أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - وقفة مع الخالدين














المزيد.....

وقفة مع الخالدين


أسماء الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 3370 - 2011 / 5 / 19 - 08:34
المحور: الادب والفن
    


نقلتني الدعوة الموجهة لأحرار الفكر للتجمع في ساحة التحرير في بغداد للحفاظ على بيت الجواهري إلى باريس ،كنا نتمشى في شوارع قريبة من الفندق الذي كنا ننزل فيه رأينا قطعة تشير إلى وجود قاعة عرض قريبة مخصصة لبيكاسو ،إتبعنا العنوان وسرنا وحين وصولنا رأينا قطعة مثبتة على الباب تشير لغلق القاعة لعدة أشهر لأجراءاتٍ خاصةٍ بالمكان ،قلنا سنراه في وقتٍ آخر ،رغم إني كنتُ أتمنى أن يكون مفتوحاً فقد شوقتني اللوحات المعروضة لبيكاسو في متحف اللوفر لرؤية المزيد من النسخ الأصلية ،إذ كانت كل لوحة منها تجرني بعمق غريب ،حتى إني كنتُ أشعر وكأني أدخل بين الخطوط وهذا لم أكن أشعر به مع النسخ المصورة .أخذنا طريق العودة ،كانت المنطقة جميلة بترتيبِ شوارعها ببنائها المحافظ على كل ما هو قديم بكل بهائه وجماله ،وباريس جمالها في وجود كل ما هو قديم جنباً إلى جنب مع الجديد .ونحن نسير والشارع يجرنا إلى شوارع أخرى ،والبناء المزدحم وزحمة السيارات ،دخلنا في شارع جانبي جرنا إليه طابع البناء المميز القديم، بساحاته المرصوفة بالحجر ،رأينا مجموعة من طلبة المدارس يصطفون في جانب أحد الأبنية ،سرنا بإتجاههم فالمكان حتماً هو من المكانات الأثرية الكثيرة والمميزة وحين إقتربنا كانت الكتابة تشير إلى أن المكان هو بيت فكتور هيجو،كم كانت فرحتي كبيرة حين وجدت نفسي سأدخل بيت الأديب الذي سحرتني كتاباته ،لا أدري بأي أسلوب كان يكتب هذا الأنسان المميز ،إذ حين كنت أقرأ في كتبه أشعر وكأني جزء مما يدور في قصصه فأنا أرى وأسمع وأسير بين كل ما تعكسه الأحداث ،ورغم بعد الزمن بين القارئ وبين تاريخ الكتابة فالقارئ يذوب مع الأسطر السحرية ليجد نفسه مع الزمن الذي كتبت به .
وقفنا أمام أحد المسئولات لندفع ثمن بطاقة الدخول ،قالت إن الدخول هنا مجاني كم أسعدتني هذه الكلمات ،ليس لأني إحتفظت بالنقود ،وإنما شئ في داخلي جعلني أشعر بالفخر بالناس المميزين بالعطاء وبمن يقيم هؤلاء الشخصيات ،وليس بالقليل ما يصرف على المكان وإدامته وعلى العاملين فيه .كان البيت جميلاً ببنائه باللوحات المعلقة على الجدران ،بقطع الأثاث والباقية كما هي رغم السنين ،وكم كانت جميلة المنضدة التي كان يجلس إليها الأديب ليكتب ،تلك المنضدة الصغيرة أعادتني لزمنٍ بعيد،كنتُ ،أنظروكأني أرى ذاك الأديب الذي أحببت شخصيته وكأنه جالساً بقامته بإنهماكه، بلحيته البيضاء الطويلة،بنظراته الحادة الثاقبة ،رفعتُ رأسي لجدارٍ قريب لصورةٍ معلقةٍ ،قلتُ أريد صورةً معه ،نظرتْ إليّ المسئولة فهمتْ مشاعري ،إبتعدتْ قليلاً وإلتقطنا الصورة وصورة أخرى ،بعدها إقتربتْ المسئولة وهي تقول بصوتٍ هامسٍ ،إن التصوير هنا ممنوع قلنا نعلم ذلك وشكراً جزيلاً .
كل هذا يعيدني لبيت شاعرنا الكبير محمد مهدي الجواهري ،إن كان الأهل لظروفٍ خاصةٍ لا يستطيعون الأحتفاظ به ،أفلا تستطيع الدولة أن تفعل ذلك ؟ أفلا يستحق العراقيون أن يحتفظوا بشئ من ذكر صوت الرافدين الحرصوت كل الأحرارمن إرتبط ذكره بالضفاف ،بالجبال والروابي بالنهرين.
Los Angeles
11/17/05



#أسماء_الرومي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنجان قهوة
- صوت الأحرار
- قصص من مآسي المرأة العراقية
- رفيف الحنين
- من أين أنتم يا زارعي الموت
- شمس الألحان الذهبية
- النافذة الخضراء
- صواريخ القتلة الذكية
- حديث القمر
- الجمعة الحزينة
- سيتفجر الصمت
- يا شاكي الوحدة
- دمشق وقت البعث ولىّ
- دموع القمر
- أحلام المساء
- التوق إلى الماضي
- من الرافدين لبردى سلام
- راية الحرية
- غيمة حزينه
- سيذوب الثلج


المزيد.....




- الفنان المصري ياسر جلال يعتذر عن تصريحاته بشأن دور الجزائر ب ...
- ياسر جلال: رواية -غير مثبتة- عن دور للجيش الجزائري في القاهر ...
- مهرجان فلفل إسبيليت الأحمر: طعام وموسيقى وآلاف الزوار
- فيلم وثائقي يعرض الانهيار الأخلاقي للجنود الإسرائيليين في حر ...
- من -سايكو- إلى -هالوين-.. لماذا تخيفنا موسيقى أفلام الرعب؟
- رام الله أيتها الصديقة..!
- ياسر جلال يعتذر عن معلومة -خاطئة- قالها بمهرجان وهران للفيلم ...
- التربية تعلن نتائج السادس الإعدادي بفرعيه العلمي والأدبي للد ...
- مارغريت آتوود تنقل قراءها لعالمها الداخلي في -كتاب الحيوات- ...
- مكتبة الملك عبدالعزيز تطلق فيلم الحج -على خطى ابن بطوطة-


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - وقفة مع الخالدين