اللا اهتمامية تغني عن اللا أدرية

أحمد منتصر

الحوار المتمدن-العدد: 3385 - 2011 / 6 / 3 - 13:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

أقصد بمصطلح (اللا اهتمامية) عدم الاهتمام بشيء في العالم. ذلك أنني أعتقد اعتقادًا كبيرًا أنه لا يوجد في العالم شيء يستحق الاهتمام بما أنه كل شيء بالعالم دائم التطور. فعن نفسي.. ما أكثر ما اهتممت بأشياء -اكتشفت بعد مدة طويلة وبعد تزمتٍ- أنها أشياء كاذبة، فضفاضة، صدقت نفسي لما اعتبرتها ثابتة، ومطلقة.

أشفق كثيرًا على المهتمين بمبادىء ومعانيَ ظنوا أنها مطلقة ودائمة، بل ويذهب البعض أنها تستحق الموت من أجلها!، إن كثيرين اعتبروا أن المبادىء الهامة كالماء والهواء بالنسبة للحيوان، ولأن المبادىء عندهم فارقة بين الفرد والحيوان، فإنهم ظنوا أنه بقدر تمسك الفرد بمبادئه كان إنسانا نبيلا!.

إن دراستنا للحضارات القديمة يجب أن توجهنا بصورة مباشرة إلى أسباب فناء تلك الحضارات، فالحضارات التي تمسكت وتشبثت بمبادىء تراها مقدسة ومطلقة، تحكم على نفسها بالفناء. وهذا هو سر فناء كافة التيارات الأصولية ومصدر قوتها في نفس الوقت. ألم تسأل نفسك قط: لماذا تنشأ تيارات أصولية جديدة دومًا، وأين تذهب التيارات الأصولية القديمة؟.

واللا اهتمامية أرى أنها نظرة ذكورية جيدة، دعك من اللا أدرية والتي أراها نظرة أنثوية بحق. فالمرأة عندما تسألها عن أي شيء تجيبك.. على الرغم من أنها غالبًا لا تدري!، بينما الرجل إذا سألته عن أغلب الأمور امتعض من كلامك، لأنه لا يهتم إلا بما يفيده، ولذلك كثر الحديث لدى النساء.. وقلّ عند الرجال.

واللا اهتمامية لا تتناقض مع نظرية المعرفة، فالمعرفة أولا وأخيرًا تسلية، وما أكثر التسالي التي تفيد الفرد منا!، ولقد كانت أغلب الفوائد العلمية نتيجة تأمل عابر تحول فاعله إلى دراسة مستفيضة للموضوع محل البحث فيما بعد.

ومما يحز في نفسي.. أني أرى كثيرًا من الشباب يهتم أغلب وقته بحاجات لا تفيده كثيرًا ولكنها تخفف عن نفسه العذاب الحياتي وتسلي وقته. فهذا يفكر كثيرًا بالزواج لأنه لا يقدر على ممارسة الجنس، وذلك يهوى حضور الصالونات الثقافية للاستفادة المعلوماتية بينما قراءة الكتب أفيد وأفيد.

فلا شك أن الاهتمام بالأشياء غير النافعة يكون ضارًا بك. ولا يقل الضرر إن حاولت إشباع ألم ونقص طبيعيين بطريقة خاطئة كذلك.

#أحمد_منتصر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل