أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيد ميشو - والتقيت بعبوسي في مشيغان














المزيد.....

والتقيت بعبوسي في مشيغان


زيد ميشو

الحوار المتمدن-العدد: 3387 - 2011 / 6 / 5 - 09:59
المحور: الادب والفن
    


كل يوم أتاكد أكثر من أنني أنتمي لجيل لعب معه القدر لعبته القذرة ، جيل هزّ أكتافه ورقص الجوبي وصفّق البصراوي " ونزل للكاع ، وبزخ " على أغان لاعلاقة لها بالإنسانية لامن قريب ولا من بعيد ، استمدت روحيتها من الضواري والحيوانات المفترسة ، فرض ثقافتها النتنة فكران رجعيان بعثي في العراق وديني في إيران ، منها ( إحنا مشينا للحرب – وهمة إجو للموت محّد جابهم – هاولكم وين يادجالين – تقدّم وحنة وياك إثنين جيشين لصدام حسين – ياكاع ترابج كافوري وغيرها من المبتذلات ) بل حتى أغاني الأطفال الشعبية لم تسلم هي الأخرى وأذكر :- طلعت الشميسة على وجه عيشة ، عيشة عراقية بنت القادسية .
أنتمي إلى جيل بائس لاعلاقة له بالمسرح ، ولا وقت له لاستيعاب الفنون ، خضع للإعلام والثقافة الموجهة ويكفر بالسماء والأرض إن حصل تشويش على إذاعة مونتيكارلو ولندن ، المنفسين الوحيدين لسماع أخبار لايقرؤها أزلام المقبور قبل بثّها .
لم نعرف التنوع الفكري يوماً ، ولم يُسمّح لعقلنا بالتحليل لتكوين رأي حرّ ، ولا نفْقه أبعاد معاني بعض الكلمات وإنما نرددها فقط مثلاً " الاختيار ، الابداع الحر ، الرأي الحر ، العدالة ، الجميع تحت القانون ، نزاهة حكّام ، الكرامة ، عزة النفس ، وغيرها " لأن الجميع معرضين للإهانة والذل في كل مكان وزمان .
عندما أجتمع مع الخمسينيين وما قبل من أجيال أشعر بأنني من عالم آخر وكأنني لست إبن هذا البلد الرائع ...
إنها اجيال سمعت السمفونيات وتأملت مع الكلاسيكيات وقرأت لكتاب أحرار وتبنّت أفكاراً مختلفة وطبعت الحوادث والأسماء في ذاكرتهم . يتكلّمون عن ثورات وعن مظاهرات كحقائق حدثت وليس كأمنيات تشبه تبادل التهاني في الأعياد .....
لذا ، عندما تسمح لي فرصة ان ألتقي بمبدع عراقي من الرعيل القديم ينتابني شعوران ، الأول هو الفخر والاعتزاز والثاني هو الألم كونهم مدرسة ، إن وجد فيها طلاب فلا يتجاوزون أصابع الكف الواحد ، لأن دور حزب البعث الرجعي والدموي هو سحق العراق وتدميره ، وغالبية أعضائه الكبار لديهم عقدة النقص من كل ماهو مميز ، لذا حاولوا جاهدين تحجيمهم وتصفيتهم متى ما اقتضت الحاجة لأن والحقيقة تقال بأن اكثرية المواهب والطاقات المبدعة العراقية كانت تنتمي أو تتبنى الأفكار اليسارية ....
في الثالث من حزيران 2011 دعى الاتحاد الديمقراطي العراقي في مشيغان الشخصية الجميلة والمحببة والقريبة لقلوبنا حمودي الحارثي والمعروف بعبوسي ، ولكوني محظوظ أحياناً وأسكن في وندزور ، المدينة الصغيرة التي تحدّ ديترويت ، ومن أجل صديقة عزيزة غادرت العراق قبل أكثر من ثلاثين سنة ولم تزره غير مرة واحدة بعد سقوط الصنم ، فقد كان إصرارها للذهاب إلى الندوة كطفلة تبحث عن حظن يدفئها ، فقررت الذهاب ودفعنا أول ثمن عندما مكثنا ساعة ونصف ونحن نقطع الحدود .
موعد اللقاء كان في السابعة والنصف مساءً بحسب التوقيت العراقي الذي يقبل الزيادة فقط ، وأنا والصديقة العزيزة خرجنا من وندزور قبل الثانية والنصف ظهراً وعدنا بعد منتصف الليل ... الغريب في الأمر بأن رفيقتي في هذه الرحلة تعاني من اوجاع في الظهر تمنعها من الجلوس لساعتين دون تمدد ، إلا أنها قضت أكثر من سبع ساعات ثم عادت نشطة ، وكأن الدواء في مثل تلك تلك الاجتماعات الدافئة .
والتقينا بعبوسي ، وكانت ساعات من الروعة أدونها كنقطة مشرفة في تاريخي ، شخصية متواضعة جداً وواقعية وصريحة ومثقفة . نحات وممثل ومخرج ، وأكثرنا لم يكن يعرفه سوى ممثل ، له جواب لكل سؤال ، أمتع الحضور بإسلوبه الشعبي الجميل ومزحاته الذكية ، ورغم كرهي للتصفيق إلا أنني فعلتها وبحرارة أكثر من مرة ، لأنه لم يكن تصفيقاً لشخص يسعى لنيله بل لموهبة سخّرت من أجل شعب برمّته . عبوسي فنان قريب للقلب مازلنا وسنبقى نردد عن ظهر قلب الكلمات الساخرة والتعابير المضحكة التي قالها في مسلسل تحت موس الحلاق الشعبي الشهير .
وأحتراماً للجهات الإعلامية المخولة بتغطية اللقاء لن أذكر في هذه المادة المتواضعة ماذكره في تلك السويعات الطيبة .. وليسمحوا لي زملائي بأن أبشّر كل العراقيين بأن عبوسي قد وعدنا بتقديم عمل مسرحي قريباً ولن يمنعني عن مشاهدتها عند العرض الأول سوى المستحيل ...
تاج على رأسي عبوسي ، وشكراً لكل من اهتم بحضوره إن كان اتحاد الفنانين العراقيين الكنديين أو إخوتنا في الإتحاد الديمقراطي العراقي في مشيغان الممثلة بشخص نبيل رومايا ... لهم منّي كل احترام .



#زيد_ميشو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور سعد الدليمي وكرم الخزرجي وجهان لعملة واحدة
- صدّق بخرافة وأنت مبتسم ولاتؤمن بحقيقة تجعلك عابساً
- عراةٌ أمام المرآة
- الجريمة والثواب – عدالة اله أم إنسان
- طريق الألم
- مفارقات مع الحلال والحرام من الطعام
- جائزة لكل ملحد يؤمن
- أريد معلماً مختصاً بفن تغيير الوجوه
- رجل الدين في زمننا
- شتان بين كلاب وكلاب
- لمن التصفيق ؟
- أمل
- عذراً أيها الحكيم البابلي – لقد كنت صغيراً جداً حينذاك ، ولم ...
- لاأثق بهم ولاأستلطفهم ، فهل أنا على خطأ ؟
- الله و الله وأكبر والرب وأودوناي
- الله حسب الطلب
- العلم العراقي وعلاقته بقتل المسيحيين
- نحن كنّا ، وماذا عن الآن ؟
- سمير إسطيفو شبيلا - يدي بيدك من أجل شعبنا المضطهد
- رأيي شخصي - الكتابة بإسم مستعار


المزيد.....




- -كاسونغو-.. قصة فقدان وحب تختبئ خلف الإيقاعات الراقصة
- -كاسونغو-.. قصة فقدان وحب تختبئ خلف الإيقاعات الراقصة
- العمود الثامن: في حكاية الشيخ والشاعر !!
- الاحتفاء بالشاعر والمترجم ياسين طه حافظ بمناسبة اختياره رمزً ...
- جاهزون يا أطفال .. أحلى الأفلام الكارتونية على تردد قناة سبي ...
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-
- يحصل على جائزة أفضل فيلم صيفي لعام 2025 “فيلم مشروع أكس”
- رابط مباشر نتيجة الدبلومات الفنية الدور الاول برقم الجلوس فو ...
- في ليبيا: السوريون يواجهون أوضاعا إنسانية وقانونية صعبة في ظ ...


المزيد.....

- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيد ميشو - والتقيت بعبوسي في مشيغان