أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - قصص قصيرة جدا / قاتل مع سبق الاصرار والترصد














المزيد.....

قصص قصيرة جدا / قاتل مع سبق الاصرار والترصد


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 3357 - 2011 / 5 / 6 - 16:04
المحور: الادب والفن
    


عاطل عن العمل

بحث في كل زوايا المدينة عن عمل دون جدوى،باتت مراجعة مكتب العمل ترهقه لكثرة الاسئلة وتعبئة الاوراق التي لا تنتهي.كان الموظف المكلف بملفه يشعره في كل مرة ان اعانة البطالة تقتطع من جلده .تفتق ذهنه عن فكرة:طبع ورقة كتب عليها ابحث عن عمل وبات يوقع عليها كل من يسأله عن عمل.في موعد المقابلة في مكتب العمل قدم الورقة الممهورة بعشرات التواقيع..ابتسم الموظف ودون جدال سجل في خانة الوظيفة:باحث عن عمل.



القط ذو الشاربين


ظننت نفسي الاكثر فحولة بين القطط
ولم لا وانا املك اجمل شاربين
حين نزلت المدينة ذات الاضواء المتلئلئة
كان كل ما فيها يلمع
في اليوم الاول غازلتني النساء الجميلات
في اليوم الثاني احبتني الفتيات المراهقات
في اليوم الثالث تدافع نحوي المخنثون وانصاف المخنثات
في اليوم الرابع اعجب بي كل السحرة والحوات
في اليوم الخامس احسست بالخيلاء والزهو
في اليوم السادس لاحقني جميع الحسودين من الرجال
في اليوم السابع استولى السيد على العرش
نظرحوله بازدراء فوجدني
اوغر الحسد صدره فاوعز لزبانيته القبض علي
ومنذ اليوم الثامن اصبحت القطيط المنتوف الشاربين


سرير احمق

لعن سريره.لقد أعلن اضرابا مفتوحا رافضا ان يستلقي جنبه فوقه.ولما سأله عن الاسباب رفض الحديث و قدم له مذكرة احتجاج رسميه يطالبه فيها بنقل مركز عمله من غرفته البائسة الي غرفة الجارة الحسناء الشقراء القاطنة في الطابق العلوي أو السمراء ذات الارداف الممتلئه والساكنة اسفل.اسباب الشكوى استفزته وجعلت الدم يغلي في عروقه.باختصار:سريره مل من الهجران والوحدة.خاصة انه يسمع صرير اصدقائه الاسرة اعلاه و ادناه.و صيحات الدلع واهات الشبق واصوات الاجساد المتلاحمة وانات اللذة تصدح في كل الارجاء الا في غرفته.وفوقه تحديدا لا يسمع الا عويل الاشباح وصفير الرياح.
ولم يخجل ابن الليئمه من أن يغيظه بالقول.:(لم المس جسد انثى منذ اكثر من عامين.لقد بت اتنصت على جاراتك .ولم اوفر منهن حتى الحيزبونات.اتق الله يا رجل.لقد بات تنسمي لعطرهن حلم من احلام الجنه او حتى النار).لعنه في سره.فقد كشف اللعين امره.ووضع اصبعه في مكمن جرحه.لقد عرف انه جثة تتحرك وروح هائمه تحفر في الارض ولن يسكت بعد اليوم ان لم يرضخ لشروطه لقد اثار ابن اللعينة جسده وأقلق روحه.لا بد من حل جذري.لن يدعه يهنأ بملامسة أرداف او مداعبة حلمات جاراته اللعينات.سيتبرع بسريره الاحمق الى مأوى المسنين المخصص للذكور ...لقد جنت على نفسها براقش


دونكيشوت

شعر ان كل ما من حوله خواء،كسر اقلامه الحادة وانكفأ الي عتمة الروح،استعذب الكسل الذي ارغم عليه،انسحب من عالم الكتابة واعلن انتحاره العقلي باعتباره انسانا عاديا.اعواما طويلة قضاها يلاعب الريح والهواء،الي ان اكتشف انه بات سجينا ينتظر اكتمال الفراغ.خياله بات محصورا في جدران متهالكة،كل ما في الخارج اكذوبة،انكفأ الى روحه فوجدها مهشمة، سلب العابرون على جسده كل جميل فيها وتركوها خربة تعصف فيها الريح دون أثر.لقد كسر القلم وسكب المداد،فهل نجا ام كان موقفه عدم?لقد اكتشف انه لم يكن الا دينكوشوتا احمق .



قاتل مع سبق الاصرار والترصد
.
جلس يحدق في طابعته مطولا.كلما اقترب اصبعه من حرف منها يتجمد.تتلائى له الطابعة انثى كامله.تتمايل بدلال وغنج.تنفث لهيبا ونارا،تؤجج شبفه وحاجة روحه.كل حرف منها كان يطربه.فالالف كان اقبال طيفها المليء بالحياة،و الهاء كان همساتها الليلية الفاضحة لانين الروح،والباء ليس الا بسمة تراقصت على شفتيها حينما تخيلهما،والضاد ضحكة هزت الكون من حوله فأفاق من موته الابدي، والنون نهدين كان يتحسسهما ويلاعبهما حتى ينتصبا،والثاء ثدي تكور وملئ مقلة العين كلما قبله،والجيم جسد مرمري ما ان يطرقه حتى تشتعل الرغبة في جسده ويقذف خياله نغمات اللذة المفقودة.كل حرف كان مملكة...كل حرف كان جسدها الذي ما ان يلمسه حتى يثور جسده...اكانت طابعة ام ظمأه الابدي ام خياله قد اوصله الى الانفصام الكامل.لم يكن قادرا على معرفة اي شيء الا ان امامه ليس طابعة احرف سوداء بل هي جسد يتلوى يطالبه بالوصل والجماع.

كانت الطابعة حياة كاملة له.يتحسس احرفها بحنان واضح.يهمس لكل حرف فيها.يداعبه ويصبح عليه او يمسي،وحينما يثور جسده كانت هذه الاحرف تخمد هذه الثورة و تعيده الى الهدوء ما ان يتلمس الاحرف .

لكنه في هذه المرة لم تعد الطابعة تمثل له هذا فقط،أصبحت خيطا يربطه بالحياة،أو تجسيدا لاوهام اليقظة.وكلما حاول الاقتراب من الوهم كان الاخر يرفضه.أو يتلاعب به.

كان الغضب قد أعماه والعجز قد بلغ مداه،والرعب من لمس الاحرف قد كبله.لم يعرف ماذا يفعل؟كل ما كان يفكر به الخلاص من الطابعة التي تحرك كل ذرات جسده واحيانا كثيرة تدفعه للنحيب كطفل صغير.بات يلعن الساعة التي افاق فوجد الطابعة امامه .حمل صندوقا كرتونيا كانت الطابعة قد وصلته به.فتح الصندوق،احتضن الطابعة بدفء،انزلها فيه،جمع كل ذكرياته وكلماته التي خطتها الطابعة،انزلها برفق الى جانب جسد حبيبته المتراقص غنجا، اقفل الصندوق،توجه الى المقبرة.هنالك طلب من الحانوتي فتح قبر .انزل الصندوق في القبر.ما ان هال التراب على الصندوق ولم يعد يظهر له اثر،حتى انهار وصرخ.

كل يوم وانا في طريقي للعمل أري مجنون الطابعة يصرخ مناديا :لقد قتلتها ودفنتها بيدي...يا لي من روح تعسة



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جدا / مصير الديك المعارض
- قصص قصيرة جدا / موعد جنسي
- قصص قصيرة جدا/الشيطان
- نحن والكون والحقيقة ملكه الي الابد
- نصوص لا طعم لها
- ورق متساقط
- قبر
- احلام
- عبث
- درب اسود
- كلمات لم تكتمل فقد ادركتها العتمة
- قصص قصيرة جدا / جينات
- قصص قصيرة جدا / من الحمار?
- قصص قصيرة جدا/ياسمين
- قصص قصيرة جدا / نصيحة طبيب
- قصص قصيرة جدا / رئيس من كوكب اخر
- قصص قصيرة جدا / الرئيس وظله
- قصة قصيرة جدا/ فيتوريتو..
- قصص قصيرة جدا / اندساس
- قصص قصيرة جدا / عزرائيل


المزيد.....




- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - قصص قصيرة جدا / قاتل مع سبق الاصرار والترصد