أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله صالح - رياح الرفض والاصرار على التغيير قادمة من كردستان














المزيد.....

رياح الرفض والاصرار على التغيير قادمة من كردستان


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 865 - 2004 / 6 / 15 - 08:04
المحور: القضية الكردية
    


حالة من الاحباط وخيبة الامل تهمين اليوم على مايسمى بـ " الشارع الكردي " ،الكل يبحث عن مخرج من هذا المأزق ،مأزق جاء كنتيجة مباشرة لانجرار الحزبين الحاكمين، الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الدمقراطي الكردستاني ،خلف سياسات امريكا وحليفاتها . في هذا السياق تطرح اراء مختلفة، بعض منها كان ولا زال يؤكد ويصر على ان طريق الخلاص يكمن فقط في الابتعاد عن الأفق السياسي للاحزاب القومية الكردية والأتيان بالارادة الحرة المستقلة للجماهير من اجل فرض مطالبها الانسانية المشروعة لا فقط على الحزبين الحاكمين وعلى السلطات المركزية في بغداد وعلى قوات الاحتلال ، بل وعلىالامم المتحدة كذلك ، ساتناول لاحقا ماهية هذه المطالب. الا انه مازالت هناك أفكار وسياسات تراوح مكانها وتسبح في دائرة سياسة الحزبين الحاكمين ، وعقد الآمال عليهما مجددا في تجاوز هذه المحنة ، هذه الافكار والآراء ليست سوى امتداد لنفس المواقف السابقة التي خلقت حالة الاحباط هذه، وهذا ما يجب ان يدركه الجميع .
المتابع للشأن العراقي ، ومنطقة كردستان بالذات يلمس ويرى بوضوح خيبة الامل هذه والتي اصابت جماهير هذه المنطقة بحيث باتت حتى القنوات الفضائية التابعة لهذين الحزبين، وفي محاولة منها لامتصاص غضب الجماهير ، تنزل الى الشارع في جولات مباشرة داخل مدن كردستان لاستطلاع الآراء بشأن الاوضاع الحالية . الملاحظ ان معظم تعليقات المواطنين الذين أُستُطلِعت آراءهم تتلخص في انتقاد سياسة الحزبين الحاكمين بشكل عام ، وكونها تجري خلف الستار ودون علم الجماهير ورأيها بشكل خاص ، وكذلك ظهور الوجه الحقيقي لامريكا.
هناك أصوات داخل كردستان تنادي ، وكملاذ أخير ، بالعودة الى حمل السلاح والعصيان المسلح ،ان هذا الطرح غير الواقعي بعيد كل البعد عن الاسلوب الحضاري والسلمي في النضال من اجل تحقيق اهداف وتطلعات الجماهير ، بالاضافة الى ان الاحزاب القومية الكردية وخلال عقد من الزمن ، ومن خلال فرض سلطتها على كردستان ، تحول اعضاؤها ، والقياديين منهم بشكل خاص ، الى رأسماليين كبار ذو مصالح اقتصادية واسعة وكبيرة وثروات تقدر بالملايين ، هذه الحالة ستدفع بهم دون شك الى اتخاذ تلك المواقف التي تخدم هذه المصالح بالدرجة الاولى ،أي اتباع سياسة تؤمن لهم الحفاظ على هذه الثروة ، وهو ما يعني ببساطة القبول بكل الشروط الامريكية مع محاولة الاحتفاظ بماء الوجه.
هؤلاء القادة القوميون كانوا في زمن ليس ببعيد لا يمكنهم الوصول والتحدث الا مع بعض الموظفين من وزارة الخارجية الامريكية ، واليوم عندما يتباهون بمنزلتهم لدى الحكومة الامريكية وبان امريكا خصصت لهم الطائرات للنقل واستقبلهم فلان وفلان ، لا يعني ذلك ان مرتبتهم في قائمة اصدقاء امريكا في الشرق الاوسط قد صعدت ، فهم لا زالوا يقبعون في قعر القائمة!
ان السؤال المهم والمطروح حاليا والذي يراود أذهان جماهير كردستان هو : كيف السبيل الى تجاوز هذا المأزق واحقاق الحقوق الانسانية لهذه الجماهير؟
بداية يجب القول بان هناك مؤشرات على خطط امريكا وحليفاتها للمستقبل السياسي في العراق ، هذه الخطط تظهر يوما بعد يوم ، فعلى سبيل المثال، يتساءل البعض عن ماهية المغزى السياسي لتولى رئيس عشيرة منصب رئيس الجمهورية ؟! وظهوره بالزي التقليدي العربي حتى خلال اجتماعه مع رؤساء دول العالم ! مع الاخذ بنظر الاعتبار ان المظهر الخارجي للقادة ، كما هو في كل المفردات الاخرى لحياتهم العامة ، والتي تنقلها عنهم وسائل الاعلام ، يعبر عن سياسة معينة باعتبارهم قادة وليسوا اناس عاديين ، ان هذا الظهور لرئيس جمهورية العراق دليل على ان الحكم الآتي في العراق سيكون طابعه عربياً ، بالمعنى القومي للكلمة ، وان العراق جزء من الأمة العربية ، وهي اشارة واضحة لنوايا امريكا للحكم المستقبلي في العراق ، كما وان ملاطفة السيستاني وبعض من رجال الدين الذين تصفهم بـ " المعتدلين " دليل آخر على دور الدين ورجاله في الدولة العراقية القادمة .
ان الحركة اليسارية بمختلف تياراتها الشيوعية والاشتراكية والعلمانية حركة متجذرة في العراق بوجه عام ، وفي مجتمع كردستان بوجه خاص ، التيار الشيوعي العمالي داخل هذه الحركة تبنى شعار اقامة استفتاء حر في كردستان لتحديد مستقبل هذه المنطقة بالبقاء ضمن العراق أو الانفصال عنه . ان بقاء كردستان ضمن العراق ، وهي دون شك الحالة الافضل ، مرهون فقط بقيام دولة علمانية في المركز، دولة غير قومية، يكون المواطنون فيها متساو الحقوق والواجبات بغض النظر عن انتمائاتهم ، وهو ما يكفل رفع الظلم القومي عن الشعب الكردي، حينها ستنفي الحاجة الى الانفصال وسيكون مطلب البقاء ضمن العراق هو الانسب. أما في حالة قيام دولة قومية عربية أو اسلامية أو خليط من الاثنين في بغداد، فسيصبح شعار الانفصال عن العراق واقامة دولة علمانية غير قومية في كردستان هو الحل الانسب لهذه الاوضاع .
لقد آن الأوان لقوى اليسار ان تلعب دورها التاريخي في هذه الحقبة، وتتموضع وتناضل من أجل وضع حد لتلاعب القوى القومية بمصير المجتمع ، والنضال من اجل تبني الجماهير لشعاراتها وأهدافها ، وعلىالجماهير في كردستان أن ترفع هذا المطلب المشروع والانساني وتناضل من اجل تحقيقه وانهاء هذه الاوضاع وهو ما سيلقى الدعم والتأيد من كل القوى التقدمية والمناصرة للحرية في المنطقة وفي العالم.
‏الاثنين‏، 14‏ يونيو‏، 2004



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فدرالية البرزاني والطالباني في مهب الريح ؟!
- القوى الرجعية، أداة امريكا في العراق !
- الفضائيات العربية وأزمة المصداقية !
- شبح الارهاب
- لا للأسلام السياسي ، لا لأمريكا
- المزاج العام في العراق ليس اسلامياً
- في ذكرى تأسيسه السبعين الحزب الشيوعي العراقي ، بعضٌ من سياسا ...
- كي لا يَنحرف طريق نضال الجماهير ، تعقيباً على أحداث قامشلي
- الفدرالية مشكلة أم حل !
- تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية للمواطنين في ظل التهديد بالح ...
- سفن المعارضة البرجوازية العراقية بانتظار الرياح الامريكية !


المزيد.....




- مفوض الأونروا يحذر من خطط إسرائيل لحل الوكالة: تقوض قيام دول ...
- الأونروا: أنباء عن وفاة طفلين على الأقل بسبب الحر في غزة
- والدة أمير قطر تلتقي المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاج ...
- منظمات حقوقية تنتقد قمع الأصوات المؤيدة للفلسطينيين في أوروب ...
- تعليق أمريكي على إقرار قانون مكافحة البغاء والمثلية الجنسية ...
- هل تصدر -الجنائية- مذكرات اعتقال بحق -نتنياهو- و-غالانت- هذا ...
- العراق يُقر مشرع قانون يجرم العلاقات الجنسية المثلية وسط -ان ...
- لم يتضمن عقوبة الإعدام.. قانون جديد في العراق يجرّم المثلية ...
- واشنطن تنتقد العراق بعد إقرار قانون يجرم العلاقات المثلية
- اعتقال مرشحة للرئاسة الأمريكية بسبب غزة!


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله صالح - رياح الرفض والاصرار على التغيير قادمة من كردستان