أحمد منتصر
الحوار المتمدن-العدد: 3342 - 2011 / 4 / 20 - 22:33
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
على الرغم من تعاطفي البسيط مع المجلس العسكري والشديد مع حكومة عصام شرف. إلا أن اللهاث السريع لمجريات الأحداث في مصر يتطلب قرارات شديدة التميز والواقعية. فلا يعقل أن نطالب بمحافظين جدد لنفاجأ بتعيين محافظين لواءات شرطة متهمين شعبيًا بالاشتراك في قتل المتظاهرين!
الواقع يقول إن الشعب ملَ واستشاط غيظا وغضبًا من العسكريين. خاصة لواءات الشرطة وقياداتها الذين سقوا الشعب مرار التعذيب والترهيب وأخيرًا القتل المتعمد أثناء الثورة. لا يعقل بعد كل هذا أن تتم مكافأتهم بتعيينهم محافظين!
منذ سنين وفئات عدة من الشعب المصري تهرب من سيطرة الحكومة المركزية -بالقاهرة- خاصة بالأقاليم. فعلى المستوى السياسي نشأت أحزاب وحركات وجماعات لعبت أدوارًا هامة في تأجيج الثورة خلال أيامها الأولى. وكذلك على المستويات النقابية والثقافية والاجتماعية.
هذا المجتمع المدني اتسم بخصائص أهمها. أنه مدني مسالم يبغي الضغط على الحكومة بالقوة الشعبية الناعمة. فلا هو يضم تشكيلات عسكرية ولا حتى أسلحة بيضاء. كما أن الجامع لكافة هذه الحركات والنقابات والأحزاب والمنظمات والجماعات كرهها للحكومة المركزية واستقلالها التام عنها.
كما أنه صار من المعروف أن الشباب بدأ ثورته عبر اندماجه في الواقع الإلكتروني الافتراضي العالمي. والمنفصل تمامًا عن الواقع الأصلي نتيجة كبتهم وسحقهم خارج ساحات الإنترنت بينما يتمتعون عبر الأخير وفي الوقت ذاته بكامل الحرية المطلقة ضد الحكومة المركزية.
من ذلك نفهم.. أنه من الاستخفاف للغاية ما تم من تغييرات بسيطة في الوجوه القديمة للمحافظين. حيث تم عمل خطأين شديدي الحمق الأول: تعيين محافظين لا تعرفهم المحافظات وليسوا من أبنائها. والثاني: تعيين مزيد من العسكريين محافظين كما أشرنا آنفا.
إن المطلب الأساسي الآن والحل في اعتقادي لمشكلة أهل قنا مع محافظهم ولمشكلات شبيهة سوف تتفجر الأيام القادمة. أن يكون منصب المحافظ بالانتخاب.
فليس من المعقول -ونحن بالقرن الواحد والعشرين- أننا ما زلنا بانتظار رضا الحكومة المركزية عنا بتعيين محافظ رؤوف رحيم نبغي مرضاته ونمجد باسمه آناء الليل.. وأطراف النهار!
#أحمد_منتصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟