أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - الياس المدني - الفرق اللغوي بين سعدي يوسف والمدعو جورج المصري














المزيد.....

الفرق اللغوي بين سعدي يوسف والمدعو جورج المصري


الياس المدني

الحوار المتمدن-العدد: 983 - 2004 / 10 / 11 - 09:02
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


لا لست احلم. ولست اجلس في احد ملاهي القاهرة ولا في سوق شعبي من اسواق بغداد. لا ليس هذا ما كنت اريد ان اقرأه على لسان انسان يدعي العلم والثقافة.
عندما كنت امر باحد الشوارع الشعبية في مدن الشرق كنت اسمع احيانا بعض المذمات وبعض الكلمات البذيئة التي تصدر عن اناس متخلفين اجتماعيا وثقافيا وحضاريا. ولكن رغم ذلك كان في المسبات التي يطلقونها عذوبة خاصة. المسبات اللبنانية التي تقوم مبنية على على عدد من الجمل وتلاعب الكلمات تجعل معظم الصحفيين والكتاب العرب يحسدونهم عليها لما فيها من سهولة بالتلاعب بالكلمات. كانت كلمات رغم بذائتها عذبة لأنها تخرج من افواه اناس اجادوا في صياغتها واستعمالها في المكان والزمان المناسب.
غير انني لست في سوق الهال الدمشقي، حيث تأتي اللعنة او المسبة لتمس الاساس الاخلاقي والديني للشخص المسبوب فتثير فيه ما اراد الفاعل من ردة الفعل. انني على صفحات الحوار المتمدن!
ولكن يبدو ان مفهوم الحوار ومفهوم التمدن عند جورج المصري غير المفهوم الذي اعتنقه واؤمن فيه والذي تربيت عليه في بيت كان يضم اجمل ما وجد في الدينين الاسلامي والمسيحي أي التسامح الديني والاحترام المتبادل ما بين معتنقي هذه الاديان.
لا ادري اين تربى جورج المصري وهل هو فعلا جورج او مصري ولما يكن كل هذا الحقد وكل هذا الغباء في النظر الى الاديان. هل نريد ان نذم الاسلام؟ لا مشكلة فلدي من الاسباب والدوافع والحجج ما يفوق قاموس الالفاظ البذيئة التي يصف فيها الاسلام والمسلمين. هل نريد ان نذم المسيحية؟ ايضا لا مشكلة فلدي من العلم والقدرة على المجادلة والنقاش ما يفوق ما يتصوره فانا لست اكثر من انسان تربى في كنف الكنيسة ليكون راهبا في يوم من الايام ولكنه تمرد. ام اننا نريد النظر الى الامور بعقلانية ومناقشة السيئ والمفيد في كل منهما وما يمكن ان نستفيد منه اليوم في صراعنا الحضاري مع قوى التخلف التي تتخذ من الاديان الحنيفة ستارا لها؟
لكنني اعتقد ان هذا سيكون حوارا وهو ما لا يؤمن به جورج المصري فالانسان الذي يتخطى حدود الادب في النقاش لا يمارس حوارا بل ارهابا فكريا هو اقرب ما يكون الى عصابة بن لادن بكل ما تحمله هذه العصابة من مساوئ اخلاقية وتخلف حضاري وديني.
فالحوار يحتاج الى تمدن والتمدن يعني التغلب على النزعات القبيلة والنزعات الدينية والعصبية وتقبل اراء الآخرين التي تطرح بشكل منطقي وبشكل حضاري وتكون قابلة للنقد والنقاش وايضا يتحمل الشخص الذي يطرحها مسؤولية ادبية واخلاقية عن طروحاته وينتقي فيها الالفاظ والكلمات التي تكون قادرة على ايصال الفكرة. أي بمعنى اخر استعمال قوة المنطق وليس منطق القوة. اما الكلمات البذيئة فهي تعبر عن شيئين اساسيين:
1. فقدان المنطق وبالتالي القدرة إلى نقاش المسائل بشكل عقلاني.
2. فقدان الدلائل فيحاول المحاور توجيه اهتمام الآخرين الى اشياء سطحية تافه مثل الكلمات المستعملة او طريقة الحديث برفع الصوت او الاثارة او غيره.
ان الحوار المتمدن يختلف كثيرا عن لغة اهل السوق يأخذ اولا وقبل كل شيء بالحقائق والحجج. اما صراخ بياعي السوق وشتائمهم العذبة فهي عذبة لأنها تأتي من شفاه اناس بسيطين لا يدعون الثقافة والعلوم وحمل الشهادات التي تخزي الجامعات التي منحتها. اما الذين يدعون الثقافة ويقومون بالشتم والردح فهم بذلك ينفون انتمائهم لهذه الفئة المثقفة من البشر.
ان الدين كما اعتقد نظرية طوباوية سواء كان الاسلام ام المسيحية ام اليهودية ام الاديان الهندوسية ام غيرها. لكل منها ايجابيات وسلبيات واذا كنت تنظر الى تأثير الاسلام على الحياة اليومية للعرب فانظر الى تأثير المسيحية والتخلف الذي تبثه في اوروبا ولا تنظر الى المدن اذا اردت مقارعتي بالحوار بل انظر الى القرى والمدن الصغيرة حيث يكون الراهب هو خليفة الرب على الارض. فهل تريد بعد ذلك نقاش بيزنطي حول من: الاهم عيد الفصح ام عيد الميلاد؟
ان النقاش حق. والتعبير عن الرأي لا يمكن ان يسلبه احد، ولكن الانسان الواعي المثقف يجب عليه ان يحترم عقول الآخرين واذا كانت لاحد الرغبة بامتحان قوة لغته البذيئة فاعتقد انه من الافضل له ان يقوم بزيارة لسوق شعبي في كل يوم جمعة بدل ان يحاول تعويض النقص بشخصيته من خلال ادعاء الثقافة على صفحات الحوار المتمدن. فالفرق شاسع ما بين لغة سعدي يوسف (والمعذرة منك يا استاذي الكريم سعدي يوسف على هذه المقارنة) وبين ما يحاول ان يطليه علينا هنا جورج المصري.



#الياس_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحافة حزبية ام جماهيرية - وقفة نقدية لصحافة المعارضة العربية
- المقاومة العراقية: ارهاب ام مقاومة شرعية؟
- حوار حول مسؤولية المعارضة عن الوطن والمواطن - النظر الى المس ...
- الحلقة الثانية من كتاب -الحرب على العراق: الاسباب الحقيقية ل ...
- قائمة الممنوعات - الى الحوار المتمدن بمناسبة حجبه في السعودي ...
- من الاستبداد الى الديمقراطية
- الحلقة الاولى من كتاب -الحرب على العراق: الاسباب الحقيقية لل ...
- كانت لهم اسماء - قصة قصيرة


المزيد.....




- بوتين -خالف البروتوكول-.. فيديو يرصد تصرفا بمراسم تنصيب رئيس ...
- طلبة جامعة أمستردام يطردون سيارة شرطة بعد أن قمعت مخيما تضام ...
- لماذا يجب تجنب شرب الماء من زجاجة بلاستيكية خصوصا في الصيف؟ ...
- نتائج مرعبة.. فيديو من ناسا يكشف ما سيحدث عند السقوط في ثقب ...
- -كل ما يفعله هو الأكل-.. أم تلقي بطفلها الأبكم في قناة مليئة ...
- نقطة النهاية
- إخفاقات القوات المسلحة الأوكرانية تخيّب آمال دائني أوكرانيا ...
- مصر.. مجموعة مجهولة تتبنى قتل رجل الأعمال الكندي في الإسكندر ...
- صحيفة: -الفطيرة الروسية- ألغيت من مأدبة ماكرون وشي
- الولايات المتحدة أنجزت بناء الميناء العائم قبالة غزة


المزيد.....

- مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3 / عبد الرحمان النوضة
- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - الياس المدني - الفرق اللغوي بين سعدي يوسف والمدعو جورج المصري