أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حبيب تومي - لا تقتلوا ابناءنا لا تسلبوا اموالنا لا تنتهكوا اعراضنا هذه امنيات المسيحيين عام 2011















المزيد.....

لا تقتلوا ابناءنا لا تسلبوا اموالنا لا تنتهكوا اعراضنا هذه امنيات المسيحيين عام 2011


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3232 - 2010 / 12 / 31 - 03:12
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تسارع وتيرة الأحداث الأرهابية والدموية بحق شعبنا الكلداني وبقية المكونات المسيحية والدينية من اتباع الديانات غير المسلمة ، لم تترك لنا مجال للتفكير في الأمنيات الشخصية او الأجتماعية او السياسية لتحقيقها في العام الجديد ، ففي كل المجتمعات البشرية البدائية والمتقدمة ، الغنية والفقيرة ، المتعلمة والأمية ، المتدينة واللامتدينة .. كلها تتمنى في العام القادم الجديد ان تحقق بعض الأمنيات التي لم تتحقق في العام المنصرم .

لكن نحن الكلدانيون وبقية المسيحيين في هذه البلاد التي نشكل السكان الأصليين ، نسعى اليوم الى تحقيق الحد الأدنى من حقوق الأنسان ، فالأنسان الكلداني وبقية المسيحيين في وطنهم يسعون الى الأعتراف لهم بحق الحياة وعدم تصفيتهم بالعمليات الأرهابية ، والى الأحتفاظ بممتلكاتهم بعيداً عن عمليات التزوير والنهب والسلب والأستيلاء والأبتزاز وعمليات قطع الأرزاق ، ومن ثم وهو الأهم عدم هتك الأعراض بخطف النساء والأعتداء على الأعراض .
إنه خارج السياق الطبيعي ان يفكر الأنسان بالحقوق القومية واللغوية والسياسية وهو داخل غابة يسود فيها قانون الذئاب المفترسة .
في هذه الغابة يعيش اصحاب الديانات غير الأسلامية في الوطن العراقي الذي نسي فيه العرب المسلمون ، ان ليس جميع العراقيين عرباً وليس جميع العراقيين مسلمين . وهذا ما خلق أشكالية في الوطن العراقي بالنسبة للاقليات الدينية والعرقية ، وهي إضافة الى القوانين التي تستمد شريعتها من الديانة الأسلامية ، وفيها تهميش بشكل كبير لمعتقدات الآخرين ، وهذا التوجه الديني العام يلقي بضلاله بشكل كبير على المجتمعات الأسلامية ، فنلاحظ عنف مجتمعي بحق المكون اليهودي والمكون المسيحي في هذه الأصقاع ، علماً ان المكونين الدينيين اليهودي والمسيحي هما قبل نشوء الدين الأسلامي في هذه الديار .
كانت الوصايا العشرة واضحة وصريحة ومختصرة لا تحتاج الى تأويل وعلى اسسها بنيت اسس الأديان السماوية اللاحقة مفاهيمها الأخلاقية والأنسانية والأجتماعية ومن هذه الأديان المسيحية والأسلامية وفي مقدمة تلك الوصايا :
لا تقتل . لا تسرق . لا تزن . وكل الأديان السماوية والطبيعية تؤمن بحق الأنسان في الحياة وبحقه في ممتلكاته وبحقه في صيانة شرفه ، وفي مشروعية الدفاع يحق للأنسان ان يضحي بحياته من اجل ماله او دينه او شرفه . وفق تلك الذهنية التي تعتبر تلك الوصايا مسائل جوهرية انسانية لا خلاف حولها ، كان هنالك مشروع عراقي مبني على مبدأ التعايش بين مكونات الشعب العراقي الدينية ، بين المسلم والمسيحي واليهودي والصابئي والأيزيدي مع هيمنة ذهنية للتفوق العنصر الأسلامي في المجتمع الذي يتقبله الأخرون ولو على مضض ، بحيث ان الشاعر جميل صدقي الزهاوي يكتب شعراً يقول فيه :
عاش النصارى واليهود ببقعة والمسلمون جميعهم إخوانا
إن هذا الواقع رسخة الحكم الملكي الوطني بجهود الملك فيصل الأول الذي عمل من اجل الوطن العراقي بكل اخلاص ، لكن ينبغي ان لا ننسى وقع وتأثير الخطاب الديني المشحون بالكراهية وبالويل والثبور وعظائم الأمور وبحرق الزرع وبقطع النسل وخراب الديار للنصارى واليهود . هذا الخطاب اليومي منذ 1400 سنة يجعل من بعض المسلمين كخلايا نائمة تنهض حالما تحين الساعة ، ففي الاول من حزيران من عام 1941 حينما كان غياب الحكومة الشرعية ( نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق ملحق مير بصري ص323 ) لبضعة ايام أغار الرعاع من الشعب وحتى من الجنود والشرطة على محلات اليهود وبيوتهم في بغداد فقتلوا ونهبوا خلال يومين فكان عدد القتلى 130 والجرحى 450 وجميعهم من اليهود .
اليهود كانوا اغنياء فوقفت الدول الأوروبية وامريكا وعصبة الأمم ومن ثم الأمم المتحدة الى جانبهم فشكلوا لهم دولة اسرائيل بجوار العرب وأصبح لهم ملاذ آمن ، بل اصبح لهم دولة قوية تتحدى اقوى الدول في المنطقة ، لكن ماذا عنا نحن الذين لا نملك شروى نقير ؟ ولا نحصل سوى تمنيات بالسلامة وكلمات الرأفة والرحمة ، ولا قوة دولية تقف الى جانبنا ، ولا حكومة تستطيع حمايتنا ( وربما تستطيع لكنها راضية عما يجري امامها ، والله اعلم ) ، ولم يتيسر امام هذا الشعب المسكين سوى الفرار نحو قارات الأرض وترى عائلة مقسمة الأوصال فالزوج والزوجة في امريكا والبنت في استراليا والأولاد في الدول الأروبية والأخ في العراق .. وهلم جراً .
اليوم وفي هذه الساعة التي تجتمع الأسر في انحاء الأرض على المحبة لكي تودع هذه السنة وتتهيأ لاستقبال عام جديد عام 2011 نقرأ على موقع عنكاوا خبراً خارجاً عن سياق جوهر الحياة والعلاقات الأنسانية والذي يفيد :
( افادت مصادر موقع "عنكاوا كوم" في بغداد ان احد العبوات الناسفة التي انفجرت امام منزل عائلة مسيحية في منطقة الغدير في العاصمة العراقية بغداد، ادت الى مقتل شخصين واصابة اخرين بجراح فيما لم يسفر انفجار العبوة الاخرى عن اصابات تذكر.
وقالت المصادر ان عبوة ناسفة انفجرت في احد احياء حي الغدير لكنها لم تسفر عن اصابات فيما اوقعت العبوة الثانية التي انفجرت في الحي المجاور الى مصرع شخصين مسيحيين واصابة اخرين بجراح ) .
هذه هي الغابة العراقية ، ففي كل المدن والقرى وحول العالم وعلى اختلاف اديانهم ومذاهبهم يحتفلون ويتعانقون ويشعلون الشموع والأنوار ، ويسكبون كؤوس المحبة ويزرعون شتلات التسامح والتعايش والوئام ، وفي الغابة العراقية ، التي يسرح فيها الذئاب المفترسة ، تزرع عبوات ناسفة في بيوت المسيحيين وتفجرها بمن فيها .
وفي كل الكون يقولون : لا تقتل ، وفي الغابة العراقية يقولون اقتل لكي تربح الجنة .
وفي كل الأديان يقولون الكنائس هي دور العبادة والصلاة والخشوع وفي الغابة العراقية يقولون ان الكنائس يجب ان تفجر بالمصلين وحتى الطفل الذي يستنجد وهو يبكي في كنيسة سيدة النجاة فيُسكت بكاؤه وصراخه بطلقة في قلبه ، ومع تلك الرصاصة يرتفع دعاء الله اكبر .
لقد اختلطت الأمور بعد ان اصبح قتل الناس طريقاً لدخول الجنة .
والحكومة المنتخبة تقف متفرجة على هذه المأساة ، وهذه هي المأساة بعينها .



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة فيها العربي والكوردي والآشوري والتركماني وأقصيتم الكلد ...
- لماذا لا يمنح منصب نائب رئيس الوزراء لعراقي من القومية الكلد ...
- الرئيس البارزاني واستراتيجية تقرير مصير الكورد هل هو أنجاز ا ...
- كيف نفسر تحمس يونادم كنا لتنفيذ حكم الأعدام بطارق عزيز ؟
- صبنا الكلدانية في القلب وتحية للحزب الديمقراطي الكلداني المن ...
- محافظة مسيحية ام حكم ذاتي ؟ وتداعياتها على الجيران من عرب وك ...
- شكراً للسيدين مقتدى الصدر وعمار الحكيم .. ولكن
- مقابلة اكانيوز مع حبيب تومي اجرتها رنا زيباري
- هل يفلح الرئيس البارزاني في إخراج العراق من عنق الزجاجة ؟
- المذبحة المروعة في كنيسة سيدة النجاة هل هي جزء من التسامح ال ...
- مصرف الوركاء وحكومتي العراق وأقليم كوردستان والمواطن الضحية
- توما توماس جسّد وحدة العراق في القوش
- هل تشكل عملية التعداد السكاني تهديداً للكنيسة الكاثوليكية لش ...
- القوش كجبلها سوف تبقى شامخة عبر الزمن .. ولكن ؟
- الكلدانيون والمندائيون اصول تاريخية مشتركة وقومية كلدانية وا ...
- الكوتا لا تحمل صيغة قومية بل دينية مسيحية وتطبيقها كان مجحفا ...
- اين يقف اقليم كوردستان من مشروع تكريم توما توماس ؟
- نهج الحركة الديمقراطية الآشورية يهدف إخضاع الكلدان وليس شراك ...
- الأستاذ هوشيار الزيباري هل يفعلها القادة العرب ويجتمعون في ا ...
- مغالطات ترجمة الكوتا المسيحية على انها قومية


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حبيب تومي - لا تقتلوا ابناءنا لا تسلبوا اموالنا لا تنتهكوا اعراضنا هذه امنيات المسيحيين عام 2011