في العضد 5 - سيرحل النظام السوري رغم انف الادارة الامريكية واسرائيل

جوزيف شلال
(Schale Uoseif)

الحوار المتمدن-العدد: 3348 - 2011 / 4 / 27 - 19:45
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

المقدمة :
نظام بشار الاسد الدكتاتوري هو امتداد لنظام حافظ الاسد الاستبدادي الذي حكم الشعب السوري لاكثر من خمسة عقود .
نظام بشار وحافظ الاسد ارتكبا جرائم ومجازر بحق كل من عارض ووقف ضد ممارسات الاجهزة القمعية والامنية التي ترتقي الى جرائم ضد الانسانية .
نظام الاب السابق قام بتدمير وجرف مدن سورية وضرب سكانها بمختلف انواع الاسلحة من دبابات وطائرات ومدفعية وغيرها من الاسلحة المحرمة .
نظام الابن الحالي اتضح هو الاخر بانه اكثر دمويا وارهابا واجراما , حقيقة هذا النظام الفاشستي انكشفت منذ اندلاع المظاهرات والاحتجاجات في سوريا مطالبة بعمليات الاصلاح والتغيير والتخلص من الاحكام والقوانين العرفية التعسفية .
حوصرت مدن واقتحمت وقصفت , وقامت اجهزة وعناصر النظام باعتقال المعارضين وتعذيبهم وجرح المئات وقتل الى الان ما يقارب 453 مواطن سوري .
النظامان الدمويان السابق والحالي قاموا بارتكاب ابشع الجرائم وعمليات التخريب والاغتيالات في لبنان وفلسطين والعراق .
في لبنان صنعوا دويلة من المافيات الارهابية تابعة الى النظام الايراني والنظام السوري . المتبقي من الاراضي في فلسطبن قسموها الى نصفين , قسم لا يحل ولا يربط , والقسم الاخر صنعوا منها امارة اسلامية بحيث اصبحت مركز تجمع الاسلاميين والسلفيين والقاعدة والاخوان .
اما في العراق فان من دمر البنية التحتية وقتل مئات الالوف من الابرياء بواسطة المفخخات وعمليات التفجير الانتحارية وغيرها من الاساليب الوحشية البربرية من فتح معسكرات للارهابيين في سوريا وتدريب الساقطين اخلاقيا وارسالهم الى العراق لقتل الشعب العراقي كانت جميعها بدعم وتاييد من النظام والسفاح بشار الاسد .
موقف ادارة اوباما واسرائيل من النظام في سوريا :
اوباما يريد ايصال القيم الامريكية الى الحضيض , لو كان مواطنا امريكيا خالصا واصيلا لوقف موقف الرجل المدافع عن تلك القيم الاصيلة .
لهذا نجد الادارة الديمقراطية ومعها اوباما وشلته يتعاملون بازدواجية وتردد وغموض مع ما يحصل الان في بعض الدول من ارهاب ومجازر تقوم بها انظمة عربية ضد شعوبها .
لو يبقى النظام السوري يحكم الف عام بهذه الطريقة الوحشية فا ن اسرائيل لا تبالي وتكترث بما يحصل على حدودها فيما اذا لم تطلق رصاصة واحدة في الجولان او تنطلق عملية واحدة باسم المقاومة المزيفة التي تقول سوريا بانها تقف معها في لبنان والعراق وفلسطين ولديها ارض وشعب محتل من قبل اسرائيل .
ابواق النظام والمنتفعين والمستفيدين والانتهازيين ومعهم اسرائيل روجوا لبشار الاسد منذ توليه الحكم قبل 10 اعوام بانه مثقف ودكتور وعاش في الغرب وانه اصلاحي وديمقراطي وغيرذلك من التلفيقات والاكاذيب .
اميركا وخاصة الادارة الديمقراطية صدقت بهذا الكلام الملفق , قامت باعادة العلاقات والسفارة مع سوريا مقابل تنازلات قبل بها النظام السوري وهي لملفات سرية وعمليات اغتيالات وتدخلات هنا وهناك تشمل ايران والعراق والسعودية ولبنان وتركيا ودول اخرى .
لهذه الاسباب وغيرها نجد الادارة الامريكية تريد الحفاظ وابقاء نظام بشار الاسد , بالرغم ان اميركا واسرائيل تعرفان حق المعرفة ان من يحكم في سوريا ليست جهة واحدة ولا هو بشار الاسد .
من يحكم في سوريا :
ازلام حافظ الاسد او ما يعرف بالحرس القديم الذي رافق الوالد سنوات طويلة في الحكم والامتيازات والنهب والسلب وافقوا باعطاء منصب رئيس الجمهورية لاحد ابناء حافظ الاسد .
بعد مقتل ابنه الكبير في حادث مجهول وقعت القرعة على الشاب بشار 34 سنة , عدلوا مواد الدستور لكي يطابق المواصفات والقياسات .
كانت بمثابة صفقة سرية عقدت بين اركان النظام السابق مع حافظ الاسد للحفاظ اولا على الحكم الطائفي , ثانيا لابقاء عائلة ال اسد في الرئاسة وتحويلها في السنوات القادمة الى حكم ملكي , النقطة الثالثة احتراما وتقديرا للرئيس السابق حافظ الاسد من الذين تمتعوا بافضاله وخيراته في الاموال والمناصب والامتيازات وغيرها .
تذكرنا هذه المهازل بمهزلة اخرى شبيهة لها حصلت في الاردن قبل وفاة الملك حسين عندما كان مريضا في احدى المستشفيات في اميركا .
الامير حسن كان ولي العهد لسنوات طويلة , دستوريا وقانونيا ان يخلف الملك , رتبت اتفاقية سريعة وسرية مع الملك حسين شاركت فيها اطراف عديدة لكي يبدل ولي العهد حسن وهو اخاه بابنه عبدالله .
منذ ذلك التاريخ اصبح في الاردن عدة مراكز قوى تحكم داخل العائلة الحاكمة ولا يريدون الافصاح عنها وعن تلك الخلافات للحفاظ على كيان المملكة الهاشمية ليس الا .
في سوريا هناك الان ايضا عدة جهات تحكم داخل النظام نفسه , نحن نعرف بوجود انقسامات في كل من الجيش , الاجهزة الامنية , المخابرات , او ما يعرف عامتا الحرس القديم والحرس الجديد .
تلفيقات وادعاءات خطيرة :
النظام السوري يدعي بان سبب ما يحدث الان في سوريا هي مؤامرات خارجية , مرة يتهم لبنان والتيار الحريري , مرة اخرى يتهم العراق والحدود واسلحة مرسلة من الاراضي العراقية , ومرة يتهم اسرائيل والموساد , مرة اخرى يتهم الغرف السوداء الامريكية , اضافة الى التلفيقات والادعاءات الاخيرة بوجود السلفية والقاعدة وامارة اسلامية في هذه المدينة وتلك . . .
هذه الاكاذيب التي لا يصدقها عاقل او مجنون سمعت في تونس ومصر واليمن وليبيا والبحرين وربما غدا في السعودية عندما يثور الشعب السعودي ضد نظامه الوهابي المتطرف .
اما التصريحات الاخيرة والخطيرة التي سمعناها من افواه مرتزقة النظام وهم يقولون بالحرف الواحد /
ليس جميع انواع اللحوم تؤكل , النظام السوري يختلف عن النظام الليبي والمصري واليمني والخ , لسوريا اذرع طويلة في لبنان وفلسطين والعراق .
هذا اول اعتراف خطير وصريح بان ما حدث في لبنان وفلسطين والعراق من ارهاب ومجازر وقتل وتدمير واغتيالات وتصفيات كانت جميعها تقوم بها اجهزة النظام السوري .
اخيرا على العراق ولبنان واوربا واميركا تدويل المشكلة السورية وطلب الحماية الدولية للشعب السوري وتقديم النظام الحالي والسابق الى المحاكم الدولية لارتكابهم جرائم ضد البشرية .
على المعارضة السورية والشعب السوري التخلص من عقدة التدخل الدولي لان العالم اليوم اصبح قرية واحدة ولا يمكن ان تسكت الدول الاخرى عندما يقوم النظام بارتكاب جرائم ومجازر كما هو حاصل اليوم في ليبيا وسوريا .
اليوم نحن في عصر العولمة والمحاكم الدولية والجنايات والانتربول ومذكرات القاء القبض لابسط انسان كان وانتهاءا الى رئيس او ملك دولة .
اذا كانت المسلسلات السورية ربما قد اقنعت البسطاء من الشعب السوري والعربي بتلك الدراما التي نسجها الحالمون لاقناع انفسهم , فهذه لا تنفع وتفيد وتصلح لمجتمعات الانترنيت والفضاء ونظام الموحد الدولي القادم .

#جوزيف_شلال (هاشتاغ)       Schale_Uoseif#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل