أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الياس المدني - نساء عدة والقاتل واحد















المزيد.....

نساء عدة والقاتل واحد


الياس المدني

الحوار المتمدن-العدد: 1281 - 2005 / 8 / 9 - 11:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


غزة - مدينة الشيخ زايد:
يسرى تبتسم في قلبها وهي تشعر بسعادة غير عادية. فقد وصلت مع خطيبها الى اتفاق حول كل القضايا لتنظيم حفل زفافهما بعد عدة اسابيع.
اتفقا حول مستقبلهما المشترك وحول قضايا اخرى ورسما خططا جميلة لحياتهما القادمة على صدر فلسطين، خاصة بعد زوال الاحتلال واقامة الدولة الوطنية. كانت فلسطين والحالة السياسية السائدة والاوضاع الامنية حاضرة في كل احاديثهما، فكيف يمكن ان يخططها لشيء دون تصور المستقبل الجميل في ربوع فلسطين التي يسودها الامن والسلام وحيث يتمتع المواطن بكل الحقوق ويقوم بكل الواجبات.
كان فرحة عظيمة في قلب يسرى والسيارة تعبر شوارع غزة، ورذاذ البحر ورائحته الجميلة تعبق في انفها لتسبب انعاشا رائعا في القلب والعقل. انها الساعة التي يشعر فيها المرء انه يحب الحياة وان خططه للمستقبل ستتحقق بدون اية اشكالات وبدون اية عوائق. عندها يشعر الانسان بانه قادر على تخطي كل شيء من اجل تحقيق اهدافه الجميلة، وتحقيق احلامه المشروعة ببيت تملؤه اسرة تسود بين افرادها علاقات المحبة والاحترام.
كانت يسرى تحلم بكل ذلك عندما اعترضت سيارتهم مجموعة مسلحة واطلقت عليها النار فاردتها قتيلة لسبب بسيط جدا: فقد ظن الجناة انها وخطيبها قاما بفعل لا يتفق وقناعات عقائد القتلى. انتهى حلمها هكذا فجأة.

بغداد:
خرجت خديجة من بيتها صباحا الى السوق القريب. عادت الى البيت محملة باكياس الخضار. كان زوجها قد نهض للتو من نومه، فمنذ فقد عمله ابان دخول قوات الاحتلال الغربي الى العراق لم يعد يغادر الفراش قبل الساعة السابعة صباحا. حضرت خديجة طعام الفطور، ورائحة الشاي العراقي عبقت بكل البيت. نهض اطفالها الاربعة من النوم ليشاركوا الوالدين في تناول الطعام.
بعد انتهاء الوجبة نهضت خديجة وحملت الصحون والكاسات الوسخة الى المطبخ وارادت غسلها الا ان زوجها وعدها بان يقوم بذلك بنفسه وان يقوم بتنظيف البيت وترتيب الغرف.
كانت خديجة سعيدة وفرحة جدا. فزوجها الذي تعرفت عليه في الجامعة منذ سنوات تكاد تكون بعيدة، لم ينس يوم امس انه كان عيد زواجهما السابع. اشترى لها رغم كل المصاعب التي تواجهما هدية بسيطة، ولكنها رغم كل شيء كانت هدية.
عندما قدمها له فكرت بداخلها ان الاعمال بالنيات وليس مهما قيمة الهدية بقدر اهمية انه لم ينس، بل كان كعادته معها لطيفا ومحبا. تذكرا ايام الجامعة، ايام الخطوبة، ايام الزواج والشهر العسل. تحدثا حول تلك الذكريات وكأنها كانت بالامس، ضحكا كثيرا، تناقشا حول مستقبل اولادهما وكيف سيكون الوضع في العراق بعد اشهر وبعد سنوات.
ابتسمت خديجة وهي تذكر نهاية الليلة الماضية. تلفحت بعبائتها السوداء التي تصر على ارتدائها احتراما للعادات والتقاليد، حملت حقيبة اليد وتوجهت الى المدرسة الابتدائية حيث تعمل كمعلمة وخرجت من البيت.
احب الاطفال الانسة خديجة جدا، لانها لم تتعامل معهم بقسوة، بكل كانت تعاملهم معاملة حسنة مليئة بالحب، ويذكر العديد من الاطفال كم مرة مسحت دموعهم، او ضمتهم الى صدرها حينما كانت الطائرات الامريكية تخترق جدار الصوت فوق بغداد قبل الاحتلال الامريكي لهذا البلد. كانت خديجة تفهم خوف الاطفال من الحرب التي عاشتها شخصيا قبل ان تحضر واهلها من البصرى اثناء الحرب العراقية الايرانية. لهذا السبب لم تكن تبخل عليهم بالعطف والحنان، كانت بالنسبة لهم ام ومعلمة وملجئ يهربون اليه كلما اخافتهم الطائرات الغربية او المعلمات الاخريات.
وصلت خديجة الى تقاطع الطريق وهي لا تزال تفكر بحديثها وزوجها ليلة امس حول مستقبل اطفالهما. اقتربت من مقهى تعود زوجها الجلوس فيه بعد الظهر واحيانا في المساء. ارادت ان تلقي تحية الصباح على ابناء جيرانهم الذين احتلوا طاولة على امام احد المحلات عندما دوى صوت انفجار قوي.
شعرت خديجة بصدمة قوية رمت بها على الجدار المقابل وفقدت الوعي. مر بعض الوقت قبل ان تفتح عينيها. لم ترى ماذا جرى حولها او ماذا جرى لها، رأت قدميها وقد غطتها الدماء، لكنها لم تأبه لذلك، فكل ما كان ببالها هو ان تبحث عن عبائتها السوداء لتغطي بها على فخذيها اللذين عراتهما موجة الهواء الساخن الناتج عن الانفجار. اغمضت خديجة عينيها قبل ان تجد العباءة. اغمضت عينيها ولم تفتحهما بعد ذلك. توفيت قبل وصولها الى المستشفى.

مدريد:
خرجت خوانيتا من بيتها الواقع في احدى ضواحي مدريد. لم تتناول طعام فطورها كالعادة، بل تناولت من يد امها كيسا ورقيا وضعت فيه الام سندويشة من الجبن الاصفر. وضعت الكيس في حقيبة المدرسة وهرعت مسرعة الى محطة القطارات القريبة لتصل الى مدرستها الواقعة وسط مدريد.
خوانيتا صبية في الواحد والعشرين من عمرها، لكنها خلال السنوات الثلاثة الماضية قامت بالكثير من النشاطات التي وسعت افق معرفتها بالعالم الخارجي، اذ تعرفت خلال هذه الفترة على عدد من المهاجرين الاجانب من البلاد العربية، اذ عملت في فترة العطلة الصيفية كعاملة استقبال في عيادة طبيب فلسطيني مهاجر. في العطلة التالية توجهت مع مجموعة من المتطوعين للعمل في مخيمات اللاجئين في الاراضي الفلسطينية المحتلة. عرفت خوانيتا ظروف حياتهم، قاسمتهم كل المشاكل التي يعيشونها. كانت تكتب الى الصحف الاسبانية المحلية، تكتب الى المنظمات الانسانية، تناشد كل من كان بامكانه المساعدة لتقديم العون للاجئين الفلسطينيين.
بعد عودتها الى اسبانيا لم يكن باستطاعتها نسيان صور الدمار والقتل والشهداء والجرحى، لم يكن باستطاعتها نسيان اصدقائها او كما كانت تقول اهلها في الاراضي المحتلة. كانت تعمل على جمع التبرعات والمساعدات. كانت نشيطة في كل ما يمكن ان يساهم في تخفيف المعاناة عن ابناء الشعب الفلسطيني.
حينما ارسلت الحكومة الاسبانية اليمينية قواتها الى العراق كانت خوانيتا واحدة من نشطاء حركة معارضة الحرب. شاركت في المظاهرات، كتبت العرائض، شاركت في الاعتصامات، وقعت على بيانات المطالبة بعدم ارسال القوات الاسبانية الى بلاد الرافدين.
الا ان الدور الاهم لخوانيتا كان في اطارها الاجتماعي، في كليتها وفي بلدتها الصغبرة الواقعة على اطراف مدريد. هناك كان من الضروري تعريف الناس بما يجري حقيقة في فلسطين. كانت شاهد عيان يروي للناس ما رأى وليس ما سمع في وسائل الاعلام.
وصلت خوانيتا الى المحطة وهي تلهث من الركض، ولم تستطع ان ترى الا اخر عربات القطار الذي غادر قبل عشرات الثواني. انتظرت حوالي عشر دقائق وهي تلعن حظها فها هي تتأخر للمرة الخامسة او السادسة عن المحاضرة الصباحية. وقد لفت هذا التأخر نظر البروفيسور الذي نبهها في احدى المرات بانه لا يطيق التأخر ابدا. كان تفكر في داخلها هل تركب القطار التالي وتذهب متأخرة الى المحاضرة، ام تعود الى البيت وتتناول طعام الفطور بهدوء ثم تذهب لاحقا. في هذه اللحظة اقتربت منها صديقة طفولتها التي ايضا كانت متوجهة الى مدريد. جلست الى جانبها، تحدثتا الى ان اتى القطار فصعدتا ووقفتا الى جانب احد الابواب لشدة الازدحام. كانت خوانيتا حريصة كل الحرص على الا يسرق احد وثائقها الشخصية كما حصل في المرة السابقة، لهذا كانت طوال الوقت تتحسس حقيبتها وهي تتحدث مع صديقتها. كانت قد اتخذت قرارها بانها لن تذهب الى المحاضرة الصباحية، بل ستقضي بعض الوقت في احد المقاهي الجامعية حيث ستتناول فنجانا من القهوة.
كادت ان تشتم رائحة القهوة وهي تفكر بها. اقترب القطار من محطة مدريد. قبضت بشدة على الكيس الورقي كيلا يسقط من يدها حينما يتدافع الناس للخروج من القطار. كانت عدة مئات من الامتار تفصلهم عن مكان توقف القطار عندما حدث انفجار ضخم هز القطار واخرجه عن سكته.
بحث رجال الانقاذ عدة ايام عن بقايا الجثث، لكنهم لم يعثروا على جسد خوانيتا. بعد عشرة ايام من الانفجار البشع عثر احد رجال الشرطة على يد تقبض بشدة على كيس ورقي بداخله سندويشة من الجبن الاصفر. لم يعثر حتى اليوم على بقايا جثة خوانيتا.

لندن:
خرجت مونيكا من البيت الذي تستأجره باحدى ضواحي لندن واتجهت ببطأ نحو احد المخابز العربية القريب من بيتها. طلبت ثلاث فطائر جبنة وجلست تحتسيها بهدوء وهي ترتشف الشاي الاسود. كانت دوما في هذه اللحظات تتذكر صديقها محمد الذي حدثها طويلا عن دمشق وجمال دمشق. كانت تشعر بلذة الانتماء الذي رافق هذه الذكريات. فقد تعرفت على محمد الشاب السوري قبل سنوات عدة عندما انتسبت الى كلية الاقتصاد في جامعة ادم ميتسكيفيتش البولونية. اصبح محمد احد اقرب اصدقائها، وغالبا ما كانت تدعوه الى زيارة اهلها في القرية البعيدة في فترة الاعياد وفي فترة الاجازات الطويلة. كان محمد يحدثهم عن دمشق، عن التاريخ العريق لهذه المدينة، يشرح لهم اصول الاسلام، يناقشهم في حقوق الشعوب العربية في الدفاع عن نفسها. كانت تذكر تماما كيف تحدث محمد عن الطعام العربي، عن الخضار التي لا تعرفها، عن الفطائر اللذيذة، عن الذرة المسلوقة، عن بائعي العربات. كان محمد يحدثها عن عالم رائع، عن شيء شبه خيالي، عن حضارة عريقة ولكنها غير مفهومة للكثيرين في هذا العالم. ترك محمد اثرا شديدا في نفسها، ومنذ ان رأت المخبز العربي القريب ورأت فيه فطائر الجبنة اعتادت ان تمر عدة مرات في الاسبوع لتناول طعام الفطور وتتذكر محمد واحاديثه الشيقة عن دمشق.
خرجت مونيكا باتجاه محطة المترو، وفي الطريق ارسلت رسالة قصيرة بالتلفون المحمول الى والديها الموجودين في القرية البولندية البعيدة كعادتها كل صباح لتتمنى لهما نهارا سعيدا، ولتخبرهما انها في طريقها الى العمل.
كانت مونيكا قد وصلت من بولندا الى لندن منذ ثلاثة شهور بعد يومين فقط من احتفالها بعيد ميلادها الثالث والعشرين، حيث حصلت على منحة تدريبية في احدى الشركات البريطانية على منحة تقديرية نتيجة تفوقها بالدراسة وتم استخدامها كموظفة متدربة في قسم الحسابات. قبل سفرها بايام تناقشت طويلا مع خطيبها حول سفرها هذا وحول ضرورة استغلال الفرصة المتاحة. وقد وعدها خطيبها بان يقوم بزيارتها في لندن كلما اتيحت له الفرصة. كانت مونيكا حزينة جدا بسبب سفرها هذا ولكنها فرصة نادرة يجب استغلالها. فهي تترك الان والديها وهي ابنتهما الوحيدة، وستترك خطيبها الذي تربطه بها علاقة حب منذ ان كانت في سنة السادسة عشرة من عمرها. اضافة الى ذلك كله، فهي مضرة للسفر الى لندن بطريق البر لان امكانيات اهلها المالية لا تسمح لها بشراء تذكرة طيارة والسفر جوا.
في الطريق الطويل الى لندن وعدت مونيكا نفسها ان هذه المرة ستكون الاخيرة التي تسافر فيها برا، وانها ستعمل كل جهدها لتحسين حالتها الاقتصادية وحالة اهلها لتستطيع زيارتهم والسفر بالجو. كانت طوال الوقت تفكر بكل ما واجهها من صعوبات لتصل الى لندن. فكرت بخطيبها الذي يعمل ايضا كل جهده لانهاء دراسته والالتحاق بها ليكونا اسرة سعيدة.
فكرت بان ترسل له رسالة عبر التلفون، ولكنها غيرت رأيها بعد ان كتبت ثلاث كلمات وقررت ان ترسل له رسالة عبر البريد الالكتروني. فكرت ماذا تكتب له وقد ارسلت له يوم امس اخر رسائلها، فكرت طويلا، حتى وصل المترو الى المحطة التي يجب عليها ان تغير فيها القطار الى خط اخر.
تركت عربة المترو انتظرت قليلا حتى توقفت عربة مترو اخر امامها فاتجهت نحو الباب وصعدت. نظرت امامها، كان هناك شابا اسمر اللون يقف الى جوار الباب المواجه ويحمل على كتفه حقيبة. نظر اليها فابتسمت له وتذكرت محمد. تذكرت كم عانى من الاغتراب وكانت الان اكثر من يفهم الامه لانها تعيش الاغتراب تماما كما عاشه محمد وفكرت ان هذا الشاب الاسمر ايضا يعيش الاغتراب، اذا يبدو ايضا انه اقتلع من جذوره ورمي به الى لندن. تحرك القطار بسرعة. كانت ذكريات واحاديث محمد عن الحياة الاجتماعية في سوريا ترافق خيالها وهي تتذكر كلامه عن التوافق بين الاديان، عن امكانية الحياة المشتركة وهو ما تثبته التجربة اليومية لسكان الشرق الاوسط. كانت تفكر بما قاله عن التسامح الذي دعى له الاسلام. في هذه اللحظة توقف حبل افكارها.
مر اسبوع قبل ان يتحقق رجال الامن الجنائي من جثة مونيكا الفتاة الجميلة ذات الثلاث وعشرين ربيعا التي عشقت دمشق بناءا على احاديث محمد. كما عثر رجال الشرطة على هاتفها الجوال وقد كتبت رسالة لم ترسلها تتألف من ثلاث كلمات "احبك كثيرا".


القصص الواردة اعلاه ليست قصصا وهمية. احداث وحقائق يمكن التأكد منها في كل لحظة: يسرى العزامي تم اطلاق الرصاص عليها في غزة عن بعد مترين من قبل مسلحين ينتمون الى حركة حماس بحجة حفاظهم على الشرف رغم ان هذه الفتاة كانت حتى اقسى المعاييرتفوق بشرفها قاتلتها ومن يقف ورائهم. (http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=35367)
خديجة الامين مدرسة قتلت في احد الانفجارات التي قامت بها جماعة ابو مصعب الزرقاوي في بغداد وراح ضحيتها اكثر من خمسين مواطنا مدنيا ليس لهم علاقة لا بقوات الاحتلال ولا بالحكومة العراقية.
خوانيتا غونزالس احدى المتطوعات لمساندة الشعب الفلسطيني قتلتها الجماعات التي تدعي الاسلام اثناء تفجيرات مدريد.
مونيكا سوخوتسكا قتلت في احدى عربات المترو في لندن بعد ان قامت عصابات القاعدة بتفجيرات لندن. وقد تم تشييع جنازتها قبل ايام بقريتها الصغيرة في شمال شرق بولندا بدون حضور محمد صديقها الودود لسبب وحيد الا وهو عدم رغبة اهل هذه البلدة برؤية اي من العرب او المسلمين على اراضيهم، فهل نعتب عليهم؟

يصعب علي ان افهم هذه الجماعات الارهابية، يصعب على ان ادافع عن موقف العرب الصامت على هذه الاحداث النكراء، يصعب علي ان اتقبل ان هذا كله يحدث تحت ستار الدين الحنيف ويجعلني فعلا اسأل ان كان هذا هو الاسلام الحقيقي؟ هل الشعارات الجميلة عن التسامح والحب التي رفعها بناة الاسلام كانت شعارات فقط وان تاريخ الاسلام والعرب هو تاريخ دموي اول من راح ضحيته هم الابرياء الذين صدقوا هذه الشعارات وتعاطفوا مع قضايا هذه المجتمعات؟
لست عروبيا وقد فقدت الايمان بالعروبة منذ رأيت الدبابات الاردنية تدوس جثث الفلسطينيين اثناء احداث ايلول الاسود. لكنني كنت اثق بان هناك ضميرا انسانيا، هناك نخوة عربية وهناك اخلاقا تربينا كلنا عليها، فمن اين اتى كل هذا الحقد على كل ما يخص الكينونة الانسانية؟
ولكن في الصفات البشرية هناك شيء اخر هو الجبن. وهذه هي الحقيقة التي تحكم الجماعات الارهابية. اولئك الجبناء هم من يقوم بتفجير السيارات المفخخة في بغداد وبيروت وشرم الشيخ، هم من يطلقون النار على العشاق والصحفيين ويرهبون الكتاب والمثقفين ويقتلون الابرياء حتى المسلمين او المناصرين للقضايا العربية. هم من يقومون باغراء الشباب المتخلفين في نموهم الفكري والعقلي لقتل الاخرين ليس لسبب الا انهم موجودون في مكان ما في وقت ما.
ما هي النتائج التي حققها هؤلاء الجبناء الذين يستترون خلف شعار الدين الحنيف سواءا سياسيا او دينيا او اجتماعيا او اقتصاديا او غيره؟ هل جلبوا لنفسهم وشعوبهم الا العار؟
من هنا اسمحوا لي ان ان اتوافق مع دعوة الحكومة البريطانية الى نبذ المتشددين من بين صفوفنا، الى تفنيد دعواتهم الكاذبة، الى محاربتهم بكل الوسائل المتاحة. فالارهاب هذا لا يمكن محاربته بالتسامح وبوضع الرأس في الرمل وعدم ادراك المخاطر. الخطر قادم الينا في كل مكان، في اوطاننا، في بيوتنا واماكن اقامتنا في الغربة. واذا كنا نعتقد ان هذا الارهاب يجري في بلاد يعيدة عنا، نكون على خطأ. فالارهاب والارهابيون يترصدون في كل زاوية لا ننظر اليها ونتفحصها لجث هذا الارهاب من بيننا.




#الياس_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة السورية والاديان محاضرات السيدة مهاة فرح الخوري
- حماس تدوس الاحلام ايضا
- تغطية الشمس بغربال
- عرس الديمقراطية الفلسطينية
- الخليفة العباسي المعتذر لخلق الله
- الخليفة محمود العباسي والالتزامات الاسرامريكية
- الرئيس محمود عباس؟؟
- السيدة الاولى ام سهى عرفات
- آن للفارس ان يترجل
- البعث الديمقراطي: متى يحمل الشيوعيون السوريون الشماسي؟
- نـــــداء من الفالوجة
- تمنع القوافي - الى سعدي يوسف
- العراق منكم براء والاديان منكم براء وحضارتكم منكم براء
- نص مداخلةبعنوان الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني
- البيروسترويكا السورية
- حرية الاعلام السوري بلا حرية التعبير
- الفصل الثاني من الحلقة الثانية من كتاب: الحرب على العراق: ال ...
- الفرق اللغوي بين سعدي يوسف والمدعو جورج المصري
- صحافة حزبية ام جماهيرية - وقفة نقدية لصحافة المعارضة العربية
- المقاومة العراقية: ارهاب ام مقاومة شرعية؟


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الياس المدني - نساء عدة والقاتل واحد