غزة الدمار ، غزة الاعمار !! على ضوء المؤتمر الاخير في شرم الشيخ

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

الحوار المتمدن-العدد: 2576 - 2009 / 3 / 5 - 08:16
المحور: القضية الفلسطينية
    

انعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية يوم 2 /3/2009 مؤتمر تحت شعار" دعم الاقتصاد الفلسطيني واعمار قطاع غزة " بمشاركة عدد كبير من الدول ممثلة برؤساءها او وفود رفيعة المستوى ، في ختام المؤتمر صرح وزير خارجية مصر بان مجموع المبالغ التي تم جمعها ومن المقرر التبرع بها من قبل الدول المشاركة بلغ اكثر من خمسة مليارات دولار.
قبل ان نخوض في تفاصيل الحدث لابد من التذكير بان نفس هذه المؤتمر عقد بعد الاحتلال الامريكي للعراق وبعد تدمير البلد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وأمنيا ونفسيا وتدمير ما تبقى من بناه التحتية، وقيل بعد المؤتمر بان المليارات تم التبرع بها لاعادة اعمار ما دمرته الآلة الحربية الامريكية وها هي ست سنوات تمضي ولا زال العراق يعاني من نقص حتى في ابسط الخدمات ولا ندري اين هي هذه المليارات واين ذهبت!!
افغانستان كذلك، وبعد احتلالها من قبل قوات حلف الشمال الاطلسي بقيادة امريكا حيث تم تدمير ما تبقى ايام حكم طالبان ، وتم عقد نفس هذا المؤتمر وللغرض ذاته والوعود ذاتها ، وها هي الآن لا زالت تعاني من آثار الدمار حيث لم تكن هذه الوعود وهذه التبرعات سوى حديث للاستهلاك اليومي ، وحتى ان تم التبرع بمبالغ مالية فهي اما سرقت أونهبت ابتداء من المنبع وحتى المصب ولم يصل منها سوى القليل لاعادة اعمار البلد.
الآن نفس السياريو يتكرر اليوم بالنسبة لقطاع غزة . يقولون بان المجتمع الدولي تعهد باعادة اعمار قطاع غزة بعد الحرب الهمجية التي شنتها حكومة اسرائيل فاحرقت الاخضر واليابس وقتلت ودمرت وخربت ، كل ذلك جرى امام انظار هذا المجتمع الدولي الذي يتباهى بكونه يملك قانونا دوليا ! اليس هذا القانون هو الذي اباح لاسرائيل ان تفعل ما تشاء بالسكان المدنيين في قطاع غزة ؟ اليس هذا القانون ومطبقوه هم الذين التزموا جانب الصمت حتى اكملت اسرائيل اكثر من نصف مهتها في هذه الحرب ؟ ليخرجوا بعد ذلك عن صمتهم ويقولوا بعبارة خجولة " ندين الاستخدام المفرط للقوة من قبل اسرائيل " هذا المجتمع الدولي الذي يطلق ايدي حكومة شوفينية عنصرية كالتي في اسرائيل لتعبث بكل شيء في قطاع غزة ، ها هو اليوم يجتمع لاعادة اعمار ما دمرته اسرائيل ، وباختصار اسرائيل تدمر والمجتمع الدولي يعمر!! اضحوكة ما بعدها اضحوكة .
اذا افترضنا بان نصف هذه المبالغ تم جمعها، فهل يا ترى ستوظف لاعادة الاعمار ؟ ام ان مآساة افغانستان والعراق ستتكرر في غزة ؟
اذا افترضنا بان الأعمار قد تم ، فهل هناك من ضامن لكي لا تكرر اسرائيل مجازرها الوحشية مجددا؟
اذا افترضنا بان كل شيء سار على مايرام وتم اعادة الاعمار ، ما الذي يعوض دماء هؤلاء الأبرياء الذين ضحوا بحياتهم ؟ مالذي يجعل الاطفال ينسون اباءهم وامهاتهم وهم يموتون امام اعينهم ؟
انه حقا منطق مغاير لكل المعايير الانسانية ، منطق لا ينم سوى عن الضحك على الذقون وابقاء هذه الشعوب في حالة الترقب والانتظار حتى يأتي الفرج !!.
لقد آن الآوان للبشرية على وجه هذه المعمورة ان تدرك ماهية هذا المجتمع الدولي وماهية سياساته وقوانينه ، وآن الأوان لفضح هذه السياسات وهذه القوانين، ان البشرية المعاصرة لا تستحق ان تحكم من قبل هؤلاء ، بل تستحق عالما أفضل ، عالم خال من الحروب والويلات ، خال من الفقر والجوع ، خال من القمع والاضطهاد عالم تسود فيه الحرية والمساواة، عالم مليء بالمشاعر الانسانية، وهذا العالم ليس سوى عالم الاشتراكية والشيوعية.

#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل