أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الأديان بشرية الهوى والهوية ( 1 ) - خرافات الأديان . جزء أول















المزيد.....

الأديان بشرية الهوى والهوية ( 1 ) - خرافات الأديان . جزء أول


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3372 - 2011 / 5 / 21 - 05:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأديان والمعتقدات منتوجات بشرية بكل معنى الكلمة .. هى إبداع فكر الإنسان فى التعبير عن حاجاته النفسية وهى تدوين لرؤيته ومعارفه فى إطار هوية إجتماعية أرادتها الجماعة البشرية وطلبتها بل ألحت على حضورها , كما لا يخلو عمودها الفقرى من إحتوائه عن رؤى نخبوية ترجمت مصالحها من خلال النص لتحصنها بأوهام المقدس .
عندما نتأمل النص المقدس سنرى ملامحه البشرية واضحة للعيان تتأكد فى كل مفردة وزواية فلا تخلو جزئية إلا وعبرت عن فكر وخيال إنسان ابن زمانه ومكانه رسم ملامحها وفقا لأدواته ومعطياته المعرفية ودرجة تطوره الموضوعى مجسدا ً رؤية عصره بكل صدق وأبداع .
لا تخلو القصص والنصوص من براءتها وسذاجتها فهى جاءت بعفوية شديدة دون أن تتعمد أن تردى ثوبا ً ليس ثوبها فصورها ومشاهدها من واقعها فلم تتجاوزه , بل عبرت بصدق وشفافية عن المستوى المعرفى والفكرى والحضارى لإنسان ذلك الزمان بدون مواربة أو تحفظ .

لو تطرقنا لرؤية الإنسان للطبيعة وكيف فسرها وفق حالة عجز معرفى سنتلمس تضاريس فكره وسنتيقن من بشرية النص الذى أراده البعض مقدسا ً ناطقا ً عن فكرة كيان ميتافزيقى خالق الوجود والطبيعة ...بالطبع ستتناقض القصص ببشاعة مع هذا الإدعاء عندما تقترب من علومنا ومعارفنا الحالية لتثبت بشريتها ولتصفع عقولنا بأننا نُحمل الأمور أكثر من طاقتها أو هى رغبة منا أن نعيش الوهم لا نفارقه لعدم قدرتنا على تحمل شك ومجهول و ثوابت أخذت طريقها عبر عواطف وإنتماء فجعلتنا نغفو ونمرر كل ما ينتهك العقل .

سنتطرق فى هذا الجزء من سلسلة " الأديان بشرية الهوى والهوية " إلى رؤية الإنسان القديم لبعض الظواهر الطبيعية وكيف فسرها وفقا لعجزه المعرفى .

* الشمس تقف فى السماء .!

11وَبَيْنَمَا هُمْ هَارِبُونَ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ وَهُمْ فِي مُنْحَدَرِ بَيْتِ حُورُونَ، رَمَاهُمُ الرَّبُّ بِحِجَارَةٍ عَظِيمَةٍ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى عَزِيقَةَ فَمَاتُوا. وَالَّذِينَ مَاتُوا بِحِجَارَةِ الْبَرَدِ هُمْ أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالسَّيْفِ.
12 حِينَئِذٍ كَلَّمَ يَشُوعُ الرَّبَّ، يَوْمَ أَسْلَمَ الرَّبُّ الأَمُورِيِّينَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَقَالَ أَمَامَ عُيُونِ إِسْرَائِيلَ: «يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ، وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ».
13 فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هذَا مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِل.
14 وَلَمْ يَكُنْ مِثْلُ ذلِكَ الْيَوْمِ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ سَمِعَ فِيهِ الرَّبُّ صَوْتَ إِنْسَانٍ، لأَنَّ الرَّبَّ حَارَبَ عَنْ إِسْرَائِيلَ.: سفر يشوع الإصحاح العاشر ( 12 – 14

عندما نقرأ هذا الحادث فى سفر يشوع سنحظى بالكثير لنتأمله فنحن أمام نبى مارس طوال تاريخه مذابح بشعة لينتقل من مذبحة لأخرى برشاقة غريبة وبدم بارد وقلب لا يدرك أى معنى للرحمة .. كما لن نجد طوال سفره أى عبارة أو مفردة تنبئ بأننا أمام فصلا ً دينيا مقدسا ً يقدم قيمة إنسانية فلا تزيد سيرته عن أى دموى بل تتضاءل أمامه سيرة هولاكو .. سنعجز بالفعل عن فهم ما سر هذه الوحشية وكيف يمكن أن تُبرر لرجل يوصف بأن له علاقة بالسماء , وللإنصاف فهو ليس الوحيد فى هذا المضمار فكل المقاتلين على مر العصور لهم علاقة حميمية مع الله .!
إسترعى إنتباهى فى بادئ الأمر إنتفاضة الحجارة التى قام بها الرب بهذه الممارسة الساذجة والقاسية .. سذاجتها فى هذا المشهد الطفولى بإلقاء الحجارة , وقسوتها أننا أمام جماعة هاربة وفى حالة بائسة ليكمل الرب المشهد بقذفهم بالطوب ..ليرن فى الذهن مقولة " لأَنَّ الرَّبَّ حَارَبَ عَنْ إِسْرَائِيلَ "..لتعطى معنى أننا جعلنا الله مقاتلا محاربا ً دوما ً وقد تكون هذه هى الوظيفة الرئيسية لفكرة الإله فى تمرير عنفنا ولتأتى بعدها وظائف أخرى .

دعونا نهتم بقصة الشمس التى أوقفها الرب فى كبد السماء وبالرغم أن إيقافها لم يأتى لإنجاز عمل إنسانى طيب , بل ليأخذ العبرانيين فسحة من الوقت ليمارسوا قتالهم وهمجيتهم ! ... ولكن مهلا فالله يوقف الشمس ألا تتحرك .!!
ماهذا الكلام ؟!.. لقد تعلمنا فى المدرسة أن الأرض هى التى تدور حول نفسها لينتج لنا الصباح والمساء وتدور حول الشمس لتنتج لنا السنه بفصولها الأربعة فما معنى أن الشمس تقف .!!
نحن أمام مخالفة علمية وعقلية صارخة تُنبأ ببشرية النص ولن يسعفها أى تبرير , فلو كان هذا الحدث منسوب لفكرة الإله فكان حريا للتخلص من هذا المأزق أن يوقف الرب الأرض عن الدوران وحينها سنقول هذا إعجاز ..أما إذا كان يراعى محدودية وعى إنسان هذا الزمان كما يمكن أن يساق فى التبريرات فهل النصوص تُسطر من أجل موائمة تخلف وعى إنسان هذا الزمان أوذاك أم تخاطب البشرية جمعاء على مدار الزمان والمكان .. ألم يكن من الأفضل أن يكون النص غير محدد بهذه الصورة المتصادمة مع العلم بأن يَدعى مثلا ً بأن الرب أمد ساعات النهار حتى يكمل العبرانيون قتالهم , وليفهم كل عصر بإدراكه مفهوم إمتداد ساعات النهار ولكن مسطر القصة تحدث بعفوية ويقين ووفق مستوى إدراكه ومعارفه و بوضوح وبلا مواربة .

الطريف أن التراث الإسلامى يأبى أن يترك قصة خرافية دون أن يوثقها ويعتمدها ليتبناها بالرغم أنها ليست من تراثه الأصيل وكأنه لايريد أن يترك الملعب منفردا ً للتراث العبرانى !! ..فنجد
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما لم يبن بها ولا أحد بنا بيوتا ولم يرفع سقوفها ولا آخر اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر ولادتها. فغزا فدنى من القرية حين صلاة العصر أو قريبا من ذلك. فقال للشمس إنك مأمورة وأنا مأمور. اللهم احبسها علينا، فحبست حتى فتح الله عليهم..."
رواه البخاري كتاب الخمس الحديث 3124- رواه مسلم كتاب الجهاد الحديث 4653
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس..."
رواه أحمد المجلد الثاني الحديث 7964

*** قوس قزح ليس اكثر من مُفكرة .!!
(( وصنعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين كل الأرض ، فيكون متى أنشر سحاباً على الأرض ، ويظهر القوس في السحاب إني أذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم وبين كل نفس حية في كل جسد ، فلا تكون أيضاً المياه طوفاناً لتهلك كل ذي جسد ، فمتى كانت القوس في السحاب أبصرها لأذكر ميثاقاً أبدياً بين الله وبين كل نفس حية في كل جسد على الأرض )) سفر التكوين ( 9 : 13 _ 16 )

إياك أن تعتقد بأن قوس قزح هى ظاهرة طبيعية تظهر في الأفق المقابل للشمس بشكل قوس في السحاب نتيجة إنكسار الضوء في السحب الممطرة وأن ألوانه البنفسجي، النيلي، الأزرق، الأخضر، الأصفر، البرتقالي، الأحمر سببها انعكاس أشعة الشمس من رذاذ الماء المتطاير من ماء المطر ..فهى لا تعدو سوى علامة لتذكير الله حتى لا ينسى ويسهو بل يأخد حيطته أويدير باله كما يقول إخوتنا الشوام فى أن ينتابه النسيان والسهو فيتهور ويُغرق الأرض مرة تانية .

هكذا وضع النص المقدس يده على سر علمي جديد لقوس قزح .. فالله جعل هذا القوس الذي يظهر في السماء بألوانه الجميلة في الأيام المطيرة ليذكره بعهده مع بني آدم بألا يُغرق الأرض ، فيتكرر الطوفان الرهيب مرة أخرى !!
بالطبع هى صورة ساذجة لهذا الرب الذى ينسى ويحتاج لشئ يُنشط ذاكرته لأنه شديد النسيان كما هو شديد الغضب فلا يتوانى عن قلب الطاولة سريعا ً ..ولكن الجدير بالذكر أن قوس قزح لا يظهر إلا بعد انتهاء المطر وليس عند بدايته !!!...أى أن الطوفان سيتواجد قبل قوس قزح .. ولكن هكذا فهموا بل وظفوا الطبيعة لقصة طريفة .

التراث الإسلامى أيضا لا يفوته المشاركة والحضور فيدلى بدلوه فى هذا الأمر ليقترب من الرؤية العبرانية ويحاول من عنده تصحيح مفهوم خرافى بمفهوم خرافى أيضا فيقول نبى الإسلام : "لا تقولوا قوس قزح، فإن قزح شيطان، ولكن قولوا: قوس الله عز وجل، فهو أمان لأهل الأرض" رواه أبو نعيم في الحلية (2/309)
إذن نحن أمام قوس الله ..وقوس للشيطان .. وهناك أمان لأهل الأرض .!!


*** عندما يأتى ميعاد الصيف فلنغلق الشبابيك من اللفحة القادمة من الجحيم .

- ماهو لفحة الحر والزمهرير ؟
إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة ، فإن شدة الحر من فيح جهنم ، واشتكت النار إلى ربها ، فقالت : يا رب أكل بعضي بعضا ، فأذن لها بنفسين ، نفس في الشتاء ونفس في الصيف ، فهو أشد ما تجدون من الحر ، وأشد ما تجدون من الزمهرير .
الراوي: أبو هريرة
خلاصة الدرجة: [صحيح]
المحدث: البخاري
المصدر: الجامع الصحيح
الصفحة أو الرقم: 536

إذن لفحة الحر والزمهرير هكذا ..نفسان أحدهما نفس فى الصيف وأخرى نفس فى الشتاء !!! ..ولتذهب كل علومنا إلى الجحيم .!!! ولا معنى لميل محور الأرض وإختلاف سقوط أشعة الشمس رأسية أو مائلة , وكون الشمس هى المؤثرة بدرجة حرارتها من حيث البعد عن المنطقة الساقطة عليها .

*** الملائكة تزجر السحاب - والصافات صفا فالزاجرات زجرا .

( والصافات صفا ) قال ابن عباس ، والحسن ، وقتادة : هم الملائكة في السماء يصفون كصفوف الخلق في الدنيا للصلاة ...و( الزاجرات زجرا ) يعني : الملائكة تزجر السحاب وتسوقه ...وقال رسول الإسلام : " ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم " ؟ قلنا : وكيف تصف الملائكة عند ربهم ؟ قال : " يتمون الصفوف المقدمة ويتراصون في الصف " .!

تعالوا نرى اليهود الملاعين عندما يمارسون خبثهم ومكرهم ..لنجد جماعة من اليهود تُقبل على النبي محمد ليقولوا له : يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ، ما هو ؟ قال : ملك من الملائكة موكل بالسحاب ، معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله ... فقالوا : فما هذا الصوت الذي نسمع ؟ قال : زجرة بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر . قالوا : صدقت .!
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3117 خلاصة الدرجة صحيح.

بالرغم أن آية سورة الرعد 13 ( وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ) - واضحة المعنى والدلالة إلا أن العادة هو إستحضار التفاسير !..فنجد إجماع التفاسير على أن الرعد هو ملك !!
فيقول البغوي (ج 3/ص 11) في قوله تعالى ( ويسبح الرعد بحمده ) : ” أن الرعد اسم ملك يسوق السحاب والصوت المسموع منه تسبيحه ” .
وفي تفسير الجلالين ( ج 1/ص 323) :”ويسبح الرعد هو ملك موكل بالسحاب يسوقه متلبسا بحمده أي يقول سبحان الله وبحمده” .!!

التفسير العلمي لهذه الظاهرة هو أن البرق عبارة عن الضوء الناشئ نتيجة تصادم سحابتين أحدهما تحمل شحنة كهربائية سالبة والأخرى تحمل الشحنة الكهربائية الموجبة وبذلك ينتج عن التصادم شرارة قوية تصدر علي هيئة الضوء الذي نراه ..أما الرعد فهو تفريغ كهربائي من سحابة إلى أخرى أو من سحابة إلى الأرض يصحبه انبعاث شرارات تعرف بالبرق , وهذه الشرارات تحدث حرارة عالية في مناطق الهواء التي تنبعث منها، فتتمدد تلك المناطق على نحو فجائي وتولد سلسلة من أمواج التضاغط عالية الشدة والقوة .

يبدو بأن كل ما تلقيناه فى المدرسة خاطئ وبعيد عن الصواب لنتعلم علوم فاسدة عن الشحنة الكهربائية وما شابه ..فالأمور أبسط من ذلك بكثير .. فالقصة لا تزيد عن ملاك موكل بالسحاب و معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب للجهة التى يريدها الله . !!!

*** ماذا تعنى هذه الخرافات ؟.

لسنا بصدد النيل من الخرافة والسخرية منها بالرغم أنها تَدفع من لا يمتلك روح السخرية أن يَسخر .. تكون السخرية غبية لأنها تسخر من قلة معرفة علمية وإدراكية لإنسان قديم هكذا كانت حدوده المعرفية وقدراته الفكرية والتى لم تحوله من إبداع أفكار خيالية تفى عجزه المعرفى وحيرته .

ولكننا بصدد إثبات بشرية النص فى كل ملامحه من ألفه إلى يائه فهو نتاج وعى وفهم وإدراك إنسان ذلك الزمان بكل ما يحمله من معارف شحيحة ومشوهة فحلت الفنتازيا الإنسانية والخيال مكان العلم والإدراك .
فليس غريبا ً على إنسان ذلك العصر أن يتخيل ويَدعى بقوله بأن الشمس توقفت فى كبد السماء حتى يُنجز يشوع مهمته المقدسة فى ذبح البشر ... هو يرى أمامه الشمس تُشرق وتَغرب وتتحرك فى هذا المسار ..يرى حركتها ولا يدرك ولا يعى أنها حركة الأرض حول محورها , إذن عندما يريد خلق قصة خيالية تمنحه شأن خاص فسيدعى أن الشمس توقفت عن الحركة أما قصة دوران الأرض حول نفسها فلم تخطر على باله , بل لو كان قد سمعها لرجم من يتفوه بها .

قصة قوس قزح لا تزيد عن ذلك كونها ظاهرة طبيعية رآها ولم يفهمها فجعلها عهد من الرب ليتذكر ولا ينسى .!!.. فكما يستعير مشهد من الطبيعة ليتذكر بها شئ محدد , أسقط نفس هذه الرؤية على إلهه فلم يتصوره خارج نطاقه البشرى الشخصانى فهو ينسى ويندم ويتهور ويتعهد ويحتاج لصورة ما عندما يراها يتذكر عهده الذى قطعه على نفسه .

أما قصة السحاب التى تُزجر والرعد الذى هو ملاك معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث يشاء الله .. فهى تعبير عن قلة معرفة إنسانية بأسباب البرق والرعد لتأتى الصورة المقدمة فى حدود خيال وضحالة معارف فترسم هذه الصورة الفنتازية من ملامح بيئته البسيطة فكما هناك غنم وإبل تُساق بالسوط فالرعد هو الصوت الناتج من طرقعة سوط يمسكه ملاك ليزجر به السحاب .

قصة الصيف الذى هو نفس من جهنم لا تخرج عن جهل معرفي وخيال إنسانى بسيط إستعار لفحة السخونة التى يحسها بإقترابه من موقده بإسقاط نفس الصورة على الفرن الجهنمى ولعلها تفيد فى إرهاب البشر بمدى العذاب الذى سيلقوه فى جهنم فإذا كان الحر من مجرد فيح لجهنم فما بالك فيما داخله .!

الميثولوجيا الدينية بكل قصصها وخرافاتها وأساطيرها بل وتشريعاتها هى نتاج زمانها ووعى وفهم إنسانها فلا توجد أوراق مُرسلة من السماء أو من تحت الأرض بل هى أوراق كُتبت بخيال إنسان واقف على الأرض كان حظه هكذا من الوعى والفهم والإدراك .. إنها نصوص بشرية الهوى والهوية والخيال .

دمتم بخير .

- " من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم خال من الأنانية والظلم .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 26 ) - أطفالنا فى الجنه وأطفال ...
- تديين السياسة أم تسييس الدين ( 7 )- الإسلام السياسى رؤية سيا ...
- نحن نخلق آلهتنا ( 12 ) - نحن نجسد آلهتنا من دم ولحم وأعصاب و ...
- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون ( 12) - الدنيا من غير حب ما تتحبش ...
- نحن نخلق آلهتنا ( 11 ) - وهم الجَمال والله يحب الجَمال ويستح ...
- تديين السياسة أم تسييس الدين ( 6 ) - الأديان كثقافة وميديا ل ...
- تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 8 ) - الإنسان بين وهم الش ...
- تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 7 ) - وهم حرية الإنسان وا ...
- تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 6 ) - نحو وعى وفلسفة للمو ...
- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون ( 11 ) - البحث عن جدوى للإنسان وال ...
- كابوس الديمقراطية .. مصر نحو الشرنقة والشرذمة الطائفية .
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 11 ) .
- فلنحاصر فصائل الإسلام السياسى ونجبرهم على تحديد مواقفهم من ا ...
- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 6 ) - هى فكرة خيالية غي ...
- هل هى ثورات أم فوضى خلاقة .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 25 ) - مفهوم الأخلاق فى الدين ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 24 ) - الشفاعة كتأسيس لمجتمع ا ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 23 ) _ لا تسأل لماذا هم مرتشون ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 22) - استبداد الحكام العرب هو ...
- خواطر وهواجس وهموم حول ثورة 25 يناير .


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الأديان بشرية الهوى والهوية ( 1 ) - خرافات الأديان . جزء أول