يا ليت ثورات العرب تخرج من معطفك

ياقو بلو

الحوار المتمدن-العدد: 3387 - 2011 / 6 / 5 - 10:00
المحور: الادب والفن
    

اياك ان تقولي لي يوما:
انزعْ عن حلمكَ الاثير معطفي الاسود ليلا.
إزار جدتي بصيبني بقشعريرة الذكرى
وخيالات كهان المعابد العتيقة
نساء عرايا بلا ارداف
تتراقص غضبا على ارنبة انفك.
كان لقاءنا الاول...
خلف بلل بضع حروف جملة مريبة،
وبريق ثمالة الخمرة في جوفي
صرت اسجل اسماء شهود الزور،
واحدثك عن قراصنة التاريخ
قلت لي:كان جدي قائد كتيبة في جيش عقبة
وجدتي قرشية من سبْيْ "واقعة الحرة"
امتد بنا البلاء دهورا،
والارض تمتد بنا بلادا
حدودها...
لون شعر المرأة الحرة
وتكويرة حفرة صرة الامة وما تحتها.
انت تشهدين:
طرقت على مسامع الملائكة والشياطين
الكبرياء الاصم ما برح يحرس بابك.
غادرتني قبل انتصاف النهار...
وانا اغالب عشقي لك بين الشك واليقين
حين كان الهدهد الكسول
ينسج في حضرة جواري سليمان...
مفرشا لصلاة ارواح الغائبين
على فخذ بلقيس الايسر.
اختبأت بين صفوف رعايا آخر امير قرطاجني
سمعت الديك يولول على آرارات1
قررت ان انادي لصلاة الوطن اولا...
في تونس،في الجزائر،في الرياض
في القاهرة،في بغداد،في دمشق...
على كل مرتفع في صحارى العرب،
وحيث اسمع رجع وجع صدى صوتي.
بعد اندلاع الثورة...
سقيتني اول فنجان قهوة تحت المطر
عبر اسلاك الهاتف،
ادركنا الحديث عن الثورة بعد انتصاف الليل
فرشت معطفك خيمة على ميادين التحرير
وانا استنشق بين طياته الصوفية...
انفاس خفير غابة الثلج المقرورة بالصبر
واتأزر شال عرس جدتي من جديد.


هامش صغير:
*العنوان مستوحى من قول للكاتب الروسي الخالد الذكر تيودور ديستوفسكي:كلنا خرجنا من معطف غوغول.
1-ارارات،هو اسم الجبل الذي رست عليه سفينة نوح بحسب الرواية التوراتية،وورد بأسم جودي،بحسب رواية القرآن.

#ياقو_بلو (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل