أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نزار خالد - قراءة في ـ عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي . / 3















المزيد.....



قراءة في ـ عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي . / 3


نزار خالد

الحوار المتمدن-العدد: 222 - 2002 / 8 / 17 - 05:43
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


قراءة في ـ

 عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي . / 3

يتناول المؤلف بصورة موجزة جداً مسألة العلاقة بين الموضوعية والشيوعية وكذا موقف المؤرخ الشيوعي من حقائق التاريخ . ويستخدم في مداخلته بشأنها أسلوباً يربك ويشوش القارئ من أمثالي أكثر مما يوضح . ومعروف أن تلك العلاقة هي " لب ومحور " كل القضايا بالنسبة للشيوعية ولخصومها أيضاً . وكذا حال نظرة المؤلف إليها لتحديد الموقف من تقييماته واستنتاجاته وهو يكتب عن تأريخ حزبنا الشيوعي العراقي .

قبل كل شئ دعونا نقرأ ما جاء في مقدمة الكتاب ص (14)حول هذا الموضوع :-

         "  ويجرنا هذا الحديث[1] إلى الحديث عن المؤرخ والموضوعية , يقول بطاطو في مقدمة كتابه عن الطبقات الاجتماعية القديمة والحركات الثورية في العراق : " ربما استحالت كتابة تاريخ حزب شيوعي ما من دون أن يكون المكتوب إما موالياً أو معادياً لها " ويضيف إلى ذلك قوله " هنالك  التاريخ في أي عمل تاريخي يقوم به كائن من كان ، ولكن هناك أيضاً شئ من ذات المؤلف في هذا العمل دوماً ، وهو أمر لا يمكن تجنبه " . إذن نحن هنا أمام مطب كبير .. كيف يمكن أن لا يسمح المؤلف لذاته أن تلون حقائق التاريخ التي يوردها بلونه هو .. لا سيما إذا كان هو نفسه من لون الحزب الذي يكتب عنه وأمضى جل عمره في صفوفه ؟ هل حقاً لا يستطيع المؤرخ أن يكون موضوعياً تماماً حين يعالج تاريخ حزبه ؟ إن كتابة التاريخ ليست سوى فرصة كهذه ، أن تتأمل الحركة مسيرتها من خلالها . إذن ، فمن مصلحة الحركة الجادة أن تحصل على فرصة كهذه ، أن تتأمل نفسها من خلال عين فاحصة دقيقة الرؤيا تضع يدها بجرأة على مواطن الضعف والقوة في هذه التجربة ، وعلى هذا ، فالموضوعية والجرأة في تناول القضايا العقدية التي دار بشأنها جدل وحظيت بأحكام حادة الاختلاف ، تغدو من مصلحة الحركة ذاتها . من هذا المنطلق أعتقد أن المؤلف يلتقي تماماً مع نهج الحزب الشيوعي العراقي الذي أخذ نفسه بالحزم منذ المؤتمر الخامس ، وانتهج سبيل المكاشفة الصريحة في كل سياساته ."

وعن الموضوع نفسه يتحدث مقدم الكتاب بما يلي :-

      " وقد سعى الباحث إلى أن يكون موضوعياً ، وإن كان يتعذر عليه بحكم ارتباطه بالحزب

     أن يحقق الموضوعية المطلوبة مئـة  بالمئـة . ولكن القارئ المنصف سيجد أنه بذل جهداً

    حقيقياً لتحقيق ذلك ، وأفلح إلى درجة كبيرة في مسعاه النبيـل . " [2]   

وتظهر في ما أوردته من مقتطفات جمل وعبارات مبهمة من قبـيل ـ " إذن نحن هنا أمام مطب كبير .. " و " كيف يمكن أن لا يسمح المؤلف لذاته أن تلون حقائق التاريخ التي يوردها بلونه هو  .. و " لا سيما إذا كان نفسه من لون الحزب .. " ..  و " مئـة بالمئـة .." .

وهي جميعها أقوال ، صدرت عن قناعة أم عفواً ، تلقي ظلالاً من الشك على قدرة الشيوعية والشيوعيين على الالتصاق تماماً بالحقيقة . وقد توحي للقارئ وكأن هناك تناقض حقيقي بين الشيوعية وحركتها ومصلحتها وبين الموضوعية  أو مع بعض حقائق التاريخ . ويمكن ، حسب المؤلف ، إزالة ذلك  " التناقض " لصالح الحركة بالجرأة والشفافية والحزم و بإجراءات تنظيمية يتخذها الحزب دون نفي قاطع أو شجب حازم لعملية  " تلوين حقائق التاريخ " مهما كانت دوافعها ! .

فهل يوجد على أرض  الواقع  تناقض ما بين مصلحة الشيوعية وحركتها وبين الموضوعية أو مع بعض حقائق التاريخ ؟

على أرض الواقع  لا يوجد مثل هذا التناقض إطلاقاً ، بل العكس هو الصحيح .

جميع الحقائق تخدم الحركة الشيوعية . والشيوعية تستمد قوتها الرئيسية من الحقائق . وفي تطابق مصلحة الحركة الشيوعية مع الحقائق التاريخية يكمن سر حتمية انتصارها النهائي .

 إن مصلحة الشيوعية (أشدد المصلحة ) وليس الرغبة  " الأخلاقية " المجردة  ، هي في سيادة الحقيقة المطلقة لدى الناس ووعيها وإدراكها لواقع حالها كما هو كي تستجيب للمساهمة في النضال بقيادة  الشيوعيين في عملية تغييره نحو المجتمع الاشتراكي ثم الشيوعي .وبدون مساهمة واسعة للناس بقناعة يعجز الشيوعيون تماماً عن تحقيق أهدافهم .

 و‘يلحق الضرر البالغ بالشيوعية وحركتها عندما يساهم أحد ما باسمها في حجب الحقائق  عن الناس أو تلوينها . أما تحريف الحقائق وتشويهها فهو يدمرها إلى حين إزالة التشويش وينهكها إلى فترة أخرى فيما بعد .

وينتفي بصورة باتة وقطعية وجود ما يتعارض ـ في جميع حقائق التاريخ السابقة والآن وفي المستقبل أيضاً ـ  ولو  إلى " شعيرة واحدة " مع الشيوعية كنظرية وكمبادئ وكمصلحة .

التناقض يظهر لدى الأفراد والأحزاب من خلال السياسة والسلوك العملي . والتناقض من هذا القبيل يحسمه في الأساس إدراك حقيقة الشيوعية ومنبع قوتها ومكمن حتمية انتصارها .

أما الإجراءات التنظيمية التي دعا إليها المؤلف ، فقد حسمها الحزب كواجب ملزم لأعضائه منذ إقرار النظام الداخلي بقواعد وأسس مبدئية معروفة جرى تطوير أساليب تنفيذها لاحقاً دون تغيير في تلك المبادئ الأساسية . والمسألة الجوهرية الجديرة بالبحث من قبل المؤرخ الموضوعي هي في معاينة مدى الالتزام بتلك المبادئ وأثر ذلك على مسيرة الحزب .   

           أساس مادي لتطابق مصلحة الشيوعية مع الموضوعية .

إن التصاق مصلحة الشيوعية بالموضوعية متأتٍ بالأساس من أنها نظرية الطبقة العاملة [3]. وأن مصلحة هذه الطبقة هي في الكشف المطلق عن الحقائق وهي جميعها دون استثناء تكشف حقيقة موقعها ودورها الفعلي في المجتمع الإنساني .

إنها الطبقة الأكثر إنتاجاً للخيرات المادية ، ولكنها هي الأقل استمتاعاً بها وجميع الحقائق تكشف عن ملكيتها الوحيدة وهي " قيودها وحرمانها وبؤسها وشقائها " !.

 كما تكشف الحقائق جميعها عن حصتها في " السلطة " وهي هيمنتها شبه المطلقة مع أنصارها على سجونها وأقبية إرهابها !. وبالتالي فإن كشف جميع الحقائق حتى جذورها هو في مصلحة الطبقة العاملة وهي في حاجة دائمة إلى حقائق عارية يخفيها ويشوهها أعداؤها .

وفي أولوية مهام ممثليها الشيوعيين هو رفع الستار عن الحقائق ومقاومة تزويرها وطمسها . والشيوعيون يستمدون قوتهم الأساسية من طبقتهم ويحملون بالضرورة المطلقة خصائصها ويستقون مصلحتهم من مصلحتها .

المؤرخ الرأسمالي يجد " مطباً كبيراً " وهو يتعامل مع حقائق التاريخ وهو مجبر على اختيار طريقين لا ثالث لهما أما الالتصاق بالحقائق المطلقة وبذلك يتحول إلى " موالي " للشيوعية والتنكر لمصلحة طبقته أو تحريف الحقائق وتلوينها التزاماً منه بمصلحة حزبه وحركته التي تستمد مصلحتها ، بالضرورة المطلقة ، من مصلحة طبقتها .

ذلك هو الأساس المادي داخل المجتمع الإنساني لتطابق وتلازم مصلحة الشيوعية مع الموضوعية المطلقة  وبالتالي هو الأساس المادي أيضاً لمطابقة نشاط وعمل الحزب الشيوعي وأعضائه مع النهج الموضوعي

الشيوعي في إدراك وتفسير الأحداث التاريخية والتأثير فيها لتغييرها كشرط ومقياس ضروري للأمانة في خدمة الشيوعية والموضوعية في نفس الوقت .

 

           من القادر على كتابة تاريخ حزب شيوعي بموضوعية ؟

لقد أجاب على هذا السؤال ، بألمعية متميزة ، الباحث القدير الأستاذ حنا بطاطو معبراً في نفس الوقت عن إدراكه لحقيقة التطابق بين الشيوعية والموضوعية بقوله    " ربما استحالت كتابة تاريخ حزب شيوعي ما من دون أن يكون المكتوب إما موالياً أو معادياً لها " . ومن هذا القول يفهم أن الباحث قد حصر إمكانية كتابة تاريخ حزب شيوعي بصورة موضوعية في جبهتين لا ثالث لهما وهي

 جبهة " الموالي " للشيوعية من جانب ـ وبذلك شمل جميع المؤرخين من المنتمين للحزب الشيوعي أو من غير المنتمين ـ  وفي جبهة  " المعادي "  للشيوعية من الجانب الآخر . ومع تأكيد مني بأن الموضوعية تعني كتابة  كل ما هو إيجابي وسلبي في عمل ونشاط الحزب الشيوعي أجد أن الباحث بطاطو على أحقية تامة في استنتاجه كما أرى وأعتقد  .

الموالي للشيوعية يجد مصلحته في كشف جميع الحقائق والالتصاق بها كي يكسب موالين لها بين الناس فيزيدها بذلك قوة على قوة .ويجد في واقع  الطبقة التي يوالي حركتها أساساً متيناً للموضوعية . هذا من جانب ومن الجانب الآخر لا يمتلك " الموالي " أية قوة يستطيع أن ينتصر بها على الأعداء سوى الناس . فهو لا يملك لا المال ولا السلطة ولا النفوذ المادي بالقدر الذي  يمكنه من دحر أولئك الأعداء . وكل ما يمتلكه هو الناس ومصلحتهم في تبني قضيته . ولكسب قناعتهم وثقتهم وزجهم في النضال وتحمل التضحيات لا مناص من الحقائق والحقائق لا غير فهي السلاح والعتاد في آن واحد .

والموالي يرى في إخفاء النواقص والأخطاء خسارة كبرى في العبر والتجارب وفي خسارة ثقة الناس مصدر ومنهل قوة حركته وعامل انتصارها الرئيسي .  

وكذلك حال مصلحة المعادي للشيوعية وحركتها وحزبها فهو بالضرورة يحتاج إلى جميع الحقائق بتفاصيلها الدقيقة كي يعد لها الخطط والبرامج الواقعية والعملية لمحاربتها بنجاح . لكنه على خلاف الموالي للشيوعية يحفظ لنفسه بجميع تلك الحقائق ويحرص على أرشفتها تحت " سري للغاية " ويظهر منها للناس النواقص والأخطاء وينفخ بها ويشوه بواسطتها حقيقة الشيوعية ونظريتها ويسعى إلى تحريفها لإبعاد الناس عنها .

ولهذا فـ " المكتوب " المعلن للناس عن تاريخ حزب شيوعي لا بد له أن يكون إما موالياً أو معادياً للشيوعية .

وللحقيقة والتاريخ أزعم أن أفضل الدراسات وأكثرها دقةً وموضوعية عن الشيوعية وحركتها وأحزابها يجدها المرء في مثل تلك الارشيفات السرية بفضل " المصلحة أولاً " وأيضاً بفضل الإمكانيات المادية الهائلة التي مولت تلك الدراسات وأمدتها السلطات المهيمنة بالباحثين والاختصاصين وجندت الخونة والمرتدين وكل شئ متيسر في سبيل معرفة التفاصيل ودقائق الأمور وجعلت منها قضية " أممية " بالنسبة لها بدافع من المصلحة المشتركة .

وعلى هذا الأساس يمكن القول أن " المكتوب "  عن تاريخ حزب شيوعي لابد له أن يلتصق بالحقيقة التصاقاً تاماً كي يكون مفيداً للحزب وللشيوعية وللموضوعية . وأن يتم تجنب الألوان والتلوين مهما خلصت النوايا . وفي مثل هذا التلوين ضرر للمؤرخ ذاته أيضاً .

                عن الأخطاء والنواقص وظروف عمل الشيوعيين .

إن الحزب الشيوعي هو أداة لوضع النظرية الشيوعية موضع التطبيق في حياة المجتمع الإنساني ولهذا فمصلحته هي بالضرورة من مصلحتها والعكس بالعكس .

 والحزب يؤدي مهمته من خلال أعضاءه وبالتالي فإن مصلحتهم هي الأخرى مرتبطة بمصلحة الحزب والنظرية في آن واحد . وهنا في التطبيق تكمن المطبات بالنسبة للحزب وكذا للأعضاء .

ووراء تلك المطبات ظروف وأسباب موضوعية لها الأولوية في حدوث النواقص والأخطاء على حساب الأسباب الذاتية للأفراد وللقادة منهم دون استهانة بتأثير الأخيرة منها .

هذا الواقع يدفعني لمعاينة الظروف الخارجية المحيطة بعمل الشيوعي ودورها في حصول الأخطاء والنواقص والانحرافات . وبالتالي أهمية التقييم الموضوعي لها من قبل الشيوعي لمصلحته ولذاته نفسها ولمصلحة حزبه ونظريته كمحصلة  .

 الشيوعي يعمل تحت تأثير ظروف موضوعية خارجية ينفرد لوحده بها من بين أعضاء وأنصار جميع الحركات السياسية  الأخرى  . أشير إلى أهمها مستثنياً منها النشاطات والأعمال المعادية والقمع والإرهاب والدس والتحريف والتفوق الكبير في القدرات المادية للعدو فهي جلّها معروفة ومحتمة .

·      - يدعو الشيوعيون إلى إقامة علاقات إنتاجية جديدة لم يعايشها المجتمع من قبل . ودعوتهم تستهدف كسب الناس لصالحها دون أن تتعايش الناس بعد مع تلك العلاقات ودون أن تختبرها .

 في حين أن غالبية الناس تعرف جيداً فوائد ومساوئ العلاقات القائمة . وغالبية الناس لا تجد مصلحة لها في التغيير لقاء ثمن فادح قد يحرمها مما تمتلكه في الواقع على عدم " عدالته " . ولهذا يمكن القول أن الواقع الموضوعي الحالي يضاعف من صعوبات عمل الشيوعيين بين الناس بالقياس مع صعوبات غيرهم  .

·      - ينعكس الواقع الموضوعي على نشاط وعمل جميع الأحزاب والقوى السياسية وأنصارها . والجميع ، عدا الشيوعيين ، يدافعون بها القدر أو ذاك ، عن العلاقات القائمة والمعروفة والاجتهادات حولها قليلة أو معدومة . في حين تنتصب أمام الشيوعيين مهمات عملية متغيرة ومتجددة باستمرار وغير مطروقة سابقاً تربط ما بين أهداف نظريتهم والأهداف الآنية في الواقع القائم بهدف تغييره عن طريق الناس بقناعتها التامة كي تدفعها للنضال وتحمل التضحيات في سبيل تحقيقها لفرضها على السلطة الحاكمة .

 وحالة الشيوعي هذه هي كحالة  " المتدرب " على تطبيق النظرية ومن هنا تتأتى احتمالات الوقوع في الأخطاء ومشروعية النواقص . فالطريق جديد والمهام متغيرة ومتجددة باستمرار وهي لا تستنسخ من مجتمع إلى آخر ولا تتكرر من زمان إلى غيره في المجتمع ذاته . 

  وبسبب من تلك الحالة الخاصة بالشيوعي تتزايد مصلحته في التشخيص والتقييم الصائب لاستخلاص العبر والتجارب من أخطاءه وأخطاء رفاقه بكامل الموضوعية والحزم والجرأة .

وفي ما عدا ذلك ينتقص الشيوعي من دوره ومكانته وسمعته ويلحق بنفسه وبحزبه وقضيته أضراراً  يفوق حجمها كثيراً على حجم الأضرار والخسائر الناتجة مباشرة عن النواقص والأخطاء ذاتها .    

ومضاعفة الأضرار والخسائر تنجم بالدرجة الرئيسية من فقدان المقاتلين الرئيسيين وهم الناس بسبب من خيبة الأمل في مصداقية آراء وأهداف ونوايا الشيوعيين عند تسترهم على الأخطاء والنواقص والتمسك بذاتية هجينة على حساب " ذخيرة " الناس الأساسية في معاركها وهي عبرها وتجاربها وتلك ، لعمري ، هي  " أم الكبائر " بالنسبة للشيوعيين ولحركتهم . 

تلك مصلحة وليست مناشدة أو دعوة  مجردة للشفافية والموضوعية . وفي إدراك هذه الحقيقة تنتفي الحاجة إلى كل أنواع المناشدات الرومانسية ! .

 ومن خلال إدراكها ولضرورة تنفيذها وضع الحزب آليات التنفيذ وقواعده في نظامه الداخلي وبالالتزام التام به تنتفي " المطبات " الكبيرة وتبقى الصغيرة منها " مشاكل واختلافات ثانوية " لا تضير المسيرة ، إن لم تعززها وتطورها وتغنيها .

 وضمن هذا الإطار فقط  يمكن التعاطي مع قول الأستاذ حنا بطاطو  :

" هنالك  التاريخ في أي عمل تاريخي يقوم به كائن من كان ، ولكن هناك أيضاً شئ من ذات المؤلف في هذا العمل دوماً ، وهو أمر لا يمكن تجنبه "

وما دام هذا الكلام مرتبطاً مع مقولته الأولى التي تقصر الموضوعية في كتابة تاريخ حزب شيوعي على الموالي أو المعادي للشيوعية يمكن الافتراض على أنه قد عنى بـ  " ذات المؤلف " ـ  الاجتهاد والمقدرة على الإيمان والفهم والتعبير عن تلك المولاة أو المعاداة وحسب . وفي ما عدا ذلك أجد نفسي على خلاف تام معه أيضاً .

 

 

 

  الخلاصة :

 الشيوعية تستقي قوتها ومصلحتها وحتمية انتصارها من الموضوعية كونها تعبر وتدافع عن مصلحة  البروليتاريا التي لا تمتلك في الواقع سوى قيودها وجميع الحقائق تخدم قضيتها .

ولهذا يكون موقف الشيوعي من الموضوعية والحقائق هو في حكم المبادئ الأساسية التي لا يصح ولا يجوز التهاون تجاه خرقها إطلاقاً .

 " إياكم والتساهل في المبادئ ـ ماركس ، نقد برنامج غوتة "  و " كل ما هو مبدئي هو الصحيح ـ لينين " كما إن الانتماء للحزب هو حافز وعامل قوة إضافية للباحث والمؤرخ على التنقيب عن جميع التفاصيل وكشفها على شكلها العاري تماماً . فالحقيقة هي روح الشيوعية ونفسها الرئيسي .

والباحث والمؤرخ الشيوعي مدعو للجهاد في سبيل سيادة الموضوعية الخالصة والنقية كي يحتل مكانته اللائقة في طليعة زملائه من الباحثين المحترمين والمرموقين وبذلك يكون كرفاقه الشيوعيين الآخرين قد أوفى بتعهده بتطبيق وصايا حزبنا الشيوعي العراقي المجيد لأعضائه منذ الانتماء إليه . وحزبنا هو حزب الطليعة المجاهدة بتمام الحق وكامل الصدق وخالص الأمانـة للشيوعية الظافرة حتماً .

     15/ آب/ 2002                        نزار خالـد .

الطريق



#نزار_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن إعلامنا الشيوعي والشعارات المركزية
- قراءة في / عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي . /2
- حكام العراق ومهزلة التاريخ !
- قراءة في كتاب " عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي " ج 1.
- صوت أمريكا اليوم والغد !
- النهج الثالث !
- زيارات عمل ...في الوقت المناسب وفي المكان الأنسب !
- روسيا في الناتو ..اندماج أم صراع بشكل جديد ؟
- النظام العالمـي ..صراع أقطاب أم صراع طبقات ؟
- أمريكا وحربها المفترضة ضد العراق والتجربة اليوغسلافية
- ما هي طبيعة السلطة الحاكمة في العراق ؟وما هي ضرورة تشخيصها ؟
- محاولة في قراءة الوضع السياسي الراهن في العراق
- حول إنتفاضة الشعب العراقي في آذار 1991


المزيد.....




- صراخ ومحاولات هرب.. شاهد لحظة اندلاع معركة بأسلحة نارية وسط ...
- -رؤية السعودية 2030 ليست وجهة نهائية-.. أبرز ما قاله محمد بن ...
- ساويرس يُعلق على وصف رئيس مصري راحل بـ-الساذج-: حسن النية أل ...
- هل ينجح العراق في إنجاز طريق التنمية بعد سنوات من التعثر؟
- الحرب على غزة| وفد حماس يعود من القاهرة إلى الدوحة للتباحث ب ...
- نور وماء.. مهرجان بريكسن في منطقة جبال الألب يسلط الضوء على ...
- الحوثي يعلن استهداف سفينتين ومدمرتين أميركيتين في البحر الأح ...
- السودان: واشنطن تدعو الإمارات ودولا أخرى لوقف الدعم عن طرفي ...
- Lenovo تطلق حاسبا متطورا يعمل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي
- رؤية للمستقبل البعيد للأرض


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نزار خالد - قراءة في ـ عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي . / 3