أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياقو بلو - وقفة قصيرة عند بعض نصوص سورة البقرة-2















المزيد.....

وقفة قصيرة عند بعض نصوص سورة البقرة-2


ياقو بلو

الحوار المتمدن-العدد: 3060 - 2010 / 7 / 11 - 19:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اعتذار:ورد في الجزء الاول من موضوعتي هذه اسم السياسي العراقي حسن العلوي سهوا،والمعني هو المفكر العراقي المرحوم هادي العلوي،لذا وجب التنويه.
اتيت في المقالة السابقة على البعض من نصوص سورة البقرة،واوضحت كيف ان المعنى العام للنص مرتبك،واشرت الى العيوب اللغوية التي تكتنف النص،واليوم سوف اواصل ما مع نصوص اخرى.
كانت ردة الفعل على الموضوع ايجابية عموما،وكان هناك بعض الردود السلبية،وما احزنني حقا،هو ان اصحاب الردود السلبية لم يكلفوا انفسهم عناء رد الحجة بالحجة كما يفترض ان يكون النقاش الموضوعي،انما اقتصروا على رد الحجة بالشتيمة،وهذا كما اعتقد رد من لا يمتلك ما يرد به،ولكل هؤلاء اقول بمحبة واحترام:ان امر الايمان بالقرآن كونه وحي من السماء الى الارض او انه وحي من الارض الى السماء (كما اؤمن انا شخصيا من دون ادنى شك)تفرضه شروط محددة تتوافق ومواصفات الله،ولان هذه المواصفات تختلف من اله الى آخر بحسب الاديان المتفق على الاخذ بها اليوم،اذن بات من المشروع جدا اخضاع هذه النصوص الى دراسة محايدة ومنطقية بغية الوصول الى نتيجة تتفق ومنطق العقل.
لقد تناولت القرآن دون بقية الكتب السماوية لاني اعتقد ان للقرآن التأثير الاكبر على المجتمع الذي يهمني شخصبا،اضافة الى ان المجتمعات الاخرى التي لها التأثير المباشر على هذا المجتمع،فأنا رجل عراقي،وتأثير التوراة والانجيل على حركة المجتمع في وطني يكاد يكون معدوما،واما ان وجد فيكاد ان يكون ضعيفا جدا وغير ذو تأثير،هذا اذا كان لاصحاب الكتب الاخرى ان يعيشوا بأمن وسلام في كل المجتمعات التي تعمل وفق تشريعات القرآن التي تنظر اليهم بأستصغار،ان لم اتجرأ واقول:بعدوانية وأحتقار.ولعل ما تطرحه اليوم الكثير من المجموعات الاسلامية السلفية خير دليل على ما اقول،وشخصيا ليس عندي اي اعتراض على هذه الطروحات،فهي منسجمة جدا وروح النص القرآني والكثير جدا من الاحاديث المنسوبة الى صاحب الدعوة الاسلامية،ومن يقول بعكس ما اقول يعوزه الدليل على اثبات دعوته هذه،اما العموميات التي يتعكز عليها في سند دعوته،فلا ارى فيها سوى تهربا من حقيقة اسباب ورود النص الذي يعتمده في القرآن،ولنأخذ بعض النماذج التي يعتمدها اغلب الذين يستقتلون من اجل اظهار الاسلام كونه دين محبة وسلام على عكس ما هو عليه حقيقة:
ا-ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن/النحل 125.
وهذا قول حسن جدا جدا،الا ان صاحبه يتراجع عنه يوم يشتد ساعده ويرفض الا ان يكون ما يقول به هو الحق الوحيد،لذا نرى الجميع متفق تماما على ان هذا النص منسوخ بالنص المسمى اية السيف(اورد ذلك كل من تناول مسألة الناسخ والمنسوخ،مثل ابن سلامة وابن حزم والنيسابوري وغيرهم كثير)اي توبة 5،وتوبة 29،ويتفق اغلب الجمهور على ان الجدال ينحصر بالقرآن فقط،فلو آمن الخصم خير على خير،وان لا،فبألسيف.
ب- ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين.بقرة190.
وهذا ايضا قول حسن لو كان اله الاسلام قد تمسك به واحترمه حتى النهاية،فالذي يتفق عليه البعض هو ان العمل بهذا النص قد توقف مطلقا يوم قال:فأقتلوا المشركين حيث وجدتموهم/توبة5،اما الاغلبية فترجح ان الاعتداء المشار اليه هو نهي المسلمين عن قتل النساء والذراري والاطفال والشيوخ الذين لا رأي لهم بحسب الحسن البصري وغيره كثير من المفسرين والناقلين والرواة(تفسير الطبري المجلد الثالث صفحة 562،تفسير ابن ابن كثير 1/226 ،واحكام القرآن للجصاص الجزء الثالث صفحة 437 وما بعدها).
ج-لكم دينكم ولي ديني./الكافرون6
يعتقد سامع او قاريء هذا النص،ان محمدا سمح بحرية اختيار العقيدة الدينية والاسلام دين سمح يكفل حرية اعتقاد الغير،الا ان الحقيقية هي غير ذلك تماما،فقد اتفق جميع المفسرون والقائلون بالتنزيل ان المعني بالنص هو:ان لكم شرككم ولي توحيدي،وهذه الاخرى نسخت بنص السيف برأي البعض،ولم تنسخ برأي البعض لعدم وجوب ذلك كونها صريحة وتتحدث عن ايمان محمد وكفر الاخرين(راجع على سبيل المثال:ابن كثير ج4/559،الجلالين صفحة603،القرطبي20/229،العز بن عبد السلام 8/140،ابن جزي الكلبي في تسهيل علوم التنزيل4/221،وغيرهم كثير جدا)وقد طبق محمد وكل الحكام المسلمين هذه النظرية وما زالوا يطبقونها بحذافيرها،ولعل حرص الحاكم المسلم في البلدان المتعددة الاديان على ادراج عبارة:الاسلام دين الدولة.خير دليل على ان الاسلام لا يسمح للغير بممارسة عقيدته الدينية الا وفق الشروط التي تناسبه هو،والحالة المصرية اليوم اشهر من علم على نار،فهناك الاف المتحولين من الاسلام الى المسيحية او غيرها من الاديان ولكن السلطة ورجالها لا تسمح لهم بأشهار ذلك بالترهيب.
د-لا اكراه في الدين./بقرة256
هذا اكثر النصوص اظهرا واستعمالا حين يريد المسلم ان يدفع عن الهه ونبيه تهمة فرض الاسلام بالسيف،ومشكلة هذا المسلم غالبا،هي عدم معرفته او قبوله سبب ورود هذا النص،او تنصله من الاقرار بالحقيقة التي تطعن بما يعتقد انه الهي وغير قابل للنقاش،وحقيقة ورود هذا النص كما تقول امهات كتب السيرة والتفسير واسباب التنزيل مع الاسف تجانب الحقيقة التي ورثها المسلم ولم يُسمح له ان يناقشها وفق منطق العقل لانها تخدش ايمانه.
تتفق جميع كتب السيرة والكتب التي تبحث في اسباب التنزيل على ان المرأة من اهل المدينة حين كان يموت لها اطفال كثر تنذر جنينها الذي في بطنها ان تهوده(اي تجعله يأخذ باليهودية)ويوم قرر محمد ان يجلو بني النضير من الجزيرة،كان بينهم الكثير من اولئك الاولاد الذين بلغوا مبلغ الرجال يومذاك،اي ان الاجلاء يشملهم كونهم يهودا،فحاول آبائهم ان يثنوهم عن الرحيل بالقوة،وهذا كان يعني ان يتحولوا الى الاسلام حتما وفق عقيدة لن يكون دينان في الجزيرة،ولكن اولئك رفضوا الايمان بالاسلام والقبول بنبوة محمد،اذن المشهد كان يحتم ان يصطدم الاباء بالابناء كما حصل في بدر مع فارق ان الظروف تغيرت،وبما ان محمدا ادرك خطورة الموقف،فكان هذا النص التوفيقي لكي لا يخسر اي من رجاله.
تعالوا ننسى هذه الحادثة،ونتفق على ان القرآن كان رحيما مع الغير ولم يفرض الاسلام بالقوة،حسنا جدا ايتها السيدات ايها السادة الاعزاء،الا ان المشكلة هي اننا حتى لو اتفقنا سنجد ان القرآن نفسه يعارض اتفاقنا هذا ويرفضه،لان اولئك الذين سمح لهم القرآن بالاحتفاظ بدينهم،شرع لهم ان يدفعوا الاتاوة وتعالى عليهم وفرض عليهم الذلة،ومن لا يتفق على هذا الرأي،اذن ليطالب بالغاء النص التالي من القرآن:يدفعون الجزية عن يد وهم صاغرون/التوبة 29.وهذه خاصة بأهل الكتاب حصرا ولم يأت على ذكر المجوس مثلا،ربما اكراما لسلمان الفارسي،كما منع المسلم كذلك من مواددتهم او معاشرتهم او ان يرتبط بأي علاقة انسانية معهم،ولنقرأ ماذا يقول اله القرآن بهذا الصدد:يا ايها الذين امنوا لا تتخذوااليهود والنصارى اولياء لكم،بعضهم اولياء بعض،ومن يتولاهم منكم فإنه منهم،ان الله لا يهدي القوم الظالمين/مائدة51.ووصلت الامور قمة الاستحقار والاستهتار بالقيم الانسانية،ايام الخليفة الفاروق في عهدته السيئة السمعة والصيت المسماة:بالعهدة العمرية،وايام الخليفة الاموي عمر ابن عبد العزيز الذي يحسب على الخلفاء الراشدين،حيث امر بهدم كافة الكنائس التي كانت قد رممت في الامصار التي احتلها الغازي المسلم،اما ايام المتوكل،فقد اعاد هذا الاخر العمل بكل شروط العهدة العمرية واضاف اليها شروطا اضافية انتقاما منهم عن عجز علمائه عن رد حجج المسيحيين في رفض الاسلام(للاستزادة،يرجى مراجعة كتاب:مسألة في الكنائس-لشيخ الاسلام ابن تيمية،وكتاب حكم بناء الكنائس والمعابد الشركية في بلاد المسلمين-للشيخ اسماعيل بن محمد الانصاري)ام هل نذكر المسلم بقول نبيه:امرت ان افاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة،فأذا فعلوا ذلك،عصموا مني دماءهم واموالهم الا بالحق.ويكاد هذا الحديث من الاحاديث القليلة التي يتفق عليها جل ناقلوا الحديث والرواة،ومع ذلك يصر المسلم على القول:لا اكراه في الدين،فأن لم يكن هذا اكراها في الدين،فأتمنى ان يدلني احدكم على الاكراه؟
يندر جدا ان يمر المرء على اي من نصوص سورة البقرة دون ان يتعثر بها فيضطر الى التعليق عليها للكثير من الاسباب،ولكن ولان المجال هنا لا يسمح بذلك،فأني سوف اتناول اليوم ما يتعلق بالخلق فقط.
1- واذ قال ربك للملائكة:اني جاعل في الارض خليقة.قالوا:اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟قال:اني اعلم ما لا تعلمون30.
2-وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة،فقال:انبؤوني بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين31،قالوا:سبحانك،لا علم لنا الا ما علمتنا،انك انت العليم الحكيم32.
3-قال:يا ادم انبؤهم بأسمائهم.فلما انبأهم بأسمائهم،قال:الم اقل لكم اني اعلم غيب السموات والارض،واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون33.
لو تدبرنا في النصوص اعلاه ببعض التمعن كنصوص في اي كتاب دون ان نضفي عليه صفة القداسة او اي من الصفات الخارقة التي يضفيها المسلم على القرآن،سنجد فيها الكثير من العيوب التي تضطرنا الى عدم القبول بمنطق ترتيبها وسردها،ناهيك عن كونها تحط من قدر الله نفسه،فهي ترسم له صورة لا تليق بالصفات التي سبق لنا واتفقنا عليها.
مؤكد ان النصوص اعلاه تتحدث عن حالة عامة تشمل جميع البشر وليس هناك اي استثناء بين المسلم وغيره شريطة ان يكون الجميع قد خلقهم اله واحد،وهم جميعا اولاد آدم وحواء بحسب رواية الخلق المنسوبة الى السماء،وقبل ان اناقش هذه النصوص،اورد هنا رواية الخلق التوراتية كما وردت في الكتاب المقدس-سفر التكوين-الفصلين الاول والثاني في طبعة الترجمة المشتركة:
وقال الله:لنصنع الانسان على صورتنا كمثالنا.......فخلق الله الانسان على صورته،على صورة الله خلق البشر(ليس المراد هنا ان لله صورة بأبعاد هندسية،انما المعني كما يتفق جميع اللاهوتيون ومفسروا الكتاب المقدس ان للانسان عقلا وحرية وارادة)وقصة جبلة الطين التي نفخ فيها الله من روحه معروفة،وكذلك قصة خلق حواء من ضلع آدم هي الاخرى معروفة ومتفق عليها.
يقول:واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليقة،اي ان الله يخبر الملائكة بأنه قرر ان يخلق الانسان،وهذا حسن جدا،ولكن غير الحسن هو اعتراض الملائكة على قرار الله هذا،واعتراضهم هذا جاء بصيغة العتاب المر،اي،كما السيد الذي تخدمه بكل تفاني واخلاص،ولكنه مع ذلك يفضل عليك من عرف عنه العكس:اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟فيجيبهم الله:اني اعلم ما لا تعلمون.وطبعا هذا جواب من يفرض ارادته بالقوة كما يشاء حتى لو كان تصرفه غير مقبول البتة،والمبرر الذي اتاه الله في الفقرة التالية يزيد الطين بلة،فهو يقول:وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة،فقال:انبؤوني بأسماء هؤلاء لو كنتم صادقين.ويضيف:قال يا ادم انبؤهم بأسمائهم،فلما انبأهم بأسمائهم،قال:الم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون؟وموقف الله هذا يذكرني بمدرس يمتدح تلميذا عرف عنه كسله وعدم اجتهاده،ولكي يثبت هذا المدرس صحة رأيه،قرر ان يؤدي الجميع امتحانا بأسئلة خارج نطاق المنهج كان قد علم حلولها لهذا التلميذ الكسلان،وحين ظهرت النتائج،كان التلميذ الكسلان هو الوحيد الذي توفق في حلها،فوقف المدرس وقفة شموخ واباء وقال مخاطبا الصف:الم اقل لكم،انا اعرف مستوى كل تلميذ فيكم،فرد عليه التلاميذ:يا استاذ نحن نعرف ان نجيب على ما درستنا.وهكذا كان جواب الملائكة صاعقا:قالوا:سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا.فأذا كان الله هو الذي علم ادم الاسماء،فما فضل ادم يا ترى؟وهذا يذكرني ايضا بقصة يوسف المسمى بالصديق،الذي جعل منه الله انسانا صالحا عنوة:ولقد هامت به وهام بها لولا ان رأى برهان ربه،كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا الصالحين./يوسف24،اذن اين صلاحه الشخصي؟(بحسب الرواية التوراتية،يوسف رجل عفيف اصلا وهذا ينسجم فعلا وهدف القصة برمتها-الكتاب المقدس،سفر التكوين من الفصل 37 حتى نهاية السفر).
يتضح من النص،ان الله خلق آدم بمواصفات بشر اليوم وافعالهم وسلوكياتهم،ولم يكن هناك اي حاجة ليزله الشيطان،والا ما معنى ان تقول له الملائكة:اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟هذا من ناحية،اما الناحية الاخرى وهي الاهم،فهي علم الملائكة بالمصير الذي سيؤول اليه آدم،ولو نفترض ان الملائكة تقرأ فكر الله،اذن يكون الله قد سلب حرية ادم وارادته ولم يترك له حرية الاختيار،وهذا يتناقض وعدل الله الذي يجب ان يوازي رحمته بالضبط كما يفترض،اي:ان الانسان مسير رغم انفه،وهذا يعني انتفاء الحاجة الى الالتزام بهذه العقيدة او تلك طالما كان مصير الانسان قد قرر سلفا.
بقى ان اسأل القائلون بالاعجاز اللغوي للقرآن من المهتمين بعلم الكتابة سؤالا ربما يعدوه ساذجا:هل فعلا التعبير:اتجعل فيها من يفسد فيها...مقبول على هذه الصيغة؟شخصيا،اعتقد ان طلابي،سوف يقيمون الدنيا ولن يقعدوها لو انا قبلت هذا التعبير.
4-واذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس،ابى واستكبر وكان من الكافرين34
شخصيا،اعتقد ان موقف ابليس هذا اكثر قبولا من منطق الله،فابليس هذا كان من جنس الملائكة،والملائكة كانت تعرف ان ادما هذا سوف يأتي بالكبائر،اذن استكبار ابليس واجب الاحترام،فأبليس مخلوق من نار وآدم مخلوق من تراب ونفخ فيه نسمة الحياة كما تقول التوراة،وهذا يعني انه خلق من عنصر ارقى من العنصر الذي خلق منه آدم،وصاحب النص يريد ان يرينا وجوب اكرام آدم من خلال طاعة الله،وهذا مؤكد مرفوض،فقد اوجز لنا صاحب القرآن كيف ان الله غش في امتحان الاسماء.
4- وقلنا:يا ادم،اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما،ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين 35،
5-فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه،وقلنا:اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين36.
لم تذكر لفظة "جنة" قط في كل التوراة عدا ما اطلق عليه "جنة عدن"وهي عبارة عن فردوس ارضي،ويوم خلق الله ادم ومن ثم حواء كانا في حالة نعمة كاملة،اي ان الله لم يسلبهما حريتهما في الاختيار منذ البدء،فهو يقول:من جميع شجر الجنة تأكل،واما شجرة معرفة الخير والشر(ولا تقربا هذه الشجرة) فلا تأكل منها،فيوم تأكل منها موتا تموت/تكوين16:2-17
اذن ادم خلق اصلا ليخلد في الجنة وليس ليفسد ويسفك الدماء شريطة تنفيذه وصايا الله بملأ ارادته،وهذا لم يحصل،فقد كسر الوصية ودخل الموت العالم.
يقول:اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين.والسؤال هو:اين يهبطون؟في اي علاء كانوا ليهطبوا؟لقد خلقا اصلا على الارض:اني جاعل في الارض خليقة.
6- قلنا اهبطوا منها جميعا فأما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون38.
في هذا النص هناك عدة امور تلفت النظر فعلا،فلفظة "فإما"ومن خلال سياق الحديث تبدو شرطية،لان حرف"ف"واضح جدا هو سببي،كقولنا:فإما من يدرس ينجح.وهنا ايضا ترد بهذا المعنى:فالذي يتبع الهدى لا خوف عليه ولا هو يحزن،كما يوحي الكلام بأنها اشتراطية،فعدم الخوف والحزن مرهونان بأتباع الهدى،وهذا يعني انها بحاجة الى جواب لتمييز حالة عدم اتباع الهدى،الا ان المفسر له رأي اخر،ولأني لا اريد الاطالة،فقد اخترت من تفسير الطبري النص التالي: الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى } قَالَ أَبُو جَعْفَر : وَتَأْوِيل قَوْله : { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ } فَإِنْ يَأْتِكُمْ , و " مَا " الَّتِي مَعَ " إنَّ " تَوْكِيد لِلْكَلَامِ , وَلِدُخُولِهَا مَعَ " إنَّ " أُدْخِلَتْ النُّون الْمُشَدَّدَة فِي " يَأْتِيَنَّكُمْ " تَفْرِقَة بِدُخُولِهَا بَيْن " مَا " الَّتِي تَأْتِي بِمَعْنَى تَوْكِيد الْكَلَام الَّتِي تُسَمِّيهَا أَهْل الْعَرَبِيَّة صِلَة وَحَشْوًا , وَبَيْن " مَا " الَّتِي تَأْتِي بِمَعْنَى " الَّذِي " , فَتُؤْذِن بِدُخُولِهَا فِي الْفِعْل , أَنَّ " مَا " الَّتِي مَعَ " إنَّ " الَّتِي بِمَعْنَى الْجَزَاء تَوْكِيد , وَلَيْسَتْ " مَا " الَّتِي بِمَعْنَى " الَّذِي " . وَقَدْ قَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْبَصْرِيِّينَ : إنَّ " إمَّا " " إنْ " زِيدَتْ مَعَهَا " مَا " , وَصَارَ الْفِعْل الَّذِي بَعْده بِالنُّونِ الْخَفِيفَة أَوْ الثَّقِيلَة , وَقَدْ يَكُون بِغَيْرِ نُون . وَإِنَّمَا حَسُنَتْ فِيهِ النُّون لَمَّا دَخَلَتْهُ " مَا " , لِأَنَّ " مَا " نَفْي , فَهِيَ مِمَّا لَيْسَ بِوَاجِبٍ , وَهِيَ الْحَرْف الَّذِي يَنْفِي الْوَاجِب , فَحَسُنَتْ فِيهِ النُّون , نَحْو قَوْلهمْ : " بِعَيْنِ مَا أَرَيْنَك " حِين أُدْخِلَتْ فِيهَا " مَا " حَسُنَتْ النُّون فِيمَا هُنَا . وَقَدْ أَنْكَرَ جَمَاعَة مِنْ أَهْل الْعَرَبِيَّة دَعْوَى قَائِلِي هَذِهِ الْمَقَالَة أَنَّ " مَا " الَّتِي مَعَ " بِعَيْنِ مَا أَرَيْنَك " بِمَعْنَى الْجَحْد , وَزَعَمُوا أَنَّ ذَلِكَ بِمَعْنَى التَّوْكِيد لِلْكَلَامِ . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ هُوَ حَشْو فِي الْكَلَام , وَمَعْنَاهَا الْحَذْف , وَإِنَّمَا مَعْنَى الْكَلَام : بِعَيْنِ أَرَاك , وَغَيْر جَائِز أَنْ يُجْعَل مَعَ الِاخْتِلَاف فِيهِ أَصْلًا يُقَاس عَلَيْهِ غَيْره.
معروف ان الحبكة اللغوية لاية جملة تلعب دورا كبيرا في تأثير الموضوع على القاريء،ولو رجعنا الى النص سوف نجد انه لا يمتاز بهذه الحبكة المتينة،واعتقد انه لو كان قد صيغ:قلنا اهبطوا منها جميعا فأما يأتينكم (منا) هدى فمن تبع (هدانا) فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون38.لكان اكثر قبولا.
ملاحظة:ان اسلوب التكلم بصيغة الجميع جاءنا من الرومان،حيث يروى ان شقيقين جلسا على العرش سوية،ولو تحدث اي منهما،فأنه كان يتحدث بصيغة الجمع،وشاءت الامور ان يقتل احد الاخوان اخاه،فجعل له تمثالا ووضعه الى جانبه على العرش واستمر يتكلم بصيغة الجمع،ومن حينها الى اليوم شاع هذا النوع من التخاطب.



#ياقو_بلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة قصيرة عند بعض نصوص سورة البقرة-1
- على ذمة الرواة
- اليوم غير كل الايام
- في باطنايا الاشورية صوت اهلي للعراق وليس للدين والقومية
- اليك في يومك سيدتي
- اعطيت صوتي البارحة لسيدة عربية مسلمة
- وإذا المسيحية النينوية* سألت:بأي ذنب تغلسون عاركم بدماء أبي ...
- لتركع اصنام الذكور خاشعة امام نادين البدير
- الانتخابات البرلمانية والحكم الذاتي والحركة الديمقراطية الاش ...
- محنة الكيانات الدينية والقومية الصغيرة بين مآن سويسرا ومأذنة ...
- تعطيل تشريع قانون الاحزاب الاسباب والمبررات
- الديمقراطيون في مواجهة ازمة الديمقراطية
- دولة العراق المجهول الهوية
- الموت يهدد المناضلين الايرانيين في اشرف
- يحرقون الوطن والمواطن اكراما لشهوة انتقام اسيادهم واولياء نع ...
- تأبين الخالد الذكر هرمز ابونا
- الموجة الكلدانية الثالثة/2
- الموجة الكلدانية الثالثة
- قصيدة
- تداعيات انسحاب الفوات الامريكية على الاخوة الاعداء 2 الحالة ...


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياقو بلو - وقفة قصيرة عند بعض نصوص سورة البقرة-2