أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - تخلصت الشعوب من أبرز منظري ومؤججي صراع الأديان والمذاهب في العالم















المزيد.....

تخلصت الشعوب من أبرز منظري ومؤججي صراع الأديان والمذاهب في العالم


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3354 - 2011 / 5 / 3 - 13:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرون أولئك الذين أدَّعو الإسلام من شيوخ الدين وأساءوا للدين الإسلامي كثيراً, ولكنهم أساءوا في الوقت نفسه لأولئك الذين وضعوا ثقتهم الدينية بهم والتزموا بما صدر عنهم من فتاوى واقتنعوا بنصائحهم التي كانت شريرة وليست خيرة. كما أساء هؤلاء إلى الديانات الأخرى وأتباعها على نطاق واسع. حصل هذا في جميع الدول العربية وغير العربية ذات الأكثرية المسلمة. وهو ما يزال يحصل يومياً في كل الدول العربية وفي سائر بقاع العالم حيثما وجد مسلمون وشيوخ دين يتحدثون باسم الإسلام وليس هناك من يردعهم من حكام تلك الدول أو شيوخه. وسعى هؤلاء مع شيوخ دين وكتاب ينتمون إلى ديانات أخرى, مثل صموئيل هنتكتون صاحب كتاب "صراع الحضارات", إلى إقناع شعوب العالم كله بوجود صراع بين الحضارات أو بين الثقافات وكذلك بين الأديان والمذاهب, وبالتالي فهو صراع بين أتباع الديانات المتعددة. ولا يمكن أن نطلق على شيوخ الدين هؤلاء سوى أنهم دجالون يسعون إلى خداع الناس وإيهامهم بما هو غير واقعي وغير سليم يدفع بهم إلى الموت في سبيل الدين والدين منهم براء.
إلا إن الفترة الواقعة بين العقدين الأخيرين من القرن العشرين وبداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين شهدت بروز دجال هو الأكبر بين دجالي هذا العصر, هو الأكثر دموية وعنصرية وتشدداً, هو الأكثر سادية وكرهاً للإنسان والحضارة البشرية والتمدن, إنه الرجل المصاب بشتى العلل النفسية والاجتماعية, إنه أسامة بن لادن ربيب الفكر الديني المتحجر والمتخلف والمزيف والملتزم بالعنف والقتل والتخريب والمناهض لدينه ولكل الأديان والمذاهب الأخرى.
لم تكن المدارس الدينية المتخلفة والمتزمتة والمتشددة في كراهيتها ورفضها للأديان الأخرى وتنكرها ومحاربتها للمذاهب الدينية الأخرى وأتباعها في الإسلام هي الوحيدة التي تربى فيها ونشأ عليها أسامة بن لادن فحسب, بل ورعته ثلاث دول بشكل خاص وبصورة رسمية وربته ودربته على العنف والقتل وكره الفكر والرأي الآخر, إنها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وباكستان منذ أوائل العقد التاسع من القرن الماشي. وهي التي سعت إلى تأسيس تلك الجماعات الدينية المتشددة في الدول ذات الأكثرية الإسلامية ومدتها بالأموال والتدريب وتربية الكوادر الدينية والعسكرية المتشددة في باكستان وأفغانستان والسعودية وزجتها في حرب طويلة ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان. وحين انتهت الحرب بانتصار تلك القوى المتشددة من أتباع طالبان ومختلف الكتل الإسلامية المتشددة, دارت الدوائر على تلك الدول التي احتضنته وأنشأته ومدته بما يحتاج إليه من مال وسلاح ورجال ومعلومات استخباراتية لتنفيذ عملياته. لنتذكر القول الشعبي يا "حافر البير لا تغمج مساحيها خاف الفلك يندار وانت التگع بيها".
هذا الرجل المريض والمصاب بهلوسة الإيديولوجية الدينية والوعي الديني المزيف والمشوه دفع بتلك القوى التي تحت تصرفه وبما يملك من أموال ورثها عن أبيه والأموال الكثيرة التي كانت تصله من دول عربية كالسعودية ودول الخليج العربي وقوى إسلامية متطرفة ومتشددة ضد الديان والمذاهب الأخرى في جميع أرجاء العالم لتمارس الإرهاب ضد الشعوب والدول الأخرى معتقداً بقدرته على غزو العالم وإقامة الدولة الإسلامية على طريقته ومذهبه الأمي والمتخلف وعلى نهج القوى الاستعمارية العربية القديمة التي غزت العالم باسم الفتح الإسلامي واستعمرته طويلاً حتى سقطت هي تحت الهيمنة الاستعمارية القديمة والجديدة والتي لا تزال تعاني من عواقبها ومظاهرها المختلفة.
لقد زج بأتباعه الجهلة والبؤساء في حرب همجية عدوانية قذرة ضد الشعوب العربية وضد شعوب الدول الإسلامية وضد الشعوب الأخرى, كانت وما تزال أداتها الرئيسية هي التفجيرات الانتحارية والاختطاف والتعذيب والقتل بقطع الرؤوس ونهب الأموال.
وكانت العمليات الانتحارية الثلاث التي تمت في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2011 في نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا هي العمليات الأكثر بشاعة والتي هزت العالم كله ووضعت فاصلاً بين مرحلتين متميزتين بحيث يقال اليوم "قبل وبعد 11 سبتمبر".
إن فظاعة أسامة بن لادن ومن يقف معه ويسانده من وراء الستار لا تكمن في مجموعة القاعدة التي كونها وزجها للقتل والتخريب والتدمير فحسب, بل وبالأساس في نشره أيديولوجية دينية متشددة وعنفية وعفنة تثير الكراهية والحقد والعداء بين أتباع الديانات والمذاهب الدينية وتدعو إلى القتل مما أسهم في تكون الكثير من الفرق الصغيرة التي تمارس ذات الأفعال الإجرامية وباستقلالية عن أسامة بن لادن ومجلس الشورى التابع له. وهكذا برزت وجوه قبيحة في مختلف الدول العربية أو في الدول الأخرى ذات الأكثرية المسلمة من أمثال أبو مصعب الزرقاوي الأردني في العراق أو خلايا نائمة في الدول الغربية التي يمكن أن تستنهض في كل لحظة مناسبة لهم.
لقد قُتل عشرات ألوف الناس في العراق خلال الأعوام الثمانية المنصرمة على أيدي تنظيم القاعدة والقوى المتحالفة معه مثل هيئة علماء المسلمين السنة وقوى البعث الصدَّامية وجماعات إسلامية أخرى مماثلة من حيث الطبيعة والسلوك والهدف ولكنها مختلفة من حيث المذهب. لقد زرع هذا الرجل الموت والدمار في العراق وأفغانستان وباكستان واليمن وغيرها, وترك خلفه ضحايا وأرامل وأيتام في الكثير من الدول مثل بريطانيا واسبانيا وإندونيسيا على سبيل المثال لا الحصر.
أسامة بن لادن, كبير إرهابيي ومجرمي العالم, قُتل يوم الأحد المصادف 1/5/2011 في باكستان على أيدي كوماندوا أمريكي وبقرار صائب من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما, وبهذا وضع حداً لهذا القاتل والداعية المهووس. وستكون بداية مهمة لتراجع جميع هذه التنظيمات خاصة أمام نهوض رائع لحركة الشباب النشطة والديمقراطية عموماً في الدول العربية الداعية إلى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والكرامة والعدالة الاجتماعية وبناء الدولة الديمقراطية والتي يمكن أن تكتسح تدريجاً هذه الحركات الدينية المزيفة والمتخلفة والداعية إلى عودة العالم العربي إلى 1450 سنة إلى الوراء. إن رهان الشعوب على شبابهم المتفتح كبير وعادل وواعد أيضاً لدحر تنظيمات وقى الإسلام السياسية المتطرفة والإرهابية.
إن العالم من دون أسامة بن لادن أصبح أكثر أمناً وأكثر استقراراً, رغم إن قوى الإرهاب ستمارس عمليات سريعة انتقامية ولكنها لن تكون قادرة على استعادة قوة هذا التنظيم الذي تراجع كثيراً في الفترة الأخيرة وستصاب قواه بالإحباط والتراجع. ولكن هذا الاحتمال يفترض أن لا يجعل العالم ينسى وجودهم ومخاطرهم على الأمن السلام في الكثير من دول العالم والحرب العادلة ضد الإرهاب يفترض أن تتواصل على الصعيد العالمي شريطة أن نعمل ونناضل من أجل إزالة كل العوامل والأسباب التي تسببت وستبقى تتسبب في نشوء أرضية صالحة للإرهاب بمختلف أشكاله, وخاصة التخلف والفقر والبطالة وغياب العدالة والاستغلال الأكثر بشاعة والتباين الشديد والمتفاقم في مستويات التطور ...الخ.
إن المسألة الأكثر أهمية لعالمنا المعاصر هي إسقاط نظرية صراع الحضارات والثقافات والأديان والمذاهب, إذ إنها تتسبب في موت الكثير من البشر وتمنع التطور والعمران في العالم, ويفترض أن يتوجه الجهد لتأكيد أهمية حوار الحضارات والثقافات والأديان والمذاهب, وان يعيش عالمنا الحالي تلاقحاً متبادلاً ومثمراً ومتشابكاً فعالاً بين الثقافات وحل مشكلات العالم لصالح الإنسان والاستفادة من ثمار منجزات ثورة الأنفوميديا لصالح الإنسان وجميع المجتمعات.
لنعمل من اجل حق الإنسان في الدول العربية في العيش بكرامة وحرية وحريات ديمقراطية والتمتع بحقوق الإنسان وحقوق المواطنة الحرة والمتساوية وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية في دولة دستورية وديمقراطية حديثة بعيداً عن الاستبداد والعنف والتمييز بمختلف أنواعه وصيغ ظهوره. لنبعد الدين عن الدولة والسياسة, أنه الطريق الوحيد لحماية الدين وأتباعه وإقامة دولة تحترم الإنسان وتحترم الأديان والمذاهب ولا تميز بين أتباع الديانات والمذاهب المختلفة. لنعمل جميعاً من اجل تحقيق القاعدة التالية: "الوطن للجميع والدين لله" في العراق وفي الدول العربية كافة.
3/5/2011 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجريمة والعقاب الذي يستحقه النظام السوري
- النهج الاستبدادي للحكومة العراقية في موقفها من الاتحاد العام ...
- عصابات النظام السوري تمعن في قتل المنتفضين
- الشرعة الدولية لحقوق الإنسان وبناء المجتمع المدني الديمقراطي
- مصير شاكر الدجيلي في ذمة النظام السوري الشمولي!!
- هل بأمر القائد العام للقوات المسلحة في العراق يقتل الناس في ...
- حكم البعث الشمولي وأجهزة أمنه السياسي في سوريا توأم لبغي واح ...
- فحوى ووجهة الحراك السياسي في العراق
- ليست لي حسابات مع الدكتور عبد الخالق حسين لكي أصفيها.. ولكن!
- حفل تأبيني في ذكرى الشهيد الكردي الفيلي باستوكهلم
- نقاش فكري وسياسي مع السيد الدكتور عبد الخالق حسين - الحلقة ا ...
- هل سيؤجج خطاب الأسد الاستفزازي الشعب السوري ضد النظام الشمول ...
- تحية للشيوعيات والشيوعيين العراقيين في ذكرى ميلاد الحزب
- نقاش فكري وسياسي مع السيد الدكتور عبد الخالق حسين - الحلقة ا ...
- نقاش فكري وسياسي مع السيد الدكتور عبد الخالق حسين - الحلقة ا ...
- نقاش فكري وسياسي مع السيد الدكتور عبد الخالق حسين - الحلقة ا ...
- نقاش فكري وسياسي مع السيد الدكتور عبد الخالق حسين
- النظام الشمولي السوري ومحاولات التهدئة الفاشلة !!
- نعم, ماذا يراد للعراق يا محمد ضياء عيسى العقابي؟ -الحلقة الخ ...
- من اجل دعم نضال الشعب الكردي السلمي في إقليم كردستان تركيا


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - تخلصت الشعوب من أبرز منظري ومؤججي صراع الأديان والمذاهب في العالم