أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - النظام الشمولي السوري ومحاولات التهدئة الفاشلة !!














المزيد.....

النظام الشمولي السوري ومحاولات التهدئة الفاشلة !!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3316 - 2011 / 3 / 25 - 23:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبر نضال طويل ومرير من جانب الشعب العراقي وعبر حرب خارجية ضد المجرم صدام حسين استطاع الشعب العراقي الخلاص من نظام البعث العربي الاشتراكي الشمولي والشوفيني البغيض وإلى الأبد. وهو اليوم يطالب بتحسين الأوضاع العامة والخلاص من جملة من السلبيات الكبيرة بما فيها ممارسة المحاصصة الطائفية والفساد المالي والإداري والبطالة ونقص الخدمات وغياب الحريات العامة والتجاوز عليها من جانب أجهزة الأمن وقوى مكافحة "الشغب" ...الخ.
ولكن انتفاضة شعب سوريا تتخذ مجرى آخر, مجرى النضال من اجل الخلاص من حزب البعث العربي الاشتراكي ونظامه الدموي الذي تجاوز حكمه أكثر من نصف قرن, ولن تستطيع قوى الأمن والقوات الخاصة أن تُسكت الشعب السوري أو ترضيه برشوته بعد أن قتلت بدم أكثر من بارد عشرات المتظاهرين وجرح عشرات أخرى والهجوم الشرس على الجامع العمري. ولم يكن هذا القتل وضرب المتظاهرين بقرار من محافظ درعا وأجهزة الأمن فيه, بل هو قرار صادر عن بشار الأسد, إذ لا يمكن لأي جهاز في سوريا أن يتحرك في سوريا دون موافقة الرئاسة والأجهزة الأمنية المركزية في دمشق. من يعرف نظام البعث المركزي يدرك هذه الحقيقة ولا يشك فيها. والشعب السوري يدرك ذلك تماماً ولن تخدعه إرسال امرأة لتتحدث عن إصلاحات جزئية لا فائدة منها.
إن المشكلة في سوريا تكمن في وجود نظام شمولي وسيطرة وقيادة حزب شمولي وشوفيني غيب الحريات العامة وصادر حقوق الإنسان بصورة كاملة وتامة ومنح أجهزة الأمن السورية والقوات الخاصة السيطرة التامة على البلاد وإخضاع الشعب له ولرقابته اليومية على كل حركة شاردة وواردة في سوريا والأفراد والجماعات, إضافة إلى سياسات التمييز والقهر الاقتصادي والاجتماعي والبطالة والفساد المالي والإداري والهيمنة البعثية على كل مجالات الحياة العامة مع انتشار واسع للفقر وتدهور مستوى المعيشة وتراجع سعر صرف الليرة السورية وتراجع قدرتها الشرائية أمام ارتفاع دائم للأسعار, وخاصة في الريف والمدن والتي تجلت بوضوح في مطالب أهالي درعا في مظاهراتهم التي قوبلت بالحديد والنار.
إن ما طرحته مستشارة بشار الأسد السياسية والإعلامية بثينة شعبان من مشروع يعبر عن حقيقة واحدة هي أن النظام السوري وقيادة حزب البعث والدكتاتور الجديد بشار الأسد كلهم يحاولون الالتفاف على الحركة الشبابية و الشعبية السورية بطرح أفكار مجزأة وبعيدة كل البعد عن مهمة الخلاص من نظام القهر البعثي الشمولي.
تقول بثينة شعبان إنهم سيدرسون رفع حالة الطوارئ وسيضعون قوانين أخرى لحماية الأمن. وهذا ما يعبر عنه العرب بأنها "فسرت الماء بعد الجهد بالماء". سيدرسون أولاً وإلى حين إلغاء هذا القانون سيضعون ثانياً قانوناً جديداً ليحل محل قانون الطارئ ولن يختلف عن الأصل في مواده وخنقه للحريات العامة, وستكون الحالة إلى ذلك الحين قد هدأت وتراجعت الفورة الثورية برشوة موظفي الدولة بزيادة الرواتب. وأنهم سيعيدون النظر بالإعلام لزيادة حريته. كل هذه الأمور لم تعد صالحة لإصلاح الوضع في سوريا, إذ إن ما يحتاجه الشعب السوري هو كنس هذا النظام بهيكليته الراهنة, فالأزمة هيكلية, والتخلص من رموزه الأساسية من الحرس القديم والجديد الذي تربى على أيدي الحرس القديم ورميهم جميعاً في سلة المهملات وجعل النظام ورموزه جزءاً من تراث أسود ومؤلم ومرير عاش الشعب السوري طوال عقود تحت وطأته.
أتمنى أن ينتبه المناضلون في سوريا إلى لعبة النظام ورئيسه ومستشاريه ويتجاوزوها بمواصلة التظاهرات لا في درعا التي تحملت الكثير من الآلام والدماء والدموع, بل وفي المدن السورية الأخرى لكي يضعوا حداً لنظام شمولي وشوفيني جائر.
إن النضال السلمي للشعب السوري يمكنه أن يجبر النظام على التخلي عن السلطة السياسية وفتح الطريق أمام بناء دولة وطنية مدنية وديمقراطية ودستورية حديثة وتشكيل حكومة مستقلة وحيادية تلتزم بإجراء انتخابات حرة ونزيهة جديدة تحت رقابة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني ووضع دستور مدني وديمقراطي حديث وجديد يستند إلى مبادئ حقوق الإنسان وقيم الإنسان الحضارية الحديثة.
25/3/2011 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم, ماذا يراد للعراق يا محمد ضياء عيسى العقابي؟ -الحلقة الخ ...
- من اجل دعم نضال الشعب الكردي السلمي في إقليم كردستان تركيا
- جوهر نامق سالم, الإنسان الغائب الحاضر في وعي وأفئدة الشعب ال ...
- شعوب الشرق الأوسط إلى أين؟
- نصف قرن وعائلة الأسد تحكم الشعب السوري بالحديد والنار!!
- نعم, ماذا يراد للعراق يا محمد ضياء عيسى العقابي؟ - الحلقة ال ...
- نوروز رمز الانعتاق والحرية والسلام
- الذكرى السنوية الحزينة لجريمة الإبادة البشرية في حلبجة
- نعم, ماذا يراد للعراق يا محمد ضياء عيسى العقابي؟ -الحلقة الث ...
- نعم, ماذا يراد للعراق يا محمد ضياء عيسى العقابي؟ -الحلقة الث ...
- نعم, ماذا يراد للعراق يا محمد ضياء عيسى العقابي؟
- هل من سبيل لبناء الثقة بين الأحزاب السياسية الحاكمة وفئات ال ...
- ماذا يراد للعراق؟
- حنة رئيس الوزراء العراقي ... ومحنة الشعب به!
- حين يتخلى الديمقراطيون عن ديمقراطيتهم حين يكونوا في الحكم!
- من المسؤول عن اختطاف مجموعة من صحفيي وشباب في بغداد؟
- رسالة جوابية موجهة إلى الأستاذ ديار غريب
- الشعوب العربية تنتزع الديمقراطية... والمالكي يريد انتزاع حري ...
- اجتياح تعسفي في بغداد بأمر المستبد بأمره!
- نداء مفتوح لشعب ومسؤولي وأحزاب إقليم كردستان العراق


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - النظام الشمولي السوري ومحاولات التهدئة الفاشلة !!