أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زيد ميشو - تقبيل الأيادي والانحناءات والاحترام المفروض !














المزيد.....

تقبيل الأيادي والانحناءات والاحترام المفروض !


زيد ميشو

الحوار المتمدن-العدد: 3391 - 2011 / 6 / 9 - 08:08
المحور: حقوق الانسان
    


قبل سنوات وأنا في إحدى المحلات الشرقية في كندا وبينما كنت أتكلم مع ابن صاحب المحل ، وإذا به فجأة يترك مكانه ليستقبل والده ويأخذ بيده ويقبلها حال دخوله ، وكم كانت فرحة الأب ظاهرة وافتخاره بنجله الأكبر وهو يؤدي فروض الطاعة والولاء ، ولا أعرف إن كنت قد أظهرت بدوري إستيائي من هذا المشهد المرفوض أم لا ؟
حدِّثت بعض الأشخاص بذلك ، والقليل منهم فقط من شاركني الرأي وأما الآخرون فيؤكدون بأن مافعله الإبن الاحترام إلا انني أجبتهم بالنفي وكان رأيي بأنه " إذلال "... فلو كان أحترام الوالدين يقاس بتقبيل يدهم فلا يكفيني تقبيل أرجل والديّ لطيبتهم ، ومع ذلك فأنا أجلّهم وأحترمهم لدرجة عالية بالرغم من أنني لم أنحنِ يوماً امامهم .
لم يكن هذا المشهد جديداً بل قد رأيته مرّات عدة ، وأجزم بأنني لم ألحظ التواضع يوماً عند من يقبل على نفسه ان تقبَّل يداه ، بل أرى أن العكس صحيح لمن يربّي أبناءه على الحب والتواضع دون إذلالهم بتلك الممارسات التي يسميها البعض أحتراماً .
لننتقل من مشهد تقبيل الأبناء لأيادي والديهم إلى المؤمنين لأيادي رجال الدين دون تحديد دينهم أو طائفتهم ، وقد خضعت سابقاً لتلك الفروض والتي أقسمت منذ سنوات بأن لا أفعلها مجدداً ولو كان رجل الدين الذي امامي قد أرسل بالبراق من السماء . والآراء تتباين في هذا الموضوع منسباً له كل البلاء والتخلف الذي يعرف به غالبية المتدنيين .
بالعادة يبدأ الرجل بأخذ مكانته الدينية في عمر الشباب ، قد يكون بحكم الوراثة أو القناعة ، أو قد يكون أهله قد نذروه لتلك المهمة وكأنهم يملكونه . ولنقل بأن معدل العمر الذي يؤهل لتلك المهمة هو منتصف العشرينات ، ولنتخيل أنفسنا في مكانه ، تقدير – إحترام – هيبة – عزائم – هداية مادية ومعنوية – يقف الجميع في إستقباله حتى في العزاء – الكل يستشيره وكأنه العالم بكل الأمور ، ينحني أمامه أصحاب الشهادات والموظفون والمهنيون وكل الشرائح من المتدينين ، ويلقى الاحترام حتى من غير المتدينين أو الذين ليسوا على دينه ، هذا بالإضافة إلى أن السواد الأعظم يقبّل يديه ، والسؤال بعد أن نضع أنفسنا في موقعه ، من أين سيأتي التواضع بعد كل ذلك لا سيما إذا علمنا أن هذا سيتكرر طوال حياتنا الدينية ؟
لم اتلقى معارضة عندما طرحت القضية بهذا الشكل وكانت أكثرية الأجوبة تقول " صحيح .... ولكن ! " وأي لكن ؟ كل مابعدها غير مرتبط الأفكار وتذرع بحجج وهمية سببه الخوف من الماورئيات ، إذ يعتقدون بأنهم أساؤوا إلى السماء لمجرد تفكيرهم بنقد جنابهم . ولا أكتفي بأجوبتهم غير الشافية وأقول لهم ، اشتموا السماء واقلبوا الموازين رأساً على عقب أفضل من ان تعتبروا أنفسكم مؤمنين عندما تنساقون لتلك التقاليد المخجلة خصوصاً ونحن في عصر يحتاج إلى حرية في الفكر والاختيار وليس إلى الانقياد الأعمى . نعم مخجلة تلك الموروثات وسطحية وغير عادلة ، ولاأعتبرها سوى سبباً لتخلف عرف به المؤمنين لأن أحترامنا وخضوعنا إلى بشر أهم بكثير من ان نتبع كلمة نصدّق بأنها من الله ، وبالمنطق أطرح سؤالي ، هل يعقل بعد كل هذا أن أواجه وأنتقد وأجابه إن كان على خطأ من أنحني أمامه وأقبل يداه ؟ وأجيب بنفسي وأقول " كذب من يقول نعم تستطيع " .
لذا نرى غالبية رجال الدين متصلبين في رأيهم ، يفضلون جهل المؤمنين على انفتاحهم ، متسلطين ومغرورين ومزينين بثوب التواضع ، وعند وجود انقسامات بسببهم فلا مانع لديهم من تغذية الأحقاد لدى من يمسكون بطرفهم ويدافعون عنهم كي يستغلوهم أبشع أستغلال في مواجهة الطرف الآخر وإن كان معتدلاً وحريصاً على الشعب الذي ينتمي له في مركز عبادته . ساعين إلى مصالحهم مستميلين الأغنياء كي تزداد أرصدتهم ... وكل تلك السلبيات وغيرها أعزيها لتلك القبيحتين الإنحناء لهم وتقبيل أياديهم .
قد اكون فظّاً بهذا الطرح إلا أنها قناعتي أقولها على الملأ دون اكتراث ، فقد زادت الأمور عن حدّها حتى أوصل إلى قناعة بأن التدين قد اوصل الكثير المؤمنين إلى مستنقع من التخلف وبركة من الأحقاد وبحر من العنصرية والتعصب ، لأن التعاليم الدينية في هذا الزمن ليست إلهية كما نتصوّر بل شخصية مسيرة حسب أهواء ومنافع أشخاص علّموا البسطاء ان يتباركوا حتى بالثوب الذي يرتدونه على أنه مقدّس ولا مقدّس غير الله ....



#زيد_ميشو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والتقيت بعبوسي في مشيغان
- الدكتور سعد الدليمي وكرم الخزرجي وجهان لعملة واحدة
- صدّق بخرافة وأنت مبتسم ولاتؤمن بحقيقة تجعلك عابساً
- عراةٌ أمام المرآة
- الجريمة والثواب – عدالة اله أم إنسان
- طريق الألم
- مفارقات مع الحلال والحرام من الطعام
- جائزة لكل ملحد يؤمن
- أريد معلماً مختصاً بفن تغيير الوجوه
- رجل الدين في زمننا
- شتان بين كلاب وكلاب
- لمن التصفيق ؟
- أمل
- عذراً أيها الحكيم البابلي – لقد كنت صغيراً جداً حينذاك ، ولم ...
- لاأثق بهم ولاأستلطفهم ، فهل أنا على خطأ ؟
- الله و الله وأكبر والرب وأودوناي
- الله حسب الطلب
- العلم العراقي وعلاقته بقتل المسيحيين
- نحن كنّا ، وماذا عن الآن ؟
- سمير إسطيفو شبيلا - يدي بيدك من أجل شعبنا المضطهد


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زيد ميشو - تقبيل الأيادي والانحناءات والاحترام المفروض !