أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حبيب تومي - ضياع حقوق الشعب الكلداني بين الحكومة العراقية وأحزاب شعبنا المتنفذة















المزيد.....

ضياع حقوق الشعب الكلداني بين الحكومة العراقية وأحزاب شعبنا المتنفذة


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3358 - 2011 / 5 / 7 - 17:03
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في مقال آخر سأتطرق الى ضياع حقوق الشعب الكلداني في اقليم كوردستان .
بعد عقود وقرون من الصهر القسري الذي فرض على شعبنا الكلداني ، كان يغمره الأمل بعد سقوط النظام عام 2003 ان يستعيد مكانته التاريخية ، وأن يستقر في وطنه وفق مبادئ حقوق الأنسان وحقوق الأقليات المتسمة بعناوين المساواة والكرامة والإخاء ، إن هذه المبادئ قد أقرت في كثير من لوائح المعاهدات بشأن إنصاف الأقليات الأصيلة باعتبارها الشرائح الأجتماعية التي يطالها الأهمال والتهميش ، ناهيك عما يصيبها من عمليات القمع والأضطهاد من قبل الحكومات أضافة سلوكيات العنف الأجتماعي وفوق تلك المظالم تأتي العمليات الإرهابية التي تحصد هذه المكونات وتهجرها من وطنها الأم ولعل شعبنا الكلداني وبقية مسيحيي العراق إضافة الى المكونات الأخرى من اتباع الديانات غير الأسلامية تأتي في مقدمة تلك المكونات التي نتحدث عنها في هذا المقال .
يعتبر الشعب الكلداني من الشعوب الأصيلة في وطنه العراقي لكن الغريب ، ولحد اليوم يعامل شعبنا بمفاهيم الصهر القومي من خلال المحاولات والعمل على إلغاء القومية الكلدانية ، وكأننا نعيش في ظل نظام شمولي ديكتاتوري يمنع المجاهرة بالأنتماء الديني او القومي ، وكأن هذا هذا النظام لم يأت نتيجة انتخابات ديمقراطية ، حيث يجدر مراعاة جميع المكونات ومنحها حقوقها الأجتماعية والسياسية والدينية والقومية والمذهبية ، وإلا ماذا يعني الحكم الديمقراطي ، إن كان ظالماً لمكون عراقي اصيل كالشعب الكلداني . هل ينبغي علينا نحن الكلدان التملق ومداهنة الحاكم لكي تمنح حقوقنا المشروعة في وطننا العراقي ؟
لماذا لا تعامل الحكومة العراقية الشعب الكلداني كمكون عراقي قومي اصيل ؟ لماذا تضعنا تحت وصاية الحزب الآشوري وكأننا عبيد وخدم لغيرنا ؟
اليست القومية الكلدانية ثالث قومية عراقية ؟
الم يكن للشعب الكلداني دوراً مشهوداً في تأسيس الدولة العراقية الحديثة ؟
فلماذا تقبل الحكومة العراقية ان تضع هذا المكون الأصيل تحت الوصاية ؟
حقاً إنه سلوك مجحف من قبل هذه الحكومة وهو منافي لأبسط قواعد الديمقراطية ، ولأبسط قواعد حقوق الأنسان وحقوق الأقليات .
إن الحقيقة البديهية التي غبار عليها هي ان الشعب الكلداني هو من الشعوب الأصيلة في وطنه العراقي ، وإذا خرجنا عن حدود العراق سوف نقرأ عن لوائح وقوانين دولية حول حقوق الشعوب الأصيلة وهي مضمونة في هذه الدول التي تحترم حقوق الأنسان وتطبق هذه القوانين وتبين وتبرز ما تدين به البشرية للشعوب الأصيلة وإذا تتبعنا المادة 22 حول هذه الشعوب نقرأ :
( إن للشعوب والجماعات الأصيلة وغيرها من الجماعات من السكان الأصليين دوراً حيوياً لتلعبه في إدارة البيئة والتمنية نتيجة معرفتها للبيئة وممارستها التقليدية ، وعلى الدول الأعتراف بهويتها وثقافتها ومصالحها ومنحها كامل المساعدة اللازمة والسماح لها بالمشاركة الفاعلة وفي تحقيق تنمية مستدامة ) .
إين موقع هذه المادة من حقوق شعبنا الكلداني ؟ كيف نوفق بين هذه المساحة من الحرية التي تضمنها المواثيق والمعاهدات الدولية ولوائح حقوق الأنسان وحقوق الأقليات ، وبين ما يتعرض له شعبنا الكلداني الأصيل من ظلم وسلب حقوق وكم الأفواه ؟ ومن محاولات التشويه التاريخي الذي يتعرض له هذا الشعب الأصيل في وطنه العراقي ؟
بالأمس كان صدام حسين يمنعنا عن المجاهرة باسمنا الحقيقي ويجبرنا على تدوين التسمية العربية في السجلات ، وهذا لم يكن غريباً على الحكم الدكتاتوري الشمولي الذي اراد للجميع الأنصهار في بودقة العروبة ، ولم يكن هنالك اي شك ان هذا التوجه كان في سياق الفكر القومي الفاشستي الذي يؤمن بتفوق ونقاء القوميات ودونية قوميات أخرى .
ولكن سؤالي اليوم كيف نستطيع ان نبعد هذا الفكر من الفكر القومي المتعصب لبعض احزابنا القومية ؟ ان لذي يتعمد بإلغاء القومية الكلدانية الأصيلة وتذويبها هي الأحزاب القومية الآشورية ، مع الأسف ان الحزب الآشورية يحاول اليوم ان يلعب نفس الدور في مسألة إلغاء التسميات القومية التاريخية لشعبنا .
في الحقيقة تأخني الحيرة والدهشة امام سلوك الحزب الآشوري ، وأقصد بالحزب الآشوري بشكل رئيسي الحركة الديمقراطية الآشورية والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ، وفي قراءة حيادية نزيهة في احداث التاريخ المعاصر سيجد المرء امامه عام 1918 قبائل آثورية نازحة من مناطقها في اورميا وجبال حكاري حيث سلبت املاكهم وأراضيهم واستقر بهم المطاف بعد رحلات شاقة ومهلكة أستقروا في معسكرات للاجئين في بعقوبة ، وسيجد القارئ ان محاربة هذه القبائل جرى في وضح النهار من قبل العرب والأكراد والتركمان في حوادث مذكورة بوضوح في مصادر كثيرة ، لكن كل منصف يعترف بأن المكون الوحيد الذي وقف بقوة وشجاعة مع هذا الشعب في محنته الأجتماعية والسياسية والأنسانية كان الشعب الكلداني .
لقد قدم لهم الشعب الكلداني لهم كل ما يمكن تقديمه ، لكن مع كل ذلك نجد الحزب الآشوري وهو في موقع قوة بعد 2003 ينكر تلك المواقف الأنسانية الشجاعة ويقابلها بنكران تاريخ الشعب الكلداني وإلغاء قوميته الكلدانية ، حقاً انها معادلة تبعث على الحيرة وعلى إدراج وطرح كثير من علامات الأستفهام .
لكن الأنصاف يقتضي الأعتراف بأن هذه الحالة ليست عمومية عند الشعب الآثوري فقد افرحني وأزال شيئاً من حيرتي سيادة المطران الجليل مار باوي سورو حينما قام وبارك بصراحة وشجاعة مؤتمر النهضة الكلدانية ، الذي عقد في كاليفورنيا مؤخراً ، لقد كانت بركاته وتهانينه بمنطق شخصية منتمية الى القومية الآشورية ويحمل المذهب الكاثوليكي ، ونفس السلوك الطيب انطبق على الأستاذ لنكولن مالك الشخصية الآثورية المعروفة .
إن سفرتي الأخيرة الى العراق قد وصلتني معلومات عجيبة غريبة وهي مؤسفة حقاً ، فقد علمت انه في احتفالات اكيتو لم يحتفل بها ابناء شعب واحد ، إنما كانت بين مصارعين على حلبة المصارحة وكل شخص يريد ابراز حزبه السياسي وليس إبراز ان المحتفلين يمثلون شعب بينهريني واحد ، لقد كان كل طرف يريد التغلب على خصمه .
فضائية عشتار التي تدعي الحيادية تبرز العلم الآشوري فحسب ، وحينما اخذت مغنية على المسرح العلم الكلداني بيدها سارعوا الى إزالته وتسليمها علم أشوري ، وكأن العلم الكلداني يعود لحزب نازي وليس لشعب حليف او صديق ، اما الزوعا فكانت تسعى ان يكون الأحتفال عبارة عن احتفال زوعاوي فحسب فلا اعياد اكيتو ولا هم يحزنون ، والمغنين كلهم مؤدلجين بالأفكار الثورية التي تقتضي إبراز ( الأنا ) الحزبية والقضاء على الخصم القادم من الفضاء الخارجي ويريد تمزيق الأمة . أجل هذا ما استشفيته من كثير من المشتركين بالأحتفال من خارج مكون الحزب الآشوري .
إذا تركنا موضوع الأحتفالات وتطرقنا الى جانب آخر سنجد إن الحركة الديمققراطية الآشورية تسعى ان تكون جميع الوظائف في الحكومة العراقية من ابناء شعبنا الكلداني وبقية مسيحيي العراق ان تمر تحت ابطها ، وحتى اصغر الوظائف ، (هذا ينطبق على المجلس الشعبي الذي يلعب نفس الدور في اقليم كوردستان وسنأتي علي ذكره في مقال آخر ) يا ترى هل الحركة تأخذ جانب الحياد في توجهها هذا ؟ أنا شخصياً لدي كامل الأحترام لسيادة وزير البيئة الذي رشحته الحركة لهذا المنصب ، ولكن آلية التعيين جاوزت حتى دائرة الحزب لتصل الى دائرة تعيين الأقارب فحسب ، ( اكرر تقديري وأحترامي لشخصية السيد وزير البيئة ) فليس لي اي تحفظ على شخصيته . ولكن انا اعترض على آلية التعيين فحسب وليست الأسماء مهمة عندي .
لقد علمت من بعض المصادر ان السيد يونادم كنا يحاول عرقلة تثبيت المدير الجديد للوقف المسيحي وهو احد ابناء الشعب الكلداني ويبدو ان تعيينه حصل بمنأى عن قنوات الحركة الديمقراطية الآشورية . أليس هذا السلوك مناقضاً لما ترفعه هذه الأحزاب من شعارات وتزعم فيها بأننا شعب واحد ؟
إن الشعب الكلداني يجري تزويبه وصهره والأجهاض على شخصيته وقوميته من خلال عبر حزبين متنفذين هما الحركة الديمقراطية الآشورية في عموم العراق ، ومن قبل المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري في اقليم كوردستان ، ولدي شواهد كثيرة على هذا السلوك من قبل الحزبيين اللذان يدعيان اننا شعب واحد ، فهل نحن شعب واحد بالأحترام المتبادل والأخوة والتعاون والتفاهم ؟ ام اننا شعب واحد وفق عمليات التذويب والصهر وفرض الحصار الأقتصادي ولوي الأعناق وكسر العظام ؟
على الأحزاب الآشورية ان تقرأ التاريخ المعاصر جيداً وسيجدون الشعب الوحيد الذي وقف الى جانبهم في محنتهم هو الشعب الكلداني فقط والى اليوم . فلماذا هذا السلوك المنافي لكل معاني الأخوة والشعب الواحد ؟
حبيب تومي / القوش في 07 / 05 / 11



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوش يا زهرة المدائن ومربض الأسود
- وكانت رحلتي الى امريكا
- إلا كوردستان.. !! لماذا ؟
- المطران مار باوي سورو جسّد الوحدة الحقيقية بحضوره المؤتمر ال ...
- نحن الكلدان لم نصلب المسيح يا اخوان !!
- اجل يمكن ان يخطئ الشعب فينتخب الحرامية والفاسدين وحتى الفاشي ...
- على الشعب الكلداني ان يتعلم من الشعوب العربية
- الشعب الكوردي لن يسمح بإفشال تجربته الرائدة
- السيد النجيفي ومستقبل الموصل والبيشمركة ومافظة القوش او ..
- فخامة رئيس الجمهورية .. وهل الكلدانيين يمثلون طبقة العبيد في ...
- بابا الفاتيكان يعتزم زيارة اور الكلدانيين فلماذا لا ندعوه لز ...
- وسطية البارزاني هل تفلح في درء السيناريوهات الدراماتيكية عن ...
- يوم سَخِرَ يونادم كنا من كتّاب ومناضلي الأنترنيت
- نعم بغداد تتطور وتتقدم ولكن .. باتجاه كهوف تورا بورا
- انعقاد مؤتمر - نهضة الكلدان - ضرورة مرحلية حتمية
- لماذا هذه التفرقة في التعامل يا وزارة الثقافة العراقية ؟
- سلام وكلام مع رؤساء التنظيمات السياسية لشعبنا وانحني إجلالاً ...
- شماعة اليهود والأكراد الى متى التعتيم على الفاعل الحقيقي ؟
- لماذا لا تعقد قمة عربية لبحث الأوضاع المتردية للمسيحيين في ه ...
- لا تقتلوا ابناءنا لا تسلبوا اموالنا لا تنتهكوا اعراضنا هذه ا ...


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حبيب تومي - ضياع حقوق الشعب الكلداني بين الحكومة العراقية وأحزاب شعبنا المتنفذة