أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الاشتراكيون الثوريون - الاشتراكية والفاشية














المزيد.....

الاشتراكية والفاشية


الاشتراكيون الثوريون

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 24 - 18:50
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الفاشية هي شكل خاص من أشكال الديكتاتورية الرأسمالية، تظهر في فترات الأزمة الاقتصادية والسياسية، حين تعجز الطبقة الحاكمة عن حل الأزمة أو كبح المد الثوري، وحيث تكون الطبقة العاملة في حالة من القوة، ولكنها تفتقر إلى التنظيم الذي يمكنها من إنجاز ثورتها.


تلجأ الطبقة الحاكمة إلى دعم المجموعات الفاشية للقضاء على مقاومة العمال، عن طريق تنظيم حملات عقابية ضد العمال المضربين تحت دعاوى وهمية مثل حماية الاقتصاد الوطني، وفي تدمير المنظمات العمالية تحت دعاوى "خطر الشيوعية"، وعندما يفتقد العمال لحزب ثوري قوي قادر على تنظيم مواجهة قوية ضد الفاشيين وقادر على قيادة العمال من أجل تغيير المجتمع تغييرا جذريا وإقامة سلطة العمال، فإن مستقبل وجود الطبقة العاملة السياسي، حتى في شكلها النقابي والحزبي، يكون في خطر، ومن الممكن أن تهاجم الفاشية بعض الرأسماليين وتصادر أموالهم من أجل صالح الرأسمالية ككل وكذلك طموحاتها الاستعمارية.


إن النظام الرأسمالي مأزوم بطبيعته، وفي ظل اشتداد الأزمة، يزداد الفقر والتشريد الذي يروح ضحيته ملايين العمال، بينما تتعرض الشرائح الدنيا من الطبقة المتوسطة، من مهنيين وصغار ملاك في الريف والدينة، إلى السقوط في طبقة العاملين بأجر. وبينما تتصاعد النضالات العمالية، تلقى ترحابا من تلك الشرائح "البرجوازية". بينما تسعى الطبقة الحاكمة إلى مقاومة المد الثوري بكل السبل، العنيفة وغير العنيفة، وحيث لا يكون في مقدورها تقديم تنازلات للعمال، لتخفيف حدة التوتر، فإنها تبث روح الطائفية والعنصرية، وتكون دعامتها في ذلك البرجوازية الصغيرة، التي تتعجل التغيير، ولا تريد دفع الثمن، كما يزداد رعبها من الحركة العمالية القوية.


هنا يأتي دور الفاشية، التي تقوم بتحريض تلك الشرائح من البرجوازية، فتنظمها وتسلحها بمساعدة الطبقة الحاكمة المتمثلة في الدولة والرأسماليين، لتهاج الحركة العمالية، ثورية كانت ام معتدلة. في ظل تكاثر الأحزاب غير المرتبطة بقاعدة حقيقية، والتي تأكلها حمى الانتخابات والمناصب.


يرجع اصل كلمة فاشية"fascism" إلى كلمة fascio وهي حزمة من الصولجانات كانت تُعرض في مواكب حكام روما القديمة دليلا على سلطتهم. وقد اطلق موسوليني في عشرينينات القرن الماضي المصطلح على مجموعته الحزبية، التي استولت على السلطة حتى اصبح الاسم يُطلق على النظام ككل. وقد شاع استخدام المصطلح لوصف الانظمة القومية العنصرية، والاستبدادية.


تصاعدت الحركة الثورية في العالم عقب الحرب العالمية الأولى، ونجاح الثورة الروسية، وفي إيطاليا حقق العمال انتصارات ساحقة وصلت في سبتمبر 1920 إلى سيطرة العمال على مصانع، بل وصناعات بأكملها، وإدارتها. كانوا يقتربون من تحقيق شعار "كل السلطة للعمال"، لكنهم افتقروا إلى التنظيمها والرؤية الصحيحة. كما أن الإصلاحيين، والاشتراكيين الديمقراطيين، قد شعروا بالذعر من تصاعد النضالات العمالية وقوتها، فتخلت عنها، وي ديسمبر1920، كانت اول مظاهرة للفاشية سيطرت على مدينة بولونيا.


لم يقدم موسوليني برنامجا كاملا من البداية، حتى أنه لم يحاول تغيير الدستور، وجاء على رأس حكومة ائتلافية، بينما نشطت عصابات مسلحة بالسكاكين والهراوات والمسدسات، تجاه الافراد والجماعات، وبالتدريج تشكّل النظام الفاشي، القائم على القمع السياسي والاقتصادي للجماهير، مصحوبا بآلة دعاية ضخمة تقدم الوعود بمستقبل وطني اقتصادي وسياسي زاهر، وتبث روح التعالي، والقوة والعنف، وتبرر الاستغلال من اجل نمذج الاقتصاد الوطني، وتحرم النضال المطلبي الطبقي تحت مسمى "الأمة الواحدة". وتصور أزمة الرأسمالية بأنها ازمة الأرباح غير شرعية، أوتحكُم احتكارات ضخمة. كما يزداد الشحن الطائفي، والشحن ضد الأجانب. لم يكن موسوليني نموذج أوحد بل ظهر هتلر في ألمانيا، وفرانكو في إسبانيا..


لم تمت الفاشية بموت زعمائها هتلر وموسوليني، ثم فرانكو، ظلت الأفكار الفاشية موجودة ومحجمة، إلى ان عادت التربة لتكون صالحة من جديد لنموها، فبعد حرب الخليج الثانية، نمت ميليشيات فاشية مسلحة في االولايات المتحدة، كما تصاعد تأثير الفاشية في اوروبا نتيجة للركود الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة وفشل السياسات الحكومية في استيعاب الأزمة بالإضافة إلى تراجع جماهيرية أحزاب الطبقة الحاكمة التقليدية وكذلك أحزاب الطبقة العاملة. هذا الفراغ دفع بالكثير من عمال الياقات البيضاء والمهنيين والبرجوازية الصغيرة إلى أحضان الفاشية التي يتزايد تأثيرها باستمرار.


تدل نتائج الانتخابات البرلمانية، خلال السنوات الخمس الأخيرة، في أعرق الديمقراطيات الأوروبية، وحتى في أكثرها رخاء، إلى تصاعد قوى اليمين المتطرف، التي تجاهر بعدائها للمهاجرين –وهم مسلمون في الأغلب- وتتبنى النعرة القومية المتعالية، وتمجد منطق القوة، لذا فهي أيضا منحازة بشدة للصهاينة.



#الاشتراكيون_الثوريون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفوا: مطالبنا انتزعناها..ولم تكن منحة من أحد
- المجلس العسكري حارس الديكتاتورية والفساد
- مقصلة العمال تقطع رأس -قانون حظر الإضراب-
- ماذا تبقى إذن من مطالب الثورة؟!
- لا لتجريم الاضرابات
- الثورة لن تصبح ورقة في صندوق
- ليبيا .. التدخل الأجنبي..ثورة مضادة
- حل أمن الدولة: انتصار للثورة.. ولكن
- الهلال مع الصليب.. ارحلوا يا كلاب التخريب
- لن ترهبنا اعتداءات الجيش
- ثورتنا مستمرة لأن النظام لم يسقط بعد
- الثورة المضادة تكشف عن وجهها القبيح
- الشعب لازال يريد إسقاط النظام
- ثورة ثورة حتى النصر..ثورة في كل شوارع مصر
- عمال مصر يسقطون نظام الفساد والخصخصة
- لا تفاوض قبل الرحيل
- المجالس الآن أو أبدًا!
- المجد لشعب تونس الحرة
- يسقط برلمان التزوير.. تسقط سلطة مبارك
- لنتحد ضد الاستبداد والظلم والاضطهاد


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الاشتراكيون الثوريون - الاشتراكية والفاشية