أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل السعدون - رقصة الديناصور الأخير - قصة قصيرة














المزيد.....

رقصة الديناصور الأخير - قصة قصيرة


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 997 - 2004 / 10 / 25 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


ولج الحانة عند الفجر … !
لم يكن هناك زبائن جدد …ذاتهم من فارقهم قبل نصف ساعة حين غادر صوب الحمام ليغفو قليلاً…!
طلب فودكا جديدة رغم إن نصف كأسه السابق لا زال ملئان …أخرج أوراقه …كتب شعراً يطري فيه الذبح الحاصل في بلده …تجرع نصف الكأس الأول …شعر بالرغبة بالقيء …تلفت حوله …تقيأ على الورق …أختلط الحبر بالقيء …شعر مجدداً بالنعاس …سقط أنفه الكبير على أوراقه …تمرغ بالقيء …أغفى هنيهة …داعبه شيطان الشعر ….أقتحم عليه خلوته …كان طويلاً أسوداً بعمامةٍ سوداء ولحيةٍ كثّةٍ تذكر بلحية بطل تحرير جنوب ل……رباه …كأنه هو …هتف في داخله وهو يراوح بين النوم واليقظة …رفع رأسه …ما شأن هذا والشعر ، وأنا أعرفه نبّاحٌ صياحٌ مشغول بالقتل وبالثأر …!
لا بأس …ليكن هو أمير شعري وشيطانه …لا بأس …فهو على الأقل يلهمني شعراً في إطراء مدينة أم المآذن والعربان المجاهدون العاكفون على ذبح الأمريكان والعملاء في بلدي …!
- لا بأس … ها هي الأبيات النارية الدموية تنهال كقذائف راجمات الفأر أيام عزّة …!
وشرع يكتب … واختلطت كلماته النارية بالقيح والقيء المنبعث من بين شفتيه وأنفه …!
كتب …وكتب …وترنح من طربٍ وهو يشتم ويقذف ويسب ذات اليمين وذات اليسار …شيوعيون – ليبراليون - إسلاميون -يهود - مسيحيون –كردٌ - عربٌ و…و…و…الخ .
- أقسم أنها ستثلج صدر السيد ( عط….) وسينفحني المزيد والمزيد من الدولارات…!!
- فرك يديه جذلاً …نظر إلى ساعته … علي أن ألحق به في مكتبه في المبغى … يجب أن تكون دُرري تلك …تاج رأس الصحيفة وأول ما يطبع ويزوق فيها …!
هرول متعثراً صوب الباب ومنه إلى الشارع فالحافلة الحمراء … قفز قبل أن يغلق الباب !
ضم أوراقه بحنوٍ إلى صدره… !
كان القيء يلطخ وجهه ولحيته النامية التي فاته أن يحلقها منذ يومين ، … لم ينسها … لا فحاشاه وهو الملهم أن ينسى أن يجز ذقنه … ولكنه كان مرتهناً منذ يومين في تلك الحانة …!
مرتهناً… لشيطان الشعر القبلي الذي لازمه منذ ثلاث ليالٍ ، كظله .
دخل إلى المبغي على عجل …أصطدم بالسيد ( عط… ) عند السلم …هتف وهو يسبقه …لقد سبقتك …أنظر لشباب السبعين كيف هم نشطاء ..
قهقه الآخر …ومن مثلك يا …
- أتدري ) … هتف بصوتٍ مرتجفٍ من الحبور وكأنه أرخميدس في زمانه ) ….أنا…( وضرب على صدره بنزق ) … آخر ديناصورات العصر الجليدي …أنا …
- طبعاً …طبعاً ( قاطعه الآخر ) …أنت آخرهم …كلهم خانوا القضية إلا أنت !!…
غمرته النشوة …انتفخت أوداجه المخمورة …أرتفع رأسه الأشيب عالياً …شعر وكأن درجات السلم غدت أجنحة نسورٍ ترفعه صوب الشمس …
دخلا المكتب …
- كيف حال الشغل ..
- أنظر …ها هي آخر إبداعاتي …
كانت الأوراق ملتصقة ببعضها من القيء الذي جفّ عليها …
- لا عليك …هناك في المطبعة سيقومون بإزالة ال…عفواً …لقد تعودنا على ذلك …لا عليك …
- حسناً …أعود الآن …
- طيب …ستصلك نسخة الجريدة على عنوانك في ……
- لا …سأكون في الحانة …
- طيب …هتف الآخر … خذّ …!
ودس في يده رزمةٍ من أوراق الإسترليني …..!
- شكراً …!
- بل لك الشكر يا رجل على دعمك لقضيتنا العادلة …!
كانت الحافلة الحمراء لما تزل واقفة …ولج بسرعة …أتخذ له مقعداً خلف السائق وأغفى…
ما هي إلا هنيهة وإذ بالكلمات العاهرة الجديدة تحاصره …!
ما هي إلا هنيهة وإذ باللغو يحاصره !
- … حسناً سأكسيها ثوب الرجز …!
هتف وهو يفرك عينيه ويهبط صوب الحانة …!
ولج مسرعاً … رقص رقصة الديناصور الأخير … وجلس في الزاوية يتقيأ شعراً يطري فيه …قتلة أمه وأبيه ….وأطفال الجيران …!



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يومٌ من حياة آخر الديناصورات - شعر
- ممارسات سيكولوجية - التنويم المغناطيسي
- العلاج بالطاقة الكونية – منهاج الرايكي – الفصل الثاني
- كيف تبنى الشخصية الكارزمية 2
- العلاج بالطاقة الكونية -منهاج الرايكي
- كيف تبنى الشخصية الكاريزمية ...؟
- منهاج السيلفا في السيطرة على المخ - الفصل الثامن
- دراسة في التأمل وتقنياته - الفصل الخامس
- منهاج السيلفا للسيطرة على المخ- الفصل السابع- برمجة الأحلام
- قوة بلا حدود- الجزء الأول - الفصل السابع - كيف تسيطر على فعا ...
- ماذا لو أغلقت دور الوعظ أو أقصيت من ساحة السياسة والتربية وا ...
- المثلث الذي أبتلع البيضة ...بل السلة كلها ...ولا يزال يطالب ...
- باركر 51 - قصة مترجمة من الأدب الإيرلندي
- كيف تصنع إرهابياً ..؟
- مرثية لشهدائنا صغار حي العامل - شعر
- زائر الكنيسة - قصة مترجمة عن النرويجية - تأليف تور بريكفيند
- تضامناً مع الحوار المتمدن …تضامناً مع شعبنا العربي في نجد وا ...
- قالت أنها تعرف أسرار روعتها ...
- نظرة الإسلام للمرأة - قراءة في بعض أحاديث الرسول
- الأسئلة القديمة المتجددة ...!!


المزيد.....




- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل السعدون - رقصة الديناصور الأخير - قصة قصيرة