أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الياس المدني - الموضة السياسية عند العرب، غروب حقبة التدين - الجزء الثاني















المزيد.....

الموضة السياسية عند العرب، غروب حقبة التدين - الجزء الثاني


الياس المدني

الحوار المتمدن-العدد: 3360 - 2011 / 5 / 9 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الايديولوجيات اليسارية:
بعد الفشل الذريع الذي نال الفكر القومي العربي، تحولت الجماهير العربية الى فكرين ليسا جديدين على الساحة، الاول الاتجاه اليساري الذي بدأ نشاطه في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، والثاني الفكر السياسي الديني الذي ازداد قوة نتيجة للعديد من العوامل التي سأرد عليها لاحقا. الا ان فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي كانت فترة ازدهار الفكر اليساري. اذ انه بعد هزيمة حزيران تحول الكثير من فروع حركة القوميين العرب الى الفكر الماركسي. ورغم ان هذه الاحزاب لم تصل الى السلطة الا باستثناء واحد وهو الحزب الاشتراكي اليمني الذي حكم اليمن الجنوبي، الا ان دورها في التاريخ السياسي العربي في هذه الفترة كان كبيرا بلا شك. كما استطاعت هذه الحركات استقطاب تعاطف الجماهير لما كانت تطرحه من افكار قريبة من احتياجات المجتمع.
ورغم طرح الافكار الماركسية الا ان هذه الاحزاب لم تبتعد كثيرا عن الفكر القومي، وعند تحليل هذا الطرح نجد الكثير من التقاطع مع طروحات الاحزاب القومية العربية ربما على اساس قاعدة كلما تعمقت في القومية كلما تعمقت في الاممية.
كانت هذه الاحزاب ملتصقة بالجماهير وتشكل نواة حركة التحرر العربية التي تنادي بالتقدم والعدالة والحرية والديمقراطية والاشتراكية. كما كانت مثالا للتضحية والنضال من اجل حقوق الجماهير، وكانت طروحاتها البرنامجية لتحقيق الاهداف المذكورة اعلاه قريبة من امال الشعوب العربية. وقد استفادت الاحزاب اليسارية من المد القومي والتعاطف مع حركات التحرر من قبل بعض الانظمة العربية لخدمة مصالحها الذاتية. كما كانت لبنان في ظل فوضى الحرب الاهلية منذ 1976 مرتعا خصبا لنمو هذه الافكار وانتشارها في ارجاء الدول العربية الاخرى.
الا ان الفكر اليساري ايضا كان يواجه صراعا قويا من قبل الكثير من الحركات اليمينية المتشددة وبعض الانظمة العربية المحافظة، اضافة الى صراعه الايديولوجي الاساسي مع الحركات السياسية الدينية وعلى رأسها حركة الاخوان المسلمين.
واستفاد اعداء الفكر اليساري من الكثير من الاخطاء التي ارتكبتها هذه الحركات ولعل اهمها كان الدخول في نقاشات بيزنطية حول الوجود الالهي، لهذا كان ينظر اليها على انها حركات ملحدة، تهدف الى الغاء دور الدين، وهو ما ابعد كثيرا من القاعدة الجماهيرية التي من المفروض ان تصل اليها.
ويسجل على الحركات اليسارية ايضا طروحات مبهمة عن مفاهيم الحريات التي تنادي بها وطبيعة الاشتراكية والديمقراطية التي تملأ شعاراتها وايضا التناقض الكبير بين ما تنادي به هذه الحركات في البلاد العربية والدول النامية الاخرى وما تمارسه وتقوم به الاحزاب الام في الاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية من قمع للحريات واضطهاد للمواطنين من عمال فلاحين ومثقفين وطنيين اضافة الى اهدار الثروات الوطنية وتدمير الاقتصادالمحلي. وفي الواقع عند البحث في ديمقراطية الاحزاب اليسارية والماركسية العربية نجد انها لم تكن تختلف كثيرا عن الديمقراطية المركزية التي كانت سائدة عند الاصدقاء في الدول الاشتراكية، من هنا ايضا فالمثل القائل "ان امطرت السماء في موسكو حمل الشيوعيون الشماسي في البلاد العربية" لم يكن بعيدا جدا عن الواقع.
ثم جاءت العوامل السياسية الخارجية والداخلية التي ادت الى ابتعاد الجماهير عن هذه القوى، وفقدانها لدورها الفاعل في الحياة السياسية العربية، فمن ناحية سقط الاتحاد السوفييتي بكل ما كان يمثله من "نجاح" للفكر الاشتراكي، سقطت الدول الاشتراكية، وقبله خرجت حركة التحرر العربية من لبنان التي اتاحت مرتعا خصبا لليساريين العرب، فاضطرت هذه الحركات للتهادن مع الانطمة "البرجوازية" وايجاد مأوا لها في حضن الانظمة الديكتاتورية مثل سوريا والعراق، وهو ما حد من امتدادها وامكانية نشاطها. اي بكلمات اخرى تم احتواء هذه الحركات لتصبح شكلا من اشكال الفلكلور التقليدي الذي يتم عرضه في المهرجانات المؤيدة للنظام.
من الجدير ذكره في هذا المكان ايضا الخسارة التي مني بها الاتحاد السوفييتي في افغانستان على يد المجاهدين المتديين المدعومين من السي اي ايه وهو ما ساهم الى حد كبير في اظهار الفكر اليساري كمعاد للمجتمعات الاسلامية واسهم في دعم التحول الديني عند الشعوب العربية.

الاسلاميين والحركات الدينية
رغم ان النهضة العربية قامت على يد الشيوخ المسلمين امثال الافغاني ومحمد عبده، ورغم الاتهامات التي وجهت اليهم من ماسونية وسلفية متشدد وغيرها، الا ان الافكار التي كانوا يطرحونها عن التقدم لا تزال الى اليوم آنية وقابلة للتطبيق بل ونحتاجها كشعوب ومجتمعات للتخلص من الكثير من الامراض التي لا علاقة للاديان بها.
واذا اردنا ان نكون موضوعيين في طرحنا هنا لابد من التفريق بين الحركات الدينية البحتة التي لا تطمح الى لعب دور سياسي وبين الحركات السياسية ذات الايديولوجية الدينية.
قامت اقدم الحركات الاسلامية تنظيما وقوة في عصرنا الحالي اي حركة الاخوان المسلمين في ظروف غامضة او على الاقل غير واضحة بشكل كامل الى اليوم. والتصق بهذه الحركة الكثير من الاتهامات الغير حقيقية والغير واقعية نتيجة المواجهات التي قامت بينها وبين الحركات القومية واليسارية عبر عشرات السنوات الماضية. ولست هنا بصدد الدفاع عن هذه الحركة ولا اتهامها، غير ان الدور الذي لعبته منذ قيامها على يد حسن البنا في العام 1928 الى اليوم يؤهلها لكي تكون المثال الافضل لحديث عن الحركات الاسلامية التي تلعب دورا مهما في تاريخ السياسة العربية بعد النهضة.
مما لا شك فيه ان الاديان تلعب في مجتمعاتنا دورا اساسيا. ومنذ نعومة اظافرنا تعلمنا ما هو الحرام وما هو الحلال ونعرف ما هي الجنة ولماذا وجدت النار. واذا كانت المجتمعات الغربية في اطار عملية تطورها السياسي والاقتصادي قد فصلت الدين عن الدولة، الا ان الاحزاب الدينية ايضا موجودة وللكنيسة دورا مهما في الحياة السياسية والاجتماعية لهذه الشعوب. الفرق بين مجتمعاتنا العربية وتلك الغربية ان الاحزاب الدينية هناك تؤمن بالديمقراطية عقيدة وممارسة ولا تحاول ان تفرض رأيها الديني او ان تجعل من الدين شريعة الدولة وقانونها. اي ان برنامجها السياسي يختلف عن برنامجها الاخلاقي. البرنامج السياسي مأخوذ من ضرورات الواقع، اما الاخلاقي فيحاكي الديانة.
بعد انتصار حركة المجاهدين التي كانت مدعومة من قبل السي اي ايه والكثير من الدول العربية والاسلامية الدائرة في فلك الولايات المتحدة الامريكية على الاتحاد السوفييتي في افغانستان، وبعد انحسار المساحة الجغرافية لنشاط اليسار العربي بعد الخروج من بيروت، وايضا بعد الفشل المرير الذي توجت به عملية السلام بين منطمة التحرير واسرائيل وكذلك بعد تعاظم القمع السلطوي في الدول العربية بمختلف اتجاهاتها ووصول الحالة الاقتصادية في المجتمعات العربية باستثناءات قليلة الى الحضيض، لم يعد امام المواطن العربي الا قبول الطروحات الميتافيزيقية الواعدة بالحياة الابدية في جنات الخلد، خاصة ان هذه الطروحات كانت تأتي من الحركات التي تواجه الواقع المرير بقوة السلاح مثل القاعدة وحماس. وساهم في امتداد هذه الحركات نشاطاتها الخيرية التي يشهد لها بالشفافية والتي اعطت هذه الحركات مصداقية عند المواطن العربي.
وقد زاد من قوة الحركات الاسلامية الطموحات الامبراطورية عند امير قطر، الراعي الرسمي لحركة الاخوان المسلمين، وبوقه الدعائي المتمثل في محطة الجزيرة.
وفي الواقع لم اكن ضد الحركات الدينية لولا انها في واقعنا العربي تختلف تماما عن مثيلاتها في الدول الغربية، او لو انها تؤمن باسس الديمقراطية وتتقبل قواعد المجتمع المدني. لكن الواقع للاسف الشديد مختلف تماما.
ان اي طرح سياسي يجب ان يكون مغلفا بالتفسير الديني، ويحدث في احيان كثيرة ان الطرح السياسي يتعارض مع الدين ولكن نجد فجأة ان هناك فتوة من شيخ مغمور او من شيخ سياسي يحلل او يحرم ما شاء، وفي تجربة الاخوان المسلمين ممثلين بحماس في غزة والوهابيين في السعودية وقطر وطالبان في افغانستان وآيات الله في ايران ما يكفي من العبر والامثلة لرفض هذا الفكر.
اي ان افكارهم وحدوية لكن لا بمعنى الوحدة ولا التوحيد بل بمعنى الغاء الاخر، حتى ولو كانت حركة اسلامية اخرى. ولعل اكثر ما يثير العجب في اعضاء هذه الحركات ان الكثير منهم يعود باصوله الفكرية للحركات اليسارية التي سادت في الـ 70 والـ 80 من القرن الماضي.
غير ان نهاية هذه الحركات ايضا اضحى قريبا. ليس بمعنى غيابها عن الساحة بل بمعنى تحييدها وانسحارها. وقد رأينا ان ثورة الشباب في الدول العربية كانت بعيدة جدا عن جميع هذه الاحزاب التقليدية بغض النظر عن منبعها الايديولوجي. لقد فاجأت هذه الثورات الانظمة بذات القدر الذي فاجأت به المعارضة التي هي في الاصل جزء من النظام.
ان عقد الحركات والاحزاب التقليدية بما فيها الحركات الدينية اقترب من نهايته، فكل فترة من 20 الى 30 سنة تشهد موضة لافكار وايديولوجيات محددة. لقد حان الوقت لظهور حركات المجتمع المدني، المجتمع الذي يكون الجميع به شركاء، المجتمع الذي يضمن للجميع ذات الحقوق والواجبات. فهل وصلنا الى مرحلة المجتمع الديمقراطي؟؟ سترينا الاشهر القليلة القادمة.



#الياس_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموضة السياسية عند العرب، غروب حقبة التدين - الجزء الاول
- اغنية الى ابطال الثورة السورية
- حينما يصبح الكلام من لؤلؤا ....
- نساء عدة والقاتل واحد
- المرأة السورية والاديان محاضرات السيدة مهاة فرح الخوري
- حماس تدوس الاحلام ايضا
- تغطية الشمس بغربال
- عرس الديمقراطية الفلسطينية
- الخليفة العباسي المعتذر لخلق الله
- الخليفة محمود العباسي والالتزامات الاسرامريكية
- الرئيس محمود عباس؟؟
- السيدة الاولى ام سهى عرفات
- آن للفارس ان يترجل
- البعث الديمقراطي: متى يحمل الشيوعيون السوريون الشماسي؟
- نـــــداء من الفالوجة
- تمنع القوافي - الى سعدي يوسف
- العراق منكم براء والاديان منكم براء وحضارتكم منكم براء
- نص مداخلةبعنوان الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني
- البيروسترويكا السورية
- حرية الاعلام السوري بلا حرية التعبير


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الياس المدني - الموضة السياسية عند العرب، غروب حقبة التدين - الجزء الثاني