجة الغامضة لهذا الشاعر الدوبلماسي والذي تصفه مناخات شواطئ غواندلوب انه وريث خجل عجيب من ميتافيزيقيا الخادمات الزنجيات وبهارات الكاريبي والأسماك غامضة اللذة...
لكن هذا التأثير وأن شاكسه أحدا بالمجاهرة انه تقليدا إلا أن نصيف كان يحفر في أخدود مجاور لشواطئ نهر طفولة آباءه وأجداده ..ومن هناك صنع لقلمه ذائقة خاصة في الكشف لتصير بداياته استهلالاً لوعي قادم لحرفة القصيدة التي تستطيع أن تتفرد مع أناشيدها والملح ولذة الحرف في عريه المتصابي وهو يفسر لنا كشوف سرية عن فطرة شاعر تسكنه الملائكة بدهشة ألاعيبها لتكمل في ورقة الشاعر حفلا رائعا لبهجة بناء النص في خجله وذكورته وشظاياه .
قصائده الأولى لم تكن مفتعلة بالرغم من غرابة عناوينها ....ومثل جان جينيه .هذا الجنوبي المسكون بلعثمة الضحكة لم يتسنى له أن يذهب إلى تعليم عال أو مدرسة تأوي إليه في دروس إنشاءها ليتعلم حرفة الشعر بشكلها الارستقراطي كما هيجو ورامبو ووالت ويتمان والسياب وأدغار ألن بو والبياتي وكافافافيس الذي يستقبل نصيف بعضا من دهشة التابوه الحسي في تخيل ملاذاته يوم اجبر قسرا ليذهب إلى مدرسة محو الأمية وهناك وجد الإلهة القدرية تنتظره وتؤشر إليه ليكون شاعرا....!
وهكذا بدأت الروح البريئة لتكشف مع انحناءات الحرف إنحاء بوصلة الذهاب بعيدا ليشكل في بداياته خاطرة لذيذة ولكنها أكثر عمقا من خواطر معادلات أستاذ جامعي..
وربما نصيف يلتقي في ذات الجهة مع الشاعر المرحوم عقيل علي .ولكن عقيل بالرغم من قوة نصه وعمقه ومتانة خيال العبارة وفكرته فقد عانا في حياته ومماته من الشك والريبة عند بعض الذين لم يفهموا تماما سرية واحترام الطقس السري لكتابة القصيدة الذي ارتضاها هذا الخباز الماهر .!
نصيف الناصري عكس عقيل علي اعتلى المنصة بإيقاع إلقاء عرف به ..وميزه الجميع بين جيل لم يحمل لهذا الشاعر ( الشعبي ) كما جاك بريفر سوى الخوف والوجل من هذا النحيف الذي ينتصب أمامهم ليفاجئهم بدهشته وهو يضع قصائده في متناول التفاسير الصعبة في ديمومتها وليحاول بعض النقاد إن يقولوا أن سريالية هذا الولد هو نثر صعب يراد فيه ( الولد ) نصيف أن يشق بريفيته عصا الطاعة وبيروقراطية الرواد في جعل النثر على قوالب أحلامهم منذ قصائد نازك والسياب والبياتي الأولى وحتى منهج مجلة الكلمة النجفية.
نصيف الناصري ...احد الذين يحملون الأوجه المتعددة في القصيدة ولكنها أبدا تنتهي عند وعي كوني متين لفقه العبارة التي شيدتها الروح الحالمة بما تريد أن ترنو إليه في عزلتها ومنافيها ومحنتها مع الحرب وثمالة الكأس والحاجة إلى أنثى وقديس تتعبد عنده أرواحا لتبدأ في جديد في متاهات أخرى ترينا كواكبا وسدم نتخلص فيه من تلوث الأمكنة بكل مزابل ساحات الحرب وقبعات السلاطين وفتاوى الأوسمة والأنواط وأخرها فتاوى القتل واللصوصية المبررة بحماس المنابر ودكاكين مجالس الشيوخ التي تخلت عن قيصر في محنة مع غرامه لكليوباترا..
أنه يختصر كل هذا بفسحة الرؤيا لنراه في قصيدته ( ملح سهراتنا ..النوم الأبدي ) ليفسر لنا مديات أحلامه ورؤاه وفلسفته التي ترينا إن حكمة هذا الشاعر ( الشعبي ) آتية من إحياء أسطورة اختارت بغير إرادته ظل عينيه لينشد من خلالها المدائح والتنبؤات والغزل المكشوف بابحائية صوفية بارعة :

في الرواسب المتصدعة للفكرة
في التنفسات البطيئة للعدد
تخترق نظرة الإنسان النور ، وتبعثر الأنقاض العالية للفراغ .
آلهته الميتة تحلم في قبورها
وتطوي أسرار صمتها...!
هذه مقدمة للتعريف بذاكرة شعرية للشاعر نصيف الناصري نأت بها مدن الصقيع في آخر الأرض لكنه كما في أحلام ماركو بولو الأمكنة التي نريدها نبقيها في راحة اليد دائما ..وعلينا نحن الذين ننتمي للطفولة أن نمسك هذا الخيط بمشفرة التفكير بهذه الهيبة الجنوبية المتميزة الإيقاع والتي تستحق أن نقول لها : هذا الطريق .فقل لأصابع قدميك امضي هناك..!
فرانكفورت في 10 جون 2011



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الترجمة وإيقاع القصة والعقل المعرفي العراقي .!
- صدام حسين ورومي شنايدر ....!
- المعدان* ورومي شنايدر ....!
- الصابئة المندائيون وأعيادهم ..!
- أور أول المدن المقدسة على الأرض....!
- مسيحيو ويهود مدينة العمارة العراقية ...!
- المعدان وبابا نوئيل ......!
- الأسكندر ومعدان سمرقند ...!
- الناصرية ...مدينةٌ يليقُ الغرام لها..
- المعدان ...عطش ودشاديش مقلمة .........!
- حياتي التي أتخيلها ...
- مدينة البصرة وزفاف الأمير وليام وكيتي...!
- سورية حسين ...ياسمينة تذبح ذبح........!
- المحظور في ممارسة الغرام.......!
- البابلي قاسم عبد الأمير عجام ...!
- الخبز وسذاجة البعض وثمالة الغرام...!
- أنا أعرف قاضيا ووزيرا وامرأة.......!
- خمر ونساء ......وتصوف ...........!
- رجلُ قبرهُ البحر....!
- الجغرافيا في غيبتها الكبرى...!


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - نصيف الناصري ... القصيدة نثر من نهر الغراف