جوزيف شلال
(Schale Uoseif)
الحوار المتمدن-العدد: 3177 - 2010 / 11 / 6 - 18:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ انتهاء السنة الاولى من حكم الرئيس باراك حسين اوباما بدات شعبية الرئيس بالتدني والهبوط نحو الاسفل والنزول الى الحضيض بسبب عدم مقدرته وفشله في ادارة مهام الدولة والحكومة بالاتجاه الصحيح المتعارف عليه في السياسة الامريكية المتوارثة منذ مئات الاعوام من الحكم كنظام ديمقراطي مناهض للتخلف والانظمة الفاشية والدكتاتورية والعنصرية , ولهذا فشل اوباما في عملية ادارة الادارة الامريكية بهذا الاتجاه وهذا الفشل اللامثيل له في تاريخ اميركا في المجال الاقتصادي والانتعاش وزيادة البطالة وتقييد الحريات , وفشل خارجي في مكافحة الارهاب العالمي وضعف السياسة الامريكية تجاه الدول القمعية وانظمة الشر والتطرف . . .
نقول للرئيس اوباما / ان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تعلم فالمصيبة اعظم / , اي ليس بهذه الطريقة / تقاد الابل / في اميركا ! , بمعنى اخر انت لست في ليبيا او كينيا او اندونيسيا وغيرها من الدول المارقة والخارجة على القيم الانسانية وميزتها التخلف والرجعية وصفاتها العنصرية والارهاب والفاشية والنازية ضد الاخر .
حدث ما كان متوقعا وتوقعناه نحن قبل عدة اشهر حيث قلنا ان الخسارة ستكون من نصيب اوباما وحزبه وسوف نعزيه بهذه المناسبة وتلقيه صفعة وضربة لم تكن لا في حسبانه هو ولا حزبه منذ ستون عاما التي لا مثيل لها في الانتخابات الامريكية , وهو حدث مخزي وعار ومشين لان الحزب يفقد لاول مرة هذا الكم الكبير من مقاعد مجلس النواب التشريعي المهم في ادارة الدولة والتشريعات والقرارات .
اليكم بعض المقالات التي نشرناها قبل عدة اشهر وفيها توقعاتنا لهذه الخسارة وفشل سياسة اوباما وحزبه في عملية الحكم والقيادة والادارة :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=230674
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=226853
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=226245
لاول مرة في تاريخ الرؤساء في اميركا يشن رئيسا حملة مسعورة وشعواء مليئة بالكراهية والحقد والبغض والفكر الموروث على من سبقه في الحكم والادارة وهو الرئيس جورج بوش والحزب الجمهوري العريق في السياسة وكيفية قيادة اميركا وتوجيهها باعتبارها اكبر قوة عالمية في الاقتصاد والتجارة والقوة العسكرية والمعرفية وباقي العلوم الاخرى . . .
حاول الرئيس اوباما نقل تجارب ما يحدث في دول العالم الثالث وزرع تلك الفيروسات الخبيثة في الجسم الامريكي من الانظمة والدول ذات الحكم الفردي والقبلي والعشائري والحزب الواحد والرئيس الاوحد الى الابد وشريعة الغاب وقطع الرؤوس والايدي والجلد وهي جميعها ممارسات وعادات وتقاليد لا انسانية وحضارية وبربرية ولا اخلاقية . . .
لا ننسى ان اوباما لم يكن صادقا حتى مع حزبه الديمقراطي اثناء فترة الانتخابات التي جرت عام 2008 خاصة من منافسته السيدة كلنتون وتلك الممارسات الشيطانية ومحاولات الطعن والنيل منها واتهامها بامور عديدة وفي مقدمتها انها تنتمي الى الجناح اليميني في الحزب الديمقراطي الامريكي .
بعد فوز الجمهوريين في هذه الانتخابات التجديدية النصفية التشريعية الامريكية التي تجري كل عامين راينا ايضا لاول مرة يفقد رئيس امريكي مقعده في المجلس وهكذا خسر اوباما الكرسي في مجلس الشيوخ وتم قلعه من جذوره لكي لا يكون هناك نقطة رجوع له مرة اخرى والتعامل في السياسة الامريكية لان لهذه السياسة لها رجالات مؤهلة وقادرة وقوبة مخلصة للمبادئ وللشعب الامريكي وتضحياته عبر التاريخ الطويل والحروب الاهلية والصراعات والدماء التي قدمها الشعب الامريكي الى ان وصلت اميركا الى ما وصلت اليه الان .
المناوئيين لسياسة اوباما من الشعب الامريكي والحزب الجمهوري والمنظمات الاهلية والكنائس والفضائيات الدينية وبعض الصحف والمجلات واللوبيات اليهودية والمسيحية الشرقية ومن اصول اوربية واميركا الجنوبية ووسائل الاعلام الاخرى كان لها دور مهم في عملية اسقاط الحزب الديمقراطي والرئيس اوباما , وفي مقدمة هؤلاء كان حزب او حركة الشاي / تي بارتي / المنضوية تحت خيمة الحزب الجمهوري بحيث تمكن 3 من المرشحين للوصول الى مقعد مجلس الشيوخ و113 مقعدا اي نائبا الى مجلس النواب التشريعي .
نعتقد بانها بداية النهاية لاوباما وكل من يحاول مستقبلا النيل من الثوابت الامريكية و نعتبره نحن بداية اعصار سيغير كل السياسات الامريكية الداخلية والخارجية , كما انه توجد او بالاحرى حملة شنت من الان لطرد اوباما من البيت الابيض والسياسة الامريكية .
الصمت المطبق بانتهاء الصلاحيات :
................................................
لا حظت اغلب وسائل الاعلام العالمية بعدم تغطية الانتخابات الاخيرة لمرشح الدول العربية والاسلامية وهذا الصمت المطبق لبوق التطرف الاسلامي الذين كانوا يؤولون ويعولون على المخلص والمنقذ الجديد كما هو حالهم دائما في عمليات التاوييل والاتكال على الغير بسبب ضعفهم وفشلهم وخيبة املهم واندحارهم في كل شيئ , سابقا رينا كيفية اتكالهم وافتخارهم بان القنبلة النووية الاسلامية الباكستانية ستنقذهم من التخلف والضعف والانكسار والهزيمة وتقويهم على الاعداء ويضربون بها من يشائون او يريدون بمجرد فتوى من معتوه وساقط اخلاقيا وهو يدعو الى قتل البريئ والطفل والمراة والشيخ كما حدث ويحدث الى الان واخر تلك الجرائم ما حصل في كنيسة سيدة النجاة والمذبحة التي حصلت بسبب فكر هؤلاء الكفار والزنادقة وما يحملونه من عقائد فاشية ونازية ضد الاخر , شاهدنا ان باكستان الان وبعد القنبلة النووية لا تستطيع هي ان تدافع عن نفسها ! .
كذلك كانوا الحمقى يعولون على اسلحة الخراب والدمار النووية والجرثومية والغازات السامة في زمن صدام الدكتاتور , وشاهد الجميع بان تلك المخربات لم تقتل سوى الشعب العراقي وشاهدوا ايضا المصير المحتوم لكل مجرم ودكتاتور وارهابي حاول قتل الاخر .
راى العالم اتكال هذه الشعوب المندحرة والانظمة الفاسدة على بعض المنظمات الارهابية كمنظمة حماس والجهاد وحزب الله وغيرها التي يسمونها / مقاومة / , لكن هذه المنظمات كحماس قسمت فلسطين الى دولتين قبل الاستقلال , حزب الله وحربه وتلك الضحايا وخسائر بمليارات الدولارات ونزول عصاباته واحتلال بيروت .
دفعوا بعشرات المئات من الارهابيين والقتلة والمجرمين لافشال التجربة العراقية لكي لاتنتقل العدوى اليهم , ولكن راينا اندحارهم ايضا في العراق وادى الى مقتل مئات الالوف من العراقيين الابرياء كل هذا بسبب دعم وتاييد واسناد الانظمة العربية والاسلامية وشيوخ التخلف والارهاب والدجل والجن والشيطان وارضاع الكبير وبول البعير والرسول وفتاوى النكاح والضراط والفساء وغيرذلك . . .
واخيرا يعولون الان على القنابل النووية والاسلحة الايرانية وسوف عما قريب ما سوف يحدث لايران ونظامها ولكل حادث حديث .
سمعنا مؤخرا في اميركا بان هناك مجموعة من الحزب الديمقراطي الامريكي تلعن الساعة التي رشحوا اوباما لكي يكون رئيسا للبلاد من الحزب الديمقراطي ! .
عندما شاهدوا عملية الانتخابات وما جرى فيها من امور لم يتوقعوها بحيث ان الحزب الجمهوري كان بحاجة فقط الى 39 صوتا , ولكن الحزب انتزع 61 مقعدا من الحزب الديمقراطي , هذه العملية اذهلت كل السياسيين وغيرت كل التوقعات والاحتمالات .
نتوقع مجيئ جون بونر 60 عاما ليكون رئيس مجلس النواب في كانون الثاني المقبل خلفا للفاشلة نانسي بيلوس التي امضت 4 اعوام في هذه المجلس وهو معروف بسياساته اليمينية , كما وجدنا صعود اليمين في صفوف الناخبين الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء , ووجدنا ايضا تراجع الشرائح التي امنت لباراك اوباما وحزبه في انتخابات البرئاسة عام 2008 وهم من غالبية السود والنساء والشباب وايضا من اصول اميركا الجنوبية والمسيحيين العرب وغير العرب من اصول عراقية ودول عربية ومن اوربا الذين سئموا جميعهم من سياسات حكومة اوباما .
هذه الخسارة الكبيرة ستكون لها تداعيات ومدلولات عدة على الانتخابات الرئاسية القادمة في سنة 2012 , حيث بدات من الان واقرار اوباما بهزيمته وانتكاسته وتحمله المسؤولية ورضوخه اخيرا الى ارادة الشعب والناخب الامريكي .
الناخب الامريكي ومسيرات 11 كانون الاول – ديتسيمبر 2010 :
....................................................................................
تصرفات وسياسات اوباما الفاشلة وحتى المتخاذلة تجاه الشعب الامريكي وتعهدات الادارة الامريكية السابقة والتزاماتها تجاه العديد من الاتفاقيات والمعاهدات ووقوفها ضد الانظمة القمعية والدكتاتورية المتطرفة وتراجع اوباما عنها ونقضه للعديد منها ومحاولات التخلص منها كالعراق وافغانستان ومحاربة الارهاب الاسلامي العالمي والدول والانظمة الداعمة له كايران ومصر والسعودية واليمن وليبيا وقطر ودول عربية واسلامية اخرى .
في المقابل الاخر وجدنا كذلك تزايد النقمة والغضب وفي الخطاب ضد سياسة اوباما وحزبه وضد الادارة الامريكية الجديدة , بدات هذه الحملة منذ فترة ليست بالقصيرة كما نعرف تقودها منظمات اهلية غير حكومية وبعض من وسائل الاعلام الامريكية ومنها الصحف والمجلات والكنائس والفضائيات التلفزيونية الناطقة بالانكليزية وقنوات فضائية ناطقة بالعربية وهي دينية مسيحية تقود حملة لتغيير السياسات في اميركا وارجاع اميركا الى مكانتها ووضعها الطبيعي , ومن ابرز هذه القنوات التي ستقود مسيرات ومظاهرات تنطلق من لوس انجلوس والى عدة مدن امريكية وخاصة الى نيويورك وواشنطن يوم 11 كانون الاول من هذا العام احتجاجا على معاناة المسيحيين في الدول العربية والاسلامية من تطهير عرقي وديني وقتل وارهاب . . . وهي قناة الحقيقة الناطقة بالعربية :
http://www.truthsat.tv/viewpage.php?id=1
تصريحات اوباما حول بناء مركز وجامع اسلامي على انقاض مجزرة وضحايا 11 ايلول مبنى التجارة العالمي في نيويورك , ووضع اسم / قرطبة / لهذا المبنى بما له من دلالات ومعاني في التاريخ الاسود لذلك الاستعمار ومحاولة انهاء شعب ودولة ودين وكيان باسم الفتح الاسلامي وتحويلها الى دولة الاندلس الاسلامية . . .
وخطاب اوباما الضعيف ولقاءاته مع بعض الارهابيين من الرؤساء والملوك وامراء الدول العربية والاسلامية كالقذافي وملك الوهابية السعودي وغيرهم , كان لها دور في تزايد النقمة في الشارع الامريكي , سكوت اوباما وادارته حيال البرنامج النووي الايراني , والاتفاق الامريكي – الايراني السري لنقل ملف العراق الى ايران , والانفتاح على النظام المجرم في سوريا وغيره من الانظمة , تساهل الادارة مع بعض المنظات الخارجة عن القانون في العالم . . . , واخيرا ترك معاناة الاقليات الدينية لمصيرها وموتها المحتوم في العراق ومصر وباقي الدول العربية والاسلامية وعدم ايجاد حل وحمايتها من عمليات التطهير العرقي والديني والمجازر التي تعصف بها بين حين واخر واخرها كانت مجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد . . . , كل هذه وتلك وغيرها وما سوف ياتي ستكون لها تداعيات وخيمة على الادارة الامريكية واوباما والمستقبل السياسي لهم .
اخيرا وليس اخرا ما لمسناه مؤخرا وكمثال على ذلك في ولاية اوكلاهوما واثناء الاستفتاء حينما صادقت الاغلبية خلال الانتخابات النصفية التي جرت الثلاثاء 02 / 11 / 2010 والتعديل الجديد الذي نص على / ان يحضر دستور ولاية اوكلاهوما على جميع المحاكم الاخذ في الاعتبار – الشريعة الاسلامية - / .
العبرة من هذا القرار هو انه اصلا لا يوجد تطبيق لاي قانون للمسلم هناك بالشريعة ! , لكن هي خطوة اولى اعتبروها لكي يتم تعميمها على باقي الولايات الامريكية البالغة 50 ولاية .
ومسيرة 11 كانون الاول ما هي الا للاحتجاج والمطالبة للتخلص من شريعة الغاب وقطع الرؤوس والاعناق والانف والاذن والايدي والارجل والجلد واقصاء الاخر وتهميشه واعتباره كافرا ويجب قتله او ان يدفع الجزية وعدم اعطاء حريات الاديان وبناء دور العبادة في الدول التي تقول بان دينها الرسمي هو الاسلام ويعيش فيها الملايين من الاديان الاخرى وهم سكان البلاد الاصليين وعليه يجب ان تكون حقوقهم كباقي شعوب تلك الدول الخارجة عن القانون والديمقراطية وحقوق الانسان وتمارس ابشع الجرائم والمجازر بحق الاخر . . .
#جوزيف_شلال (هاشتاغ)
Schale_Uoseif#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
