أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن لطيف علي - الثقافة العراقية .. الحوار مع الذات














المزيد.....

الثقافة العراقية .. الحوار مع الذات


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 3393 - 2011 / 6 / 11 - 15:54
المحور: الادب والفن
    


تقف الثقافة العراقية اليوم أمام تحديات كبرى لعل في مقدمتها إعادة ترتيب نفسها والبدء في تأسيسها الذاتي السليم بعد عقود من الخراب والتدمير الهمجي. فالحقل الثقافي العراقي اليوم مطالب بكل مستوياته ونماذجه وأصنافه ومستوياته الإبداعية: شعرا وأدبا، كلمة ورسمًا، نحتا وعمارة، فكرًا وسياسة، أن يكون بمستوى الحدث العميق الذي مسّ الحياة العراقية برمتها.
لقد سقط الصنم العراقي الكبير، فلم يعد الحوار الثقافي العراقي حوارًا بيزنطيًا، او ترفا. لم يعد المنتج الحقيقي في حاجة الى رهانات خارج إبداعية، تتلاعب بها الأهواء وتحكمها النزوات.
الثقافة العراقية اليوم مسؤولة أمام التحديات الراهنة لواقع الإنسان العراقي وحلمه في الحياة والإبداع معا. وإذا ما كان سقراط المثال الطيب للوصول برسالة «الرائي، العالم، المبدع» الى نهايتها، حتى ولو كانت على حساب حياته الزمنية، فعلى المثقف والمبدع العراقي أن يتعلم الدرس... لا درس السم و كأس النهاية. فالعراق اليوم ليس في حاجة إلى شهداء وضحايا وأبطال من نماذج الماضي، انه يحتاج إلى يقظة وحكمة، إلى قراءة منتجة وتأويل يفضي إلى درس نقدي كبير. بل يمكننا القول، انه في حاجة إلى «صدمة» تضعه أمام رؤية الواقع والنفس كما هي، ومن ثم تحريره من مختلف المكونات الخربة، والأطباق الشهية لسموم التقليد والبلادة المتحزبة، أيا كان شكلها ومستواها ومصدرها.
نحتاج إلى حوار يُرجع الإنسان العراقي إلى ذاته التاريخية والاجتماعية العقلية والعقلانية بنزوع إنساني وفكر حر من العبودية لأصنام أيا كان شكلها ومصدرها.
إن قدرة المثقف العراقي على تحمل مسؤولياته لا يحددها شيء غير قدرته على النفاذ في الحياة العراقية والمساهمة الجادة في صنع الحياة الحرة.
يتذكر المبدع العراقي ذاك العماء المطبق، والأحادية المقيتة التي ميزت فترة الدكتاتورية والتوتاليتارية لأكثر من أربعة عقود عاشها العراق وكل ما فيه وما فوقه وتحته، أي كل ما جعل من حياة الإنسان جحيما لا يطاق وعبودية لا مثيل لها.
هذه الذاكرة الحيّة لا بد ان تجعل المبدع العراقي في منأى عن النسيان... فهو ابن العراق بكل تجلياته، وفصول حياته ماديا وروحيا.
المثقف العراقي ليس حاصل تحصيل، كما انه ليس محنطا في أسوار المكان، انه سريان الحياة النابعة من ينابيع الرؤيا والحكمة والحلم. كما انه المتفاعل مع الحياة بكل إشكالاتها... ليس المثقف نبيًا دجالا، ولا مختبئا في صومعته.. إنه ابن الحياة وله مسافة محسوبة مع الأشياء والكلمات.
المثقف العراقي الحالي سليل تركة ثقيلة من صنع الأصنام والثورة عليها.. عليه الآن أن يكون إنسانا ليؤنسن كل شيء، ومبدعا قادرًا على إعادة خلق الوجود بما يتطابق مع الحقيقة والجمال والخير. وأن يكون اجتماعيًا مؤثرا كي لا يسرق الساسة أكسير خلوده.. وعليه أن يكون أمينا على ما يؤتمن عليه؛ رسالته السامية.



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحدة العربية بين الحقيقة والوهم وموقف صحيفة الأهرام منها ( ...
- مع كتاب -الطائفية السياسية ومشكلة الحكم في العراق- للدكتور ع ...
- المثقفون الإيرانيون من التأسيس إلى الثورة
- من اعلام الصحافة العراقية .. منشي زعرور -السميذع- العربي الي ...
- العذرية في اطار مباحث أنثربولوجيا الجسد
- ميثم الجنابي في كتاب جديد عن التوتاليتارية العراقية وتشريح ا ...
- السرد في التراث العربي
- رحلة في عالم الفنان الراحل مؤيد نعمة
- نجل الموسيقار صالح الكويتي : الملك غازي اهدى والدي ساعة ذهبي ...
- حوار مع البروفيسور ميثم الجنابي عن حقيقة التصوف•
- مير بصري.. سيرة وتراث
- قصة حب بين فاطمة المسلمة والفتى الجميل سالم اليهودي
- أكثر من 15 مطبعة أسسها يهود العراق في النصف الأول من القرن ا ...
- ساسون حسقيل: أشهر وزير في تأريخ الحكومات العراقية المتعاقبة
- مير بصري .. شاهد على يقظة الفكر العراقي
- كريم مروة يؤرخ سيرة أربعة شيوعيين لبنانيين
- بيوت محمود النمر بلا قبعات
- الدكتور داود كباي .. شخصية عالقة في الذاكرة العراقية
- توفيق التميمي يوثق تاريخ شارع المتنبي في كتاب جديد
- استعراض تحليلي لثلاثية (العراق والمستقبل) لميثم الجنابي


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن لطيف علي - الثقافة العراقية .. الحوار مع الذات