أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم المطير - احترامي للمحافظ..!














المزيد.....

احترامي للمحافظ..!


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 3366 - 2011 / 5 / 15 - 15:29
المحور: كتابات ساخرة
    


مسامير جاسم المطير 1890
احترامي للمحافظ..!
سألتني صديقة هولندية مختصة في العمل الإداري:
- قل لي من فضلك ما هي وظيفة المحافظ في المحافظات العراقية..؟
أجبتها:
- لا اعرف..
كنت صادقا في جوابي فأنا مثل ملايين غيري من العراقيين البالغين سن الرشد لا نعرف واجبات ومهمات المحافظ العراقي غير (السفر) إلى الدول الأجنبية و(التوقيع) على العقود المبرمة مع الشركات الكبرى والصغرى ..!
نسمع أخبار السفر والتوقيع من الصحافة والتلفزيون، لكن ليس مثلما نسمع ونقرأ عن زواج ممثلة وعما إذا كانت أنجبت أو لم تنجب. بل أننا في العادة نعرف أيضا كل واجبات وأفعال وانجازات أي ممثلة أمريكية وما تقوم به داخل بيتها وخارجه حتى خصوصيات ما تفعله في استوديوهات هوليوود يعرفه كل القراء . . لا يوجد شيء مستور ومخبوء في عصر الشفافية والنور الديمقراطي.
لكننا في عصر الديمقراطية العراقية لا نعرف أفعال وواجبات وانجازات محافظ البصرة مثلا، ولا نعرف دور أقربائه وأعضاء حزبه المتسلطين في ديوان المحافظة إلا إذا تباهى هو نفسه بشيء من خبطة دماغه في مشروع أو مقاولة يرسلها متعجبا أو مثيرا للعجب لكنه سرعان ما يتعجب هو نفسه إذ يسمع حينئذ أن (رئيس) مجلس المحافظة امسك بيده اليمنى قلماً وبيده اليسرى حبراً ليكتب إيضاحاً بأن أفعال وواجبات وانجازات (طيبة) جرت في البصرة هي من صلب أعماله هو وليس من أعمال المحافظ . حينئذ يقوم الخلاف والصراع لتتوقف بعدها الأعمال الخيرة .
في بعض الأحيان نسمع (لفة) من الأخبار الفاسدة عن محافظ عراقي من ويكيليكس أو من الانتروبول مثلما سمعنا يوم أمس عن أمر صادر بإلقاء القبض على شقيق محافظ النجف الذي استغل مركز شقيقه ليشد حبال الفساد المالي والإداري والأخلاقي بعربة المحافظة ليسلط البلايا والرزايا على مدينة النجف التي ينتظر سكانها شكلا من أشكال الفرفشة حين تعمل شرطة الانتروبول إجراءً خارقا بجلب المدعو عماد الزرفي مخفورا وهو المعروف في الأوساط النجفية عموما بترؤسه وتنظيمه لمافيا واسعة النطاق قامت بعمليات ابتزاز واغتصاب وقتل واختلاس وإرهاب للناس والمسئولين في الدولة العراقية واشرف على العديد من عمليات الاغتيال لضباط من القوى الأمنية ولمقاولين نجفيين وعراقيين عاملين في النجف وذلك خلال حقبة إدارة أخيه (عدنان عبد خضير الزرفي) للحكومة المحلية في المحافظة عام 2004 .
في مظاهرات الجماهير غنى المغنون في الشوارع (الشعب يريد إسقاط المحافظ) .. سقط المحافظ السابق في البصرة - مثلا - لأنه تأخر عن أطعام خيول العربات التي تنقل الزبالة من الشوارع وحل محله محافظ جديد فازدادت الزبالة تلالا كثيرة وازدادت خيول العربات جوعا ..! لا المحافظ الأول قضى على مظالم الناس ولا المحافظ الثاني لأنهما لم يعرفا حتى الآن ولن يعرفا ، لا هما ولا جميع المحافظين العراقيين، ما هو اللقب الذي يحمله المحافظ سوى أنه سني أو شيعي .
هل أن لقب المحافظ (معالي) أم (سعادة) أم (دولة) أم (فخامة) ..؟ لا تقلقوا أنفسكم فالسيد المحافظ مسرور لأنه يحمل الألقاب جميعها والصلاحيات جميعها .
بالحق والعدل أقول أن وظيفة السيد رئيس مجلس المحافظة معروفة فهو ( رئيس) إذن فهو يحمل لقب ( فخامة ) ولا شأن له بقضايا التنمية الاقتصادية في محافظته..‍
لا يوجد محافظ في العراق الجديد يعرف التركيبة الديموغرافية في محافظته ولا يعرف ما هو الإنتاج الصناعي الأول فيها ولا يعرف أسباب التخلف الزراعي ولا يعرف أسباب الأزمة الكهربائية ولا يعرف عناصر الميليشيا المتخفية داخل مبنى المحافظة وخارجها ولا يعرف الآثمين المحيطين به من أقاربه وانسبائه من المهتمين بصيد (الأرانب)..
المصيبة العراقية المنتشرة في كل المحافظات هي أن (المحافظ) يعتبر وظيفته الأولى والأخيرة هي أن يكون (عميداً) في (محافظته) ، عميدا للتجار والمقاولين ورجال الدين والعشائر وملاكي الأطيان والعمارات وأصحاب الفنادق الحزبية والدكاكين الشللية. هدفه الأول والأخير أن يحمي نفسه من انتقادات الصحافة ومن جرأة أهل التلفزيون الذين يكشفون ، بالصوت والصورة، كل وساخات الطرق المؤدية إلى تنمية الفساد بين أهل العباد.. يريد أن ينجيه الله من تهم الفساد ومن أفعاله المجربة في تبذير أموال خزينة الدولة حبا بالفخفخة، التي كان وما زال يتحسر عليها كلما تذكر أن حقيبته السمسونايت لم تمتلئ بحزم الدولار وان معدته لم تمتلئ بالكفتة.
وظيفة المحافظ صارت في العهد الجديد أن ينال مالاً أكثر من كل ما يناسب رتبة أصحاب المعالي والفخامة والسعادة ، ولا شأن له بأرزاق الكادحين وبتحسين حياة الناس الحالمين بمستقبل أفضل.
وضعت الصديقة الهولندية يديها على رأسها الأشيب بعد أن امتقع وجهها وانكمش من استماعها لحديثي ، ثم قالت:
- احترامي للمحافظ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• قيطان الكلام:
• نصف مصائب المحافظات العراقية يأتي من غباء المحافظ .. والنصف الآخر يأتي من ذكاء زوجته..ا!



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحررت بلادنا من مجتمع القرود يا تشارلس دارون..!
- بعد هروب الشقراء غالينا معمر القذافي يأكل الفسيخ..!
- أمراض تتفشى بالمزاد العلني
- يا حسرتاه .. أنظار الدولة تغيب عن الفنان فؤاد سالم
- الفساد المالي يبدأ من فوق كرسي الوزارة..!
- احتفال بمئوية الميلاد خارج مكان المولد..
- قرائن الفن الروائي خارج الزمان والمكان
- عن المادة الخامسة في مسودة قانون الأحزاب الجديد
- الريس حسني يبكي من آلام بواسير الكرسي..!
- يا زيباري وعباوي بولوا على مؤتمر القمة العربي..!
- كلابٌ تنبح ولا تعض لا تخيف الفاسدين..!
- تحذير إلى الكباريه السياسي في المنطقة الخضراء..!
- المتظاهرون في يوم التحدي يلعنون قاسم عطا..!
- اللواء قاسم عطا عدو الحرية ..!
- ليس في تصريحات علي الدباغ ثقافة إنسانية ..!
- نظرة في توثيق صحافة البصرة
- نوري المالكي يتاجر بالقضية مع بشار الأسد..!
- أجراس كوكب حمزة وأشتي دقت قلوبنا في غربتنا
- عن الجاهل المتعاقل مستشار نوري المالكي..
- متى يتحرك آلهة القضاء العراقي لمعاقبة الفاسدين..؟


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم المطير - احترامي للمحافظ..!