أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (27) - الحنين لدهاليز وكهوف الماضى ولتذهب الإنسانية والحضارة للجحيم .















المزيد.....

الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (27) - الحنين لدهاليز وكهوف الماضى ولتذهب الإنسانية والحضارة للجحيم .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3394 - 2011 / 6 / 12 - 20:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تناولت فى مقال سابق أثر طبيعة وعلاقات الإنتاج فى تشكيل وخلق الثقافات .. بمعنى أن الثقافة تنشأ من بيئة ذات نمط إنتاجى محدد تخلق مفرداته الثقافية وتشكل ملامحه ومنهجه ورؤيته للحياة من داخل أطر وحدود الطبيعة والعلاقات الإنتاجية بين البشر .
تعاطيت فى هذا المقال مع رؤى كثيرة لنشوء وتشكل الثقافة وسر تمسك بعض المجتمعات بثقافاتها القديمة فلا تبارحها وإستدللت بمثال المملكة العربية السعوية وبقاء التراث والثقافة الدينية مهيمنة فأرجعت هذا لأن علاقات الإنتاج القديمة من أربعة عشر قرن لم تتغير فمازالت حاضرة فى جوهرها ومضمونها .. فتبقى السياحة الدينية كمصدر للدخل الريعي كما هو , ويبقى الرعىّ كما هو مع تغيير طفيف فى الصورة , فالراعى القديم جلس يراقب الإبل والجمال وينتظر أن تدر لبنا ولحماً وظل أحفاده على هذا النحو يجلسون بجوار آبار النفط ينتظرون أن تجود الأرض بما فى باطنها .

من هنا تبقى الثقافات القديمة حاضرة فى عصر مغاير فلا تتغير تغييرا ً جذريا ً طالما ظل نمط الإنتاج والعيش والعلاقات الإنسانية كما هى .. ولكن فى نفس الوقت لا يستطيع المرء إغفال أن الواقع المعاصر بما يفرزه من ثقافات مختلفة وأنماط حضارية ترجمت تطور الإنسان وإتسمت بالقوة والثراء لتكون كفيلة بأن تحد من جموح التراث القديم وسقوط مشاهده الفكرية والسلوكية بكل حمولته على الواقع المعاصر فتتوارى المفردات الشديدة البداوة والتخلف خجلا ً أمام المنظومة الحضارية العصرية بحكم هيمنة وسطوة الثقافات الحداثية الفارضة منظومتها الخاصة , ولكن يجب أن ندرك أنها تَحد فقط من جموح وحضور شديد الوطأة ولكن لا تلغى وتزيح .

مآساة واقعنا العربى أن الثقافة القديمة مازالت مُصرة ومُلحة على التواجد لتعلن عن نفسها بلا خجل , فهنا نحن لسنا أمام إشكالية نمط وعلاقات إنتاج متكلس لم يُبارح مكانه بل أمام توحش الثقافة أو قل هو إنحدار وإنهيار مجتمعات نتيجة أسرها فى ثقافتها القديمة لقرون طويلة مما ينذر بعواقب وخيمة ستقذف بها حتما ً إلى مرحلة التآكل والإنقراض .

الأديان هى تعبير عن فكر ورؤية وأحلام إنسان قديم هكذا كان درجة تطوره الحضارى والإنتاجى يحده قدرات معرفية محدودة فأنتج مثل هكذا قصص وأساطير وتشريعات جاءت متسقه مع ظرفه الزمانى المكانى .. ويمكن التدليل على بشريتها وفكرها بذكر مثال الرق والعبودية وملكات اليمين فلن نجد أى مؤمن فى الأديان الإبراهيمية يمتلك الجرأة أن يعلن موافقته على إستدعاء مجتمع السادة والعبيد وإسقاطه على أرض الواقع مرة ثانية فالخجل سيكون نصيب كل من يتطرق لهذا الشأن .. فالحضارة الإنسانية بمنظومتها الحالية وهيمنتها لن تتيح لأصحاب الأحلام المريضة أن يحلموا ... فقد وصلنا إلى عالم حضارى تجاوزنا فيه تراث الأديان وتشريعاتها القديمة ولم تكتفى الأمور بالتجاوز فقط بل يتم تجريم وإدانة ومحاكمة أى ممارسات للعبودية والعنصرية .

ولكن يبدو أننى كنت شديد التفاؤل , أو يوجد بيننا من لا يخجلون ويستحون , أو أننا إنحدرنا كشعوب إلى درجة من الحضيض وصلت لأن نسمح لكل مُخرف أن يتقيأ افكاره المريضة دون أن نُدينه ونحاسبه .. فعندما نجد من يدعون إلى عودة الغزوات القديمة وإستجلاب العبيد والجوارى وبيعهم والإرتزاق من ورائهم !.. وعندما نرى من تنادى بتشريع قانون لإستجلاب الجوارى و إحضارهن قسراً لأحضان الرجل المسلم الشبق وترى هذا عملا طيبا ً محمودا ً ! .. وعندما نفتقد من يجرؤ أن يصرخ فى وجوههم بأن هكذا تشريعات قديمة غير صالحة لعصرنا بل يُمكن أن نجد من يفرد صدره ويتنطع لينادى بعودتها ! ..سنعلم حينها لماذا نحن متخلفون ونبتعد عن أى مفردة حضارية , فيكفينا أننا نتنسم رائحة كهوف الماضى ونتماهى فيها .

* يدعو الي الرق والجواري والجهاد .!
الشيخ الحوينى يدعو الي الرق والجواري والجهاد لحل أزمة الفقر ولا مانع بالطبع من تقسيم الحريم على المجاهدين ليصل به القول بأن من يهاجمون هذا الطرح يستحقون القتال !.. فالرجل يرى أن الجهاد مُتعة وأن سبب فقرنا أننا إنصرفنا عن الجهاد وعلى قوله : لو كنا نغزو كل سنه مرة أو مرتين أو ثلاثة فسنحل أزمتنا مع الفقر اللى إحنا فيه !!..وما الفقر إلا بسبب تركنا للجهاد !!... واللى يرفض هذه الدعوة سنقاتله وناخد أموالهم ونسوانهم واولادهم وكل ده حلول ..وكل مجاهد سيرجع من الجهاد وجيبه مليان ومعاه 2 أو3 شحط ( يقصد رجال ) و3 أو 4 نسوان و3 أو 4 اولاد .. واضرب كل رأس فى 400 دينار وكل ما يتعذر ياخد رأس يبيعها ويحل بها زنقته و هذه النوعية من الربح أفضل من التجارة والصناعة مؤكدا انك لو رايح تعمل صفقة مش هتعمل الفلوس دي كلها .!
هذا رأى الشيخ الذى يعيش فى عصر الخيل والجمال والرماح ولا يعلم هذا البائس أن مجرد التفكير والحلم بذلك كفيل بضربنا قبل أن نمتطى جيادنا .!

http://www.youtube.com/watch?v=86pTUhNhnD8
عندما شاهدت هذا الفيديو أصابنى القرف والرغبة فى التقيؤ والدهشة من هذه العقول التى مازالت تتواجد فى هذا العصر فالرجل لا يعيش بيننا بل هو خارج الزمن يطرح رؤيته التى لا تأتى من خياله وفكره المريض بل من الإتكاء على نصوص واضحة المعانى والدلالات وليذهب حقوق الإنسان فى الحرية والكرامة إلى الجحيم .. فلنغزو البلاد عنوة وننهب أموالهم ونأسر رجالهم ونسبى نسوانهم , وعندما نتعذر نبيع أى رأس ونحل أزمتنا وهذا أفضل حالا من العمل والإنتاج والتجارة .

لن توجد أى مفردة من مفردات الإنسانية والحضارة والحقوق والكرامة واردة فى فكر ووجدان هذا الرجل بل فكر مشبع بالبداوة إستدعى تاريخ ونصوص قديمة متوهما ً أنها حلول وأن هناك من سيسمح لأحلامه المريضة أن تتحقق .. لم يفكر شيخنا فى الدعوة للعمل والإنتاج والبحث العلمى فهى بعيدة عن ذهنية سقيمة متقولبة ونفسية مشبعة بالبلادة والقسوة .

بصراحة الرجل كان صادقا ً فى طرحه !! ..بل يمكن القول أنه أدان وفضح التراث دون أن يدرى فأسقط الميديا التى تسوق للغزوات القديمة كونها فى سبيل الله .. فالرجل كان واضحا ً بإهتمامه بقضية غزو بلاد الغرب والنهب والسلب والسبى للتغلب على الفقر ولم يرفع راية الجهاد ونصرة الإسلام , بل جاءت فى السياق وعلى إستحياء ليغطي هذه الرغبات برداء الجهاد ولكنه ركز على الجوهر المتمثل فى الأطماع البشرية عندما تتسم بالهمجية .

إستغربت وإندهشت من طرح الحوينى وحماسه الشديد و جرأته على التصريح بمثل هكذا طرح فى القرن ال21 ..فيخطر على البال سيناريوهات ورؤى غريبة فى المقابل .. فعلى ضعفنا وتخلفنا وتسولنا نمتلك هذه البجاحة بالتصريح بغزو بلاد الآخرين لنهبهم وإستعبادهم وسبيهم ولا نتورع ببيعهم بالرأس فى السوق لحل مشاكلنا !! ...ماذا لو أصبح هذا النهج البدوى هو نهج الدول والشعوب القوية , فهل يأتوا لبلادنا ليغزوننا وينهبوننا ويستعبدوا رجالنا وأولادنا ويسبوا ويستحلوا نسائنا وعندما تضيق أوضاعهم الإقتصادية يبعوننا فى سوق النخاسة ؟!!... يااااه هل ممكن أن يتحقق هذا السيناريو ..لا أعتقد فالحضارة تخلصت من كل هذه البشاعة والبداوة ولن ترتد عقارب الساعة إلى الوراء .
هل هو رجل خارج التاريخ أم هى نصوص خارج العصر إلتحفت بالمقدس فتنازلت عن تاريخيتها لتهيمن على الواقع وتفرز بشر يستدعون خيالاتهم وأوهامهم المريضة يريدون لها حضور .

* هكذا النضال السياسى الإجتماعى .. النضال لإباحة الجوارى .!
السيدة الكويتية سلوى المطيرى والتى تصنف على انها كاتبة وناشطة سياسية واجتماعية , وبئس الكتابة والعار على النشاط السياسى والإجتماعى عندما تنتسب مثل هذه العقلية إليه ..فلم تترك السيدة إلا البشاعة الفكرية وإلا صدرتها لنا .
عندما علمت بهذا الشريط قبل أن أراه وترامى لمسامعى انها ناشطة سياسية واجتماعية تصورت أنها تقدم رؤية تقصد بخبث إحراج الشريعة الإسلامية والمجتمع الكويتى الذى تتسرب فى داخله تجارة الرقيق الأبيض لكن خاب ظنى فالسيدة جادة تدعو من خلال شريط الفيديو إلى إقتناء الجوارى وتسنين قانون لإباحة إقتناءهم من اجل الجنس خدمة ً للرجل الكويتى الشبق !!... هى تطرح الامور بمنطقها الأعوض الذى لم يخلو من نفسية مشوهة تم تدميرها وتخريبها بواسطة مجتمع ذكورى الثقافة ليصل بها الحال لهذا الحد من البشاعة .
http://www.youtube.com/watch?v=haKslDbFWhI

هى لا ترى فى إقتراحها الشاذ عيبا ً ولا حراما ً بل بموجب الشريعة الإسلامية هو حق , لذا إقترحت ممارسة تجارة بيع وشراء الجوارى والترخيص لمكاتب بهذا الشأن ليتم الحصول علي النسوة من أسرى الحرب من نساء مسيحيات أو أى دين آخر غير الإسلام مثل الروسيات والصربيات فى حرب البلقان لإشباع الرجل الكويتى وحتى لا ينزلق للزنا .. ولا اعلم ماهو الفرق بين الزنا ونكاح الجوارى سوى أن الأخيرة هى للإستغلال الجنسى لمدة طويلة بل الأبشع ان العاهرة تبيع جسدها بمقابل وبإرادتها أما الجارية فيتم إغتصابها بدون إرادتها وبدون مقابل .

لو حاولنا أن نحلل هذا الموقف فلن نجد سوى البشاعة والقبح حاضرا ً بكل صوره وتجلياته .. فلا توجد أى رائحة من الحضارة والقيم الإنسانية النبيلة حاضرة بل البداوة بكل عفونتها .. فالسيدة لا تعنى بشأن نساء مثلها لهن الحق فى الكرامة والحرية والحياة ..لا يهمها أن تغتصبن وتنتهكن كالذبائح فداء هذا الرجل الشرقى الشبق للجنس ... لا يهم مشاعرهن واحاسيسهن وكرامتهن فهى حريصة على الرجل الكويتى أن لا ينزلق إلى الزنا بل يوجه شبقه لهاتى الشقراوات الجميلات المسيحيات المُستحل لحمهن فهن كافرات بلا إنسانية ولا كرامة .!
سؤال : أمازال يعيش فى عصرنا بشر يحملون مثل هذه القسوة والبلادة والعنصرية القذرة .!!

لا افهم ما معنى جوارى للجنس والعاهرات موجودات فطالما القضية هى تفريغ الجنس فى النساء بدون عقد زواج فما الداعى ؟! .. فليطلب الرجل عاهرة لمدة زمنية طويلة وستكون أفضل من إغتصاب الجوارى فالأمور هنا ستتم بالرضا والمقايضة ..أم ان الهوس العربى لذته فى القهر والإغتصاب واللامقابل ..غريبة هى المسميات والفعل واحد بل أكثر بشاعة .

لا افهم سر هذا الغرور والغطرسة الغبية الواردة فى خطابها وخطاب الشيخ الحوينى .. وهذا الغرور البدوى الذى يتصور أن البشر كالنعاج للبيع والشراء فمن يمتلك المال عليه شراء النساء كجوارى لتصفعنا الحقيقة والواقع فنحن أمة بائسة تتسول وتقتات من موائد الكبار ولا نمتلك أى ميزة تفاضلية تبرر هذه الغطرسة فلا مال ولا إنتاج ولا قوة ولا ريادة فى العلوم ولا إضافة للحضارة بل إستهلاك لمنجزاتها فقط ... نحن بالفعل نعيش على هامش العالم المعاصر ولولا النفط لكان مصيرنا إلى الإنقراض .

لا أعرف موقف السيدة سلوى المطيرى التى ترى أن هذا الأمر حلالا ً بَيناً ( وهو كذلك وفقا ً للشريعة الإسلامية ) فماذا لو شاء حظها أن تكون محظية وجارية لجندى أمريكى فى حرب الخليج فهل تقبل هذا من باب المبدأ والمعاملة بالمثل أم سترفضه من باب الغباء والصلف .!

ما يجعلنا نيأس من حال هذه الأمة هو أن من يروج لفكرة إستدعاء عصر الجوارى هى إمرأة .. فهل وصل الأمر لأن تروج المرأة لهوانها وذلها وإنسحاقها !!..هل هذا شئ طبيعى أم أن المرأة العربية وصلت للحد من الإنحدار والإنهيار أن تستعذب هوانها وذلها وتروج له .!!
هل نحن أمام حالة شاذة ومرضية أم وضع بدأ ينتشر كالسرطان فى نفوس النساء العربيات منذ صعود ما يقال عنه بالصحوة والنهضة الإسلامية لتتعود المرأة أن تُقهر من خلال إرتداء الحجاب والنقاب رغما ً عنها .. من رضوخها لهيمنة ذكورية متعنتة .. من قبولها أنها فتنة وعورة وناقصة عقل ودين وبلا ولاية بل تستحق الضرب من السيد الرجل فهكذا شرع الله .. لقد وصلت لأن تقبل قيودها وسحقها وتتعايش معه .

فى خضم هذا القهر المستمر وتمريره وقبوله إنحدرت المرأة ليصل بها الحال إلى نسيان أى حق إنسانى لها ولتتراكم دوائر القهر لنصل لحالة وباء من الماسوشيزم حيث تستعذب المرأة ذلها وهوانها وتتماهى فيه .!!
وصلت المرأة العربية بالفعل لحالة شاذة ومرضية فبعد سحق إنسانيتها على مذبح الثقافة والهيمنة الذكورية وصلنا لإمرأة لا تخنع وتخضع رغما ًعن أنفها فقط , بل تتماهى فى هذا الذل وتستعذبه والمصيبة أن تجد من تفتخرن بهذا الهوان !! ..فبدلا ً أن تقول للرجل كفى حيوانية وقسوة ومهانة وإذلال , فالمرأة ليست وعاء للجنس تركبه وتقذف فيه وتبدله من وقت لآخر بل المرأة إنسانة تَحب وتُحب ويأتى الجنس كأجمل ما يكون وسط علاقة حميمية يغمرها الحب وليس بهذا الشكل البوهيمى .

أن تروج المرأة لهوانها هو المصيبة التى وصلنا لها والسرطان الذى لم يترك شئ إلا نهشه .. فتدنيها لهذه الحالة هو الإنهيار الحقيقى واليأس التام بأن يكون لنا حاضر , ولن أقول مستقبل فمصيرنا للضمور والإنقراض فالأجيال القادمة ستكتسب جين الخنوع والإذلال للفتاة والجبروت والصلف للولد .

* لما الخجل ؟!!
لن ننخدع فى محاولات التبرير بأن هذه النماذج الشاذة لا يمثلون الإسلام ولا هم حجة عليه ..ولا مقولة " الإسلام برئ منهم فهم مجتهدون لهم أجران إذا أصابوا وأجر واحد إذا أخفقوا "...ولكن مهلا ً فقد مللنا هذه الأسطوانة المشروخة فنحن أمام نصوص حازمة قاطعة نهل منها الشيخ الحوينى والسيدة سلوى المطيرى وكل جيوش الشيوخ والفقهاء , فهم لا يبدعوا شيئا غريبا ً وارادا ً بل إستدعوا نصوص واضحة الدلالة والمعنى ليس فيها إختلاف أو غموض بل تحمل الحرج لمن يواجه بسؤال شرعيتها ومدى صلاحيتها كما واجه الشيخ المهذب جمال قطب هذه الإشكالية فى برنامج على قناة دريم مما إضطره للإنسحاب من الحلقة تحت وطاة الحرج الشديد الذى أصابه فى مشروعية السبى و ملكات اليمين .
http://www.youtube.com/watch?v=6Uc5oJ0SEzI&feature=related%3C/font

النصوص لا تقبل التأويل أو الإنصراف عنها فهى نصوص واضحة وكونها مقدسة فهى لم تأتى لعصر محدد بل صالحة للتطبيق والتفعيل فى كل زمان ومكان لذا جاءت كل التفسيرات فى صالح فعالية النص !! ... ففى إجابة الشيخ بن جبرين عن سؤال " هل يسمح بأخذ النساء في الحروب كأسرى أم لا "
كانت إجابته : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: الحرب في الإسلام على نوعين : النوع الأول ما يقوم بين المسلمين أنفسهم وذلك إذا حدث بغي أو عدوان من طائفة مسلمة على المسلمين أو إذا امتنعت طائفة عن تأدية شعيرة من شعائر الإسلام كمنع الزكاة أو غيرها فالطائفة الأولى تقاتل وأما الطائفة الثانية فإنها تستتاب أولاً فإن أبت قوتلت وكلتا الطائفتين لا تقتل نساؤها ولا يؤخذن بحال ... النوع الثاني هو ما يقوم بين المسلمين والكفار وانتصر المسلمون فتتم معاملة نساء الكفار كالتالي: 1. لا يقتلن إلا إذا كن مقاتلات. 2. يؤخذن على أنهن من السبايا ويلحقهن الرق. والله تعالى الموفق للصواب.

هنا الخطورة الحقيقة التى طالما حذرنا منها وهو إسقاط النص التاريخى ليجد حضور فى واقع مغاير بحكم قدسيته وصلاحيته لكل زمان ومكان فنقع فى تصادم مع الواقع بحضارته وقيمه ومنهجه فيزداد تخلفنا و بؤسنا الفكرى وتشرنقنا داخل مشاريع نحياها فى سراديب الماضى .

لابد من الحسم الجذرى فليس عيبا ً أن التاريخ القديم حمل فى أحشائه مشاريع إجتماعية إتسمت بالبشاعة والقسوة والهمجية كالنهب والأسر والسبى والاغتصاب والإستعباد والسخرة , فهكذا كانت اللحظة التاريخية بكل ظروفها الموضوعية ودرجة تطور الإنسان الموضوعى فلا إدانة للتاريخ , فكل الأديان أقرت العبودية والسبى والإغتصاب والنهب ولكن هناك من إمتلكوا بعض الذكاء للخروج من هذه الورطة ومحاولة الإنسجام مع واقع مغاير ..فقد تخلى اليهود والمسيحيون عن التاريخ والتراث ورفضوا إسقاط التشريعات القديمة والنصوص والتراث على الواقع المعاصر وإعتبروه تاريخ غير قابل للإستدعاء والتطبيق فأراحوا وإستراحوا .

إنهم أدركوا الظرف الراهن إما ذكاءا ً أو أن النصوص فى مضمونها لا تلح على التواجد أو يُمكن أن نعتبره جاء رغما ًعنهم تحت وطأة قوة التيار التنويرى والعلمانى فتوارت خجلا ً كل التشريعات والنصوص البشعة ... ولكن أصحاب الدين الإسلامى يرفضون أن تكون التشريعات بنت زمانها ومكانها .. يرفضون تاريخية النص .. يريدونه صالحا ً للفعل والتفعيل فى كل زمان ومكان , فيبقى التاريخ بكل ما يحمله قابل للإستدعاء ليظهر لنا قروح مثل شيخنا الحوينى والناشطة سلوى المطيرى ويبقى الباب مفتوحا ً رحبا ً لكل الدعوات الغريبة والشاذة لتنتهك إنسانيتنا وإنسانية الآخرين لنصبح أمام قنابل موقوتة قادرة على إنتاج نفسها .. لم يقدر أحد حتى الآن أن يصرح بأن ملك اليمين والعبودية وحد الردة مُدان فعله وتطبيقه بل بالعكس تطل الرؤوس الخارجة من كهوف الماضى تطالب بالحضور والفعالية .

لا يعنينا الحوينى ولا سلوى المطيرى فى أن نستنزف أقلامنا لإدانتهم وفضحهم , ولكن يُعنينا هذه النظرة للتراث القادرة على إنتاج العشرات من الحوينى والمطيرى ليحطموا واقع معاش تنتهك فيه إنسانيتنا وكرامتنا , ويردونا بعنف لكهوف الماضى تُغتال فيه أفكارنا وعقولنا ويتسمم وجداننا .

دمتم بخير .


- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 9 ) - الوجود بين العشوائي ...
- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون ( 13 ) - علاقات الإنتاج كخالقة وحا ...
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 11 ) - إنهم يصفعوننا ...
- الأديان بشرية الهوى والهوية ( 1 ) - خرافات الأديان . جزء أول
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 26 ) - أطفالنا فى الجنه وأطفال ...
- تديين السياسة أم تسييس الدين ( 7 )- الإسلام السياسى رؤية سيا ...
- نحن نخلق آلهتنا ( 12 ) - نحن نجسد آلهتنا من دم ولحم وأعصاب و ...
- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون ( 12) - الدنيا من غير حب ما تتحبش ...
- نحن نخلق آلهتنا ( 11 ) - وهم الجَمال والله يحب الجَمال ويستح ...
- تديين السياسة أم تسييس الدين ( 6 ) - الأديان كثقافة وميديا ل ...
- تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 8 ) - الإنسان بين وهم الش ...
- تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 7 ) - وهم حرية الإنسان وا ...
- تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 6 ) - نحو وعى وفلسفة للمو ...
- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون ( 11 ) - البحث عن جدوى للإنسان وال ...
- كابوس الديمقراطية .. مصر نحو الشرنقة والشرذمة الطائفية .
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 11 ) .
- فلنحاصر فصائل الإسلام السياسى ونجبرهم على تحديد مواقفهم من ا ...
- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 6 ) - هى فكرة خيالية غي ...
- هل هى ثورات أم فوضى خلاقة .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 25 ) - مفهوم الأخلاق فى الدين ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (27) - الحنين لدهاليز وكهوف الماضى ولتذهب الإنسانية والحضارة للجحيم .