أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - مبارك .. الذي لا يتعلم














المزيد.....

مبارك .. الذي لا يتعلم


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3337 - 2011 / 4 / 15 - 18:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بصق الرئيس السابق حسني مبارك في وجوه المصريين جميعا.
هذه هي خلاصة التسجيل الصوتي المتغطرس الذي شاء مبارك أن يكون وسيلته لمخاطبة شعبه بعد شهرين من تنحيته عن حكم البلاد.
وبدلاً من أن يعتذر للملايين من أبناء البلد الذي ذاق المر علي يدي حكمه لمدة ثلاثين عاماً.. راح يهددهم بأنه سيلاحقهم في المحاكم لأنهم تجرأوا وسألوه: من أين لك هذا؟
بدلاً من ان يبدي الندم علي ما انزله نظام حكمه بالوطن من كوارث سياسية واقتصادية.. اظهر لا مبالاة بليدة تجاه مشاعر المصريين وما سببه للأمة من أحزان وأوجاع ومهانة. غير عابيء بشيء سوي ذاته المتورمة.
أما المصالح القومية العليا.. فلا شأن له بها.
المهم فقط هو شخصه. وكأنه فوق مستوي النقد. وفوق مستوي القانون. وفوق المساءلة وفوق المحاسبة. وفوق كل المصريين.
والأعجب أنه لا يدافع عن ذاته المنتفخة بالمنطق أو بالعقل. وإنما هو يتصور أن ذلك الدفاع يتحقق بمجرد "الإنكار" لكل الحقائق الساطعة التي يعرفها كل أبناء هذا الوطن وتلوكها الألسن منذ سنوات ويتندر بها المصريون في مجالسهم العامة والخاصة وتتناقلها وسائل الإعلام والصحف المحلية والأجنبية والمواقع الإلكترونية في الداخل والخارج.
وكانت هذه الحكايات غير المسلية علي الإطلاق هو وقود ثورة 25 يناير وأحد أسبابها. وهي كلها حكايات تدور حول فساد أضخم من الجبال.
وهذا الفساد لم يكن مجرد فساد "عادي" للرئيس السابق وولديه وزعانف نظامه وإنما بات هذا الفساد "مؤسسة" متكاملة. بل أكبر مؤسسة في البلاد قاطبة.
لذلك لم يكن الشعب يتحدث عن فساد مالي فقط. يتجسد في صورة أرصدة في البنوك وعقارات في الداخل والخارج. وأسهم في البورصات المصرية والعالمية. وأصول مالية في شركات محلية وأخري عابرة للقوميات ورأينا كيف كانت أجزاء الصورة تتجمع لنري تسانداً وظيفيا غير مسبوق. بين فساد سياسى وفساد اقتصادي وفساد مالى وإداري وفساد تشريعى.. يدعمه فساد إعلامي فاجر.
لم يكن الحديث عن هذه الأوجه المتشابكة من الفساد مجرد نميمة. بل كان في أحيان كثيرة دراسات وتحقيقات صحفية استقصائية.
لم يكن مجرد "طق حنك" في الوقت الضائع، وبعد سقوط حسني مبارك عن عرشه وتنحيته عن حكم مصر، بل كان اتهاما بأعلي الصوت وجهه العديد من المصريين الشجعان في أوج قوة الرئيس السابق وفي ذروة جبروت نظامه الفاسد.
ولم يكن مجرد اتهام "صنع في مصر" يحمل شهادة منشأ مصرية. وإنما ساندته اتهامات حملتها دوائر إعلامية وحقوقية دولية بعضها دوائر رسمية.
علي سبيل المثال.. نجد أن الرئيس السابق الذي يحتقر ذكاء شعبه مدعيا انه لا يملك أي نوع من الأصول أو الأرصدة خارج مصر.. قد نسي أو تناسي أن عددا ليس قليل من حكومات العالم أعلنت علي الملأ أنها قامت بالفعل بتجميد أرصدة له ولعائلته.
ثم انه ينسي أو يتناسي ان الشعب المصري لا يتهمه فقط بالفساد المالي. وإنما يتهمه قبل ذلك بالفساد السياسي وتزوير الانتخابات مراراً وتكراراً كما يتهمه بالمسئولية عن تعذيب المئات والآلاف من المصريين فضلاً عن تخريب التوازن الاجتماعي حيث أصبح أكثر من نصف المصريين يعيشون تحت خط الفقر. مع الإبقاء علي وصمة الأمية وتكريس أسوأ نظام للتعليم في العالم. فضلاً عن تعريض صحة الشعب لخطر أنواع شتى من السرطان والفشل الكلوي والفشل الكبدي وغيرها من البلاوي.
ومحصلة ذلك كله هي تراجع مكانة مصر الإقليمية والدولية.
فهل يصلح تسجيل صوتي سخيف ومملوء بالغرور والتعالي والتهديد.. في خداع الملايين التي عانت من الإرث الرهيب.
ليس كافياً استهجان هذا التسجيل الصوتي التعيس.. فالأهم هو تقديم صاحب التسجيل إلي ساحة العدالة.
*****



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقاحة بلا حدود:خرافة إخراج مبارك من «بيت الطاعة»
- ما أحلي الرجوع إليه .. العودة إلي -بيت العائلة-
- أرفع راسك فوق أنت فى روز اليوسف
- رسالة عاجلة إلي عصام شرف وعمرو عزت سلامة ..»إعدام« جامعة الن ...
- ثورة علي ظهر سلحفاة!
- الناس يتساءلون: هل تعرضت ثورة 25 يناير.. للاختطاف؟!
- منغصات سخيفة لا تفسد العرس الديمقراطي.. لكنها تستوجب المساءل ...
- جودت الملط وعصام شرف: كبرياء العتاب.. ونبل الاعتذار
- لماذا يكره الناس مباحث أمن الدولة؟
- عصام شرف ومهمة إنقاذ الوطن
- ما رأى المجلس الأعلى والفريق شفيق فى تصريحات وزير الداخلية و ...
- الثورة.. »المفخرة«
- »موضة« الموت حرقاً!:بيانات سياسية بالأجساد
- قانون تغريبة زين العابدين: الخبز بدون حرية وبلا كرامة.. لا ي ...
- المرجئة!
- ثلاثية خروج مصر من فخ الطائفية
- هل أصبح ل»القاعدة«.. قاعدة في مصر؟!
- مصر .. على حافة المجهول
- حائط برلين لا يزال قائماً!
- الورطة!


المزيد.....




- نور عمرو دياب تثير الجدل في فيديو متداول حول علاقتها بوالدها ...
- إيران تحذر مواطنيها من استخدام واتساب وتيليغرام لتفادي الاغت ...
- غالانت يكشف لـCNN الشروط الـ4 التي تحققت لشن هجوم على إيران ...
- قطر تعلن تواصلها يوميا مع أمريكا لإنهاء الصراع الإسرائيلي- ا ...
- مراسلة CNN لترامب: هل ستدمر قنبلة أمريكية برنامج إيران النوو ...
- هل تلبّي أمريكا رغبة نتنياهو وتدمّر منشأة فوردو وأي نوع من ا ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي - ترامب يدعو إلى -استسلام غير مش ...
- متى تستدعي إيران حلفاءها بوجه إسرائيل؟
- جدارية ضخمة في طهران تكريما للمذيعة الإيرانية بعد القصف الإس ...
- الخارجية الروسية: إجراءات إسرائيل ضد إيران غير قانونية وتنذر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - مبارك .. الذي لا يتعلم