أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالله صالح - قيمة الانسان بين الحياة والمصالح














المزيد.....

قيمة الانسان بين الحياة والمصالح


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 946 - 2004 / 9 / 4 - 12:18
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الاحتلال الامريكي للعراق وفر ارضية ملائمة للاسلام السياسي كي يتفنن في العمليات الارهابية ، تفجيرات كانت ام قتل أوذبح ...الخ . قطبي الارهاب ، امريكا والاسلام السياسي يغذيان احدهما الآخر ويوفر احدهما للاخر الذرائع للاستمرار في جرائمهما البشعة .
الاختطاف وسيلة اخرى من الوسائل الهمجية التي يلجا اليها الاسلام السياسي ، فلا يمر يوم دون ان نسمع عن حوادث اختطاف هنا وهناك ، لعراقين كانوا أم لاجانب ، حيث يطرح المختطفون شروطهم ، فاما ان تنفذ أو يصار الى قتل الرهينة اوالرهائن على الطريقة الاسلامية.
آخر هذه الحوادث ، والتي خلقت ازمة حقيقية لا للحكومة العراقية والحكومة الفرنسية فحسب ، وانما لمجمل التيارات الاسلامية والقومية على صعيد المنطقة والعالم ، هو اختطاف الصحفيين الفرنسيين على يد جماعة ارهابية اسلامية تطالب الحكومة الفرنسية بلغو قانون منع ارتداء الرموز الدينية في المدارس الفرنسية ومنها الحجاب الاسلامي.
الاسلام السياسي الذي نشط بصورة واضحة بعد احتلال العراق ، فهو لا يكتفي فقط المطالبة بالاستحواذ على السلطة أو كسب حصة الاسد فيها في العراق ، وانما هذه المرة يسعى لكسب امتياز من الغرب ، وبالتحديد من الدولة التي طالما وقفت ضد الحرب الامريكية على العراق ورفضت الدخول في ما يسمى "التحالف ضد الارهاب " او حتى في تمرير قرارات أمريكية في مجلس الامن، لعل سبب الرفض لا يعود الى سواد عيون الجماهير في العراق والمنطقة بقدر ما هو من اجل تأمين مصالحها والوقوف ضد الرقيب الامريكي والمطالبة بحصة من الكعكة ، الا ان فرنسا ، وحسب تصور التيار القومي اليعربي وبعض الحركات الاسلامية ، لا زالت تترأس معسكر الرفض بوجه السياسات الامريكية في المنطقة وفي العراق بوجه خاص ، لكل هذه الاسباب قامت وسائل الاعلام العربية والعالمية بخلق ضجة كبيرة لابراز هذه المسالة ومخاطرها على المصالح " العربية الاسلامية مع فرنسا " بحيث وصلت الحالة حتى الى مروان البرغوثي ليناشد المختطفين من سجنه الانفرادي بالافراج عن الرهينتين.
لا شك ان هذا العمل الاجرامي الذي اقدمت عليه هذه الجماعة الاسلامية بالتحديد ، وكما كل العمليات الاجرامية الاخرى ، هي موضع تنديد واستنكار شديدين من قبل كل محبي الحرية ومناصري الانسانية في شتى ارجاء العالم ، الا ان ما يثير الدهشة حقا هو الفرق الكبير بين نسبة التغطية الاعلامية ومحاولة انقاذ حياة 12 من العمال النيباليين الذين اعدموا بصورة وحشية على يد الزمر الاسلامية في العراق مع حادثة اختطاف الصحفيين الفرنسيين حيث ان كلتا الحادثتين وقعتا في آن واحد تقريباً .
ان الارهاب هو ارهاب من اية جهة كانت وضد أي كان ، حيث ان الضحية بالتالي هم البشر ، فما الفرق بين حياة انسان وانسان ؟ اليس العمال النبياليون بشر ؟ لكن في عصر التوحش البرجوازي اصبحت حتى حياة البشر تُقَيم وفق المصالح .
واخيرا لا بد من الاشارة الى ان امريكا ليست منزعجة من اختطاف الفرنسيين ، لا بل ويمكن القول بان قاعدة " مصائب قوم عند قوم فوائد " تنطبق عليها باعتبار ان نظريتها القائلة بان الارهاب لا يفرق بين العدو والصديق ويحرق الاخضر واليابس قد تحققت وخلقت ارضية اوسع لارتكاب جرائمها اللاحقة ، بالاضافة الى محاولة توسيع معسكر " التحالف ضد الارهاب ".
‏الخميس‏، 02‏ سبتمبر‏، 2004



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى رفاقنا الذين ضحوا بحياتهم من أجل الاشتراكية
- رياح الرفض والاصرار على التغيير قادمة من كردستان
- فدرالية البرزاني والطالباني في مهب الريح ؟!
- القوى الرجعية، أداة امريكا في العراق !
- الفضائيات العربية وأزمة المصداقية !
- شبح الارهاب
- لا للأسلام السياسي ، لا لأمريكا
- المزاج العام في العراق ليس اسلامياً
- في ذكرى تأسيسه السبعين الحزب الشيوعي العراقي ، بعضٌ من سياسا ...
- كي لا يَنحرف طريق نضال الجماهير ، تعقيباً على أحداث قامشلي
- الفدرالية مشكلة أم حل !
- تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية للمواطنين في ظل التهديد بالح ...
- سفن المعارضة البرجوازية العراقية بانتظار الرياح الامريكية !


المزيد.....




- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالله صالح - قيمة الانسان بين الحياة والمصالح