أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نزار خالد - محاولة في قراءة الوضع السياسي الراهن في العراق















المزيد.....

محاولة في قراءة الوضع السياسي الراهن في العراق


نزار خالد

الحوار المتمدن-العدد: 64 - 2002 / 2 / 14 - 18:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


( الواقع والاحتمالات )

يتزايد ويتصاعد القلق لدى أبناء الشعب العراقي على مصير بلدهم وهم يتلقون يومياً أنباء الهجوم الامريكي الوشيك ، حسب تلك الاخبار ، بهدف معلن ومزعوم وهو تغيير النظام العراقي الحاكم في العراق ، وكجزء من مخططٍ عام لحرب عالمية ثالثة أعدته الادارة الامريكية اليمينية وصقور الحزب الجمهوري ، تحت ذريعةً مفتعلة إسمها مكافحة الارهاب في العالم والذي باشرت بتنفيذه في 11 أيلول " سبتمبر " من العام الماضي .

ويشكل العراق ضمن ذلك المخطط إحدى أهم الحلقات الهامة فيه وميداناً ومسرحاً رئيسياً في تنفيذه .

ومن البديهي أن تتباين المشاعر والاحاسيس بتباين طرق " قراءة " الاحداث وتفسيراتها المختلفة والمتناقضة أحياناً . فالذي يصدق أو يريد ويرغب في التصديق بما هو معلن من قبل الادارة الامريكية يغلب لديه التفاؤل وقد يصل ذلك التفاؤل لحد " حزم الامتعة " تهيؤاً لشد الرحال والعودة للوطن المحرر (!) . ويقابل ذلك التفاؤل الكاذب تشاؤم " قاتم " ناتج عن إعتقاد راسخ بأن أمريكا قادرة على تحقيق " كل شئ " ترغبه وتخطط له ما دامت هي القوة العسكرية والاقتصادية الاقوى في العالم . وأصحاب الرأي الاخير يتصرفون بطريقة معاكسة تماماً وينصرفون الى " الادعية " سبيلا" للفرج !.

وبين أولئك وهؤلاء من يلجأ الى التحليل العلمي والمنطقي في تفسير الاحداث بهدف الوصول الى موقف فاعل ومؤثر في الاحداث وعملي والمشاركة ، قدر الامكان ، في التأثير عليها بما يخدم مصالح الوطن والشعب العراقي والتقليل من النتائج السلبية المحتملة الناتجة عن توجه الادارة الامريكيية في تسخير الوضع " الشاذ " والحكم الارهابي في العراق لصالح تنفيذ ذلك المخطط . وتلك هي مهمة القوى الوطنية الواعية وفي مقدمتهم من يمتلك نظرية مرشدة ودليل عمل لقراءة الاحداث والتطورات السياسية وفي طليعتهم ، الشيوعيون العراقيون بتوجيه من حزبهم المجيد " حشع " وبنظريتهم المجربة الماركسية ـ اللنينية الخلاقة والهادية .

لقد كان ، ولا زال ، نهج التحليل الطبقي في " قراءة " الاحداث ، وهو أهم أساس وقانون محوري من قوانين تلك النظرية ، بمثابة البوصلة الهادية للوصول الى القراءة الاكثر مصداقيةً والاقرب الى الواقع وما علينا إلا الركون اليها ، ونحن نحاول إستكشاف الاحتمالات الواقعية وإحتمالاتها الممكنة الحدوث على أرض الواقع ، بأشكال وتجليات متعددة ومتغيرة ، بعيداً عن الرغبات الذاتية المضللة كالتفاؤل الكاذب أو التشاؤم الذي لا يقل عنه بعداً عن ذلك الواقع والمشترك معه في المضار والنتائج السلبية .

النهج العلمي في قراءة الاحداث والسياسية خاصةً .



تعلمنا الماركسية ـ اللنينية الحلاقة ونهجها في التحليل الطبقي العلمي الرصين أن " الحجر الاساس " في إدراك وفهم الاحداث السياسية يتطلب الركون أولاً وقبل كل شئ الى تحديد الطبيعة الطبقية للقوى السياسية الفاعلة والمشاركة في صنع تلك الاحداث وعلى أساس ذلك التحديد ، الصائب والدقيق بالضرورة المطلقة ، يمكن " التكهن " ، على درجة عالية من الدقة ، بإحتمالات تطوراتها المستقبلية بالخطوط العامة والرئيسية وهي الحاسمة ، والاقتراب أكثر فأكثر نحو تجلياتها بأشكالها المختلفة والمتنوعة والتي تحتل المرتبة التالية في الاهمية .





فمن هي القوى الرئيسية صانعة أحداث اليوم والغد القريب في العراق ؟ وما هي طبيعتها الطبقية ؟



يمكن القول بأن القوى الرئيسية الفاعلة في الاحداث الحالية واللاحقة تنحصر في ثلاث " مكونات " أساسية وهي : ـ

1 ـ السلطة الحاكمة في أمريكا و 2 ـ السلطة العراقية و 3 ـ والقوى الوطنية العراقية . ولكل قوة منها حلفائها ومسانديها والمتعاطفين معها على المستوى الدولي .

وإذا أردنا إتباع النهج الطبقي الماركسي اللينيني في التحليل والاستنتاج ،كأسلوب علمي رصين ومجرب ، لا بد من الاجابة على السؤال المحوري التالي : ـ

ماهي الطبيعة ( الهوية ) الطبقية لتلك القوى الرئيسية صانعة الأحداث ومقررة نتائجها النهائية على أرض الواقع ؟

وهو السؤال الذي سأحاول الاشارة الى الاجابة الصائبة عليه بإختصار .



1 - السلطة في أمريكا في الظرف الراهن .

لقد أسفرت الإنتخابات الرئاسية الامريكية الاخيرة نهاية القرن الماضي عن فوزٍ ، بالكاد ، للحزب الجمهوري وهو كالحزب الديمقراطي يمثل الطبقة الرأسمالية الامريكية ويدافع عن مصالح الرأسمال الامريكي في الداخل والخارج ، ولكن الجمهوريين مع ما لديهم من قاسم مشترك مع الديمقراطيين ، وهو تعزيز قوة النظام الرأسمالي وزيادة نفوذه وسطوته في العالم ، يختلفون معهم في " هويتهم الاجتماعية " من حيث تمثيل الفئات الرأسمالية المتباينة ، فهم يمثلون الفئات الاكثر طفيلية في المجتمع الرأسمالي الامريكي وبالاخص الرأسمال المالي الذي يقود عملية الانتاج الرأسمالي في أمريكا البلد الاكثر تطوراً وغنى وسطوة . إن ذلك التفاوت يمكن تلمسه من خلال السياسة المتبعة على جميع الصعد وفي مقدمتها في طريقة توزيع أساس القوة ومنبعها " رأس المال ً ، فيما بين الفئات الرأسمالية المتنوعة ، وهو ما ظهر بجلاء في البرامج الاقتصادية التي إستطاعت السلطة الجمهورية تمريرها رغم مقاومة الديمقراطين لها . تلك المقاومة التي أضعفتها الى حد بعيد الأحداث المفتعلة في 11 أيلول وبسببها مهد الطريق لإقرارها بسهولة نسبية وبسرعة بما يتلائم مع مصالح الرأس مال المالي والحربي الاشد طفيليةً على حساب الرأسمال المالي الانتاجي ( المدني ) والخدمي النافع والاقل طفيليةً نسبياً .

إن الطبيعة الطبقية لسلطة الجمهوريين تقول لنا بكل وضوح أن الممثلين السياسين لها هم " صقور " الحروب والازمات والتوترات الدولية ورعايا الارهاب الدولي والمستفيدين و" المعتاشين " منه على مر التأريخ وبشواهده الشاخصة من خلال الحروب العديدة التي شنت بعد الحرب العالمية الثانية تحت فزاعات مختلفة في مقدمتها " الارهاب " الشيوعي المزعوم وبعد إستهلاكه إستنبطت الارهاب الاصولي كفزاعة جديدة هي الأخرى مفتعلةً كسابقتها وكأن هذا " الارهاب " قد ولد فجأة ونمى تلقائياً ، بغفلةٍ منها ، لدرجة تحوله الى قوةٍ هائلةٍ تمتلك القدرة على تهديد مصالح ومصير أمريكا والدنيا بأسرها ‍‍، ومن أبرز هذه الصقور أبطال حرب الخليج الثانية وهذه الحرب دتشيني ورامسفلد .وعلى هذا الاساس ، وبالاعتماد عليه أصلاً ، يمكن القول بأن السلطة الامريكيية ليست لها مصلحةً في تصفية بؤر الأرهاب والتوتر في العالم ، بل على العكس ، فهي تسعى الى خلق مثل تلك البؤر وتفتعلها وترعاها كي تمرر لها سياستها العدوانية والتوسعية في العالم كما هو حال ودور الزمرة الطفيلية الحاكمة في العراق التي قدمت لها خدمات كبرى منذ وصولها وترسخها في السلطة وبالاخص من خلال حروب الخليج الاولى والثانية بذرائعهما المفتعلة وشواهدهما ملموسة على أرض الواقع لا تقبل الانكار مطلقاً في تحقيق أهداف تلك الفئة الاجتماعية التي حكمت أمريكا أثناء تلك الحروب ولعبت دوراً رئيسياً فيهما بأساليب وطرق وشعارات متباينة ، ولكن دون مساسٍ بالنظام الحاكم " بؤرة الارهاب والازمات " ، بل وبدعم له لمواصلة البقاء في السلطة رغم موبقاته الكبرى بحق الشعب العراقي والامة العربية وجرائمه المنكرة بحق دول وشعوب المنطقة والتي من شأن إحداها فقط الذهاب بأي حكم الى الجحيم والهاوية من دون مثل ذلك الدعم الهائل والاستثنائي له .

وعلى هذا الاساس يمكن القول بصورة قاطعة أن أمريكا كاذبة في إدعاءاتها عن نيتها في إسقاط النظام العراقي في الظرف الراهن وينبغي البحث عن الحقيقة والاحتمالات الواقعية في التطورات اللاحقة للاحداث بعيداً عن هذه الاكذوبة إن لم يكن في العكس منها تماماً وهو الاحتمال الاقرب اليهما ( الحقيقة والواقع ) بالمؤكد إطلاقاً .

2 _ السلطة الحاكمة في العراق .

لقد حدد المؤتمر السابع للحزب الشيوعي العراقي الطبيعة الطبقية للسلطة وشخصها عن حق بأنها تمثل الفئات البرجوازية البيروقراطية الطفيلية في المجتمع العراقي .

وبناءً على هذا التشخيص العلمي والواقعي يمكن الجزم بأن سلوكها وسياستها ، في الوقت الحاضر والمستقبل وخلال جميع الاحداث اللاحقة ، ستكون حتماً إمتداداً ثابتاً لسياساتها السابقة المعروفة نتائجها وهي غير قابلة للتغير من حيث المحتوى والاغراض الحقيقية

والدوافع والنتائج المتوخاة منها وهي مواصلة الحكم بأي ثمن بعيداً عن / وبالضد من مصالح الشعب والوطن في كل الاحوال وعلى الاطلاق التام .

وكذلك يمكن الجزم بأن جميع الشعارات والاهداف المعلنة القديمة والجديدة منها ما هي إلا ستار وتكتيك مرحلي يتماشى مع مستجدات الاوضاع في العراق وفي المنطقة والعالم والاهم مع مستجدات الوعي والادراك المتعمق لدى الشعب العراقي وقواه الوطنية من خلال تجاربها المريرة والقاسية مع نظام الزمرة الحاكمة ومن خلال المآسي المعاشة في عراق اليوم الدامي والمرير ، ومن خلال تجربتها الملموسة والقاسية مع صقور الحرب والارهاب الامريكان أسلاف الحاليين منهم وورثتهم أثناء إنتفاضة الشعب العراقي المجيدة والباسلة في آذار 1991 .

3 _ القوى الوطنية العراقية .

إن هذه القوى هي القوى الرئيسية التي يعول عليها الشعب العراقي وهي بمقدورها إفشال وعرقلة تنفيذ ذلك المخطط الجهنمي لصقور الحرب الامريكان وفزاعتهم " العراقية " وهذا الموضوع يتطلب ويستلزم الكتابة عنه بصورة تفصيليية وواسعة وفي ظل إحتمالات متعددة ومتنوعة يصعب التكهن بجميع تلاوينها وتفاصيلها وتجلياتها الملموسة والمتغيرة ولكن وفي كل الاوقات تبقى القراءة الصائبة لطبيعة القوى السياسية ، اللاعب الاساسي في صنع الاحداث ، هي البوصلة الهادية ، والسلاح الرئيسي الفاعل لديها في كل نشاطاتها وفعالياتها اللاحقة والتي يتوقف عليها ، الى حد بعيد ، مصير ونتائج الحطوات التنفيذيية التي سيقدم عليها اللاعبان الرئيسيان الآخران وهما السلطة الامريكية والسلطة العراقية .

وبعدها في الاهمية تتأتى أهمية إستيعاب تجارب وعبر الماضي وقرائتها بصدق ، على ضوء ذلك النهج والتحليل الطبقي السليم ، للخروج بمواقف وشعارات صائبة تهدي الشعب العراقي ، اللاعب الرئيسي في صنع الاحداث اللاحقة وفي تقرير نتائجها على أرض الواقع الملموس على قدم وساق مع أمريكا والسلطة . وبإستخلاص العبر والتجارب ، وخاصة ما أفرزته منها إنتفاضة آذار 1991 ، بصورة سليمة يمكن إنارة السبيل القويم والمجدي أمام الشعب العراقي في التعامل مع الاحداث اللاحقة بصورة يبعد عنه الاضرار المحتملة ، قدر الامكان ، ويبعد التنفيذ عن ما هو مخطط له كون الشعب هو المؤدي الرئيسي والمباشر " للفاتورة " الجسيمة المترتبة عن تلك المخططات وخطواتها التنفيذية في العراق .

وفي هذا السياق قد يبدو ذي فائدةٍ ( ما ) طرح إحتمالاتٍ ملموسة لها حظٌ (ما) في التطبيق العملي ، بالاستناد أساساً الى النهج العلمي والطبقي في تفسير الاحداث والتكهن بإحتمالاتها القريبة من الواقع وهو ما سأحاول الاشارة الى إحداها الاكثر قرباً الى الواقع حسب تصوري وإجتهادي الخاص على أمل أن تكون مساهمة القراء في مناقشتها " دحضاً أو تأكيداً " سبيلاً للإقتراب من الحقيقة قدر الامكان وبالتالي المساهمة في بلورة السياسات والشعارات الصائبة للمساهمة الملموسة في مساعدة عراقنا الحبيب وطناً وشعباً للخلاص من محنته الاكثر قسوةً ومأساةً في ظل حكم الزمرة الطفيلية الارهابي .

من أبرز الاحتمالات المكننة الورود في تخطيط القوى المعادية والسلطة العراقية .



إن تحديد أبرز الاحتمالات في تطور الاحداث الآتية قد يبدو للوهلة الاولى ضرب من الخيال وهو كذلك حقاً في البعض منه ولكنه ليس ضرباً موغلاً في الخيال في كليته أو مُجرد أفكارٍ بعيدةً تماماً عن الواقع أو من غير جدوى محتملة ، متى ما إستند الى النهج العلمي في التفسير كما أشرت أعلاه وفي المقدمة . وفي كل الاحوال إن مهمة " إستقراء " المستقبل القريب وإحتمالاته هي من واجبات الناس الواعيين والذين يشعرون بالمسؤولية الجسيمة أمام مصير الشعب والوطن وينبغي تنفيذه مهما كانت نسبة الخطأ والزلل فهي أفضل الى درجة كبيرة من التقاعس والاستسلام لمجريات الاحداث في إنتظار نتائجها المصيرية للشعب والوطن .

وساقدم واحداً من تلك الاحتمالات الممكنة التحقق ، بهذا القدر أو ذاك من الدقة ، و التي قد يرغب الاعداء في تنفيذها آملاً المناقشة بهدف التصويب والتعديل أو في إيجاد البديل الاكثر قرباً للواقع .

إن كل المؤشرات تشير الى تصاعد في حدة التوتر والصراع بين السلطة الحاكمة في العراق من جهة وأمريكا من الجهة الثانية وهو سائر بإستمرار بإتجاه ذلك التصعيد أكثر فأكثر كما نشاهده ونلمسه في الواقع . ولكنه ، رغم تزايد حدته المتسارعة ، يبقى محصوراًِ لحد الآن في إطار الحملات الاعلامية والنفسية والتهديدات والتلويحات البهلوانية من قبل الجانبين مما يوحي للناس بأن الحرب الميدانية بينهما قادمة لامحالة تنتظر قراراً من أمريكا وصقورها للبدء بها . وفي الظرف الراهن ولحد هذه اللحظة تجري الاحداث في السياق الرئيسي للمخطط الامبريالي ومنه تعزيز السلطة الحاكمة في العراق وفي إكسابها طابع " المعتدى عليه والضحية المحتملة للعدوان " تقدم الإدارة الأمريكية ، على طبق من ذهب ، ورقةً رابحة لها على جميع الصعد محلياً وإقليمياً ودولياً وهي تستخدمه فعلاً للتخفيف من أزمتها الداخلية المستفحلة لدرجة الاحتقان وفي تشديد وتصعيد الارهاب ضد الشعب العراقي وفي زيادة قيوده وفي تعبئته العامة والشاملة تحت " إشرافها المباشر " ، وتستخدمها في تبرير حملات القمع والاعدامات وتصاعدها ضد الضباط والمواطنين ، وفي

" تجييش الشعب " وخاصة الشباب منهم وإبعادهم عن أماكن سكناهم وعملهم حيث تأثيرهم في الاحداث اللاحقة المحتملة أكبر وأخطر على السلطة وذلك تحت واجهة " القدس " المظلومة حقاً وحقيقة بتلك الاجراءات القمعية بحق أحد أبرز مناصري قضيتها العادلة وهو الشعب العراقي المضطهد ، وفي تصاعد الحملة الاعلامية الشرسة على القوى المعارضة وتوجيه الاتهامات اليها بالعمالة وخاصة القوى الكردية والسلطة الجديدة في كردستان مع تزايد في الدعوات السرية والاغراءات المبطنة لهذه القوة السياسية أو تلك وغيرها الكثير من المناورات التي قد تجد لها صدىً (ما ) هنا وهناك بهدف تقليص مساحة أعدائها وتحييد أكبر ما يمكن من القوى والعناصر المعارضة لها بدرجات متفاوتة . إن الواقع الحالي يعكس نتائج عكسية تماماً لما يفترض من سلوك عملي في صراع بين الأعداء يستهدف ، وفقاً للمنطق المعروف وبحكم بالضرورة ، إستغفال العدو وإضعافه الى أقصى درجة ممكنة وتحييد وشل القوى الوسطية والمتذبذبة وإستقطابها لصالحه قدر الامكان أو إبعادها من الاصطفاف مع العدو .

هل تعكس التهديدات الهستيرية اليومية المتصاعدة حداً أدنى من " المنطق الحربي " لدى خبراء الحروب الأمريكان يمكن للانسان هضمه وتصديقه ؟ لقد كان التكتيك المتبع ، من قبل نفس تلك الصقور تجاه الزمرة الحاكمة في بغداد ، قبل بدء حرب الخليج الثانية مختلفاً تماماً وتخطى جميع حدود المرونة والتساهل ووصل حد " المناشدة والتوسل بها " للانسحاب من الكويت ودفع وتشجيع الجميع للتوسط لديها لتحقيق ذلك الانسحاب وبشروط مغرية جداً يحفظ لها ماء الوجه والكرامة المفترض توفرها لديها خلافاً للواقع دون جدوى وبعناد وغطرسة كاذبة كانت هي الذريعة المناسبة والضرورية لتبرير شن تلك الحرب الظالمة على الشعب العراقي والامة العربية على طريق تمرير مخططات صقور الحرب الامريكان وتطبيقاتها على أرض الواقع في المنطقة والعالم . فماذا حدا مما بدا يا ترى ؟

إن كل تلك المؤشرات والحقائق الصارخة تدفع الانسان للجرأة في إفتراض أن الحرب المعلنة هي حرب كلامية وإعلامية قد تُدفع وتُطور الى صدامات وتراشق أعلى مستوى من سابقاته لا يرقى لحالة الحرب الفعلية والميدانية ، بل يقترب منها في الظاهر فقط وذلك كوسيلةٍ لتبرير نشاطات وفعاليات عسكرية شاملة قادمة تستهدف القوى الوطنية العراقية وفي مقدمتها السلطة في كردستان تحت واجهة التعبئة العامة للدفاع عن الوطن وضرورات الوحدة الوطنية بهدف إستئصال تلك " الشوكة " القاتلة للسلطة ومنعها من التطور وبالتالي للقضاء عليها تماماً وتحقيق إستقرار في المنطقة يتلائم مع مصالح كل الحكومات والسلطات الشوفينية وفي مقدمتها تركيا وصقور أمريكا بالذات كأحد أهداف الحرب العالمية الثالثة وتطبيقاتها على أرض الواقع في العراق الثري بشعبه العنيد وببتروله وموقعه الاستراتيجي في المنطقة والعالم .

ألا يبدو ذلك إحتمالاً وارداً وقابلاً للتنفيذ في مخيلة صقور الحرب الامريكان رعاة الارهاب والارهابين في كل مكان وزمان وفي العراق بالتحديد وفي المخيلة المريضة لحكام بغداد أيضاً ؟

دون أن يلغي ذلك إحتمالات أخرى لا تتعارض من حيث المحتوى ، بل وتتزامن وتترافق مع تلك التطورات أو تعقبها وتستكمل الصورة النهائية بإنجاز الأهداف الرئيسية وفي الابقاء على نظام الحكم الارهابي وتثبيته من حلال رتوش تجميليةٍ له في الشكل يتم تصويرها ك " مكاسب " مزعومة وكاذبة تكون قد " حققتها " الحملة الامريكية " المفتعلة لصالح الشعب العراقي من خلال تلك التغييرات الشكلية ، بإخراجاتها المتنوعة ، على غرار تغيير محتمل في مواقع المسؤولية بين أزلام السلطة وداخل العائلة والزمرة الطفيلية لتوارث السلطة بدعم متواصل من رعاة الارهاب في العالم ؟

وقبل إنتظار نتائج إختبار تلك التصورات المحتملة ، أو ما يقاربها ، على أرض الواقع أطمح الى قراءة البدائل الافضل والاقرب الى الحقيقة والواقع .

14/2/2002 نزار خالـد



#نزار_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول إنتفاضة الشعب العراقي في آذار 1991


المزيد.....




- -خدعة- تكشف -خيانة- أمريكي حاول بيع أسرار لروسيا
- بريطانيا تعلن تفاصيل أول زيارة -ملكية- لأوكرانيا منذ الغزو ا ...
- محققون من الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية في ...
- مقتل 6 جنود وإصابة 11 في هجوم جديد للقاعدة بجنوب اليمن
- لقاء بكين.. حماس وفتح تؤكدان على الوحدة ومواجهة العدوان
- زيارة إلى ديربورن أول مدينة ذات أغلبية عربية في الولايات الم ...
- الرئيس الصيني يزور فرنسا في أول جولة أوروبية منذ جائحة كورون ...
- مطالبات لنيويورك تايمز بسحب تقرير يتهم حماس بالعنف الجنسي
- 3 بيانات توضح ما بحثه بايدن مع السيسي وأمير قطر بشأن غزة
- عالم أزهري: حديث زاهي حواس بشأن عدم تواجد الأنبياء موسى وإبر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نزار خالد - محاولة في قراءة الوضع السياسي الراهن في العراق