أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جوزيف شلال - مصر ما بعد التحرير الى اين ?















المزيد.....

مصر ما بعد التحرير الى اين ?


جوزيف شلال
(Schale Uoseif)


الحوار المتمدن-العدد: 3278 - 2011 / 2 / 15 - 22:39
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



المقدمة :

اخيرا تحررت مصر بعد ثلاثون عاما من معاناة وقهر ودكتاتورية وفقر وفساد وارهاب منظم وجرائم وتخلف ديني وعنصرية ونظام الحزب الواحد والقائد الاوحد الذي حرر سيناء وفلسطين وصاحب الضرية الجوية التي يتباهى بها في كل خطاب يلقيه كان ذلك العمل لم يكن من واجبه , ونسي بطل الامة ان واجب كل من يدخل الى الجيش هو الدفاع عن الوطن وحمايته وهو مجبور بذلك .

نجاح ثورة الغضب الشعبية كانت بفضل العولمة والانترنيت والاتصالات والاعلام , لا يهمنا اذا كانت عملية تحرير الشعوب العربية وغيرها او اسقاط انظمتها وحكوماتها تتم عن طريق الشعوب نفسها او بواسطة وسائل المساعدة كالعولمة والانترنيت او بمساعدات ودعم خارجي كما حصل في العراق ودول اخرى .

الشعب التونسي والمصري باعتمادهما على الوسائل التي ذكرناها قد ازاحا نظام زين العابدين بن علي ونظام محمد حسني مبارك , الخطوة القادمة في مصر ان تكون محاكمة النظام وراس النظام وحزبه وان تتم عملية اجتثاث الحزب وكل من ساهم في عمليات الاجرام والفساد وسرقة الاموال .

حل مجلس الشعب والشورى والمجالس الشعبية المحلية المزيفة والمزورة , انهاء حالة الطوارئ والاحكام العرفية , الطلب من جميع دول العالم تجميد ارصدة النظام في الخارج لرئيس الدولة ونائبه والوزراء والمسؤولين الكبار من اعوان النظام .

اطلاق حرية تكوين الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات والافراج عن المعتقلين السياسيين والغاء القيود على حرية التعبير والاعلام والراي والاتصالات والفضائيات والانترنيت والخ .

على الشعب المصري ان يعي وخاصة قيادات حركة الشباب ان تسرع الى تشكيل وتكوين سلطة مدنية مؤقتة لابقاء الجيش خارج اللعبة السياسية , لان وظيفة الجيش والعسكر هو حماية البلد ولا علاقة له بالسياسة .

مهمة الحكومة الانتقالية وما بعدها ان تكون قبل كل شيئ تغيير الدستور المصري المتخلف الرجعي الذي يقصي الاخر وان يصبح دستور وطني وعلماني يمثل جميع مكونات واطياف الشعب المصري واعلاء دور المواطنة فوق جميع الاعتبارات .

التعديلات الدستورية :

غالبية الشعب المصري وبنسبة 73 % يرغب بتغيير المواد في الدستور التي لها علاقة بالانتخابات وتكوين الاحزاب والغاء حالة الطوارئ وتحديد مدة الرئاسة , هذه المواد تشمل 76 و 77 و74 والمواد المتعلقة بها لكي يمهدوا الطريق الى قيام دولة اسلامية اكثر قمعا وارهابا وفسادا من نظام مبارك الاسلامي وباقي الانظمة العربية الدكتاتورية الاسلامية التي تطبق الشريعة وتتبنى في دساتيرها مواد الفاشية والطائفية والاقصاء . . .

اذا تم تغيير هذه المواد والفقرات في الدستور دون تغيير اهم مادة فيه وهي / الثانية / , هذا يعني ان مصر ستبقى غير مستقرة وفي حالة صراع داخلي لا ينتهي ما بين العلمانيين والاقباط المسيحيين ومن لا يريد دولة دينية من جهة مع نسبة 73 % التي تمثل الاسلاميين من الشعب المصري مع الاخوان المسلمون .

هذه النسبة المخيفة اعلنتها مراكز الاحصاء والاستفتاء العالمية التي تتمتع بمصداقية عالية .
الشعب المصري توحد حول ضرورة اسقاط ورحيل نظام حسني مبارك وحزبه , لكن هل سيراه العالم بانه سوف يتوحد لانشاء عهد جديد لمصر لكي يكون لديها دستور حضاري وعصري وعلماني مع فصل الدين عن الدولة والسياسة ? .

مصر اليوم ليست بمصر ام الدنيا التي عرفها الجميع في حضارتها وناسها وافلامها ومسارحها واغانيها ومفكريها وكتابها , مصر لها تاريخ عريق يمتد الى عمق اكثر من 7000 عام .
مصر عام 1930 وعام 40 و50 و60 و70 اختلفت عن سنة 1980 والسنوات اللاحقة بمقدار 180 درجة وزياده .

من دمر مصر واوصلها الى هذا الحضيض والمستوى من التخلف والطائفية والتزمت الديني الاعمى والاصولية والسلفية الوهابية كانا الرئيس المؤمن المقبور محمد انور السادات و محمد حسني مبارك الدكتاتور الاصولي السابق وحولوها الى دولة متخلفة ودينية واسلامية .

من يريد ان يحافظ على مصر ومستقبلها ان يرفع شعار / مصر دولة لا دينية ولا عسكرية بل مدنية عصرية / .
شباب التحرير بكل انتماءاتهم واطيافهم ومكوناتهم كانوا قد اجمعول على رحيل الدكتاتور ونظامه وخرجوا الى ساحة التحرير وشوارع مصر وباقي المدن الاخرى , لكن عندما رايناهم في الاسبوع الاول وهذه الملايين التي خرجت ! الصورة افزعتنا وصدمت العالم ولكل من شاهد تلك المظاهرات .

المسيرات والمظاهرات كانت ذكورية ومختصة بالرجال , ويبدوا انه كان هناك منع وفيتو على خروج النساء الى الشارع , لكن بعد ان تحدث العالم باعلامه الحر ومن خلال بعض الصحف والفضائيات حول غياب النساء في الشارع ! بداؤا بسرعة البرق باخراج بعض النساء هنا وهناك واغلبهن من المحجبات والمنقبات .

الشيئ الاخر الذي يؤكد ان الشارع المصري متاسلم ومخيف ايضا , اداء الصلوات المليونية في الساحات والشوارع مما يدل على انتشار التدين والصحوة الدينية بين الشعب المصري , وغالبيتهم لايعرفون شيئا عن الدين وهناك منهم حتى القراءة والكتابة لا يتقنها اي امي .

في هذه المناسبة كذلك لا بد ان نقول شيئا للمسيحيين الاقباط الذين قاموا باداء القداديس والصلوات في ساحة الميدان , انتم ارتكبتم خطا كبيرا وجسيما وفاحشا في هذا العمل المخزي لكم وعلى كل من اعطى التعليمات لاداء الصلاة في الشارع , هذا عيب عليكم لان صلاة المسيحية كما هي معروفة لكل مسيحي ان تكون داخل الكنيسة والبيت كما يقول الانجيل / اذا اردت ان تصلي ادخل الى الغرفة واغلق الباب عليك / , واذا صمت فادهن وجهك وراسك بالزيت لكي لا يبان بانك صائم . . .

في المظاهرات رفعت عدة شعارات دينية , شعار اسلامي تم توزيعه ونشره بعد ساعات من انطلاق ثورة الغضب في مصر وهو / هل ترضى ان تكون مصر دولة غير اسلامية ? / .
كان مصر او اية دولة عربية او اسلامية غير مسلمة واسلامية , ربما تناسوا او نسوا بان جميع الدساتير تقول ان الاسلام دين الدولة الرسمي , واللغة العربية لغتها الرسمية , ومبادئ الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع , وغيرها من الفقرات الاقصائية والفاشية والعنصرية .

نعتقد في الانتخابات المصرية القادمة ستحل كارثة وهي بفوز التيار الاسلامي , الاخوان المسلمون يرددون الان بعض الاكاذيب وقولهم بانهم لا يشاركون في الحكومة وليس لديهم مرشح لرئاسة الجمهورية , نحن نعرف انهم يعتمدون على الشارع المتاسلم بنسبة 73 % .

اذن مصر بعد التحرير الى اين ستسير هذا ما سوف تكشفه الايام القادمة , اما الى النعيم او الى الجحيم والتخبط والحكم الديني مخلوط بالعسكر وتحت رحمة شيوخ الظلام والتكفير . . .

بعض التوقعات قيلت وسمعناها اكثر من مرة ومكان حول النظام المصري بعد حادثة كنيسة القديسين في الاسكندرية , السنة الجديدة بدات بالدماء ومن قام بتلك العملية الارهابية كان النظام المصري وعن طريق وزارة الداخلية وزيرها هتلر مصر الارهابي القاتل المجرم حبيب العادلي .

قالوا / هذا النظام سينتهي ويزول بالدم , هكذا اذن تحقق التوقع ورحل النظام بالدماء لاكثر من 300 قتيل و3000 مصاب بجروح .
اخيرا على الشعب المصري ان يختار ما بين الحضارة والانسانية والقيم والاخلاق والمبادئ والديمقراطية واحترام الاخر والعولمة والمواطنة والدين لله والوطن للجميع وفصل السلطات , او الظلمة والارهاب والاقصاء وعدم الاستقرار والكره والحقد . . .



#جوزيف_شلال (هاشتاغ)       Schale_Uoseif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة وموقفها , الثورة والجيش والمحاكمات , موقف الكنيسة و ...
- ارهاب وجرائم الاحزاب والانظمة الاسلامية , الاخوان المسلمون ن ...
- ثورات ضد الانظمة الدكتاتورية ام ثورات الثيران الهائجة للنهب ...
- هولوكوست ابادة المسيحيين في مصر والدول العربية سيستمر
- هل هؤلاء من صنف البشر لكي نحترمهم ويحترمهم العالم ?
- حكومات الاحتلال العربية بلا كرامة واخلاق , مصر والعراق نموذج ...
- العراقية وازمة تشكيل حكومة الدم قراطية !
- واخيرا انتصرت الطائفية وهزمت المواطنة والوطنية في العراق !
- خسارة اوباما وحزبه ومسيرات يوم 11 كانون الاول - ديتسيمبر 201 ...
- الاضطهاد الديني والقومي والحوارات المزعومة
- الملف العراقي في المزاد العلني
- لم يبقى في العراق شيئ في عهد الطغاة الجدد
- سياسة اوباما وانعكاساتها في اميركا وخارجها
- العراق الى اين بعد الانقلاب على العملية السياسية والديمقراطي ...
- احراق المصحف من قبل قس مزيف عملية بربرية ونازية ولا تمت بالق ...
- اللامسؤولية في نشر وثائق سرية في ويكيليكس لصالح من ?
- امام العراقية تشكيل الحكومة او الانسحاب الكامل من العملية ال ...
- الفلم الوثائقي المزور - الحقيقة الصارخة لاسم محمد في التوراة ...
- اوباما يتخلى عن دعم الديمقراطية في العراق
- اوباما وايران والانسحاب وتشكيل الحكومة في العراق !


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جوزيف شلال - مصر ما بعد التحرير الى اين ?