أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - سبعة وخمسون قصة قصيرة جدا / احلام القبور















المزيد.....


سبعة وخمسون قصة قصيرة جدا / احلام القبور


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 3395 - 2011 / 6 / 13 - 02:54
المحور: الادب والفن
    


سبعة وخمسون قصة قصيرة جدا /ظلي وانا...
من عماد ابو حطب في 20 أبريل، 2011‏، الساعة 12:17 مساءً‏‏

1/استجابة

شهق الرئيس حينما سمع بمظاهرات تجوب الشوارع منددة به.نادى حاجبه مستفسرا عن اعدادهم واسباب احتجاجهم.عرف انهم ينادون بالحرية والعمل،وان عددهم تجاوز ربع المليون.استجاب الرئيس لصوت الشعب و اصدر مرسوما بانشاء قوات للامن المركزي مهمتها قمع الشغب ويوظف كل المحتجين في ملاكها.....!!!!



2/ وجوه جديدة

اعلن الرئيس عن وزارة جديدة..ركض المرشح لبيته مخاطبا زوجته:خابرني مكتب الرئيس لتولي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل،انه يريد وجوها شابة ومنفتحة علي التطور والانسانية.في اليوم التالي اصدر اول قرار له بصفته وزيرا:ايداع والده مأوى العجزة،ووضع والدته الخرفة مستشفى المجانين.



3 /فيسبوك

في الفيسبوك تجاوبت معه كل المكنيات والملقبات والمختبأت وراء اسماء وهمية.



4/ خطاب مصيري

... جمع الشعب علي عجل...البلاد تتعرض للغزو..سيخطب الرئيس كلمة مصيرية..ضج العباد بالهتاف والتصفيق والتمجيد...فرح الرئيس وهتف معهم وصفق... ثم عاد الي قصره دون ان ينبس بحرف



5/شاعر

في الزقاق المظلم اعترضه شاب ملثم،شهر مطواته بوجهه امرا:اعطني كل ما تحمل،ارتعب وقلب جيوبه الخاوية..لم يكن بها الا وريقة صغيرة دون عليها قصيدته اليتيمة..ضحك الملثم ونقده بضعة نقود ورقية..لكنه احتفظ بالوريقة المخطوطة وامره بالركض بعيدا..في الصباح قفز من مقعده وهو يقرأ الجريدة ...لقد كانت قصيدته منشورة في الصفحة الاولي......



6/قناص

قبل ان يخلي نافذته للقناص الصغير اعاد عليه الدرس من جديد...لا تدع أي خيال يفلت من منظارك...صوب وارديه ارضا..هبط الدرج مسرعا...ما ان وصل حافة الطريق...سمع وهو يلتفت نحو النافذة مبتسما مودعا...ازيز الرصاصة قبل ان تخترق جمجمته وتصيب منه مقتلا.



7/شبيح

خرج الشبيح مكللا بسلاحه،بلطة وسيف وشنتيانة.الاوامر واضحة..تفريق المندسين والحاق عاهات دائمة بهم.هجم مع بقية الشبيحة وعاثوا في الارض فسادا...حين رجع الى المنزل مزهوا اخبرته زوجته بمقتل ابنه الوحيد على يد الشبيحة فبيل ساعة...كانت يداه ما زالت مضرجتان بدم الضحايا...



8/مثقف عالي الجودة

ما ان دخل المقهى ،حتى جال بنظره ذات اليمين وذات اليسار.امتعض حين انتبه الى أن طاولته يجلس عليها عاشقان يتهامسان،رمق النادل بحقد ثم انتبذ ركنا قصيا،ارتشف قهوته السادة ،سحب سيجارته مرة واحدة ،غادر المقهي على عجل فقد أزف موعد امسيته القصصية.جلس على المنصة .أخرج أوراقه ،أطرق رأسه وبدأ في القراءة.بعد نصف ساعة ،حين انتهى ،رفع رأسه منتظرا الثناء.كانت القاعة خاوية على عروشها الا من كهل لم يتوقف عن التثاؤب.





9/استسلام

لقد اخذ قراره الاخير...سيهجرها الى الابد...الليلة هو اللقاء الاخير بينهما...في الحديقة العامة انتظرها كعادته...هبت ريح خفيفة...حملت له عطرها من بعيد..انتشى ومرمرغ انفه في الهواء....حينما وصلت اليه وجدته رافعا الراية البيضاء كعادته...



10/وطن

طلب المدرس من تلاميذه رسم الوطن.تفنن الطلاب في رسم جنائنا وفراديسا تصدح فيها الحساسين والبلابل...الا طفلا لم يرسم اي شيئ واجهش بالبكاء...ثم رسم خرابة مملؤة بالغربان والبوم والافاعي...ولما اصر الاستاذ بالسؤال قال الطفل:لقد هجرت الطيور وطني منذ ان سكنته قطعان عاثت فيه خرابا.





11/ظل

سارا معا منذ ان ولد...ظله وهو...الا يوم امس..لقد فر من المظاهرة خائفا ما ان سمع صوت اطلاق النار... واجساد الشهداء في كل مكان ...بينما بقي ظله في الشارع يهتف للحرية





12/فجر

في تلك المدينة الجنوبية ،جلست امرأة وحيدة.تتامل من زجاج نافذتها المهشمة :الشوارع خالية،المحال مقفلة،المساجد والكنائس رابط علي مداخلها عناصر غريبة بكامل سلاحهم الحربي،انتبهت الي انهم حاولوا اعتقلوا الفجر اثناء المظاهرات الليلية لكنهم لم يمسكوه... فتداخل الليل مع النهار وضاعت معالمهما ...حين نهضت لتعد الطعام لاولادها ...الغائبين ...طل الفجر من بعيد خلف كفن الشهيد...



13/حلم

حلم طويلا برغيف الخبز ...وحينما تألم من عضات الجوع... اكل احلامه ...وخرج الي الشارع هاتفا للحرية ...حارما اولاده من الميراث



14/طلاق

ميراث سألتها امها عن سبب طلبها الطلاق...أجابت سريعا: لقد اتعبتي كثرة أحلامه وجدب الواقع في حياته



15/مرآة

وقف الرئيس امام المرآة حانقا،كانت صورته المنعكسة بشعة..حطم المرآة الي شظايا صغيرة، ثم اعاد صنع مرآة تجمل صورته البشعة...اعجبته اللعبة...قرر تحطيم الوطن..واعادة صنع وطن علي مقاسه





16/شهداء.

في تلك البلاد المنسية...تناسل الشهداء... فأنجبوا وطنا ...زينوه بشقائق النعمان





17/سكان المقابر

تنادى سكان المقابر للتظاهر امام قصر الحاكم...منذ بدء تظاهرات الاحياء...يعاني الاموات من ضيق المساكن والازدحام...فالشهداء يتوافدون باعداد جنونية...







18/جلاد



يعود الجلاد في الفجر منهكا...عشرات الجثث ملقاة في الازقة...وعشرة نياشين جديدة تلمع علي ياقته...





19/عرسان

صرخت الارض المرتوية من الدماء..الم يشبعوا بعد..لقد ولدتهم ليعيشوا..لا ليعودوا الي ا مضمخين بالدم.





20/عاقر

كلما اطل شهيد تلمست السيدة العاقر بطنها ..صارخة:ليتني كنت عاقرا..ولم ار الارض تبتلع ابنا لم الده من جديد...





21/شطرنج

جلس امام رقعة الشطرنج...حرك الوزير الي الخلف وهاجم بالقلعة ثم بالحصان والحقه بالفيل...واخيرا اكمل هجومه بالجنود...حينما تعلم حركات المناورة..ازاح رقعة الشطرنج وطلب خريطة الوطن





22/صيد ثمين

ولد لا يبصر ولا يسمع ولا ينطق.احس في الصباح الباكر غرفته البائسة تهتز وكآن زلزالا اصاب منها مقتلا.الارض تميد تحت قدميه.امسك عصاه وخرج لاستكشاف الامر.في الشارع كان الالاف يتظاهرون.دون ان يشعر بات في منتصف المتظاهرين.حدث اطلاقا للنار.هرب الخلق.وقعت عصاه.تعثر ووقع ارضا.امسكه عناصر الامن.اوسع ضربا حتي شارف علي ...الموت.في اليوم التالي كان نجم الفضائيات بلا منازع:الامساك بقائد مجموعة ارهابية





23/حنان ابوي

في الصباح عاد الجنرال ضحايا المظاهرات في المستشفى...واسى الجميع وخفف من مصابهم...في السرير الاخير رقد طفل صغير كسرت رجله ...احتضنه الجنرال ناظرا الي جبيرته مبتسما ثم همس في اذنه:انا من امر باطلاق النار عليك...





24/صوت

خباثة وقف المتظاهر امام المرآة متحفزا...كوم قبضته وصرخ:لقد خسرت كل شيء في الحياة ...لم يبق الا صوتي...لن اخسره من جديد...





25/وردة

خسارة في الصباح الباكر يخرج الي المظاهرة في الشارع...ترديه رصاصة قناص...ويبقى ظله يهتف للحرية كل صباح تقف امام الوردة مناجية...اليوم انتبهت الي ذبول الوردة...في اخر النهار كانت هي قد ذبلت ايضا ..وسرعان ما فارقت الحياة ...



26/خوف

وقف الشاب صارخا:لا تخافوا...الرعب لا يأتي من الخوف بحد ذاته...انما انتم مرعوبون من الفراغ الذي يتركه نزع الخوف من ارواحكم...ما ان انهي كلماته حتى استأصلوا الخوف من قلوبهم...وقفزوا صارخين مطالبين بالحرية..



27/حرية

نسى السجان الكوة الصغيرة في اعلي الجدار مفتوحة...نظرت اليها من الاسفل للاعلي متحسرا...فهي عالية وصغيرة...سخر مني ظلي وقال:فلتقبع هنا في سجنك...اما انا فساقفز منها لل...ومن يومها بقيت جالسا هنا وحدي في عتمة الزنزانة...اما ظلي فهو يصرخ في الفضاء مبشرا بالحرية.



28/ظلال



تكالبوا عليه من كل حدب وصوب...سقط مضرجا في دمه...رغم موته...واصلوا ركله باحذيتهم..استداروا للثاني فالثالث...لم يبق في الشارع الا ظلال الشهداء...نهض الظل الاول وهاجم القتلة..اطلقوا عليه النار..اردوه ارضا...نهضت بقية الظلال ..انفصلت عن اجسدة القتلي..بشموخ وتحد هاجمت القتلة...في ثوان قليلة كانت ظلال الشهداء تزلزل الشارع بهتافاتها الداعية للحرية...بينما اختبأ القتلة في جحورهم...





29/

امسك المربع الاول حرص علي التاكد منه:الخوف من الاب..وضعه بحرص ..ثم الصق به المربع الثاني:الخوف من المدرس..الثالث:من رب العمل...من عنصر الامن...من الخفير...من الوزير..واخيرا علي قمة الهرم :من الرئيس..اصبح الجدار كالبنيان المرصوص..ارتاح الي الوراء وابتسم..تناهي الي سمعه صدى اطفال يهمسون...بعد اليوم ما في خوف...بعد اليوم ما في خوف....انهارت المربعات وتبعثرت في كل اتجاهات الوطن وسط جزع ورعب سيطرا عليه .





30/كاميرا تسجيلية

بعد ان ارتوى شيطانهم من دماء الضحايا...تطلعوا ذات اليمين وذات الشمال..حين اطمأنوا الي ان لا احدا يراهم... بدأوا في الرقص حول القتلي....لكن عينا الشهيد كانت تسجل المذبحة..



31/عزرائيل

في بلادي...كل صباح ....يخرج السيد "عزرائيل" إلى الشارع .....متبوعا بتابعه قفة...باحثا عن ضحية جديدة... صرخت الارض المرتوية من الدماء..الم يشبعوا بعد..لقد ولدتهم ليعيشوا..لا ليعودوا الي عرسانا مضمخين بالدم.





32/بلاغ

انا المدعو ع.س اتقدم للجهات المختصة بالبلاغ التالي:افقت اليوم لاجد ظلي وقد اختفى..وبت رجلا بلا ظل..الرجاء ممن يعلم عنه شيئا ابلاغ اقرب مركز شرطة.اوصافه:ظل اسود قاتم بقي خانعا عشرات السنين حتي انحنى ظهره..اصيب مؤخرا بنوبات من الهذيان وبات يكلم نفسه ويصرخ فجأة:سيبزغ الفجر عما قريب...عما قريب...اخر مكان شوهد فيه مظاهرة للاطفال كانت تطالب بالافراج عن قوس قزح...





33/قتلة



نال التعب منه...ترك التلفاز مشرعا علي مشاهد القتل ...استلقى على فراشه..بعد طول تقلب أغمض عينيه...انت

به الى ان ظله ينسل من الفراش خلسة...تبعه بحذر...وقف الظل امام التلفاز وصرخ باكيا:ماذا سيقول القتلة يوم لا ظل الا ظله....?





34/طفلة

مناجاة وقف القلم عاجزا امام الورقة البيضاء.ففي عصر الفيسبوك واليوتيوب،بات كل ما يكتبه ضعيفا.تحولت كلماته الي صور باهتة.كتب عن الشهداء،فوجد اطنانا من المقاطع المحملة عن قتل الشهداء.احس القلم ببدء الم يجتاحه .تلوى وصرخ.لكن لم ينتبه اليه احد الا طفلة صغيرة لم تتعلم النطق بعد.حينما اقتربت منه كان القلم قد انفجر وانتثرت احرفه في السماء.احرف معدودة التقطتها الطفلة فاذ بها تنطق اول كلمة لها:ح..ر..ي..ة...





35/خس

جمع بائع الخضروات جميع الخس المعروض علي بسطته...لعن في قرارة نفسه ما آل اليه الحال...منذ بدء تدهور الوضع اعرض الناس عن شراء الخس..وكلما عرض علي زبون خسة يعرض الزبون عنه مرددا:ما حاجتنا له فقد بات الجميع خسا....!!!





36/بيسان

كان الجو حارا.فتحت الام نافذة غرفة النوم.احتج الزوج قائلا:سيصلنا الصخب ،انسيت اننا في الطابق الارضي?ابتسمت الزوجةواستلقت بجانبه .في ساعات الفجر احست باندساس بيسان ،طفلتهما الجميلة ،بينهما .احتضنتها وقبلتها مداعبة:اه منك يا مندسة.اسفل النافذة كان المخبر مسترخ يراقب.سمع كلمات الام.ادار جهاز اللاسلكي.في الصباح خرجت بيسان لتلعب امام باب المنزل مع بالوناتها الملونة بالوان قوس قزح.خرجت..لكنها لم تعد! ...



فيتوريتو/37

... اصدر اوامره بحزم:احضروا ذلك الزنديق الكافر لنطهر ارض الاسلام منه.سارعت خفافيش الظلام المتعطشة للدم الي خطف فيتوريتو..ولم ينس المجرمون ان يمارسوا ساديتهم عليه.ضرب وسالت الدم منه علي تراب غزة.حين وصل الي جحر الزعيم مقيدا معصوب العينيين..مدمي..كان يعتقد ان الامر خطأ..فهو فلسطيني بالانتماء منذ ان وطأت قدماه شاظئ غزة متضامنا معها..مرت الساعات ثقيلة وبطيئة..لم يسمع بها فيكتور الا همهمات وزمجرات تحيط به..فجأة قام الملتحي قرأ بعضا مما تيسر له وطلب من خفافيشه الوضوء للصلاة قبل اتمام المهمة...توضء القتلة بينما انحنى فيتوريو علي تراب غزة وقبله وتيمم به...اصبح طاهرا وحين سمع بقرار قتله...ابتسم وقال:احب غزة وفلسطين ...امتدت يد القتلة الي عنقه..وترامي من بعيد صوت طفلة ترتل:

تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ.







38/مخبر

ما ان وصل المتظاهرون رأس الشارع حتي اندس بينهم..هتف بحماس كبير ..اسقط الحكومة والرئيس...حمل علي الاكتاف واصبح اكبر معارض هتيف.مع انتهاء المظاهرة وتفرق العباد..تلفت من حوله..وحينما ادرك الامان..اخرج هاتفه المحمول وقدم تقريرا مفصلا عن كل مادار في المظاهرة واسماء النشطاء الذين تعرف عليهم...في المساء كان علي رأس المفرزة التي تدق الابواب...





39/امارة بالسوء

نفسي امارة بالسوء،ودوما تخاصمني.اليوم جلسنا في القهوة ،انا ونفسي،طلبنا فنجاني قهوة وسط استغراب الزبائن.بدء النقاش وكالعادة لم انتبه له،فحين تحضر القهوة اصبح في عالم اخر لا اعود منه الا مع اخر رشفة.كانت نفسي قد احتدت في النقاش،وفجأة مرت تظاهرة في الشارع.اخر كلمة سمعتها من نفسي الامارة بالسوء كانت:فلتقبع هنا كالارنب.وخرج تاركا اياي وحيدا انظر الي فنجان قهوته،لكن صوته كان يرن في اذني:حرية ...حرية



40/رئيس

امتعض الرئيس من ثورة الشعب عليه فقرر النزول للشارع لمعرفة اسباب غضب الشعب...تنكر حتى لا يتعرض للخطر ان عرفه احد من المتظاهرين...اندس بين المتظاهرين واختلط بهم...لم تمر الا لحظات الا وكان الجميع يبتعد عنه ويحدقون به...ارتعب خوفا من ان يكون قد انكشف امره...اقترب منه طفل صغير مخاطبا:اين ظلك?انت الوحيد الذي لا ظل له..تلفت يمينا ويسارا فوجد ظله يمشي بعيدا وسط المتظاهرين يهتف باسقاط النظام.



41/ضبة الاسنان

وقف الكهل على الدوار ونظر من حوله...وجد شبابا من كل حدب وصوب ،بعضهم يصرخ : الشعب يريد انهاء الانقسام...واخرون يرددون :الشعب يريد الغاء اوسلو...وقسم من بعيد يهتف:الشعب يريد العصيان المدني...فجآة هجمت عناصر مسلحة علي الجميع وفرقتهم تحت ضربات العصي واعقاب البنادق..نظر الكهل لهم جميعا وتمتم:ولكم طفح الكيل معي...ولكم الشعب التعن ابو سنسفيل جدوده ...تفو على وطن صار فيه البني ادم ارخص من الفجلة...سمعه مسلح من المهاجمين...استدار اليه وعاجله بضربة من البسطار اطاحت بضبة الاسنان من فم العجوز..وسحبه الي زاوية معتمة....وبقيت ضبة الاسنان تتمتم لوحدها...



42/مقص



- لم يعد لمقص النسيان اي فائدة الا في قص صور الشهداء





43/مضاجعة

في المقبرة يمكن مضاجعة القمر..او الرقاد كأهل الكهف





44/رئيس من كوكب اخر

اعتاد سيادته متابعة شؤون الرعية من خلال تلفاز دولته الرسمي.يطلع على ادق التفاصيل ويوجه مستشاريه ووزرائه بعد كل نشرة اخبار .في تلك الليلة الملعونة قرر رؤية محطة تلفاز غير المعتادة،جزع كل من حوله.مستهل نشرة الاخبار كان عن المظاهرات العارمة التي تشهدها بلاد ه والمطالبة برحيله..لم يصدق ما سمع ،واصابته الصدمة حينما عرضت المحطة شريطا يظهر التنكيل الذي يتعرض له المتظاهرون علي يد قوات الامن..لم ينبس بحرف..نهض وغادر القصر سريعا..لحقته مفارز الحراسة والمرافقون..ما ان وصل الي اول تظاهرة حتي انسل بين المتظاهرين..كان صوتهم عاليا:الشعب يريد اسقاط النظام..فاذ به يصرخ :الرئيس يريد اسقاط الرئيس...افقت من نومي..كانت نشرة الاخبار مستمرة..صورة الرئيس مبتسما مؤكدا علي الامن والامان...بينما كانت اصوات الطلقات النارية واستغاثات المتظاهرين والتكبير :الله اكبر تعلو من الشارع القريب.





45/مسلسل

كانت زوجته تستشيط غضبا من مناوبته طوال الليل والنهار امام التلفاز طيلة شهر رمضان...كالدبور لا يهدأ..فهنا مسلسل تاريخي..وهناك فنتازيا ...وتلك كوميديا..واخري تراجيديا...لكنه لم يعد يقترب من التلفاز منذ ان اصبح اختصاصه صور الشهداء والجرحى والتظاهرات...اقتربت منه وسألته:كيف سيمر عليك رمضان دون مسلسلاتك المتعددة...شرد وقال :الا تكفينا الكوميديا السوداء التي نعايشها كل يوم?





46/نيوتن

قرأ الطالب الغزي عن نظرية نيوتن...كان يتأمل السماء..لعل الله يهديه الى كشف سر الكون...وتسقط عليه تفاحة من الجنة..فجأة سقط علي راسه صاروخ مزقه الي الف قطعة تناثرت في السماء...



47/سكون .

مكثوا طويلا في سكون ...وحينما خرجوا.... لم يكونوا يعرفون انهم لن يرجعوا ابدا





48/تعب

تعبت روحه من حمل اوجاعه...نصحه الطبيب ان يريح روحه ويحمل احزانه لقلبه...افاق الجميع عليه مختنقا تحت ثقل احزانه...





49/جاد بطرس

كان جاد عائدا كعادته مخمورا الي المنزل..بعد جهد جهيد استطاع فتح الباب..قبل ان يشعل الضوء كانت عشرات الايدي تتقاذفه ..اقتيد مكبلا مدمي الي المعتقل بتهمة الانتماء الي تنظيم اسلامي متطرف ...هنالك كان يتلقي وجبات متعددة من الضرب والتعذيب للاعتراف...بعد اسبوع فارق الحياة...اسرته اقامت قداسا لراحة روحه في الكنيسة الارثذوكسية الواقعة في اطراف المدينة...رحم الله جاد بطرس وتغمد روحه في ملكوته ...





50/اغنية

وصلوا الساحة بشق الانفس،كانوا يهتفون باسقاط النظام...حاوطهم عناصر الامن حاملين العصي والاسلحة...نظر المتظاهرون بعضهم الي بعض وقرروا مهاجمة الامن وقذفهم بالاغاني....مع مطلع كل اغنية كان الرصاص يردي متظاهرا...





51/احرف

اضاع عمرا كاملا بين احرفه الجامدة..تغزل بالحسان علي الورق حتي ادركته الشيخوخة المبكرة وحيدا...ليل بارد كالصقيع..ونهار لم تدفئه حتي حرارة صوره المسكوبة علي بياض ورقه..لم يجد معني لاحرفه...وحياته... الا عندما اندس بين الجموع الهاتفة علي الرصيف...عندها ادرك كم كانت احرفه خاوية...







52/ياسمين

طارد رجال الامن بضعة صبية كانوا يهتفون باسقاط النظام.اختفي الصبية خلف شجيرات من الياسمين.لم تلبث أن ابتلعتهم.اسقط في يد العناصر الامنية.فقد كانت أغصان شجيرات الياسمين متشابكة كدغل .أحضروا مقصات وبدأوا في قص أغصانها.كلما قصوا غصنا نبت الف غصن.باتت معركة بين الياسمين ومقصات الامن.قام المسلحون في النهاية باجتثاث جذور الشجيرات . نزفت الياسمين عبقا هد جدران الخوف المسيج للمدينة.







53/ظلال

وصلت الاوامر باطلاق الرصاص على الغوغاء في الشوارع...لقم عناصر الامن اسلحتهم...قبل ان يضغطوا على الزناد تقدم ظل كل عنصر واعلن تمرده على القرار...وقفت الظلال حاجزا بين الامن والمتظاهرين...وصلت الاوامر سريعا:اعدموا الظلال...ومن يومها بات الجلادون دون ظلال...







54/عطر

نزعوا اقنعتهم وظهرت ملامحهم الحقيقية...تقدموا بقلوب ميتة...دقائق قليلة حتي بترت سيوفهم كل الاحلام...حينما غادروا كانوا قد داسوا علي كل الورود وقطعوها...لكن الريح حملت عطرها الي عشاق جدد...







55/شرارة

حين اضرم النار بنفسه...لم يعرف قط ان شرارة منه ستحملها الريح... فتضرم حريقا امتد الي ما بعيد





56/بيان

كانت المظاهرات تملأ السماء..وصراخ الثكالي والمصابين يعلو ...الارض افترشتها اجساد القتلي...والجلادون لم يكلو او يملو ...نظر الي كل التقارير التي وصلته عن حالة البلاد...لفت انتباهه تقرير صغير عن اعتقال شاعرة في الصومال...ارغد وزبد واصدر بيان ادانة وشجب ناري ....







57/احلام القبور

في كل ليلة يجتمع سكان المقبرة لتسجيل احداث اليوم.تعود كل منهم ان يدون الاحداث وقصص العباد وتسجيلها في كتاب الحسنات والسيئات حتي ان نفخ في الصور كانت اوراقهم جاهزة ليوم الحساب.مؤخرا باتوا يقفزون عن تسجيل اسباب وفاة القادمين الجدد.فقد كانوابالمئات وجلهم من الشباب ياتون مضمخين بالدم والقلة تأتي راضية مرضية.انتبه الجميع الي ان سيد الموتي بات يكتب امام كل وافد جديد قصة قصيرة مليئة بالاحلام الوردية،وينثر فوق صفائحهم مسكا وعنبر لعل احلام القبور تعوضهم فقدان احلام الحياة، ولعل الاحلام تمحو قصص القتل الهمجية من تاريخ البلاد



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جدا / سقف
- قصص قصيرة جدا / صفعه
- قصص قصيرة جدا / حق العودة
- قصص قصيرة جدا / الشعب يريد
- خمسون قصة قصيرة جدا بعد المئة /شيوعيون حتي الموت
- قصص قصيرة جدا / فيسبوك قاتل
- صباحات
- اهو نبي ام شبه لهم؟
- ريح
- خريفيات - شهوة
- خريفيات -مستشفى الامراض العقلية
- قصص قصيرة جدا / الثقب
- قصص قصيرة جدا / بيفرجها الله
- قصص قصيرة جدا / شهداء
- قصص قصيرة جدا / اختفاء شاهد عيان
- قصص قصيرة جدا / قنبلة
- قصص قصيرة جدا / قاتل مع سبق الاصرار والترصد
- قصص قصيرة جدا / مصير الديك المعارض
- قصص قصيرة جدا / موعد جنسي
- قصص قصيرة جدا/الشيطان


المزيد.....




- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - سبعة وخمسون قصة قصيرة جدا / احلام القبور