ما زالت أميركا والعالم يجهلون فكر القاعدة

رمضان عبد الرحمن علي

الحوار المتمدن-العدد: 3356 - 2011 / 5 / 5 - 16:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اعتقدت أميركا ودول العالم بعد موت بن لادن إن كان هذا صحيح أنهم أصبحوا الآن في أمن، وهذا اعتقاد خاطئ، فالقاعدة ليست بن لادن فقط، وان أيديولوجية القاعدة هي في الفكر، وهناك ملايين حول العالم يحملون نفس الفكر، وفي أميركا نفسها أتباع لابن لادن في الفكر، وأعتقد أنهم سوف يفكرون في الانتقام والأخذ بالثأر متجاهلين من قتلهم بن لادن من قبل، ومن العجيب لسياسة أميركا ودول العالم أجمع وخاصة الدول الإسلامية التي أصبحت متهمة بالإرهاب بسبب بن لادن وأتباعه وباعتراف أميركا والدول الإسلامية أن القاعدة بعد عام 2001 أصبحت لا مركزية لها، وهذا يعني أن القاعدة لها وجود في كل مكان في العالم، ولا أعلم إن كانت أميركا والدول التي تحارب الإرهاب أن حربهم على الإرهاب بهذه الطريقة هي حرب خاسرة، بمعنى أنه لا يمكن لأميركا والعالم كل عشر سنوات أو أكثر أن ينفقون مئات المليارات ويقتل آلاف الأبرياء في كل مكان من العالم ويقتل مئات من الجنود من أجل قتل شخص أو تعقب مجموعة، هذا أمر مضحك، أن يضحك السياسيون في أميركا وفي جميع الدول التي تحارب الإرهاب على شعبهم على أن مقتل بن لادن هو أنجاز وانتهاء لتنظيم القاعدة، بل بالعكس الذي يفكر بجميع الأمور ومن جميع الاتجاهات يتوقع تصعيد القاعدة في كل مكان، وربما الأيام المقبلة تثبت ذلك، وأعتقد أنه لا يمكن محاربة أي فكر بلغة القوة ولغة السياسيون، وإن كنت أميركا جادة ودول العالم التي تحارب الإرهاب والدول الإسلامية إن كانوا يريدون التخلص من القاعدة وفكر القاعدة ليس هناك سبيل غير محاربة الفكر بالفكر، ونحن كتيار فكري يدعو إلى إصلاح المسلمين ونبذ العنف منذ سنوات ومع الأسف نتعرض للاضطهاد من المسلمين أنفسهم، ونحن على استعداد أن نخلص العالم من فكر القاعدة ومحاربة القاعدة والقضاء عليها فكريا إذا أتيحت الفرصة لرواد أهل القران إعلاميا وعلى رأسهم الدكتور أحمد صبحي منصور، ولكن لا حياة لمن تنادي، تفضل أميركا ودول العالم أن تخسر الملايين من الدولارات وتخسر عدد من جنودها ويقتل الكثيرين من الأبرياء في أماكن كثيرة في العالم دون النظر أن هناك حل أقل تكلفة وهو محاربة القاعدة فكرياً، إذا كانت أميركا ودول العالم يريدون أن ينتهوا من ملف القاعدة والإرهاب لا بديل عن الحرب الفكرية، والسؤال هنا هل فعلاً أن أميركا وبقية دول العالم وخاصة العالم الإسلامي يجهلون فكر القاعدة؟!.. ولا يمكن بل من المستحيل القضاء على القاعدة بالقوة، بمعنى كلما قتلوا شخص من القاعدة سوف يخرج آلاف غيره.

#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل