أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل عودة - قضية مشينة .. تفجرها دورية إسرائيلية جديدة !!















المزيد.....

قضية مشينة .. تفجرها دورية إسرائيلية جديدة !!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3352 - 2011 / 5 / 1 - 19:36
المحور: حقوق الانسان
    


قضية مشينة .. تفجرها دورية إسرائيلية جديدة !!

عملاء مخابرات يهود تزوجوا نساء عربيات بهدف مراقبة المجتمع الفلسطيني في إسرائيل

نبيل عودة

الواقع المأساوي والرهيب الذي واجهه الشعب الفلسطيني عامة والعرب الفلسطينيين داخل إسرائيل ضمنهم، لم ينكشف بعد بكل بشاعته، هناك وثائق لم يكشف عنها، رغم مرور الفترة الزمنية القانونية ( 50 سنة) للحفاظ على سريتها. بدل كشفها جددت سريتها قبل فترة وجيزة بأمر من رئيس الحكومة نتنياهو، مما يشير إلى رعبهم من سجلاتهم ومن تاريخهم، الذي يتعلق عشية إقامة دولة يهودية في فلسطين وما تلا ذلك خلال العقدين الأولين .
وكانت صحيفة "هآرتس" قد انتقدت ذلك، وأشارت إلى أن الخوف هو من سجلات ما جرى في دير ياسين مثلا، ويبدو أن كل ما نشر من عمليات التطهير العرقي ، والقتل الجماعي ( المذابح الجماعية) لدفع الفلسطينيين للهرب من وطنهم ، وإزالة القرى والبلدات الفلسطينية (هدمت ودمرت أكثر من 500 بلدة فلسطينية) يخفي في طياته حقائق ما زالت السلطة مرعوبة من إسقاطات كشفها رغم مرور 50 سنة وأكثر على ارتكابها.
الجواب لم يتأخر كثيرا، وصلني خبر- تقرير من أحد المواقع العبرية تحت عنوان :" عملاء المخابرات( اليهود) تزوجوا من نساء عربيات، الأولاد تسجلوا كيهود "
وضمن شرح الموضوع جاء:"فقط الآن مستعد الشاباك (جهاز الأمن الإسرائيلي ) أن يقر بان عددا من عملائه ( اليهود)أُقنعوا في العقدين الأولين بعد إقامة الدولة، أن يتزوجوا من نساء عربيات، دون أن تعرف النساء أن أزواجهن هم يهود ".
وجاء في نص الخبر: فضيحة كبيرة في الطريق. جهاز الأمن العام في إسرائيل يسمح الآن بالكشف أن عشرات من عملائه ( اليهود)أقنعوا(أو كلفوا) في العقدين الأولين للدولة بالزواج من عربيات، مواطنات البلدات والأحياء العربية في جميع أنحاء إسرائيل ، دون أن تعرف النساء إن أزواجهن هم يهود يعملون في جهاز الأمن العام ، وأن الهدف كان زرع جواسيس داخل المواطنين العربي، من أجل أن يرسلوا تقاريرهم حول ما يجري في الوسط العربي..
سأروي التفاصيل دون أن أتشاطر بالاستنتاجات، لأني مهما أتشاطر لن أوفي هذه الجريمة ما تستحقه من رد، لا على المستوى الإنساني، ولا الحقوقي، وما يرعبني أن تكون هذه الظاهرة سائدة ومتواصلة، في العالم العربي أيضا.
التقرير يطرح موضوع يهودية الأولاد الذي أنجبوا بسبب هذا الزواج، وسأتعرض له ضمن عرض الموضوع، فالطفل الذي يولد بالخداع مصيره صعب، اجتماعيا ونفسيا ، وهذا يغترف فيه التقرير، رغم أن الحاخام الرئيسي الأسبق للجيش في وقته قرر انه لا ضرورة لتهويدهم ، لأنهم تسجلوا كيهود لكل شيء ، وبعضهم أصبحوا ضباطا في الجيش أو في وظائف حكومية... والبعض غرق في المخدرات والجريمة والضياع النفسي والشخصي.
التقرير- الخبر يشير إلى أن هذا الموضوع سينشر في المجلة العسكرية المستقلة الجديدة لشؤون الجيش والأمن. (ISRAELDEFENSE)

ويشير التقرير أن هذه ليست القنبلة الوحيدة التي ستفجرها المجلة.
انفصام بشخصيات الأبناء


هذه المأساة الفلسطينية التي يكشف عنها، استمرت حتى منتصف سنوات الستين، عندها تقرر في القيادات الأمنية، الإسرائيلية، الكشف للنساء العربيات عن السر في حياتهن، بأنهن متزوجات فعليا ليهود، عملاء في جهاز الأمن.
نتائج هذه الجريمة، أو الفضيحة، غير الإنسانية، والتي من الصعب أن تصدق، إسقاطاتها، حسب التقرير تتواصل حتى اليوم، بعد أكثر من 50 سنة.أبناء عملاء المخابرات الذين أطلق عليهم اسم "مستعربين" ما زالوا يواجهون أزمات مصدرها من هويتهم المشوهة، وعائلاتهم تحاول أن تجمع تشققات شخصياتهم.
جهاز الأمن ( الشاباك) ، حسب التقرير كان سيمحو هذه الفضيحة من كتب التاريخ لو كان يستطيع ذلك.، ولكن الأمر غير ممكن ، وعليه الاهتمام بالنساء المخدوعات وأولادهن الذين ولدوا، وان يدفع لهم مخصصات معيشة ( معاشات) وهو يفعل ذلك حتى اليوم.
المجلة تكشف، أن بداية هذه الفضيحة (المأساة- الجريمة) كانت في بداية الخمسينات.فترة قصيرة بعد إقامة الدولة.
كانت الأقلية العربية التي ظلت في وطنها، خاضعة لحكم عسكري، لكل قرية كان حاكما عسكريا من الجيش. المفهوم الأمني الذي ساد أجهزة الأمن كان انه في القريب العاجل أو في موعد متأخر أكثر ستقوم الجيوش العربية بمهاجمة إسرائيل، وعرب إسرائيل سيتحولون إلى "طابور خامس" ينضم للعدو في الحرب.
على اساس هذه المفاهيم،اقيمت وحدات مستعربين تابعين لجهاز الأمن ، بمبادرة رئيسه في ذلك الوقت ايسر هرئيل، رئيس الموساد أيضا .
مهمة إقامة وحداة المستعربين كلف بها ضابط اسمه شموئيل موريا، احد ضباط القسم العربي في الشاباك، والتي مهمتها كانت إفشال عمليات تجسس من جانب الدول العربية.
ايسر هريئيل طلب منه أن يقيم وحدة من شباب يندمجوا بالمواطنين العرب، ويعيشوا في وسطهم لفترة طويلة. وسيكون لهم دورا عندما تنشب الحرب بين إسرائيل والدول العربية.
شموئيل موريا باشر فورا بتجنيد عشرات الشباب، معظمهم مهاجرين جدد ، وصلوا من الدول العربية المختلفة في موجة الهجرة اليهودية التي عصفت بيهود العالم العربي .
المجندين الشباب اليهود ، جرى اعدادهم خلال أشهر طويلة، في المدرسة العسكرية البريطانية السابقة قرب مدينة الرملة... والتي أصبحت قاعدة للمخابرات الإسرائيلية.
المهمة أوكلت ليهود شباب من مهاجري العراق، "لتحويلهم" إلى عرب فلسطينيين ، قادرين على الاندماج بالوسط العربي دون إثارة الشكوك. الإعداد كان متنبها لكل التفاصيل.أرسل الشباب للعمل في مصانع مختلفة في البلاد حيث كان يعمل العرب أيضا، من أجل التمرن أكثر على اللهجة الفلسطينية، والاحتكاك بالجمهور العربي الواسع.
بعد سنة صعبة جدا من الإعداد، كان كل مستعرب يملك هوية جديدة وقصة تغطية مفصلة للاجئ من لاجئي 48 ، ثم بدا دمجهم بالجمهور العربي في البلدات العربية ومضارب البدو في النقب. وعائلات اؤلئك الشباب لم تعرف ماذا يفعل أبنائها وأين هم موجودين ولم يكن مسموحا للشباب أن يكشفوا شيئا من ذلك..
المرحلة الثانية كانت دفعهم للزواج من نساء عربيات، وأكثريتهم تزوجوا من نساء مسلمات.. بأعراس حسب العادات المتبعة وعلى أساس عقد القران الإسلامي.. وواصل المستعربين حياتهم المزدوجة ، كمسلمين "متدينين" ، وعملاء للشاباك.. ورجال عائلة مستقيمين. ولكن كلما مر الوقت ازداد ضغط العملاء للعودة إلى عائلاتهم اليهودية.
فقط في بداية الستينات ،بدأت خلافات عميقة في قيادة أجهزة الأمن ، حول استمرار نشاط المستعربين، أو الأصح حول الطريق لإنهاء هذه القضية المشينة ، إذ كان واضحا،أن الفائدة التي جناها المستعربين للأمن الإسرائيلي هي غير ذات قيمة ، مقابل الثمن الشخصي الذي اضطروا إلى دفعه.( طبعا لا يذكر الثمن ألتدميري الرهيب لعشرات النساء العربيات المخدوعات والمضللات ولمأساة الأولاد والعائلات العربية عندما ينكشف الخداع بأبشع صوره وأكثرها مأساوية.)

كشف السر الرهيب
جهاز الأمن قرر حل الوحدة. وقائدها موريا واجه حيرة كبرى.هل يترك النساء والأطفال في البلدات العربية، ويعيد الشباب اليهود لعائلاتهم؟ أو يطلب من النساء العربيات تغير دينهن لليهودية، وتربية أولادهن كيهود؟
المستعربون أنفسهم رفضوا ترك عائلاتهم وأولادهم. لذا تقرر كشف السر للعائلات ، وإعادة توطينهم بمحيط يهودي في إسرائيل.
ودعا الشاباك الأزواج زوجا زوجا ، وكشف للنساء المصدومات إنهن متزوجات من يهود عملاء للمخابرات. الصدمة كانت كبيرة. هناك نساء أصبن بالإغماء، وانفجرن بالبكاء.
الكثيرات منهن رفضن تغيير دينهن. والمشكلة الصعبة كانت مع الأولاد. وتقرر في مجلس الحاخامات اعتبار الأولاد كيهود بدون عملية التهويد.
الوفاق العائلي الكاذب لم يستمر لدى قسم من الأزواج. مثلا بعد حرب الأيام أمن.، قررت إحدى النساء أنها غير قادرة أن تعيش بإسرائيل، وان تربي ابنها كإسرائيلي.وان تظل متزوجة لرجل أمن .كانت وطنية عربية، أخذت ابنها وهاجرت إلى عمان، وهناك تزوجت مع احد قادة المنظمات الفلسطينية.
بعض العائلات تفككت، بعضها حاول أن يبني نفسه من جديد. الشاباك واصل دفع معاشات لأبناء العائلات لسنوات طويلة بعد ذلك.
مأساة لكل العمر
يعترف الشاباك أن أبناء تلك العائلات حاولوا أن يبنوا أنفسهم ، وان ينسوا ماضيهم. من أين جاءوا؟ ولكن لم يستطيعوا ذلك. بين الأولاد هناك عدد نجحوا بحياتهم، ولكن أكثريتهم ظلوا بالخلف. يعانون من مشاكل حتى اليوم.احد الأولاد تجند للجيش. سأل المسئول العسكري: لمن أوجه فوهة بندقيتي، لعائلتي العربية أو لعائلتي اليهودية؟
ولم يتلق جوابا.
بعض الأولاد مروا على ظروف متقلبة وقاسية في حياتهم الشخصية، وبعضهم تورطوا بالجرائم والضياع.
لا توجد معلومات حول العدد، وفي الوسط العربي لم أسمع عن الموضوع إطلاقا، ولم ينشر عنه، وأظن أن ما انشره اليوم هو أول كشف عن هذا الموضوع بالعربية.
لا أظن أن القضية يجب أن تنتهي بمجرد النشر.
ما حدث هو جريمة إنسانية بشعة جدا لا تقل عن قتل مجوعة سكانية بدون سبب.
لا أعرف صيغة القانون . ولكن الشعور الذي يتملكني من هذه المأساة، كبير جدا، لدرجة إني بقيت أسبوعا كاملا عاجزا عن الكتابة حول الموضوع.
ربما من الضروري حث العائلات المنكوبة بهذه المؤامرة المشينة ،أن تكشف تفاصيل ما لديها، فهم ضحايا معتدى على شرفهم وكرامتهم وهويتهم وإنسانيتهم، وشرفهم هو شرف كل أبناء شعبنا الذي امتهن بأبشع وأنذل الأشكال الممكنة.
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشارة الاتفاق على حل النزاع هو اللبنة الأولى للدولة الفلسطين ...
- حكاية زوجان نموذجيان
- ليست مخلوقات فضائية التي قتلت جوليانو وفيتوريو
- الاستقلال من الاحتلال - استقلال للشعبين!!
- كتف سلاح لحراس الهمزة
- السيدة المحترمة جميلة
- عشرون عاما على تأسيس فرقة الناصرة للموسيقى العربية
- في إسرائيل: لا يرون إلا الجانب الذي يعجبهم
- -شآبيب- ديوان جيل السبعين للشاعر شفيق حبيب
- تقرير غولدستون مستند دولي لن يلغى بمقال صحفي
- العقول الظلامية لن تقلع الزهور التي زرعها جوليانو مير خميس
- الزخم الثوري العربي أمام المهمة الأصعب
- حديث صريح مع الشاعر الفلسطيني، ابن الناصرة، جمال قعوار* عن ا ...
- معيار المصداقية الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان
- جريس دبيات يصلّي حتى ((تظلين أحلى))
- ثلاثة قصص ليست قصيرة جدا ...
- -رماديات- جريس دبيات تضيء شعراً
- رجل أعمال محترم!!
- حول قرار الإضراب يوم الأرض
- جريس عواد بين هندسة الأرقام والمساحات وهندسة الثقافة والأفكا ...


المزيد.....




- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...
- نادي الأسير: الاحتلال يستخدم أدوات تنكيلية بحق المعتقلين
- رفح.. RT ترصد أوضاع النازحين عقب الغارات
- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل عودة - قضية مشينة .. تفجرها دورية إسرائيلية جديدة !!