أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد الخميسي - محطة الضبعة ومستقبل مصر














المزيد.....

محطة الضبعة ومستقبل مصر


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 995 - 2004 / 10 / 23 - 14:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


عام 1945 كتب العالم المصري الفذ الدكتور مصطفى مشرفة : " إن الحكومة التي تهمل دراسة الذرة إنما تهمل الدفاع عن وطنها" . وكان ذلك العالم العظيم أول من اكتشف إمكانية صناعة القنبلة من الهيدروجين ، وهو ما حدث بعد وفاته بسنوات قليلة في روسيا وأمريكا . وكان العالم الكبير يرى أن تطور الثقافة المصرية مستحيل من غير تطور العلوم وسعيها جنبا إلي جنب مع الأدب والسينما والمسرح والفن التشكيلي . وقد ترك مشرفة بحثا هاما عام 1933 عن مقاييس السلم الموسيقى ، وترجم قصائد لكبار الشعراء الإنجليز ، وأنشأ جمعية لتشجيع الصناعة الوطنية . ولم يكن مستغربا أن يتأسف طه حسين على رحيل مشرفة بقوله : " أمثال مشرفة قليلون .. إذا خسرهم الوطن فلابد من صبر طويل وانتظار متصل قبل أن نظفر بمن يخلفهم " . هكذا أيضا كان طه حسين يدرك عمق العلاقة بين العلم والثقافة ودور كل منهما في تطوير الآخر . وعندما تنشر الصحف عندنا أن هناك قرارا حكوميا بإغلاق المحطة النووية المصرية بالضبعة في الساحل الشمالي وتحويل الموقع لمنتجع سياحي ، فإنها تنشر قرارا بإغلاق ألف صحيفة ومجلة ، وتصادر حق المصريين في تحلية مياه البحر ، وتوسيع الرقعة الزراعية ،
وتوفير مصادر للطاقة الكهربائية ، علاوة على إهدارها للمال العام الذي يقدر بمئات الملايين من الجنيهات التي أنفقت على تأهيل ذلك الموقع في مرسى مطروح وإقامة بنيته الأساسية ودفع أجور العاملين فيه منذ عام 1981 إلي الآن . إن مصادر العالم من البترول والغاز الطبيعي في سبيلها للنضوب ، وما من سبيل سوى استخدام الطاقة النووية بديلا اقتصاديا وحيدا . لهذا تدافع إيران وكوريا وغيرهما بضراوة عن حق الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية لتوفير طاقة بديلة . وليس في مصر سوى مفاعل نووي وحيد في أنشاص ، لا يكفي احتياجات الصناعة الوطنية من لتوليد الكهرباء وتحلية مياه البحر . ولا يحتاج إلي كلام دور تلك المحطات النووية في حماية الأمن القومي من الأخطار التي لا يفصلها عن حدودنا سوى أمتار قليلة . ولنتذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي صرح ذات مرة بأنه سيقصف السد العالي !
إن قرار إغلاق محطة الضبعة أمر يمس مستقبل الثقافة المصرية كلها ، ويهدد بقطع الماء والكهرباء بالمعنى المباشر عن ذلك المستقبل . من ناحية أخرى فإن تطفل وزارة السياحة على الموقع ( كأنما لم يعد للمنتجعات السياحية مكانا آخر ) يشكل بادرة خطيرة من فهم غريب لصورة بلادنا . فليست مصر في نهاية المطاف مجموعة من الشاليهات على شواطئ البحر ، ولا يتخيل أحد أن مستقبل شبابنا محصور في إتقان كلمتي " مرحبا سيدي " بالإنجليزية من أجل السياح . وما من دولة في العالم تخطط لمستقبلها الآن من غير أن تضع في خططها استخدام الطاقة النووية ، لأن ذلك يعني أنها لا تخطط لأي شئ ، سوى إفادة مجموعة من الأثرياء الجدد القادرين على تحويل مستقبلنا إلي مناضد صغيرة من الخوص وعدة شجيرات يلتقط السياح الصور بالقرب منها . إننا لا نطالب بتطوير الأبحاث في مجال الاستخدام السلمي للذرة ، ولا نطالب بإنشاء المزيد من المحطات ، لكننا نريد فقط ألا نهدر ما لدينا . ولا بأس من التذكير بما صرح به الدكتور عبد الفتاح بدوي ممثل مصر في البرنامج الدولي للتحقق من الأسلحة الكيماوية حين قال : " ترى ما حجم ميزانية البحث العلمي لدينا ؟ فلنقارن بين ما ننفقه وما تقوم إسرائيل بصرفه على البحث العلمي والتكنولوجيا ، ولن نجد وجها للمقارنة ".
هل يمكن للدكتورة نعمات فؤاد التي حمت ذات يوم هضبة الأهرام من البيع أن تولي اهتمامها لإغلاق محطة الضبعة ؟ وهل يمكن للأدباء والكتاب الكبار منهم والشباب أن يعتبروا أن أمرا كهذا جدير بالانتباه ؟ أعتقد أن الكتاب من الكبار والشباب سيظهرون شيئا من الاحتجاج الذي يظهرونه عند مصادرة رواية أو قصة أو عند تشدد الرقابة . ويثق الكثيرون أن لدي كتابنا ذلك الضمير الذي يعي أهمية الدفاع عن تطور مصر العلمي وحمايته ، ولديهم أقلامهم .

**



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم يحتفل بمئوية تشيخوف
- صفحة الحوادث والأدب الروائي
- القمة والقمامة في مصر
- ثورة يوليو .. بهجة التاريخ
- نموذج بولاق .. لسيادة العراق
- طانيوس أفندي عبده .. الكاتب المجيد
- بط أبيض صغير
- أدب سياسي
- مجموعة - نيران صديقة - لعلاء الأسواني
- ترجمة الروح
- فاطمة زكي ونساء الثورة
- كلما رأيت بنتا حلوة أقول يا سعاد
- وجهة نظر روسية في الاستراتيجية الأمريكية لعالمنا
- الشيخ أحمد يـاسـيـن ما الذي اغتالوه .. ؟
- القاهرة تهتف للعراق
- راشـيـل كـوري ضـميـر الـزهرة
- الدكتور أبو الغار وكتابه إهدار استقلال الجامعات
- الصحافة المصرية لحظـات مضيـئـــة
- الرد على العملية الأخيرة في العراق
- محمد صدقي .. وداعا


المزيد.....




- بعدما حوصر في بحيرة لأسابيع.. حوت قاتل يشق طريقه إلى المحيط ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لأعمال إنشاء الرصيف البحري في قط ...
- محمد صلاح بعد المشادة اللفظية مع كلوب: -إذا تحدثت سوف تشتعل ...
- طلاب جامعة كولومبيا يتحدّون إدارتهم مدفوعين بتاريخ حافل من ا ...
- روسيا تعترض سرب مسيّرات وتنديد أوكراني بقصف أنابيب الغاز
- مظاهرات طلبة أميركا .. بداية تحول النظر إلى إسرائيل
- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد الخميسي - محطة الضبعة ومستقبل مصر