أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الياس المدني - العراق منكم براء والاديان منكم براء وحضارتكم منكم براء














المزيد.....

العراق منكم براء والاديان منكم براء وحضارتكم منكم براء


الياس المدني

الحوار المتمدن-العدد: 994 - 2004 / 10 / 22 - 08:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


منذ بداية الاحتلال الامريكي للعراق وانا انظر بتعجب لما يجري على هذه الارض المباركة التي قدمت للبشرية جمعاء اهم الحضارات، واعطت للانسانية معنا جديدا. كنت احاول من خلال الاخبار المتسربة من ارض العراق ان استكشف إطلال المرحلة القادمة واحاول ان اقرأ من بين السطور اخبار المقاومة العراقية الباسلة وانا انتظر اليوم الذي ارى فيه العراق حرا وشعبه سعيدا.
غير ان اخبار القتل المتواصل للابرياء من مواطنين واجانب واخبار خطف البشر الذين اتوا ليقدموا المساعدة لهذا الشعب الجبار الذي عانى الامرين من يوم وصول البعث الى السلطة الى ما بعد احتلال العراق من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة جعلتني اكفر وجعلتني أتسائل عن الدوافع التي تقف وراء هذه الاعمال التي لا تمت بصلة لا الى المقاومة الشريفة ولا الى الاخلاق العربية الاصيلة التي تربينا عليها.
قبل عدة اشهر اتصل بي احد اصدقائي وقد كان واحدا من افضل الصحفيين البولنديين الذي جال العالم وهو يصور ريبورتاجاته عن الحرب والمآسي التي يتعرض لها المدينون الابرياء على يد قوات الاحتلال بدءا من فلسطين مرورا بافغانستان وصولا الى الهندوراس والتبت وافريقيا. لم تكن هناك حرب اهلية او حرب دولية لم يكن فيها فالديمار ميليفتش حاضرا لينقل لنا من تحت الرصاص ومن بين اصوات الصواريخ صورة الحرب الواقعية ومآسي المواطنين العزل. اتصل بي ليحاول اقناعي بمرافقته الى بغداد لانه يريد ان يصل الى المقاومة ويريد ان يعطي الصورة الحقيقية لها بعد ان حاولت وسائل الاعلام الغربية اقناعنا بان من يقوم بهذه الاعمال ما هم الا مجرمون واتباع صدام حسين وارهابيون اسلاميون قادمون من بلاد الجوار لزعزعة استقرار العراق. الا ان محاولاته العديدة لم تقنعني بمرافقته. سافر الى بغداد بمرافقة صديق جزائري منير بوعمران الذي كان يعمل فني مونتاج في التلفزة البولندية. لأصدم في اليوم التالي لوصولهما بالفاجعة الكبرى. سقطا في احد شوارع بغداد.
لو ان قذيفة ضالة اصابتهما لكنت سلمت بالامر وقلت لا حول ولا قوة الا بالله، لو ان رصاصة اصابت احدهما لكنت قلت ان العمل غير مقصود، ولكن الحقيقة المرة هي ان عصابة من المجرمين ولا يمكنني ان اطلق عليهما اية تسمية افضل قامت بتصفيتهما بكل ما تعنيه هذه الكلمة. قامت هذه المجموعة باطلاق اكثر من 200 طلقة رصاص على السيارة التي كانا يستقلانها ومكتوب عليها صحافة واردوهما قتيلين بعد ان اصيب المصور الذي كان يرافقهما. حينها رددت ما قاله المسيح على الصليب: ربي سامحهم فم لا يعرفون ما اقترفت ايديهم. فقد قتلا واحدا من اهم مناصري القضايا العربية وواحدا من اكثر اصدقاء الفقراء صدقاً.
رغم ان المسألة كانت تتعلق بي شخصيا فقد كانا صديقيّ الا انني اعتبرت ان هذا الحادث جاء مصادفة. الا انه بعد ايام تكررت هذه الحوادث واصبحت بحكم العرف. اصبح الاعتداء على الصحفيين الاجانب الذين جاؤوا لينقلوا صورة الحق الى العالم شيئا طبيعياً.
ثم امتدت هذه المسألة لتصيب عمال الاغاثة الدولية وموظفي الجمعيات التي اتت لتمد يدها لاطفال العراق، ولم يعد هناك تفريق بين صديق او عدو بين دولة مساندة للاحتلال ودولة رافضة له بين امرأة ورجل بين عسكري ومدني، لتصيب يوم امس مرغريت حسن العراقية الجنسية البريطانية المولد، فعمت الفوضى. وكل ما يجري، يجري باسم العراق باسم المقاومة الشريفة ياسم الاسلام الحنيف.
من هنا لا اود ان اوجه نداءا الى الخاطفين، ولا اريد ان اناشدهم ولا اريد ان ارجوهم بل اريد ان اسألهم باسم من تقاتلون وضد من تقاتلون وما هي اساليبكم لقتال؟ اذا كنتم فعلا حريصين كل هذا الحرص على طرد الاجانب من العراق فلما لا تقومون بخطف قادة جيوش الاحتلال وعناصره، لماذا لا تقوموا باختطاف ممثلي قوى الاحتلال لماذا لا تقوموا بعملياتكم الشجاعة هذه في قواعد الاحتلال ومكاتبه، اين كنتم عندما كان الشعب العراقي تحت اقدام صدام وازلامه؟ هل شجاعتكم تكمن في اختطاف النساء وقتل المدنيين الذين لا يحملون السلاح؟ هل هكذا تربيتم في بيوتكم وهل هذه هي ثقافتكم؟ هل هذا هو دينكم؟ هل هذا هو شعاركم؟
اسمحوا لي ان استعير هنا مقالة الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب لاصفكم واصف اعمالكم: اولاد القحبة كفاكم عهرا فالعراق منكم براء والاديان منكم براء وحضارتكم منكم براء وما انتم حتى في مقام اذناب الاحتلال بل انتم اقذر ما يمكن ان ينتج البشر.



#الياس_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نص مداخلةبعنوان الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني
- البيروسترويكا السورية
- حرية الاعلام السوري بلا حرية التعبير
- الفصل الثاني من الحلقة الثانية من كتاب: الحرب على العراق: ال ...
- الفرق اللغوي بين سعدي يوسف والمدعو جورج المصري
- صحافة حزبية ام جماهيرية - وقفة نقدية لصحافة المعارضة العربية
- المقاومة العراقية: ارهاب ام مقاومة شرعية؟
- حوار حول مسؤولية المعارضة عن الوطن والمواطن - النظر الى المس ...
- الحلقة الثانية من كتاب -الحرب على العراق: الاسباب الحقيقية ل ...
- قائمة الممنوعات - الى الحوار المتمدن بمناسبة حجبه في السعودي ...
- من الاستبداد الى الديمقراطية
- الحلقة الاولى من كتاب -الحرب على العراق: الاسباب الحقيقية لل ...
- كانت لهم اسماء - قصة قصيرة


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الياس المدني - العراق منكم براء والاديان منكم براء وحضارتكم منكم براء