أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الياس المدني - تمنع القوافي - الى سعدي يوسف














المزيد.....

تمنع القوافي - الى سعدي يوسف


الياس المدني

الحوار المتمدن-العدد: 995 - 2004 / 10 / 23 - 05:49
المحور: الادب والفن
    


الى الاستاذ سعدي يوسف
1
لن تخترع شيئاً جديداً اذا ناجيتَ ثغرَ النجوم.
فهل ستيحثُ عن رحلة الى ازقة الذاكرة كي تقضي فيها اجازتَك الاسبوعية.
لا يكفي ان تعيشَ جمالَ حياتك في لوحة يومية يرسمها الطيفُ عندما تفتح الشمسُ عينيه صباحاً.
ولا يكفي عبيُر القهوة المهاجرُ من فنجان هندِ كي يلون الابتسامة على ثغر القصيدة.
لما تترك جمالَ اليوم وتبحثُ في احزان رحيلك عن حنين الى عذاب الصور؟
لماذا تهرب الى بكاء الحروف؟
الا يكفي ان تتناول اشعارَ القباني قبل ان تضجع على بكاء الحمام لتمارسَ قافيات ليس لها من وطن غير سرير الاحلام؟
لِمَا تكُنّ لهذا الحزن كل الرغبة وكأنما هو الحبيب المنتظر؟
اسئلةٌ تصارع صمتَك كل مساء وانت تبحث في حنايا الدروب عن بيت بلا احزان، عن باب لم تلون عتباته دموع الوداع. اسئلةٌ رصفت طريق قصتك منذ بدأتْ هجرة الموت من لوحة الشعر الى صورة الحبيب في ملصق معلق على ذاكرة الضياع.
تبحث عن اجوبة لاسئلة عشقتها ذاكرتُك، فتسير باحثا عن ذاكرة المكان في ذِهنِ الرحيل علك تلتقي بابن خلدون ليحدثك عن سرِ اختفاءِ الالهة حينما يهوي فرحُ الطيور تحت وابل امواج الغروب.
لن تخترع شيئا جديدا اذا ناجيتَ ثغر الذكريات، فتبحثُ عن سكونك في افياء ضجيج المدينة. في مقهاً كان يضم ذكرياتك وينهش انامل القصيدة. تبحث عن الرابط المشترك بينك وبين دموع النخيل، لماذا تلوك الشعر وترتشف حبر العواصف؟ لماذا تهاجر شمسَ الرغبة وتختبأ تحت انين العواطف؟ كم من الاسئلة يجب ان تسأل كي يستجيب صدى القوافل؟ كي يرد اليك ثمالة الاشعار؟
لن تخترع جديدا فالقباني قال كل ما يمكن ان يقال.
2
تلتجأُ الى ظلال الذاكرة وتهربُ الى رموش القصيدة كي تراها عندما تغمضُ عينيك تداعبَ فرو الكلمات. لماذا تلاحقك سياط الحب وينهرك صدى الاماني؟ لماذا يغرب نسيمُ طيفها ويظل الدفئُ يغازل الجداول؟ هل اصطنعتها من قيود الوفاء؟ هل وهبتها حريتك و كل حروف الكلام كيلا تستطيعَ غزل قافية لفجر أشرقَ في ضباب حياتك؟ لماذا تسرق منك كل سوسنة وكل زنبقة تنفجر في ربيع احلامك؟
تهربُ من ذاكرة الايام لتلتقي باحلامك على رصيف اغنية. تهرب من ذاكرة المكان كي تلتقي سراً باغنية نضجت في عبير البرتقال. تهرب من كل الماضي كي تنسج عوسجة لتزين بها صدر هند، وتبحث عن رحيق شوقك في دم القصائد. فلماذا تمنّعت عنك رقةُ الكلام ورمتْك باسهم الصمت. تقطر دموعُ قصيدتك فتعري انين الاشعار في بكاء الحَوْر. تمتطي صهوة القلم كي تصفَ البكاءَ فتنتحر كلماتك. ضبابٌ يقتحم المدينة، ضبابٌ يعض الذكريات واصابعَ القصيدة، ضبابٌ ينهش شفاه النافذة يهاجر من سكون الغابات كي يكتسح رحيقَ الصور.
لم يعد للموسيقا لون الغروب، لم يعد شروقُ الشمس اوبرا كارمن، فقد عمرو بن ربيعة خمرَ الاشعار وتابت ليلى العامرية عن ذنوب الليلة الماضية. فهل تجدها بعد اليوم قصيدةً عاريةً على همس الدروب؟
لن تخترع شيئا جديدا اذا ما وصفت ثغر النجوم.
3
عندما تمتنع القوافي عن الرحيل الى الورق، وتعلن الحروفُ صومَها عن الكلام ترى شفاهَ القصائد تضحكُ خبثاً وعبثاً. عندما تهربُ الصورُ من دم اقلامك تبحثُ عن الابدي في رحلة الضياع من يوم ميلادك حتى لقاء المساء، تبحث عن الخالد فيما تبقى من زهور السماء. تقبض على طيفك وهو يقتحم صلوات القمر، تعانق ابتسامها في صورة باقية في الخيال وترمم ما تبقى من احلامك كي تكون معك في الصباح عندما تهاجر رائحة القهوة من فنجان هند لتنام في سرير شوقك موسيقى وياسمين، عل النهار يأتيك بصورته الجميلة بقصيدة تمنعت عيك.

ملاحظة: هذا النص رد على نص الشاعر سعدي يوسف بعنوان "كيف تأتي القصيدة" (الحوار المتمدن - العدد: 993 - 2004 / 10 / 21 ) وهو منولوج داخلي اخاطب به نفسي وليس الاستاذ سعدي يوسف.



#الياس_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق منكم براء والاديان منكم براء وحضارتكم منكم براء
- نص مداخلةبعنوان الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني
- البيروسترويكا السورية
- حرية الاعلام السوري بلا حرية التعبير
- الفصل الثاني من الحلقة الثانية من كتاب: الحرب على العراق: ال ...
- الفرق اللغوي بين سعدي يوسف والمدعو جورج المصري
- صحافة حزبية ام جماهيرية - وقفة نقدية لصحافة المعارضة العربية
- المقاومة العراقية: ارهاب ام مقاومة شرعية؟
- حوار حول مسؤولية المعارضة عن الوطن والمواطن - النظر الى المس ...
- الحلقة الثانية من كتاب -الحرب على العراق: الاسباب الحقيقية ل ...
- قائمة الممنوعات - الى الحوار المتمدن بمناسبة حجبه في السعودي ...
- من الاستبداد الى الديمقراطية
- الحلقة الاولى من كتاب -الحرب على العراق: الاسباب الحقيقية لل ...
- كانت لهم اسماء - قصة قصيرة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الياس المدني - تمنع القوافي - الى سعدي يوسف