أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - أي مستقبل للعالم العربي إذا ظهرت إسرائيل أخرى من ورائه اسمها إيران؟















المزيد.....

أي مستقبل للعالم العربي إذا ظهرت إسرائيل أخرى من ورائه اسمها إيران؟


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3355 - 2011 / 5 / 4 - 21:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تساؤلا ت ملحة على الواقع العربي ، نطرحها بحدة أكبر اليوم ، نتيجة المواقف الإيرانية المكشوفة من الثورات العربية ، موقف مؤيد بشكل غير واضح لثورتي تونس ومصر، مع محاولة تلبيس الثورتين أثوابا اسلاموية أصولية، بالترغيب أو ربما بأساليب لم تكشف بعد، لا أميل لقبول أن مجريات الأحداث نظيفة من الأيدي الغريبة عن مصالح الشعوب العربية المنتفضة. والأبرز، والمثير للتساؤلات والاستهجان، الموقف الإيراني السلبي من ثورة الشعب السوري، والدفاع المستميت عن نظام البعث السوري، وربما تكشف الأيام أن إيران تشارك في قمع الشعب السوري بأشكال مختلفة ومستترة ، عن طريق كسر امبارغو السلاح الذي فرضته أوروبا على سوريا، وتزويد النظام القبلي في دمشق، بما تحتاجه من استمرار الجرائم ضد الشعب السوري، وليس مستبعدا المشاركة الإيرانية الفعلية في القمع الدموي، أو مشاركة عناصر من الحزب الإلهي اللبناني، دفاعا عن المتراس السياسي العسكري، للمشروع الفارسي( ولا أقول الشيعي) الاستراتيجي والتاريخي، في الشرق الأوسط.
فقط قصيري النظر لا يرون دوافع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وطموحاتها في الخليج العربي والعراق، وامتداد واضح إلى لبنان وسوريا، والسؤال الذي يطرح نفسه:
ما هو مصير الدول العربية لو امتلكت إيران السلاح النووي ؟ أليست توجهاتها في العراق والخليج ولبنان وسوريا اكبر دليلا على خطر إيران نووية؟
فاقدي البوصلة يتوهمون أن امتلاك الجمهورية الإسلامية الإيرانية للسلاح النووي، في حال حصل ذلك، سيكون قوة للإسلام والمسلمين؟ ( عن أي نوع من الإسلام والمسلمين يتحدثون؟) ولكن ما نراه قبل السلاح النووي هو محاولات فرض الهيمنة، أو فرضها فعليا على العراق ودول الخليج، وفرضها على سوريا بالتوافق مع النظام الطائفي، ظنا من النظام السوري، أن إيران ستحمي قفاه، واستمرار سيطرة فئة قبلية قمعية على مقدرات الدولة السورية.
من الصعب الحديث عن انجازات في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية لسوريا الأسد، بل تراجع حاد في مستوى حياة الشعب السوري ، تضعضع الاقتصاد الوطني وارتفاع متواصل في البطالة والفقر ، قمع حرية الرأي و تنامي أجهزة المخابرات بشكل غير طبيعي ، والبعض يقول يوجد رجل مخابرات لكل 50 مواطن بالغ، واستمرار التضييق على ابسط حقوق الإنسان، حق الاختلاف وحق المعارضة، وحرمان الشعب السوري من حرية التعبير وحق العمل السياسي، وتحويل سوريا إلى سجن إرهابي كبي وحصار فكري ر يخجل أكثر الأنظمة فاشية في التاريخ البشري. تحت شعارات قومية لم تعد تقنع أحدا، وكأن من الشروط للقومية، تعميق الفقر وزيادة القمع وارتكاب الجرائم ضد الشعب، ووقف عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي.وضمان شهادات مرتزقة فكريين ، أمثال عزمي بشارة.
بغض النظر عن مصداقية الثورات كلها ، وفي دول الخليج أيضا. يجب أن نوضح أن استنكارنا لقمع ثورة البحرين لا يعني دعم الموقف الإيراني، إيران بتبنيها، الذي لم يطلبه أحد لثورة شعب البحرين، هي من الأسباب التي دفعت لتضافر الجهود الخليجية الرجعية لقمع الثورة. أي ساهمت بشكل غير مباشر ( ربما مباشر؟) بإفشال الثورة.. وارى أن لها مصلحة بذلك ، خوفا من تأثيرها انجازها الثوري على المجتمع الإيراني المقموع من نظام الملالي الفاسد.. الذي يتحين الفرص لقبر إلى غير رجعة ، نظام ولاية الفقيه!!
العرب إلى الآن، بسبب الأنظمة التي سادت، والتي ما زال بعضها يطيل من وجوده بالقمع الدموي، غير قادرين على اتخاذ قراراتهم، بما يتلاءم ومصالح دولهم . هذه مرحلة ليست سهلة الآن. إن امتلاك إيران للسلاح الذري سيغير نحو الأسوأ المكانة العربية في المنطقة خاصة، ودوليا أيضا. والتغيير بالغ الخطورة على ثورات التحرر العربية بالأخص!!
موقفي حول الموضوع ليس جديدا، طرحته سابقا ورأيت أن سباق إيران للحصول على السلاح النووي سيكون كارثة أيضا للشعب الإيراني.. الذي يعاني من مشكلات اقتصادية عويصة، ومن واقع اجتماعي مريع في تخلفه، ولن يكون السلاح النووي وسيلة لرفع مكانة المواطن، وتحرير حقوقه المصادرة من الجهاز الكهنوتي الإيراني. وبالطبع هناك جوانب أخرى .

*******
واقع العالم العربي اليوم يشبه واقع تركيا في الحرب العالمية الأولى – ( رجل العالم المريض ).. مجتمع مريض لا ينفع معه العلاج بالمسكنات. حدثت تحولات هامة حتى الآن لم تتبين الاتجاهات والنتائج من عملية التغيير.
بوضوح أقول، بدون أن تكون البدائل العربية "أتاتوركية" ( ديمقراطية علمانية)..ارى أن التغيير سيكون شكليا.

الفكرة القائلة أن إيران دولة إسلامية.. وامتلاكها للسلاح النووي سيكون لصالح الإسلام والعرب، هو أشبه بتنظير مرضى عقليين.
إيران ستدعم الحركات الشيعية الانفصالية، وتنمي الإسلام الشيعي السياسي الأصولي، وليس العقلاني، وتعمل على اتساع سيطرة الأصولية الشيعية، هذا ما نشهده في لبنان الآن، وسيدخل العالم العربي إلى عصر جليدي ( إيراني ) طويل جدا. .
المأساة في المنظر السياسي العربي، قبل الثورات الشعبية، هو الغياب الكامل لإستراتيجية عربية.. واستمرار حالة الطوارئ في الدول العربية المركزية وحالة القمع التعسفي والفساد في الأنظمة، وغياب أي تخطيط اقتصادي علمي تطويري لمجمل مرافق الحياة.. وعدم وجود نظام عربي مبني على استقلالية مؤسسات الدولة والرقابة والمحاسبة ..
في ظل هذا الوضع .. حتى اللغة العربية ستنتهي صلاحيتها التداولية.ولا أعرف إذا كان سيتبقى من مرتكزات للفكر القومي العربي.
الثورات أسقطت بعض الأنظمة القديمة، وستسقط الباقي.. هل نرى فكرا تنويريا يقود الدول المتحررة نحو آفاق التنوير والتطور؟
هنا الجواب الحاسم حول كيف سيبدو مستقبل العالم العربي!!
لا تقدم، لا تطور، لا رقي، لا دولة حديثة، بدون تنوير !!


*****

لنتجرد مرة واحدة من المؤثرات الدينية التي تضلل الكثيرين
موضوع إيران لا علاقة له بالإسلام والمسلمين وعزة الإسلام والمسلمين .
في إيران يسمي الشعب الإيراني شيوخه وأئمته " بالعرب " احتقارا لهم... هناك تراجع هائل في كل ما يتعلق بالانتماء الإسلامي ..إحصائيات فرنسية أشرات إلى 30% ملحدين في إيران بعد 30 سنة من حكم الملالي. في أوروبا النسبة 25% ملحدين رسميا. الجامع الذي كان يضم 5000 مصلي لا تجد فيه اليوم 500 مصلي. أي أن الحكم الديني القمعي جاء باتجاهات مناقضة. هناك عودة واضحة للفارسية.. وتنامي في الأطماع الإقليمية في الخليج العربي ، حيت تحتل إيران جزرا عربية ، وأطماع بأرض العراق ، أو جعله دولا يتبع بعضها نظام طهران. عمليا القضاء على إمكانيات العراق التي كانت تبشر بنهضة عربية يحسب لها الحساب. وربما تنظر لفرض سيطرتها وسطوتها على نفط السعودية وسائر دول الخليج .

لم يثبت أن السياسة تبنى على قواعد دينية .. بل اشد الأعداء لبعضهم هم المنتمون لنفس العقيدة الدينية. هل نسينا حرب المجاهدين الأفغان بالمجاهدين الأفغان ؟ لا أريد الحديث عن التكفير والكراهية بين السنة والشيعة وحرمان الأقليات منهم في دولهم، من كافة حقوقهم المدنية والإنسانية . ولا أتحدث عن المسيحيين .. بل عن المسلمين .
السياسة تحكمها مصالح لا علاقة لها بالدين . تقررها المصالح الكونية المتعددة : مناطق نفوذ ، أمن قومي ، اقتصاد ، أطماع جغرافية لتعزيز الوضع الاستراتيجي للدول .. فتح أسواق وإخضاعها لمصالح اقتصادية للدولة المتنفذة .. تبوء مكانة دولية على خارطة السياسية والقرار الدوليان ..
" إسلام " إيران هو أفضل آلية سياسية لإخضاع العالم العربي وسحقه ... السؤال، هل يتصرف النظام الإيراني كنظام إسلامي ؟
الإسلام الإيراني مجرد آلية أخرى في تنمية النفوذ والقدرة على الامتداد ورفع مكانة المصالح الإستراتيجية الإيرانية ..
أين غابت الرؤية القومية العربية ؟
أين تلاشت فكرة الدولة العربية القومية الموحدة ؟
أين ذهب مشروع جمال عبد الناصر لبناء الدولة القومية الجبارة المتطورة وذات الكلمة الحاسمة في عالم لا يحترم الضعفاء.
أليس من العار على دولنا "الوطنية الثورية " أن تتخلف في مجال العلوم والتعليم والقضاء على الأمية والغرق في البطالة كآفة اجتماعية لا علاج لها تقود إلى هجرة أفضل العقول العربية ؟ وتريدون مواجهة إيران أو إسرائيل.. ؟ !
ماذا بنت دولنا القومية ـ أكثر من سجون الرأي ؟
لماذا يقبع أفضل المفكرين العرب في عنه.ن أو يختارون العواصم الأوروبية لحريتهم الشخصية والفكرية ؟
أمامكم نموذج من غير المريح الحديث عنه .. إسرائيل ( 7 مليون ).. يعجز 340 مليون عربي عن إقناعها بقبول خطة سلام عربية تعطيها كل مطالبها، أكثر مما تعطي للفلسطينيين. وهي الخطة السعودية التي ربما صيغت تفاصيلها في واشنطن .
أي مستقبل للعالم العربي إذا ظهرت إسرائيل أخرى من ورائه اسمها إيران؟
المشكلة ليست فقط إيران النووية .. المشكلة أين النظام العربي القادر على مواجهة التحديات . أين الإستراتيجية العربية لبناء توازن في القوة الأمنية للعالم العربي أمام التحديات الرهيبة في العالم والمنطقة العربية ؟
سلاح نووي بيد إيران، لن يبقى من عزتنا القومية والدينية إلا الأطلال للبكاء على ذكرى عزة اندثرت!!
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية مشينة .. تفجرها دورية إسرائيلية جديدة !!
- بشارة الاتفاق على حل النزاع هو اللبنة الأولى للدولة الفلسطين ...
- حكاية زوجان نموذجيان
- ليست مخلوقات فضائية التي قتلت جوليانو وفيتوريو
- الاستقلال من الاحتلال - استقلال للشعبين!!
- كتف سلاح لحراس الهمزة
- السيدة المحترمة جميلة
- عشرون عاما على تأسيس فرقة الناصرة للموسيقى العربية
- في إسرائيل: لا يرون إلا الجانب الذي يعجبهم
- -شآبيب- ديوان جيل السبعين للشاعر شفيق حبيب
- تقرير غولدستون مستند دولي لن يلغى بمقال صحفي
- العقول الظلامية لن تقلع الزهور التي زرعها جوليانو مير خميس
- الزخم الثوري العربي أمام المهمة الأصعب
- حديث صريح مع الشاعر الفلسطيني، ابن الناصرة، جمال قعوار* عن ا ...
- معيار المصداقية الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان
- جريس دبيات يصلّي حتى ((تظلين أحلى))
- ثلاثة قصص ليست قصيرة جدا ...
- -رماديات- جريس دبيات تضيء شعراً
- رجل أعمال محترم!!
- حول قرار الإضراب يوم الأرض


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - أي مستقبل للعالم العربي إذا ظهرت إسرائيل أخرى من ورائه اسمها إيران؟