أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيد ميشو - عراةٌ أمام المرآة














المزيد.....

عراةٌ أمام المرآة


زيد ميشو

الحوار المتمدن-العدد: 3279 - 2011 / 2 / 16 - 08:58
المحور: الادب والفن
    


لاأضيف على العلم شيئاً إن قلت بأن المرآة وجدت لنرى بها إنعكاسات للأشياء التي أمامها . وكثيراً شهدت وقوف أشخاص ولوقتٍ طويل وهم يبحثون عمّا لايحبونه ظاهراً في وجوههم فيلجأوا لمساحيق تسترها عن الأعين . أو من يجرّب أمامها نصف ملابسه التي تحويها خزانته لتكون هيئته مميزة لأمسية سيذهب إليها بعد قليل . وكم من الأشخاص الذين تعلّقوا بالمرآة أكثر من تعلقهم بأفلام الأكشن والهندية وحتى تعلّقهم بأمهم ، وأصبحت لهم بمثابة إله يتمنى كلٍ منهم أن يرى أجمل شيء من خلالها . وبما إن وظيفتها تقتصر على إنعكاس للظاهر فقط ، لذا فهي مصدر قلق وفرح في آنٍ واحد ، قلق عندما تعكس أشياء لايحبذها المرء في شكله وجسده ، وفرح إذ تريه مايرضي الغرور . وبكلا الحالتين ، فإن للمرآة إعجوبة إنعكاس الحقيقة وكشفها بحسناتها وعلّاتها . وهذا الكشف مفيد أحياناً خصوصاً في الفترة التي يقف أمامها المتعري حتى من ورقة التين ، عندها ستكون أقرب صديق يُظهر المستور من جمال وعيوب دون إفضاحها . فلماذا لايتعرى الإنسان أمامها إلى ماهو أبعد من المنظور والملموس ، ويبدأ بمحاورة الوجه الذي أمامه ويحدثه عن كل مابداخله من أسرار وغموض بشفافية مطلقة ، عن مايشعر به ويخبئه ، وما يضمره من حقد وحسد وغيرة ، كاشفاً لحظات اللاسلام التي تهزّ إنسانيته ، وعن الرغبة بالتسلّط وامتلاك ماتطاله يده وإن كان على حساب بشراً مثله . ليحاور ذاته عبر المرآة علّه يجد مالايسره فيصححه كما يرى البثور السوداء في وجهه ويعالجها ؟ أم هو الخوف من مواجهة الذات حتى في الخلوة ؟
وبما أن رضا الكثيرين عن أنفسهم يرتبط بظاهرهم ، فقد عمل الأغلبية بأنانية مطلقة ليتحول كل من يلتقونه إلى مرآة تعكس مايتجمّلون به فقط . فكما النساء تضع المكياج ليتجمّلن به سويعات ، كذلك يفعل الكثيرون عندما يقابلون أشخاصاً يحاولون ان يتجملوا أمامهم في الكلام والتصرّف لينالوا إحسانهم ويتمتعوا بإطرائهم ، إنما لاننسى بأنها ( أي المرآة ) تجعل اليسار يميناً والعكس صحيح ، وأقصد بأنها تعطي إنعكاساً للأشياء وتعكسها دون أن ننتبه أو نفكر بهذه النقطة .
لاأقول بأن ذلك سيء ، إلا أنه يصبح كذلك عندما يكون الآخر غاية لنيل المديح .
الكل بحاجة إلى المرآة ، وروعتها بأنها لاتعرف المجاملة ، فما أروعنا لو أصبحنا مرآةً لغيرنا وكذلك الآخر لنا ، اليس ذلك مايسميه الجميع بالصراحة ، تلك الكلمة التي يتبنّاها الجميع كجزءاً من كيانهم ؟ فلنختبرها إذن لتصبح جزءً منّا بحق وحقيق ..... إنما من يضمن عدم رمي الصريحين بحجر ويكسر هذه الإنعكاس ؟
أشخاص بحاجة إلى مرآة حقيقية ... إلى صراحتنا
من يسعى إلى تحسين ظاهره ويهمل داخله ، وشتان بينهما .
من ينجذب إلى الجمال الخارجي فقط ، ولا يحاول أن يتعرّف على الجمال الداخلي !
من يعتقد بأن التعرّي أمام الناس معاب أكثر من الحشمة الكاذبة
الذي يتظاهر بالإيمان لغرض المفاخرة وتحسين السمعة
المتكبر عندما يمثّل دور المتواضع
رجل الدين الذي يسعى لتمجيد ذاته وليس ربه
المثقف الذي يحاول كسب الناس وليس من أجل فائدتهم
والقائمة تطول ......







#زيد_ميشو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجريمة والثواب – عدالة اله أم إنسان
- طريق الألم
- مفارقات مع الحلال والحرام من الطعام
- جائزة لكل ملحد يؤمن
- أريد معلماً مختصاً بفن تغيير الوجوه
- رجل الدين في زمننا
- شتان بين كلاب وكلاب
- لمن التصفيق ؟
- أمل
- عذراً أيها الحكيم البابلي – لقد كنت صغيراً جداً حينذاك ، ولم ...
- لاأثق بهم ولاأستلطفهم ، فهل أنا على خطأ ؟
- الله و الله وأكبر والرب وأودوناي
- الله حسب الطلب
- العلم العراقي وعلاقته بقتل المسيحيين
- نحن كنّا ، وماذا عن الآن ؟
- سمير إسطيفو شبيلا - يدي بيدك من أجل شعبنا المضطهد
- رأيي شخصي - الكتابة بإسم مستعار
- لاس فيغاس عراقي ، كفيل بتقويمه
- زماننا وزمانكم
- تعال يا حمار . . ميخالف - روح يا حمار . . ميخالف تعال ( أركب ...


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيد ميشو - عراةٌ أمام المرآة