أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - شماعة اليهود والأكراد الى متى التعتيم على الفاعل الحقيقي ؟















المزيد.....

شماعة اليهود والأكراد الى متى التعتيم على الفاعل الحقيقي ؟


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3243 - 2011 / 1 / 11 - 17:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا احد ينكر موجة التعصب الديني التي تعصف بالبلاد العربية وفي العراق بشكل خاص حيث الفلتان الأمني مما يتيح للارهابيين الوصول الى غاياتهم ، وبلغ هؤلاء من القوة بحيث ان اذرعهم قد عبرت الحدود لتصل الى مصر وتطبق نفس التكتيكات في تفجير الكنائس وقتل الناس الأبرياء بشكل عشوائي لا يصدهم من فعلتهم هذه وجود نساء وأطفال بعمر الزهور . ولا ريب ان الأنتحاريين المنفذين يشكلون فقط قمة جبل الثلج العائم الظاهر ولكن يشكل المخططون والممولون والأدلاء والمساعدون والمحرضون ومروجي ثقافة القتل والعنف والكراهية ضد اتباع الديانات غير المسلمة هؤلاء يتشكل منهم الجزء الأكبر الغاطس من الجبل الثلجي .
في اواسط القرن الماضي اخلي العراق من اليهود الذين عاشوا على تربة العراق آلاف السنين ، وبعد نيسان 2003 كان ثمة حملة منظمة لتفريغ العراق من المكون الصابئي المندائي السكان الأصلاء في هذا الوطن ، واليوم يتوجه الأرهاب نحو المكون الكلداني وبقية المسيحيين لقلع جذورهم من هذه التربة الطيبة . لقد شغل الكلدان وبقية المسيحيين والصابئة المندائيين واليهود دور المواطنين المطيعين والخاضعين وقبلوا مكرهين بلوائح احكام اهل الذمة المجحفة التي تبرز التمايز الديني بأبشع صوره ويفوق في زرع الكراهية تلك الأحكام الواردة في التمييز العنصري المبني على لون البشرة ، ومع كل ذلك الخضوع فإن الأسلام السياسي المتعصب يريد ان يفرغ هذه البلاد من السكان الأصليين لهذه البلاد فسلط عليهم كل اساليب القتل والتوريع وقع الأرزاق ، وأساليب الأبتزاز والسلب لأموالهم والتهجم على اماكن عبادتهم ونسف بيوتهم . بغية ترويعهم وتفريغ البلاد منهم وجعل هذه البلاد فيها دين واحد فحسب .
إن هؤلاء الأرهابيين يرتكبون هذه الأفعال ويعترفون بالقيام بتلك الأفعال ويعطون مبرراتهم ، ومع ذلك هنالك من يتطوع عن جهل او تجاهل بتبرئة ساحتهم عما يرتكبون ، ويعمل هؤلاء المحامون المتطوعون بإلصاق التهمة بمختلف الجهات وتحت ذرائع ومبررات طفولية ساذجة ، او لغاية في النفس .
هنالك من يدعي ان الأكراد يقومون بتفريغ مدينة الموصل من المسيحيين لكي يلجأون الى اقليم كوردستان فتزيد من نفوس الأقليم ، إنها فرضية ساذجة ، من يهجّر المسيحيين من مدن البصرة وبغداد ؟ وماذا عن الصابئة المندائيين بعد ان اصبح وجودهم في بلادهم في مهب الريح ؟
هل ان الأكراد ليس لهم عمل سوى تهجير وترويع هذه العوائل المسالمة ليهاجروا الى اقليم كوردستان ، لكي تزاد نفوس الأقليم بتلك العوائل ؟ ثم اليس الواقع الماثل امامنا ان معظم هذه العوائل تتوجه نحو سورية والأردن بغية التوجه الى دول المهجر ؟ فأين مصلحة الأكراد في هذا الزعم السطحي ؟
ثم لماذا يسعى الأكراد الى تهجير المسيحيين من الموصل ، اليس في الموصل الآلاف المؤلفة من الأكراد ويستطيع هؤلاء الأنتقال الى كوردستان ، فما حاجتهم الى العوائل المسيحية الهاربة من القتل من الموصل ؟
هنالك من يمرر مقولة مفادها ان الموساد الأسرائيلي يقف خلف ترويع وتهجير المسيحيين بحجة افساح المجال لاسكان وعودة اليهود العراق ، وقد اطلقت شائعات في البداية بعد 2003 بأن اليهود يشترون البيوت والأملاك في بغداد وغيرها من المدن ، ولا يمكن تصور كم يكون هذا الزعم ساذج وسخيف ، فأي مجنون يهودي يترك حريته في اسرائيل او في اوروبا او امريكا ويأتي العراق ويعيش تحت ظل الشريعة الأسلامية التي تعتبره مواطن من الدرجة العاشرة ، ألا يتذكر هؤلاء ايام الفرهود في عام 1941 م ؟
ثم لماذا يشتري هؤلاء اليهود البيوت في بغداد ؟ اليست بيوتهم لحد اليوم من الأملاك المجمدة ، فما هو معلوم فإن اليهود لم يلجأوا الى بيع املاكهم وبيوتهم ، وهذه الأملاك لا زالت تعتبر من الأملاك المجمدة ، فلماذا يشتري اليهودي بيتاً في بغداد ؟
إنها طروحات في منتهى السذاجة اما بشأن أسكانهم بمحل المسيحيين في اقليم كوردستان ، فهذا زعم لا اساس له من الصحة وببعث على التقزز والأشمئزاز ، فاليهود والمسيحيون والأكراد الى جانب المكونات الأخرى كانوا يعيشون في هذه المنطقة فلماذا اليوم ينبغي تفريغ العراق وأقليم كوردستان من الكلدانيين والمسيحيين الآخرين ليتسنى لليهود العيش في مناطقهم ؟
ان اليهود كانوا يعيشون لقرون في منطقة عمادية وصندور وعقرة ، ومناطق اخرى وكانوا يتقاطرون من هذه المدن الى القوش لزيارة مرقد النبي ناحوم الألقوشي في القوش ، وحينما هاجر اليهود من هذه المنطقة لم يلجأوا الى بيع املاكهم ، فلهؤلاء املاكهم وأراضيهم وهم مواطنين عراقيين ويمكنهم العودة الى العراق والى اقليم كوردستان دون اللجوء الى تهجير المسيحيين .

لقد كان لليهود في العهد الملكي عيناً واحداً ثابتاً الى جانب عيّن من القومية الكلدانية الى جانب 18 عين من مختلف الشخصيات والوجهاء العراق ، وكان ايضاً لهم كوتا للاقليات منهم اربعة من الكلدان وبقية مسيحيي العراق وأربعة لليهود ، فالوطن العراقي هو بلد التعايش لكل المكونات ، لكن المتشددين الأسلام وحدهم يعتقدون بأن العراق هو بلد الدين الواحد ، وإن متزمتي القومية العربية وحدهم يعتقدون ان ألعراق هو بلد القومية الواحدة . وأقول كلا فالعراق بلد التعايش لكل المكونات وهنالك متسع من المكان للجميع .
آخر مقال وصلني الى بريدي الألكتروني ان استهداف المسيحيين وترويعهم وتهجيرهم هو من اجل توطين الفلسطينيين محلهم ، وهذا الزعم يضاف الى المزاعم الباطلة الأخرى فالفلسطينيون هجرتهم الى العراق لم تكن يوماً على حساب مكون عراقي آخر .
حينما تكون الحكومة عاجزة عن القيام بواجبها وفاشلة في تطبيق القانون ، تتنصل عن الدفاع عن المواطن العراقي وعن الهوية العراقية ، فتسعى الى ترضية الجيران ، وتنطلق من معطيات طائفية ، فحينما تتوفق الحكومة بتأمين الأمان والسلامة لملايين الزوار بالتوافد سييراً على الأقدام الى الأماكن المقدسة في النجف وكربلاء ، لكن نفس الحكومة تفشل او تتوانى في توفير الأمن والأمان لبضع مئات من المسيحيين بالصلاة في كنائسهم ، فإن هذ الحكومة إما ان تكون فاشلة او تكون متواطئة مع الذين ينفذون العمليات الأرهابية او تغمض عيونها عما يجري حولها وأماها بدوافع تفرقة دينية .
إن الحكومة العراقية بدلاً من البكاء على اللبن المسكوب عليها ان تقوم بواجبها بتدعيم ركائز الوحدة الوطنية الحقيقية وتطبيق مبادئ العدالة الأجتماعية المستديمة من منطلقات ديمقراطية علمانية ، على الحكومة قراءة خارطة العراق وتكويناتها المجتمعية والوقوف على مسافة واحدة من هذه المكونات ، وعلى الحكومة ان يكون لها شئ من الوطنية العراقية الأصيلة ، فإذا امعنا النظر في مسألة تمثيل المكونات العراقية الأثنية والدينية والمذهبية، فسنلاحظ جلياً تمثيل كل تلك المكونات باستثناء تمثيل الشعب الكلداني ، وبعد هذا التهميش المتقصد لمكون عراقي اصيل فهل تعتقد الحكومة بعد ذلك انها حكومة عراقية تتسم بالعدالة والمساواة ؟
وأجيب وأقول انها حكومة غير عادلة وغير منصفة لأنها همشت الشعب الكلداني العراقي الأصيل فبئس تلك العدالة العرجاء التي تشبه عدالة حكم قره قوش .
أعود الى عنوان المقال فأقول علينا ان لا نسعى الى خلط الأوراق لتضليل التحقيقات الجارية لتشخيص الفاعلين ومعاقبتهم بما يستحقون وما اقترفت اياديهم بحق الطفل الشهيد آدم في كنيسة سيدة النجاة وبعد ان اسكتوا استغاثته وبكائه برصاصة في قلبه .
حبيب تومي / اوسلو في 11 / 01 / 11




#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا تعقد قمة عربية لبحث الأوضاع المتردية للمسيحيين في ه ...
- لا تقتلوا ابناءنا لا تسلبوا اموالنا لا تنتهكوا اعراضنا هذه ا ...
- حكومة فيها العربي والكوردي والآشوري والتركماني وأقصيتم الكلد ...
- لماذا لا يمنح منصب نائب رئيس الوزراء لعراقي من القومية الكلد ...
- الرئيس البارزاني واستراتيجية تقرير مصير الكورد هل هو أنجاز ا ...
- كيف نفسر تحمس يونادم كنا لتنفيذ حكم الأعدام بطارق عزيز ؟
- صبنا الكلدانية في القلب وتحية للحزب الديمقراطي الكلداني المن ...
- محافظة مسيحية ام حكم ذاتي ؟ وتداعياتها على الجيران من عرب وك ...
- شكراً للسيدين مقتدى الصدر وعمار الحكيم .. ولكن
- مقابلة اكانيوز مع حبيب تومي اجرتها رنا زيباري
- هل يفلح الرئيس البارزاني في إخراج العراق من عنق الزجاجة ؟
- المذبحة المروعة في كنيسة سيدة النجاة هل هي جزء من التسامح ال ...
- مصرف الوركاء وحكومتي العراق وأقليم كوردستان والمواطن الضحية
- توما توماس جسّد وحدة العراق في القوش
- هل تشكل عملية التعداد السكاني تهديداً للكنيسة الكاثوليكية لش ...
- القوش كجبلها سوف تبقى شامخة عبر الزمن .. ولكن ؟
- الكلدانيون والمندائيون اصول تاريخية مشتركة وقومية كلدانية وا ...
- الكوتا لا تحمل صيغة قومية بل دينية مسيحية وتطبيقها كان مجحفا ...
- اين يقف اقليم كوردستان من مشروع تكريم توما توماس ؟
- نهج الحركة الديمقراطية الآشورية يهدف إخضاع الكلدان وليس شراك ...


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - شماعة اليهود والأكراد الى متى التعتيم على الفاعل الحقيقي ؟