أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - الثورات في المنطقة العربية، بين المعادلات الاقليمية والدولية !















المزيد.....

الثورات في المنطقة العربية، بين المعادلات الاقليمية والدولية !


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3345 - 2011 / 4 / 23 - 13:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما جرى في البحرين ، يقال عنه تهدئة موقتة لعاصفة قادمة ، هكذا يمكن وصف الحالة ، خصوصا بعد ان اختلطت الاوراق بين ايران والدول الخليجية حيث اعتبروا ما يجري في البحرين صراع طائفي !!!!رغما عن انف الجماهير البعيدة كل البعد عن الطائفية ، الثورة في البحرين والتي أفزعت الدكتاتوريات الخليجية، خصوصا ، قطبا الرجعية في المنطقة ، ايران والسعودية ، حين سارعتا لاغتنام الفرصة وتحويل هذه الثورة العتيدة الى بنوكهما الطائفية المفلسة ، عسى ولعل يساهم ذلك في ابعاد شبح الثورة داخلهما ، ثورة تنتظر الانفجار في اية لحظة .
أمريكا وبعد أن دمرت العراق وفشلت في تحقيق العديد من مصالحها فيه ، قدمت هذا البلد على طبق من ذهب الى ايران التي اصبحت تتحكم في العراق من خلال حفنة من الطبقة البرجوازية ، تمارس الفساد والقمع والقتل والتجويع واهانة الكرامة الانسانية بالاضافة الى الأفتقار لابسط الخدمات ، تواجه اليوم تظاهرات تناشد برحيل هؤلاء الفاسدين.
ايران ، خصوصا بعد ان باتت شمسها على المنطقة العربية ، أي سوريا، في طريقها الى الغروب ، بادرت الى تحريك اوراقها العراقية فحركت الصدر ليهدد وسط مؤيديه بتفعيل ( جيش المهدي ) مهددا امريكا بضرورة الالتزام بموعد رحيلها عن العراق، ثم ما لبث وان صرح المالكي بان ما يجري في البحرين هو حرب من السنة ضد الشيعة واخيرا اكتملت الصورة بمهاجمة معسكر اشرف الذي يسكنه آلاف الايرانيين العزل من انصار مجاهدي خلق بالدبابات فيقتل أكثر من 30 شخصا .
ليبيا حيث سارعت كل من فرنسا وامريكا وبريطانيا الى عسكرة الثورة فيها ضد الدكتاتور معمر القذافي وانتزاع المبادرات الجماهيرية فيها بحجة الدفاع عن المدنيين وفرض منطقة لحظر الطيران ، لتدمر البلد وتأخذ بزمام المبادرة في أحداثه وتجعل من المقاتلين ضد القذافي قوة فاقدة للمبادرة من دون الغرب . الحلف الاطلسي الذي اصر على قيادة هذه الحملة وانتزاعها من امريكا ، نراه اليوم يوقف القصف تارة ليطلق يد القذافي المجرم كي يفتك بشعبه ، و يقوم بقصف قوات العقيد تارة أخرى، ليعطي للمقاتلين دفعة للهجوم وهكذا دواليك العمليات العسكرية تراوح مكانها لا مغلوب ولا غالب لحد هذه اللحظة . ليبيا التي تمتلك ثروة هائلة من النفط وتعتبر الأقرب الى اوروبا من الدول النفطية الاخرى ، ثروة تسيل لعاب هذه القوى التي تتسارع فيما بينها لتقاسم كعكة بات قطف ثمارها قريب لولا عدم اطمئنان هذه الدول لمن يأتي بعد القذافي.
اليمن وموقعه الستراتيجي بالنسبة للدول الخليجية والغرب نرى فيه التدخل السافر لدول الخليج وفي مقدمتها السعودية ، فبعد ان كان التدخل السعودي عسكريا ايام حرب الحوثيين ، بات اليوم سياسيا من خلال طرح مشاريع تهدف الى نقل السلطة بطريقة تحول دون ان ينال الدكتاتورعلي عبدالله صالح ما ناله زملاؤه، زين العابدين بن علي وحسني مبارك، كي لا تصبح اسقاط هذه الدكتاتوريات وهروب اقطابها عادة تتبعها كل الثورات وبذلك تعطي قوة معنوية كبيرة للثوار في المنطقة باسرها ، المشروع السعودي الخليجي كان في البداية يشبه بالون اختبار بطرحه نقل السلطة خلال شهر ، ثم بعد ان تمت موافقة المعارضة عليه تم اقتراح تمديد الفترة الى ثلاثة أشهر ! والبقية تأتي ، أمريكا وحليفاتها يدركان جيدا بأن ثورة الملايين في اليمن تهدف الى دك عرش الدكتاتور علي صالح الا انهما اختارا الصمت شبه التام ازاء ما يجري في اليمن.
سوريا ( قلعة الصمود العربي ) هذه القلعة الهشة التي تترنح اليوم ، لا امام ضربات ( العدو الصهيوني ) بل أمام تظاهرات تضم عشرات الآلاف من الشباب والنساء والرجال ،لدرجة لم تجد الحكومة فيه وسيلة سوى اللجوء الى تفعيل الماكنة الأمنية السورية التي ضلت قابعة على صدور هذه الجماهير لعقود فبدأت بمواجهة الصدور العارية بالرصاص منتهكة كل القيم والمعايير . ما يجري الآن في سوريا يجعل من شعار( العروبة ) مهزلة تنكشف فصولها يوما بعد يوم فتدفع بدعاة العروبة والصمود من الحكام الى مزابل التاريخ امام صرخة الحرية التي تنطلق من حناجر هذا الشعب الثائر بكل اطيافه وتلاونيه. أما الدور الامريكي والغربي فمشهود له ازاء الثورة في سوريا ، باعتبارها موقعا ستراتيجيا من الناحية السياسية والعسكرية في المنطقة ، فهناك ايران وحزب الله واسرائيل، ودول ما يسمى بـ (الاعتدال العربي) وهو ما جعل الاعلام الغربي يركز على الثورة السورية.
أما كردستا ن العراق حيث سلطة عائلتي البرزاني والطالباني من خلال الحزبين الحاكمين الدمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني واستشراء الفساد والدوس على الكرامة الانسانية والافتقار الى ابسط الخدمات والغلاء الفاحش، اضف الى ذلك القمع البوليسي ومصادرة الحريات واحتكار السلطة والثروة والهلهلة لتوريث ( العرش ) من الاجداد الى الاحفاد ووو.... كل ذلك جعل من شعار ( كوردايه تي ) ينال نصيب زميلته ( العروبة ) من سخط وازدراء لدرجة بات حتى المثقفين القوميين يتراجعون عن مواقفهم في دعم سلطة الحزبين الحاكمين وينظمون بالعشرات الى صفوف الجماهير المنتفظة ، هذه الجماهير التي يراد تشويه صورتها باتهامها بالسلفية وما الى ذلك من خزعبلات تافهة.
المشاركون في هذه الانتفاضة الجماهرية يمكن تقسيمهم الى مجموعتين ، الأولى جماهير لا تنتمي لأي حزب أو جهة سياسية جاءت الى الشارع بهدف تغيير اوضاع معيشية وسياسية لا تطاق في ظل هذه السلطة، اما الثانية فهي احزاب المعارضة - التغيير ، الاتحاد الاسلامي ، والجماعة الاسلامية - وهذه الكتل ممثلة في البرلمان ، أضف الى ذلك الاحزاب غير المشاركة في البرلمان كالحزب الشيوعي العمالي الكردستاني ، وهذه الاحزاب بالاضافة الى تأييدها لمطالب الجماهير ، تمتلك اجندات سياسية خاصة بها .
أمريكا بعد أدركت الدور الايراني في العراق خصوصا في وسطه وجنوبه ، والآن ترى بأم عينها ما يجري في كردستان ،لم تعد تحتمل سقوط حليفتها الاخرى فبادرت الى دعم السلطة الكردية لتعطيها الضوء الاخضر لاتخاذ ما تراه مناسبا لوقف الزحف الجماهيري عند حده فجاء ت عسكرة المجتمع ، وكما نرى القوات العسكرية من ميليشيات وأمن وشرطة انتشرت بكثافة في مدينة السليمانية وضواحيها لتمنع بالقوة اي تجمع أو تظاهرة مستهدفة اشاعة اجواء الرعب والخوف، ولربما تنجر الاحداث الى الهجوم من قبل السلطة على مقرات الاحزاب المعارضة فتشهد المنطقة ما لا يحمد عقباه من حرب أهلية ذاقت الجماهير مرارتها في التسعينات عندما تصارعت الاحزاب الكردية فيما بينها.
انها امريكا ! تساند الدكتاتوريات السائرة في ركابها متجاهلة شعارها الكاذب – الدفاع عن حقوق الانسان – وكأن انسان بلد هو ليس بانسان بلد آخر!
ان اهم العلامات البارزة في هذه الثورات كونها الاولى كما ونوعا في التاريخ الحديث للمنطقة ، حيث كسرت الجماهير حاجز الصمت ثم الخوف وادركت معنى قوتها عندما تتوحد ، بقت مسألة أخرى لا بد من الاشارة اليها وهي دور الطبقة العاملة فهي لم تتموضع في الميدان بكل قوتها كما حصل مع الثورة الايرانية في 1979 عندما دخل عمال النفط في اضراب ادى الى سقوط الشاه فوراً .
ان هدير الثورة قادم رغم كل ما تتعرض له من عوائق ومؤامرات اقليمية ودولية وان المنطقة على ابواب اوضاع جديدة تعيد للانسان كرامته وحريته وعيشه وهي من ابسط الحقوق في هذا القرن، فمن يسبح عكس هذا التيار لا ينال مصيرا افضل من بن علي ومبارك ، وان الغد لناضره لقريب.
23 –4 -2011



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة العاملة التونسية والمهام المصيرية
- حكومة كردستان العراق وحقوق الانسان !!
- غزة الدمار ، غزة الاعمار !! على ضوء المؤتمر الاخير في شرم ال ...
- النكبة الفلسطينية الجديدة
- الاتحاد الوطني الكردستاني ، ومحاولات التغيير من الداخل !!
- السعودية مملكة الصمت ، باستثناء صوت الفتاوى !!!
- على ضوء زيارة الرئيس التركي المرتقبة الى امريكا
- الوضع في العراق بين سندان ايران ومطرقة امريكا !!
- مؤتمر بوش ومحاولة الهروب الى الامام !!
- الدمقراطية والوجه الحقيقي لحماس !!
- تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا ، بين الاعتدال والتطرف ! ...
- حسن نصرالله وتهديداته الاخيرة لاسرائيل !؟
- كلام لا بد ان يقال،!على ضوء المشاكل الاخيرة داخل اتحاد المجا ...
- التهديدات الامريكية لايران ، الاسباب والنتائج
- تشكيل الحكومة العراقية، ازمة امريكا أم ازمة الجعفري
- العرب قي قممهم
- العراق والقفز نحو المجهول !!
- مصادر الارهاب تبحث عن سبل مكافحة الارهاب !!
- الشيوعية العمالية في معترك النضال من اجل الاستحواذ بالسلطة أ ...
- قيمة الانسان بين الحياة والمصالح


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - الثورات في المنطقة العربية، بين المعادلات الاقليمية والدولية !