أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الجريمة والعقاب الذي يستحقه النظام السوري














المزيد.....

الجريمة والعقاب الذي يستحقه النظام السوري


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3353 - 2011 / 5 / 2 - 14:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوماً بعد آخر يتساقط شباب وشابات سوريا بالرصاص الغادر لعصابات البعث والأمن السورية وأجهزة القمع ووحدات الجيش السوري التي أنزلت إلى الشوارع لتدافع عن نظام استبدادي قاهر يمارس الإرهاب والقمع اليومي ضد الشعب السوري والتجويع والحصار الاقتصادي والعسكري ضد مدينة درعا البطلة. لقد منع كل اتصال هاتفي دولي وإقليمي ومحلي عن درعا بأمل قهرها وفرض الركوع عليها!
لقد احرق النظام السوري كل قوارب النجاة التي كان يملكها مع الشعب السوري, فهو يخوض اليوم معركة حياته أم موته في هذه المعركة غير المتكافئة بين نظام مدجج حتى الأسنان بالسلاح والقوى الغاشمة وبين شعب أعزل يكافح بصدوره العارية وفي هذه الفترة الحرجة من تاريخ ونضال الشعب السوري ضد الدكتاتورية.
ولكن الشعب السوري ذاته يدرك إن هذه المعركة مهمة جداً ويفترض فيه أن يحقق النصر والتغيير الديمقراطي المنشود ضد حثالة المجتمع الحاكمة في سوريا والعابثة بكرامة الإنسان وحياته ومستقبله.
وفي الوقت الذي اتخذت شعوب العالم موقفاً شاجباً لأفعال النظام السوري وضد إجراءاته القمعية الموجهة ضد المحتجين والمتظاهرين والمطالبين بالحرية والديمقراطية, كما طرحت قضيته في المحافل الدولية وفي مجلس الأمن لاتخاذ القرار المناسب بشجب الجريمة الجارية ضد الشعب في سوريا, في الوقت ذاته وقف الحكام في كل من موسكو وبكين إلى جانب النظام السوري مدعين أن ما يحصل في سوريا هو شأن داخلي لا غير وعلى الدول والشعوب الأخرى أن لا تتدخل في ما لا يعنيها! والسؤال العادل الذي يواجه الجميع: ألا يشارك حكام هاتين الدولتين بالجريمة التي ترتكب يومياً في سوريا بسبب سكوتهما على القتل اليومي وبسبب تأييدهما لهذا النظام الجائر, وبسبب استمرار تزويدهما له بالسلاح والعتاد لقتل المزيد من الناس لكي يضمنوا لهم موقعاً مناسباً في سوريا بعد أن خسروا الكثير من المواقع في هذه الدول نتيجة سياساتهم المعادية عملياً لحركات التحرر الوطني والنضال في سبيل الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي لشعوب هذه البلدان.
إن حكام سوريا يلعبون بالنار حين يراهنون على الصراع الدولي حول مناطق النفوذ في العالم بين الدول الأكثر تقدماً اقتصادياً وعسكرياً, بين الدول التي تسعى لفرض الهيمنة بأساليب أخرى وتعطيل عمليات التنمية والتصنيع والتحديث فيها, في حين أن شعوب الدول العربية كلها ودون استثناء تريد التحرر من دور وتأثير الدول الكبرى, تريد أن تعيش في أجواء الحرية والحياة الديمقراطية والتمتع, كالكثير من شعوب العالم, بحقوق الإنسان وحقوق المواطنة, وتمارس واجباتها وتستخدم صلاحياتها لصالح تقدمها الحر وبعيداً عن الاستبداد والإرهاب والقمع والظلم والبؤس والفاقة.
إن حكام سوريا يرتكبون خطأ فادحاً لا يغتفر حين يمعنون بارتكاب المزيد من الجرائم بقتل الناس الأبرياء وباختطاف المتظاهرين من الشوارع ومن البيوت وقتلهم أو اعتقالهم وتعذيبهم حتى الموت في أقبية النظام السوري. إنهم ينزلون لعنة الشعب السوري والشعوب العربية على رؤوسهم ويفقدون كل وهم بالبقاء سعداء وفي اطمئنان في الحكم.
إن الشعوب العربية وكل شعوب العالم تقف إلى جانب الشعب السوري في نضاله العادل وتشجب السياسات التي تمارسها السلطات السورية وتشجب مواقف العداء للشعب السوري الذي اتخذته حكومتا روسيا الاتحادية والصين الشعبية, وبعكس ما يدعون يومياً بوقوفهم إلى جانب حرية الشعوب وسيادتها واستقلالها, وكذلك بعض الحكومات العربية التي لم تعلن حتى الآن عن وقوفها إلى جانب الشعب السوري وإدانتها للجرائم التي ترتكب في سوريا.
إن الجامعة العربية تمارس سياسة الكيل بمكيالين, سياسة مناخين, صيف وشتاء, على سطح واحد وفي وقت واحد. فهي في الوقت الذي اتخذت قرار صائباً بشجب سياسات وقرارات القذافي المستبد بأمره, فإنها عجزت حتى الآن عن اتخاذ ذات القرار المناسب لتأييد الشعب السوري ضد نظام الأسد الاستبدادي. إن الشعوب العربية لم تطالب الجامعة العربية بطلب تدخل قوات حلف الأطلسي في سوريا كما فعلت ذلك مع ليبيا, بل تطالبها باتخاذ موقف الشجب والإدانة على قتل بنات وأبناء الشعب السوري يومياً حتى تراوح عدد القتلى حتى الآن بين 600-700 شهيد, إضافة إلى عدد أكبر بكثير من الجرحى والمعوقين أو الذين سيفقدون حياتهم لاحقاً بسبب إصاباتهم الثقيلة, وكذلك الآلاف من المعتقلين الذين امتلأت بهم السجون والمعتقلات السورية.
إن الشعب السوري يواجه اليوم عصابة من الأوباش تمارس القتل اليومي دون حسيب أو رقيب, وهو بحاجة إلى تأييد ودعم الشعوب العربية والرأي العام العالمي وإلى تأييد ودعم المجتمع الدولي بكل الطرق المتاحة التي تجنب بنات وأبناء هذا الشعب الموت اليومي على أيدي تلك العصابات المنفلتة من عقالها. إن أصوات الثائرات والثائرين في سوريا تستصرخ كل الضمائر الحية في العالم لشجب وإدانة الجرائم التي ترتكب في سوريا واتخاذ القرارات المناسبة لإيقاف نزيف الدم ومساعدة الشعب السوري لانتزاع حريته وإقامة الدولة الوطنية الديمقراطية على أنقاض دولة الاستبداد الغاشمة.
إن الشعب السوري يطالب بشجب موقف كل من روسيا والصين وبعض حكام منطقة الشرق الأوسط, ومنهم حكام إيران والسعودية والسودان " المسلمون جداً! " وغيرهم ممن يساندون بمختلف السبل النظام السوري لكي يواصل ارتكاب جريمته البشعة بحق الشعب السوري ويواصل حكم البلاد.
كم كانت كلمات الشاعر كاظم السماوي قريبة من مهمات النضال الشعبي في سوريا اليوم حين قالها في خمسينات القرن الماضي:
وإذا تشابكت الأكف فأي كفٍ يقطعون
وإذا تعانقت الشعوب فأي دربٍ يسلكون
إن إرادة الشعب السوري ووحدة نضاله وعزمه على تحقيق الحرية والديمقراطية والتمتع بحقوق الإنسان والتقدم الاجتماعي ستنتصر على الحكم الظالم في سوريا. وسنحتفل عاجلاً أم آجلا بالنصر المبين وإن غداً لناظره قريب!
2/5/2011 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النهج الاستبدادي للحكومة العراقية في موقفها من الاتحاد العام ...
- عصابات النظام السوري تمعن في قتل المنتفضين
- الشرعة الدولية لحقوق الإنسان وبناء المجتمع المدني الديمقراطي
- مصير شاكر الدجيلي في ذمة النظام السوري الشمولي!!
- هل بأمر القائد العام للقوات المسلحة في العراق يقتل الناس في ...
- حكم البعث الشمولي وأجهزة أمنه السياسي في سوريا توأم لبغي واح ...
- فحوى ووجهة الحراك السياسي في العراق
- ليست لي حسابات مع الدكتور عبد الخالق حسين لكي أصفيها.. ولكن!
- حفل تأبيني في ذكرى الشهيد الكردي الفيلي باستوكهلم
- نقاش فكري وسياسي مع السيد الدكتور عبد الخالق حسين - الحلقة ا ...
- هل سيؤجج خطاب الأسد الاستفزازي الشعب السوري ضد النظام الشمول ...
- تحية للشيوعيات والشيوعيين العراقيين في ذكرى ميلاد الحزب
- نقاش فكري وسياسي مع السيد الدكتور عبد الخالق حسين - الحلقة ا ...
- نقاش فكري وسياسي مع السيد الدكتور عبد الخالق حسين - الحلقة ا ...
- نقاش فكري وسياسي مع السيد الدكتور عبد الخالق حسين - الحلقة ا ...
- نقاش فكري وسياسي مع السيد الدكتور عبد الخالق حسين
- النظام الشمولي السوري ومحاولات التهدئة الفاشلة !!
- نعم, ماذا يراد للعراق يا محمد ضياء عيسى العقابي؟ -الحلقة الخ ...
- من اجل دعم نضال الشعب الكردي السلمي في إقليم كردستان تركيا
- جوهر نامق سالم, الإنسان الغائب الحاضر في وعي وأفئدة الشعب ال ...


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الجريمة والعقاب الذي يستحقه النظام السوري