أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن إسماعيل - أمة .. عادي !!!














المزيد.....

أمة .. عادي !!!


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3362 - 2011 / 5 / 11 - 21:19
المحور: المجتمع المدني
    


كامليا .. حجازي .. عبير .. عادي
أمة تثور من أجل إمرأة عادي
تقتل بعض من شعبها عادي
تحرق كنائس وطنها عادي
عندما ينحدر الإنسان إلى الدرك الأسفل من غريزته
لا تنتظر منه غير الغباء والجهل والتوحش
حيث غريزة العادي
كل شيء يصبح في عينه العمياء عادي
وفي يديه الملوثة بدماء شعبه عادي
وكل كلام النباح عادي
أمة لا تدرك معنى الوطن ليست بأمة ..
هي أقرب للقبيلة الصحراوية الموحشة
أمة لا تعي حقوق مواطنيها أمة غبية
لا تعرف من إبنها .. من عدوها
فتغتال نفسها بدم بارد
أمة لا تحترم القانون
أمة ترسخ لقانون الغاب حيث التعدي والبقاء للمتوحش الغبي
أمة يحتفل العالم بثورتها السلمية .. وهي تسكب الدماء
كما تسكب الورود على علمها ونشيدها الوطني
على الهواء مباشرة
أمة بعد سنين من الإستبداد السياسي المزري
تنتقل بسرعة البرق للإستبداد الديني المخزي
أمة لا تفرق بين حرية الإعتقاد ووصاية الإستعباد
أمة لا تستحق العلم ولا التحضر ولا الرقي
أمة قـُـهرت وزُورت انتخابتها لأكثر من نصف قرن
وكانت تسمع أنها قالت " نعم " دون أن تصوت في الإنتخابات
وبعد كل هذا تثور وتخرج في الإستفتاء الحربائي لتقول أخيراً " نعم "

أمة لا تنشغل إلا بمحمد حجازي .. وكاميليا
وبالأهلي والزمالك .. وتهجر كل ميادين الحياة الحقيقية
لتصبح نير ثقيل على ظهر العالم المتحضر
تحيا على المنح .. والمعونات
وتلعق الفتات الساقط من موائد الكبار

أمة يكفر السني منها الشيعي ..
ويكفرالسني منها القرآني
ويكفر السني منها البهائي
ويكفر السني منها الصوفي
ويكفر السني منها المسيحي
ويكفر السني منها البوذي
ويكفرالسني منها الهندوسي
ويكفر السني منها الليبرالي
ويكفر السني منها العلماني
ويكفر السني منها الشيوعي
ويكفر السني منها في جماعة ما السني في جماعة أخرى
أمة تكفر العالم أجمع
فيرتعب منها العالم أجمع
فتحارب العالم
وتفخخ العالم .. وتفجر العالم
فيحاربها العالم
فتصرخ .. أن العالم يحاربها
فتكفر العالم

أمة مشغولة بطول الجلباب .. وطول اللحى
وأوضاع السواك .. وركوب الخيل في عصر طائرات بلا طيار
وبالرماية في عصر الليزر
وبكاميليا في عصر المرأة الوزيرة .. والمرأة الرئيسة .. والمرأة رائدة الفضاء
أمة مهمومة بصليب معلق .. وبجرس يدق .. ونساء سافرات
أمة تدعي الوحدة طول عمرها ولم تتحد يوماً
قبائل وجماعات متناثرة .. ومتصارعة .. ومتناحرة
تصل إلى غاياتها الساذجة بكل الوسائل
وضروراتها تبيح محظوراتها ..
أمة تجسد أجندة عدوها دون مؤامرة من عدو
فالعدو العاقل لا يحتاج لكي يهزم عدوه الجاهل
إلا أن يتركه لجهله .. في جهله .. بجهله
فيهزمه دون معركة تذكر

لا يوجد أغبى من عائلة آدم العربي
فقابيل يقتل أخاه هابيل
بضمير صالح وبتقوى منقطعة النظير
أمة تزيف وعيها بإعلامها المزيف
وتقص إبداعها بيد رقيبها
وتغلق معاملها ومختبراتها بالشمع الأحمر بفتاويها
وتصادر كتب مبدعيها .. وتنفي مفكريها
وتذبح رقبة نجيب محفوظ بسيافها
ككهف مظلم يتخلص من بقع الضوء الوحيدة فيه
تغرق بطوفانها مراكب إنقاذها القليلة جداً
وتؤد مشاعل التنوير حاملة الرجاء الوحيد
فتصير عمياء مع سبق الإصرار والترصد
صماء تتحاور مع بعضها .. ومع الآخر
فتتخبط طول اليوم في جدران الكهف المصنوع بأيد وطنية
وتــُهزم في حلبة المصارعة التي بلا خصم
فتنعي شهداءها .. وترفع رايات النصر
وتتهلل فرحاً في عنبر العقلاء
فالمولود فيها مفقود .. والخارج منها شهيد فقيد
وإذا كنت تحيا في أمة النار فلا مفر من أن تحلم بالجنة
والجنة لا نقدر نحن أن نصنعها هنا
فلنذهب إليها هناك
لأنك مهزوم هنا لعلك تنتصر هناك
فالجائع هنا يحلم بسوق الخبز هناك
الفقير هنا يحلم بالثراء هناك
المخصي هنا يحلم بالفحولة هناك
وأمتنا ليست هنا .. بإذن الله ستكون هناك
وأمتنا لا تفكر فيما هو مهم
فيما هو حقيقي .. فيما نحتاجه
أين العدالة الاجتماعية حيث لا فقير في وطن العدالة
ليس مهم
المهم أين كامليا .. أين عبير
أين الصحة والدواء غير الملوث .. لا يهم
المهم مايبنوش كنيسة
أين حقوق الإنسان المصري المهدرة كل لحظة .. لا يهم
المهم الستات تتغطى
أين الصرف الصحي في القرى وتغير مشهد البطالة بشباب منتج .. لا يهم
المهم قناة فضائية للدعوة للمسلمين علشان يسلموا أكتر
أين التعليم والمدارس والجماعات التي تخرج لنا متخصصين
وأكفاء وعلماء يجعلوننا ننهض بحق ونواكب الحياة المعاصرة المتحضرة
ونقف في صف المنتصرين الأحياء .. لا يهم
المهم أن نحضر جلسة الصلح العرفي للشيخ الجليل

عادي عادي عادي عادي .. كله عادي
والنتيجة لا تحتاج أن تنتظرها أو أن تعرفها من الكنترول
نتيجة هذه الأمة في امتحان الحاضر
أمة ساقطة بالثلث
أمة العادي سقوطها برضه عادي
صفر كبير .. عادي



#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيوط اللعبة
- طعم البُن .. وفيروز
- أنا ليه قرفان ؟!
- تراتيل الملائكة والشياطين قبل السقوط
- لمن قالوا “نعم” !!
- ثورة مع إيقاف التنفيذ
- اوعى يا ابو زيد تكون ما غزيت
- مولد سيدي الثورة
- رفاق ثورة 25 يناير
- خرج من الفيسبوك ولم يعد
- ثورة اللوتس .. استقراء مشارك وليس مشاهد
- الاستعمار الوطني .. والاستقواء بالداخل !!
- بح .. الفتنة الطائفية !!
- كتاب الجهل المقدس
- كيف ؟؟
- ايه البوليكا دي ؟!
- خطاب تنحي الأمة
- النبوءة الأولى ليست كالنبوءة الأخيرة
- علمتني جلجثتي
- صومعة نهايتي


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن إسماعيل - أمة .. عادي !!!